نحصد ما تزرع ايدينا
عندما تعطلت سيارة امرأة كانت مسافرة في وسط الطريق، وقف شاب لمساعدتها، لكنها خافت وبدا القلق على وجهها واضحاً لأن شكله أوحى بأنه فقير وقد يغدر بها في أية لحظة. إلا أن السيدة لم يكن أمامها خيار إلا ان تقبل مساعدته لأنها ظلت واقفة لفترة طويلة دون أن يمد شخص يد المساعدة لها.
اقترح الشاب على السيدة أن تبقى داخل السيارة لتقي نفسها من البرد القارص فنزل تحت السيارة وبدأ بإصلاحها.
تمكن أخيراً من إنجاز المهمة فابتسم وطلب منها أن تجرب تشغيل السيارة. نجح الأمر، عندها سألته عن المبلغ الذي يريده لقاء تلك الخدمة الكبيرة. كانت السيدة لتعطيه أي مبلغ يريده نظراً لسوء الموقف التي كادت تواجهه لولا خدمته الجليلة.
إلا أن الشاب ابتسم وقال لها اسمي بريان ولا أريد منك مالاً. كل ما أريده منك أن تمدي يد المساعدة للشخص التالي الذي تصادفيه محتاجاً لها.
أكملت السيدة طريقها فتوقفت بعد بضعة اميال لترتاح في إحدى المطاعم الصغيرة على الطريق. وجدت في المطعم نادلة حامل في شهرها الثامن ومع ذلك تتسم رغم صعوبة الوضع والآلام التي تعيشها في تلك الفترة.
بعد أن قدمت النادلة الخدمة على أكمل وجه وأعطت السيدة منديلاً جافاً لتجفف شعرها المبلل من المطر، دفعت لها السيدة 100 دولار، فأسرعت النادلة لجلب باقي النقود، لكنها لم تجد السيدة عند عودتها. وجدت رسالة على الطاولة تقول لها أنها لا تدين للسيدة بالباقي، بل قالت لها الرسالة أن السيدة تركت لها 500 دولار أخرى تحت مفرش الطاولة.
فرحت النادلة بتلك النقود وهي عائدة إلى المنزل لأنها كانت تفكر بصعوبة الحال وحاجتها هي وزوجها للمال خصوصاً مع قدوم الطفل الشهر المقبل.
حالما وصلت المنزل عانقت زوجها وقالت له "أحبك يا براين" قبل أن تخبره عن المال الذي حصلت عليه من السيدة.