لغيابها..قبيلة من الأسئلة^
أنظر إلى ملامحي في المرآة..
أنظر فيها إلى مهارة بنان الزمن.. وكيف أنه له القدرة على أن يحفر أخاديده وممراته الوعرة في وجهي وبدقة متناهية حد القسوة..
أشعر أن في عينّي حزناً دفيناً..
وماء كالبحر..
وصور قديمة..
وتلويحة مسافر..
وابتسامة وداع..
وستائر مسدلة..
وليل طويل..
وأنت..
أنت الحكاية التي لا تنتهي.. لأن النوم لا يجيء..!!!
أرجع البصركرتين.. إلى تلك المرآة..
أحاول ان أزيل تلك الأتربة التي سكنت صفحتها..
فلربما عادت ملامحي لعنفوان حضورها.. لعنفوان وهجها.. لعنفوان عنفوانها..
قبل أن يغرس نواة فراقه في منتصف غفلتي..
قبل أن يزرع نخيله على امتدادكوني..
ويعود مواسم القطاف..
يطرق الذاكرة..
ويعبئ سلالها بتمورالأسى..
ويرحل من جديد..
هذه المرآة..
تماماً هذه المرآة..
تشبه ذاكرتي.. إنها تعكس كل ما لا يمكن الإمساك به..
وتشبه وجهي.. الذي ما عادت له منافذ ضوء..
وتشبه تعبي.. الذي غزته الانكسارات..
وتشبهني..
صامتة.. كل شيء يعبر ممن خلالها بكتمان شديد.. !
غادة