مصر تتحدث عن نفسها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للمجد أقوام وديار وأهل
اما القوم فمختصرون في شخص واحد
وهو شاعر النيل
واما الديار فهي الديار المصرية
واما الأهل فهم أهل مصر العربية
فتحية احلال واحترام لشاعر
والديار وأهلها الكرام
وانا ابحث في مكتبة عمتي
الرهيبة
وقعت عيني علي هالكنز
مصر تتحدث عن نفسها
فهاكموه يا احبت مصر وأهلها
وأوعدكم ان شاء الله
بديوان الشاعر وعن حياته
هذه القصيدة لشاعر النيل لحافظ إبراهيم([1])، وهي من البحر الخفيف، وعدد أبياتها (57) بيتاً. أنشدها في الحفل الذي أقيم بفندق الكونتننتال، لتكريم عدلي يكن باشا([2])، بعد عودته من أوربة، قاطعاً المفاوضة مع الإنجليز، ومستقيلاً من الوزارة. نشرت في 15 ديسمبر/أيلول سنة 1921م. وهي على لسان مصر تتحدث عن نفسها.
مصر تتحدث عن نفسها
وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدى
وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى
أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق و دراته فرائد عقدى
أى شئ فى الغرب قد بهر الناس جمالاِّ ولم يكن منه عندى
فترابى تبر و نهرى فرات و سمائى مصقولة كالفرند
أينما سرت جدول كرم عند زهر مدنر عند رند
أنا ان قدر الاله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى
ما رمانى رام وراح سليماِّ من قديم عناية الله جندى
كم بغت دولة على و جارت ثم زالت و تلك عقبى التعدى
اننى حرة كسرت قيودى رغم رقبى العدا و قطعت قدى
قل لمن أنكروا مفاخر قومى مثل ما أنكروا ماّثر ولدى
هل وقفتم بقمة الهرم الأكبر يوما فرأيتم بعض جهدى؟
هل رأيتم تلك النقوش اللواتى أعجزت طوق صنعه المتحدى؟
هل فهمتم أسرار ما كان عندى من علوم مخبوءة طى بردى؟
ذاك فن التحنيط قد غلب القدم و أبلى البلى و أعجز ندى
ان مجدى فى الأوليات عريق من له مثل أولياتى و مجدى ؟
أنا أم التشريع قد أخذ الرومان عنى الأصول فى كل حد
ورصدت النجوم منذ أضاءت فى سماء الدجى فأحكمت رصدى
وقديما بنى الأساطيل قومى ففرقن البحار يحملن بندى
فسلوا البحر عن بلاء سفنى وسلوا البر عن مواقع جردى
أى شعب أحق منى بعيش وارف الظل أخضر اللون رغد
نظر الله لى فأرشد أبنائى فشدوا الى العلا أى شد
انما الحق قوة من قوى الديان أمضى من كل أبيض هندى
قد وعدت العلا بكل أبى من رجالى فأنجزوا اليوم وعدى
امهروها بالروح فهى عروس تنشأ المهر من عروض و نقد
وردوا بى مناهل العز حتى يخطب النجم فى المجرة ودى
وأرفعوا دولتى على العلم والأخلاق فالعلم وحده ليس يجدى
وتواصوا بالصبر فالصبر ان فارق قوماِّ فما له من مسد
واستبينوا قصد السبيل و جدوا فالمعالى مخطوبة للمجد
**************
في امان الله