لماذا الوقوف علي جبل عرفات .. ؟ و لماذا سمي بهذا الاسم
يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: الحكمة من الوقوف بعرفات هو التشبه بحال الواقفين في فسيح القيامة وقد تبعث كل أمة نبيها وكل يرجو النجاة والواجب علي الحاج في هذا الموطن أن يضرع إلي الله ويلجأ إليه في المغفرة ليتحقق الرجاء في الرحمة.
سمي بذلك لأن الناس يتعارفون فيه أو لأن جبريل طاف بإبراهيم كان يريه المشاهد فيقول له:"أعرفت ؟ أعرفت؟"، فيرد إبراهيم: "عرفت ، عرفت". أو لأن آدم وحواء "عندما هبطا من الجنة" إلتقوا فعرفها وعرفته في هذا المكان.
سمى عرفات لأ حدثنا عمر بن حفص بن غياث. حدثنا أبي عن جعفر. حدثني أبي عن جابر في حديثه ذلك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "نحرت ههنا. ومنى كلها منحر. فانحروا في رحالكم. ووقفت ههنا. وعرفة كلها موقف ووقفت ههنا. وجمع كلها موقف ".
ن آدم و حواء تعارفا عليه.
قد قيل أن عرفة سمي بذلك لأن الناس يتعارفون فيه أو لأن جبريل طاف بإبراهيم كان يريه المشاهد فيقول له:" أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟ "، فيرد إبراهيم: "عَرَفْتُ، عَرَفْتُ". أو لأن آدم وحواء "عندما هبطا من الجنة" إلتقوا فعرفها وعرفته في هذا المكان.*****جبل عرفات هو جبل يقع علي بعد 20 كيلو متر شرقي مكة، السعودية. تقام عنده أهم مناسك الحج، والتي تسمى بوقفة عرفة وذلك في يوم التاسع من شهر ذي الحجة. وتعد الوقفة بعرفة أهم مناسك الحج كما قال الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) «الحج عرفة[1]».**** يقف الملايين من حجاج بيت الله الحرام، فى التاسع من شهر ذي الحجة، على أطراف جبل عرفات في خاتمة مناسك الحج، ذلك حتى كأنه الحج كله، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة" "رواه الترمذي والنسائي"، وكذلك ليكثروا الدعاء، إذ قال صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة" "رواه الترمذي".
ويجتمع الحجاج فى هذا اليوم، فيصلون الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم، ويبقون هناك إلى غروب الشمس.
ومما ورد فى فضل هذا اليوم المبارك، ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء".ويقع عرفات خارج حدود الحرم، حيث يبعد عن مكة 21 كيلو متراً تقريباً، وهو أحد حدود الحرم من الجهة الشرقية، وإجمالى مساحته 10.4كم.
ويحد عرفات من الجهة الغربية وادي عرنة، وبه مسجد نمرة الذى صارت مؤخرته بعد التوسعة داخل عرفة، وبقيت مقدمة المسجد خارج عرفة، فيُنتبه لذلك حيث لا يصح الوقوف فى مقدمته.ويقف الحجاج هناك لينادوا بالنداء الذي يسلب الألباب: "لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك.. ان الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك".
وهو نداء يرفعه نحو ثلاثة ملايين حاج سنوياً جرياً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
على صعيد عرفات يقف حجاج بيت الله الحرام من كل لون وجنس في ثياب واحدة وبهدف واحد وفي مكان واحد على الرغم من تعدد جنسياتهم ولغاتهم وأعراقهم، وعلى الرغم من المشقة والعناء نتيجة ارتفاع جبل الرحمة وشاخصه الأبيض عن سطح الأرض. وكثير من الحجاج يصعدون الجبل معرضين أنفسهم لمخاطر السقوط، رغم ان صعود الجبل ليس فرضاً ولا سنة على أية حال.
فجبل الرحمة يصل طوله إلى 300 متر وعدد درجات السلم المؤدية لقمته هى 110 درجات، أما الشاخص الأبيض والذى جرى له العديد من الترميمات فيصل طوله إلى 7 أمتار.
ويقول الباحث في الشأن الاسلامي هاني ماجد الفيروزي ان هناك عدداً من الروايات حول سبب تسمية الجبل بـ"عرفات"، منها انه سمي بذلك لتعارف آدم وحواء فيه.
ومنها من اشار الى ان جبريل عليه السلام قد عرف فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام بمناسك الحج وسأله هل عرفت؟ فاجــابه بنعم، ومنها من ذهب الى ان الناس فــيها يعترفـون بذنوبهم ويطلـبون المغــفرة من الله فيها خاصة وان الله سبحانه وتعالى ينزل في هذا اليـوم الى السماء الدنيا ويتـباهى بعباده ويغفر لهم.ويميل الفيروزي الى ان الاصل في تسمية عرفات بهذا الاسم يعود الى دعاء سيدنا إبراهيم الخليل بعد انتهائه وولده سيدنا اسماعيل عليهما السلام من بناء الكعبة المشرفة في قوله تعالى "ربنا أرنا مناسكنا" فنزل سيدنا جبريل وعلمه المناسك.
فالحج لم يفرض إلا بعد بناء إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة، وأن الأنبياء الذين حجوا البيت كانوا بعد إبراهيم عليه السلام وما قبل ذلك غير معروف ولا ثابت إنما هي روايات أهل الكتاب والذي اشار اليها الحافظ بن كثير.
ويشير الفيروزي الى ان الشاخص الموجود على جبل الرحمة قد أقيم للدلالة على أن هذا الموقع هو عرفات فقد كانت الناس تصل إلى هذه الأودية المتشابهة من طرق عدة ومناطق مختلفة موضحاً انه لو كان في الوقوف على هذا المكان ميزة عن غيره لكان رسول الله قد وقف عليه أو مر به كما فعل عند "قزح" بالمزدلفة لما جاء فى ذلك من روايات، إذاً جبل الرحمة مثله مثل جبل عرفات الواقع فى الشمال الشرقي والتلال المحيطة به والشاخص للدلالة فقط.
وعن جبل الرحمة قال الفيروزي هو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة كـــــــبيرة يقع في شرق عرفات بين الطريق رقم 7 و 8 وسطح الجبل مستو واسع يدور عليه حائط ساند ارتفاعه نحو 57سم وفي منتصف الساحة دكة مرتفعة بحوالــي 40 سم وبأسفل هذا الجبل مسجد الصخرات ومجرى عين زبيدة ويحيطه فـــــــى السهل رشاشات الماء بارتفاع 4م لرش الماء وقت الوقوف لتلطيف الجو وتخفيف حرارة الشمس.
وفي عرفات مسجد يسمى بمسجد الصخرات وهو يقع اسفل جبل الرحمة عـــلى يمين الصاعد إليه وهو مرتفع قليلاً عن الأرض يحيط به جدار قصير وفــيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وهــو على ناقته القصواء.
وفي حديث لجابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر في موضع مسجد نمرة ثم ركب حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء الى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقــــبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص، وفي هذا الموقف نزل عليه صلى الله عليه وسلم.. قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.
ويقول الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد: "لم أر من أفراد الكتابة عن "جبل إلال بعرفات" والذي اشتهر بعد باسم "جبل الرحمة" مع ما للكتابة عنه من أهمية لا تخفى، لما علق في قلوب العامة من البدع والضلالات والخرافات.
ويضيف: "هذا الجبل لم يأت له ذكر قط في السنة المشرفة، وبالتتبع حصل أن اسمه الذي سمته به العرب هو - إلال- على وزن -سحاب- وعليه الأكثر أو على وزن -هلال- كما في كثير من أخبار العرب وأشعارها... وأقدم نص وقفت عليه فى ذكره باسم -جبل الرحمة- هو في رحلة ناصر حسرو المتوفى 444هـ، المسماة "سفرنامة" ثم هو منتشر بعد في كتب الفقهاء والعلماء من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم.
ويؤكد الشيخ أبوزيد: أنه لا يثبت لهذا الجيل إلا اسمان هما -جبل إلال- وهو المعروف في لسان العرب شعراً ونثراً، و-جبل عرفة- وهو مروي عن ابن عباس - رضي الله عنه - وأن استعمال الفقهاء دائر بين هذين الاسمين -جبل عرفات- و-جبل الرحمة- وأن هذا الاسم: -جبل الرحمة- من جنس تعبيرهم عن -الحجر- من البيت باسم -حجر إسماعيل- بدعوى أن إسماعيل - عليه السلام - دفن فيه، وهو غلط لا تسنده رواية صحيحة البتة.
ويقول الشيخ أحمد المزروع القاضي "إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصعد الجبل ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم انه صعد نهائياً، بل وقف بالقرب من الجبل ومن اعتقد ان صعود الجبل سنة فهو مبتدع، ويظهر ان تسلق الكثير من الحجاج هو نتيجة للجهل فيجب على من اراد الحج ان يتفقه فى دينه ويعرف أمور حجه.
فعرفة كلها موقف ومن وقف في أي مكان في المشعر، فقد تم حجه والرسول الله صلى الله عليه وسلم قال "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عرنه"، ومن اعتقد أن الجبل هو المخصص بالوقوف فهو اعتقاد خاطئ وقال صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم وبين الشيخ المزروع أن المقصود بـ"الحج عرفة" هو أنه من أدرك الوقوف بعرفة فى ساعة من ليل أو نهار قبل طلوع شمس يوم العيد فانه يعتبر أدرك الحج، ومن فاته الوقوف فقد فاته الحج، ويتحلل من إحرامه بعمرة.
أما الأستاذ الدكتور أحمد البناني أستاذ العقيدة والأديان بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى فيقول: إن هذا الجبل في الأصل لا يسمى جبل الرحمة وإنما هو جبل عرفات، وقد بين النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الوقوف عند الجبل ليس فرضاً ولا واجباً إنما سنة لمن استطاع، وقد وقف عليه الصلاة والسلام أسفل الجبل ولا يشرع صعود الجبل مطلقاً وليس في تسلقه أي نسك.
وكما هو معروف فان نشأة مكة ترتبط بقصة سيدنا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام حيث أمر الله إبراهيم أن يذهب بابنه إسماعيل إلى الوادي الذي أقيمت فيه مكة، وأن يسكنه فيه، فامتثل إبراهيم لأمر الله، وارتحل إلى ذلك الوادي، وكان قفراً خالياً من السكان، وترك زوجه هاجر وابنها الطفل إسماعيل في هذا المكان الذي لم يكن فيه ماء وإنما نبع الماء من بين أصابع إسماعيل بعد أن يئست هاجر من وجوده وهي تسعى باحثة عنه بين صخرتي الصفا والمروة من أجل إنقاذ ولدها، وكان وجود الماء في هذا المكان أمراً عجيباً، فجذب القبائل التي كانت تسكن بالقرب منه، حتى أن قبيلة جرهم طلبوا من هاجر أن ينتفعوا بماء زمزم، فأذنت لهم، وبدأوا يقيمون بيوتهم في هذا المكان، ومن هنا كانت نشأة مكة، وفيها عاشت هاجر وإسماعيل بين قبيلة جرهم، وتزوج منهم إسماعيل، وبذلك زحف العمران على مكة واتسعت وذاعت شهرتها بين المدن خصوصاً بعد بناء إبراهيم للبيت الحرام، وأصبحت مكة مكاناً مقدساً، وزادها الله تشريفاً بهذا البيت.
وقد قامت قبيلة جرهم بخدمة الكعبة ورعاية زوارها حتى ضعفت وحل مكانها قبيلة خزاعة ثم قريش بعد ذلك بزعامة قصي بن كلاب الجد الرابع للنبي، والذي أسس دار الندوة بالقرب من الكعبة ليتشاور فيها زعماء قريش، وفي عام 571م.
شهدت مكة حدثين عظيمين، أولها هزيمة أبرهة ملك الحبشة الذي ساق جنوده يتقدمهم فيل ضخم يريد هدم الكعبة، والثاني مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان لأهل مكة منزلة عظيمة عند العرب، والعرب ينظرون إليهم نظرة تقدير واحترام ويرونهم قادة وسدنة المركز الديني بصفتها مشرفة على مصالح الوافدين إلى البيت الحرام، وظلت مكة تحتفظ بمكانتها حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى عبادة الله عز وجل وترك عبادة الأوثان حتى خرج منها مهاجراً إلى المدينة بعد ثلاثة عشر عاماً، ثم عاد فاتحاً لها دون قتال، وطهر البيت الحرام من الأصنام التي كانت محيطة به، ومن هذا التاريخ أصبح لمكة مكانة فى قلوب المسلمين في أرجاء الأرض وذلك لأن بها البيت الحرام الذي يتوجه إليه الناس في صلاتهم، ويقصدها الناس لحج بيت الله الحرام.
{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَ