الاعتذار في الاسلام
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
قيل عن الاعتذار : تحري الإنسان مايمحو أثر الذنب .
كما أنه تبرير لخطأ ارتكبه الإنسان في حق أخيه قولاً أو فعلا
وقد اشاد الله تعالى بالمعتذرين وقابلي الاعتذار بقوله
" الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس "
وجاءت السنة النبوية المطهرة لترشدنا إلى تجنب مايعتذر منه من الأقوال والأفعال !
عن أنس-رضي الله عنه-أنه قال : قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم : ( إياك وكل أمر يعتذر منه ) رواه الحاكم
الاعتذار وقبوله من سمات الصالحين .. فكل ابن آدم خطاء لذلك ليس من معصوم إلا الحبيب- صلى الله عليه وآله وسلم -ومن الكبر أن يخطئ الإنسان في حق أخيه ولايعتذر منه , وكثيرة هي المواقف التي تحتاج إلى اعتذار
ككلمة جرحت مشاعر الآخرين
وعدم وفاء بعهد
أو عدم ردّ عارية في وقتها
أو خلف وعد
إلى غير ذلك من المواقف التي لايخلو يوم في حياة الإنسان منها
والحرص المتبادل بين الناس على الاعتذار من المخطئ وقبول العذر من الطرف الآخر من سمات المسلمين الراغبين في دوام الوحدة والأخوة والترابط مما يجعلهم صفاً واحداً ضد الشيطان وجنده
قال أحد الصالحين
إذا اعتذر الجاني محا ذنبه
والذي لايقبل العذر جانيا
الاعتذار
يمحو الذنب
يُصفي القلوب
يكسب التواضع
يقي من الهلاك
ما أجمل الاعتذار بين الإخوان والأصحاب والأحباب
وليس الاعتذار دليل الضعف أو الغباء والسذاجة كما يظن أكثرهم بل هو القوة ... والثقة ... والنقاء ... والصفاء .... والحب والود
نصيحة
احتفظوا بأحبابكم وحافظوا عليهم بالاعتذار عن أخطائكم في حقهم
فما أجمل التسامح ... وما أروع التصافح ... وما أبدع الاعتذار في غير ذلة وما أجمل قبول العذر وما ارقى من يقبله
استراحة
روى الطبراني عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عفوا تعف نسائكم , وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم , ومن اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل عذره لم يرد على الحوض
اللهم ربنا املأ قلوبنا بمحبتك ... وجمل ألسنتنا بذكرك ... وارزقنا التواضع واللين مع سائر خلقك وأجعلنا من العافين والمعفو عنهم ومن المعتذرين وقابلي العذر
وصلى الله على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
تحياتي