" بَعدَ كُلِ مَرَّةٍ أَقضِيهاَ مَعَك فِي الحَديث يَقتَحِمُنِي سُؤال كَئيب ,
كَيفَ سَ أعيشُ بِدونِك ..؟!" مُقتبس مِن أَحَدَهُم !
أصبحت تُحادثهُ يومياً وتستمع بالحديث معهُ بالرغم من أنها تشعر بتأنيب الضمير تجاه حنين بسبب فعلتها هذه لكنها لم تتمكن من السيطرة على مشاعرها ! فقد غرقت في بحر حُبه ومامن طوق للنجاة ! فهي تغرق شيئاً فشيئا حتى تختنق وتحتاج لهُ هو ليُعيد لها تنفُسها من جديد فلا وجود للهواء بدونه وبدون صوته الذي اصبح أجمل موسيقى تطرب أُذناها ! وأجمل لحن يُمكن أن تَجده ماحيت على هذه الأرض !
ولكن حنين ؟ لابد لها أن تعرف ولكن كيف ستعرف ؟ لاتجرؤ كاميليا على إخبارها فهي تخجل كيف تُخبرها بأنها تُحب بل أنها تعشق محمد ؟ ستشعر حنين بالخيانة وستحزن وستنتهي تلك الصداقة بينهما ولاتؤمنها بعد الآن على أي شي ! صعب ذلك الشعور الذي شعرت به وكأنها تَحرم نبتة من الماء أو أن تنتزع وردة من تربتها التي تحتاج إليها ! لكنها تركت هذه المهمة لمحمد بعج الإتفاق معه ! سيختار الوقت المناسب لإبلاغ حنين بهذا الموضوع ! لرُبما كان لديه عُذراً بأن أهله لن يوافقوا عليها لأنها لاتُناسبهم فهي مُختلفة عن بيئتهم وعن طريقة تربيتهم لذا ستكون حجة وحتى لايخدعها يجب أن يكون صريحاً معها في إنهاء هذه العلاقة وإخبارها بعلاقته مع كاميليا ! بالتأكيد هي مُهمة شاقة عليه أيضاً وصعبة ولكنها وثقت به فهو حكيم سيستطيع إخبار حنين بهذا بطريقة مُهذبة ومقنعة ولن يجرحها إذ أنه يعرف أي باب يفتح ليدخُل مِنه بأقل قدر من الأخطاء التي لرُبما تَحملها الأبواب الأُخرى !
يوم بعد يوم تزداد جنوناً في حُبه هل يبدو الأن مُختلفاً عن السابق ؟ هل بدأ لها أكثر جمالاً من قبل ؟ أم أنه كان بهذا الجمال ولكنها لم تكتشف ذلك إلا الآن !؟ كلما تقربت منه وعرفت منه المزيد كُلما إزدادت خوفاً من فُقدانه يوماً ما ! إحساسها كان يُخبرها بأن عليها التراجع عن هذه العلاقة لأنها ستبوء بالفشل وستنتهي بالفراق ! لكنها كذبت إحساسها وصدقت مشاعرها وفقط بالرغم من أنها تعلم بأن إحساسها لم يخونها يوماً , بالرغم من ثقتها بأن إحساسها صادق بأن علاقتها بمحمد ستنتهي لامحالة يوماً ما إلا أنها قررت الخوض في معركة كبيرة مع إحساسها لرُبما أنها استطاعت التغلب عليه لتضحك عليه في الأخير ! ليرى كم أنه كاذب وساذج لايُريد لها الفرح ! ستتحداه وتنتظر يوماً تلبس فيه دبلة تحمل اسم محمد ليخرس وقتها إحساسها ولايُجادلها !
اصبحت تستمتع بِكُل اللحظات التي تُحادثُه فيها وعِند إغلاقهُما للخط لا تتوقف الرسائل النصية بينهما فكلما أرسل لها رسالة راحت تقرأها مراراً وتِكراراً وتشُر بِكُل كلمة بها وكُل كلمة تَحمل في حُروفها قِطعاً من السعادة اللذيذة التي لم يسبق لها أن تذوقتها مُسبقاً , هل كان جنوناً ؟ هل فقدت عقلها لكي تبتسم لِتلك الرسائل وتُقبل اسمهُ على هاتفها؟ كُل ماشعرت بِهِ أنها سعيدة أكثر مما يكون بل وتَملك سعادة الكُرة الأرضية كُلها وإن كانت في حُلم فهي لاتُريد الإستيقاظ منه إلا عند موتها ولاشيء سواه !
فكرت بالفقد كثيراً وفكرت بنهاية العلاقة وبكيت بِحرقة بالرغم من أنها مازالت معه على خط بداية الحُب إلا أنها خشيت ذلك بقوة ! ماذا لو كانت نهايتها كما نهاية علاقتها بأحمد ؟ هي لن تستطيع العيش مُطلقاً بعد محمد ! فقد كان منذ بداية معرفتها بهِ مميز ومُختلف فكيف بِه الآن وهو سلطان قلبها كيف ستتحمل فِراقهُ للأبد ؟ مُجرد تفكيرها بالموضوع هذا يجعل دموعها تسيل على وجنتيها ولكنها تُحاول تَجاهل إحساسها بتذكرها كلامه , صوته الحنون , أسلوبه في الحديث , ضحكاته المُثيرة ! وكُل شيء به ويَحمل رمزاً في حياته كان يُسعدها وحتى أدق تفاصيله كانت تُسبب لها سعادة لاحدود لها ! كرؤية اسمه على هاتفها ! حنان ؟ فكرت بأنه اسم لاجديد بِه ستُغيره إلى روحي ! غيرته إلى روحي ففي كُل مرة يتصل بها تأتيها رسالة روحي يتصل بِك كم هو جميل أن تنطق اسمه بـ اسم روحي ! كم يجلب لها هذا اللقب سعادة وتشعر بأنها تطير وتطير وتطير لأبعد سماء وتُغني بصوتٍ عالي ليصل إلى حدود الفضاء بل وأكثر , هل كان هُو يعلم بما تَشعُر بِهِ ؟ لم تَكن تَعلم فلم تَكن تَبوح لَهُ بمشاعرها إلا بـ كلمة أُحبك ! فهي تخجل من أن تنطق بِكلامٍ آخر تكتفي بـ أُحبك التي تنطقها وهي مَحمولة بالعديد من الكلمات والمشاعر والأحاسيس التي تفيض من عٍشقها له وتتسارع كُلها لتصل إلى مسامعه عَلهُ يفقه بأنه هُناك خبايا مشاعر فتاة عاشقة خلف تِلك الكلمة المكونة من أربع حُروف !
آهـ ماهذا السحر الذي يَحمله هذا الشخص , أي صفة يُمكنها أن تَصفه بِها ؟ فقد كان أكثر من مُجرد روحها , كيف سحرها هكذا ؟ كيف أوقعها في حُبه بل عِشقه فالعشق أعلى مرتبة من الحُب وأقوى منه بكثير , كيف فعَل هذا ؟ كيف له أن يجعلها تَحزن بعدما يُغلق الهاتف ويَحرمها لساعات من صوته لم تتَحمل ذلك ! تُريد صوته طوال اليوم وطوال العمر وطوال الدهر ! كيف لصوته أن يؤثر عليها بهذا الشكل الفضيع ؟ هي لم تفهم ذلك كُل ماتفهمه بأنها تُريد أن تسمعه حتى وهي نائمة فقط صوته الساحر .
هل كان كلامه مثل نزار قباني ؟ نزار الذي تعشق كلماته ! هل بدت كلمات محمد مثله ؟ أم أن محمد يحمل بداخله نزار بالرغم من أنه لايُنضم لها الأشعار ! أم هل كان صوتهُ مثل صوت كاظم الساهر الذي تُحب الإستماع إليه ؟ أم هل كان حُبهُ صادق ونقي وطاهر مِثل زمن الأبيض والأسود ليجعلها تسمتع إلى المغنين القدم ؟ أصبحت تستمع إلى عبد الحليم وأم كلثوم وفيروز ! آهـ كيف عشقت أغانيهم بهذا الحد بعد أن كانت تكرههم ؟ كيف لأغانيهم أن تَحمل مشاعرها التي تحتفظ بها فِي قلبها ! من حولها يقولون بأنه من يسمع لهؤلاء فهو عاشق ! لقد صدقوا فهي بعد أن اصبحت راقصة على أوتار الحُب اصبحت لاتُريد سماع غيرهم , كم أن كلمات تِلك الأغاني صادقة وتحمل معانٍ للُحب الصادق , فلا حُب صادق في عصرها بل أن الحُب كان في عصور هؤلاء القُدامى ! تُرى هل عادت لزمنهم لتحضى بِحُبٍ مثلهم ؟ أم أنها بِحُبها لِمحمد وحُب محمد لها قد أعادوا تِلك العصور المليئة بالحُب الصادق ؟
ولكن ياتُرى هَل غرقت في حُبه وصوته ونسيت أن تحتفظ بِقدرٍ كبير من صوته وهمساته لأيام قادمة ستحتاج إليها ؟ هل كان عليها أن تحضر عُلبة وتحتفظ بداخلها بصوته لتَكون دواء مُسكن لها يوماً ما بعد أن يرحل من حياتها للأبد ؟ أنسيت أن تُخزن القليل من صوته داخل الحُقن لتحقن نفسها عِندما تَشعُر بالحنين له ؟ أم هل كان عليها أن تحضر زُجاجات دواء لتملؤها جميعاً من صوته لتأخُذ مِنها جُرعات بسيطة تُهدء أعصابها وتَطرد حنينها إليه بعد فقده وألمها ! أم هَل كان عليها أن تكتفي بالإصغاء إليه عند حديثه لكي تتذكر كُل كلمة قالها لها وكُل حرف وكُل ضحكة ضحكها في المستقبل ! هل كان يجب عليها أن تُحب شجارهما وصريخه الذي يُبكيها وأن تتمناه أن يَعود حتى وإن كان سَيصرخ عَليها ويُبكيها , هل فكرت بأنها يوماً ستتمنى بأن يعود حتى وإن ألمها بصريخه فسوف تعشق صريخه بالرغم من أنها لَم تُحبهُ يوماً ! إلا أنها لم تعتقد بأنها فجأة ستشتاق لصُراخهِ ودموعها التي تنهمر من صريخه .
بعد رحيل الأحباب للأبد فجأة يشعر المرء بأن كُل شيء كان لايُحبه في محبوبه اصبح جميلاً بغمضة عين
كاميليا لم تهتم لكُل مايُخبرها بِه إحساسها ولم تُعيره أي اهتمام , استمرت في المتاهة المُغلقة وهي تَعلم بأنها لن تَخرج مِنها لأنها لن تَجد باباً لها ! بل أنها ستوه أكثر وأكثر كُلما أرادت الخروج .
آهـ كم لصوته أن يَرفعها فوق السُحب , كم شعرت بأنها ملكة لاتُساويها كُل الملكات هل رفعها للأعلى كثيراً ؟ كل نفس من أنفاسه كان يرفعها أكثر , كل همسة من همساته كانت تزيد من نبضات قلبها ! فبمُجرد أنه يتصل بِها أو تتصل بِه تبدأ نبضات قلبها بالتزايد والخفقان السريع ! فُكلما سمعت منه حرف إزداد الخفقان والفرح الذي بِداخلها , لقد كان صوته بمثابة اوكجسين لها فقد كانت تتنهد عند إغلاقها وكأنما كانت تختنق وفجأة عادت لها حياتها , لم تكن تُبالغ أبداً فيما تشعر بِه فقد كانت تُخبر عُلا عن كُل شيء لأن عُلا علمت بما حدث من تطور علاقتها بمحمد وأنها وصلت إلى حد الإتصالات ! كانت تذهب وهي في قمة الفرح لعُلا فقط لتُخبرها عن محمد حقيقةً لم تَكن تعلم كيف تُعبر عما تَشعر بِه ولكنها كانت على يقين بأن عُلا ستفهم ماهو خلف ابتسامتها وسعادتها التي تكاد لاتستطيع الوقوف على الأرض بسببها , نعم كانت تتحدث وتُخبر عُلا كم أن محمد شخصاً ليس هُناك مثله وبأنها تُحبه وكانت تُخبرها بمشاعر جميلة بالرغم من أنها لم تعلم بأي الكلمات تُعبر ولكن سعادتها وهي تتحدث عنه كفيلة لأن تفهمها عُلا وتدعو لها وتضمها وتسعد لسعادتها , عُلا هذه الصديقة التي تفهمها وتبتسم وتسعد بمُجرد رؤيتها لسعادة كاميليا , كانت هي مكملاً لسعادة عُلا فكم احتاجت لشخص لتُخبره بما تشعر به وإلا أنها ستموت من إدمانها لمُحمد مالم يُخفف عنها أحداً هذا الإدمان الحاد ولم تُخطئ يوماً بأنها كانت تتحدث لُعلا بِكُل شيء فعُلا لم تُوبخها ولكن وقفت إلى جانبها تُساندها وتكون لها روحاً أُخرى تُشاركها سعادتها التي تسع الكون ولاتتحملها لوحدها فقد كانت تتقاسمها مع عُلا لتكون سعادتها أكبر وأجمل لأنها لم تكن تستطيع إخبار محمد بكُل ماتشعر به أرادت أن يعلم أحد بما تشعر به ولم تجد أحداً أفضل من عُلا ولم تندم ! .
يتبع ..