قصة رابعة العدوية الحقيقية
ولدت رابعه العدوية بمدينه البصرة في القرن الثاني الهجري , ولدت رابعه بعد ثلات بنات فكانت رقم اربعه بينهم فسماها ابوها رابعة , والعدوية لا نها كانت من بني عدوة , ولدت رابعه لاب فقير جدا لدرجة انها عندما ولدت لم يكون في البيت اي شيء ولا حتي خرقة تلف بها الطفله , وكان ابوها عابدا وكثير الصلوات , فحاول ان يسال احدا لمساعدته ولكنه لم يتمكن , في هذه اللحظة التي تملاؤه بالهم , راح في غفوة فحلم برسول الله صلي الله عليه ياتيه ويقول له ماقصه في الصباح " لاتحزن فهذه الوليدة جليلة , وان سبعين من امتي ليرجون شفاعتها , ثم امره ان يتوجه الي امير البصرة وان يكتب رقعة من ورق يخبره فيها ان النبي زاره في منامه وقال له انك تصلي كل ليله مائه ركعه ويوم الجمعة تصلي ربعمائه ركعة ولكنك نسيت ان تصلي تلك الجمعة فادفع مافي الورقة كفارة مانسيت .
في تلك البيئة الدينيه نشات رابعه وحفظت القران وتعلمت الحديث وهي في سن الزهور , وعاشت طوال عمرها عذراء بتول برغم تقدم افاضل الرجال لخطبتها ولكنها فضلت العبادة وحياة الزهد عن الزواج , وقعت في الرق بعد وفاه والديها وكانت صغيرة ففرقت الايام بينها وبين اخواتها , وذاقت مراره اليتم وشربت ذل الاسر وحرمت من اخواتها ,اسرت لدي رجل غليظ القلب فاذاقها من الوان العذاب فكانت تهرب من سجن ذلك الرجل وقسوته الي رحب الايمان والعباده ومع ذلك كانت تؤدي عملها باخلاص في بيت ذلك الرجل حتي استيقظ ذات ليله علي صوتها وهي تتعبد لله وتقول , الهي انت تعلم ان قلبي يتمني طاعتك ونور عيني في خدمتك , ولو كان الامر بيدي ماانقطعت لحظة عن عبادتك ,, لكنك تركتني تحت رحمة مخلوق قاس من عبادك .وبينما اخذ ذلك الرجل يراقبها وجد النور ينبلج من حولها ففزع واطلق سراحها , اي حررها من العبودية وذهبت الي الفضاء الرحب تتسم هواء الحرية , وعملت كعازفة ناي كي تكسب قوتها , واخذت تقضي ليلها كله في عباده ربها ومناجاته , فهي اول من اطلق عليها سيده الحب الالهي ,ولها عده مواقف مشهوده للزهد ولها اشعار معروفه في العشق الالهي مثل
احبك حبين حب الهوي فاما الذي هو حب الهوي
واما الذي انت اهل له فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
وحبا لانك اهلا لذاك فشغلي بذكرك عمن سواك
ولكن المستشرقين حاولوا ان يشوهوا صورتها لانها كانت عازفه ناي , واعتقد ان الفيلم كان ماخذوا من قصة من ادب الاستشراق , لان رابعه لم تكن راقصه في اول حياتها كما راينا نشاتها الدينية الصحيحه , حتي انها كانت خجولة جدا , حدث ان ذهبت الي السوق وهي شابه فنظر اليها رجل وما ان لمحت تلك النظرة حتي وقعت مغشيا عليها من الخجل كما ذكر ذلك في سيرتها , فكيف لشخصية بهذه الصفات تكون عملت كراقصه وشربت الخمور ؟
طبعا قصة الفيلم نصفها الاول لم يكن لتلك السيده فقد اختلط الامر علي كاتب القصة , فرابعه ليس بها من الصفات المذكورة الا النصف الاخر من الفيلم , قد يمت بصله الي القصة الحقيقية لها , في معامله الرجل التي كانت تخدم في داره , من الصعب علي سيدة لها ماضي مخزي ان تصل الي هذه المرتبه من الكرامه والشهرة في عالم الارواح والزهاد والصوفيين , فدائما الانسان يحن لاصله , فالبطبع هذه قصة رابعه العدويه الحقيقيه , اما الاسطورة فكانت من خيال المؤلف الذي استوحي فكرته من كلام الاستشراق الذي دائما يشكك في الاسلام ويظهر معظم الشخصيات الاسلامية المؤثرة بشيء من الاساءة الا قليل من المستشرقين الحياديين الذين تطرقوا لقضايا الدين بنظرة عادله , وكان نصيبهم من دراسه الدين الايمان به ثم اعتناهم الاسلام مثل الشهير جارودييه الفرنسي الاصل الذي اصبح يدافع عن الاسلام بكل شجاعة