محاولة للفهم !!!
أسعى للفهم سعي الفراشة حثيثاً لنار خلاصها، تحريرها ، موتها. وحين لا أفهمني تحديداً، أضع كل الأشياء على رف انتظار أمقته ويكرهني. لا تحاول ان تفهم ولا تحتال على الوعي الخاص بالشخص ذاته، مهما تضاءل ذاك الوعي ، يظل في شعوره حقيقي وفاره، اجلس في الزاوية ان أردت، تسلى بغزل دثار يحمينا من هذه الفورات الطبيعية في مهب البدء، في الأثناء تساءل، أو حاول أن تفعل، أيجب عليك حقاً التبصر في حد فص الروح المُقابلة، أيطون في الإمكان معرفة دقائق الأمور التي تدوي في مخيلة طفل؟
أطعم المرارة في قعر الروح يتشابه وطعم آخر، ألا نختلف كثيراً في تقييم الأشياء ، التصرفات، المنطق، الأولويات.؟ أين نحن من دائرة الفهم الكبيرة والمتشعبة في هذا العالم المُضجر؟ أتوصل احدٌ ما لفهمٍ تجاوز الشعور واستقر في العقل؟ أيمكننا منطقة المشاعر مثلاً؟ أسرها في دائرة الممكن والمقبول والمعروف والمتاح..الخ.؟
أأقول لك شيئاً آخر ربما يساعدك في التفسير..
متعبةٌ أنا. متعبةٌ مني، مشغولةٌ بي.مرتعبةٌ من كمية ما تخليتُ عنه، من نوعية ما تركته، من محطات حياتي كلها وذكرياتي الثرية التي تجاوزت، من كمية الملاحظات الصغيرة التي مزقتُ ومني!
متعبةٌ أنا ومشغولةٌ بي أكثر من أي شخصٍ مر بك، فأنا مختلفة لأنني أنا وأنت مختلف وهم مختلفون، الإختلاف يا سيدي ليس وصمة عار نتنصل منها، وليس بإختيار نعرفه ونتجنبه ولا يسألون أحداً هناك قبل الخلق، ماذا تريد ان تكون؟ وكما تعلم أنا إنسان قدري وأعلم أن هذا قدري، وأعلم أنني صعبة في سهولتي، وأعلم يقيناً أن الأشياء التي لا يلحظها أحد تمر بي ساطية وقاهرة، وأن الأشياء التي تهم كل الناس لا تعنيني.
أسعى لأكون أنا كل ذاك الوقت الذي عشته مع ذاتي ، وسأظل بلا رتوش أو نكهات مستحدثة، سأظل تلك الطفلة التي تغمي اصابعها في اللون لتشعر به..فلا تحاول سوى ان تربت على كتفي ان مسني الحزن وتمضي الى المقعد تزرع دفئاً قد يكفي برودة تنهشني ولن تعرفها ابداً.
راقنى