لِتِلْكَ الرَّاحِلَةُ فِي زَمَنِي :
هَلْ جَاءَكِ أنَّ اللَّيْلَ لَمْ يَبْقَ فِي وَسَائِدِي .. ؟
وَ هَلْ جَاءَكِ أنَّ الْمَوْتَ يُحَاوِرُنِي ، وَ يَخْجَلُ أنْ يَمَسَّكِ فِي دَمِي .. ؟
يَا لِصَقِيعِ اللَّيْلِ فِي وَطَنٍ بِلاَ مَطَرْ
وَ يَا لِعَقَارِبٍ لاَ تُجِيدُ اغْتِيَالَ نَبْضَ الْخُصُوبَةِ فِيكَ يَا حَنِينْ
يَا لِعَطَاءِ الْعُيُونِ ، وَ يَا لِجُنُونٍ أضَاعَ هَيْبَةَ اللَّيْلِ الْفَطِينْ
ألاَ مَا أفَضَّ قَلْبَ غَيْمَةٍ سَرَقَتْ كُلَّ الْمَوَاسِمِ مِنْ حُقُولِ الْبَشَرْ .. !
بَعْدَ الطُّوفَانْ .. !
صَوْتُ الْحَنِينِ ، شَرَاهَةُ النَّارِ وَ دِفْقُ الرِّيحِ .. تُؤَرِّقُ الْخُطَى
غَبَشٌ يَنْجَلِي وَ شُقَفٌ تَنْطَلِي ، وَ الْخُشْعَةُ تَجَاوَزَتْ مَدَّ بَصَرِي
كُلُّ الْفُصُولِ هَارِبَةٌ يَا حَاضِرَة ، يَا تِلْكَ الْخَادِرَة
أوَ تُرْعِبُكِ النَّارُ ، يَا سَادِنَة .. ؟
نُورٌ ، زَادٌ .. وَ صَوْتٌ لَهُ الرَّايَاتُ تَنْحَنِي
مَهْلاً ، مَهْلاً .. فَالصَّوْتُ لِعَاشِقٍ أَدْمَاهُ شَوْكُ الْيَقِينْ
حَنِينُ الدِّمَاءِ أرَّثَ حَاسَّةً سَادِسَة لَهَا الألْوَانُ تَنْجَلِي
فَهَلْ للْحَنِينِ فِيكِ سَقْفٌ ، يَا فَاتِنَة .. ؟
مُدَانُونَ أَنْتُمُ يَا أَزِمَّةَ الدُّنْيَا ..
فَقَدْ عَرْبَدَتْ الْغُرَبَةُ فِي أَصْنَامِ مَدِينَتِي .. !
سَلاَمٌ ، سَلاَمٌ يَا دِيَارَ الْقَفْرِ الْغَمُوسْ
لِتِلْكَ الأَوْشَامِ بَيْنَ هَوَاجِسِ الْمُتَعَثِّرِينْ
لِمَنْ أيْقَظُوا الأَجْرَاسَ فِي أَبْرَاجِ مَدِينَتِي
لِعَيْنَيْكِ ، أَنْتِ ..
ألاَ زِلْتِ تَنْقِضِينَ وَجْهَ الرَّبِيعِ الْمَكْلُومِ ، يَا عَانِيَة .. ؟
هَا الْمَاءُ يَتَجَفْجَفُ فِي أَوْرِدَتِي ، وَ هَا الْمَوْتُ يُطَارِدُ صَيْفَ أحْلاَمِيَ
صَنَابِيرُ الْمَطَرِ تَوَقَّفَتْ يَا قَاسِيَة ، وَ لاَ أَحَدَ يَمْتَصُّ الْجَلاَفَةَ مِنْ غُرْبَتِي
فَيَا مَنْ تَنْحِتِينَ النُّورَ عَرْضًا ، وَ تَنْسُجِينَ الْعَثْرَةَ فِي سَكْرَتِِي
هَلْ أَوْفَيْتُ ثَمَنَ تَغَلْغُلِي فِيكِ ، يَا جَانِيَة .. ؟
مُدَانَةٌ أَنْتِ يَا خَارِطَةَ الدُّنْيَا ..
فَقَدْ عَشْعَشَ الْمَوْتُ عَلَى أَرْصِفَةِ مَدِينَتِي .. !
راقنى