السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ديلي بيست: السيسي الرجل الذي رفض الخضوع لأمريكا
أجرت صحيفة "الديلى بيست" الأمريكية بحث حول شخصية الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع، كمحاولة لمعرفة هذا الرجل الذي بات من أشهر القيادات في العالم ورجل مصر القوي.
وقالت الصحيفة إنه بعد إقالة المشير حسين طنطاوى، وجد المصريون وجهاً أصغر وأقل شهرة فى موقعه، وهو السيسى، مؤكدة أنه وفقا لعدد من المصادر المطلعة فإن طنطاوى هو من اختار السيسى خلفا له. ومن هنا أصبح لدى مصر رجل قوى جديد، بعد أن أخذ القرار واستجاب لنداءات المصريين وتدخل الجيش لعزل الرئيس السابق، محمد مرسى، الشهر الماضى، فى أعقاب الاحتجاجات التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت أنه بعد أكثر من شهر من توليه السلطة، يظل السيسى شخصية مبهمة، تماماً مثل نظارته الشمسية، مشيرة إلى أنه رغم مقارنته بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فإن قلة من الناس تعرف معلومات عن أسرته أو خلفيته، حيث إنه نادر الحديث مع الصحفيين، كما أن أصدقاءه المقربين وحلفاءه يترددون فى التحدث عنه، مشيرة إلى أن فهم السيسى أصبح أمراً بالغ الأهمية لمعرفة إلى أين تتوجه مصر.
وقالت الصحيفة إن السيسى من أسرة متدينة محافظة، تربى فى حى الجمالية فى القاهرة، مشيرة إلى أن والده كان يمتلك بازاراً فى خان الخليلى، ونقلت الصحيفة عن أحد أقربائه، وهو المسؤول عن إدارة البازار الآن، يدعى حسين، قوله إنه لا يحتاج إلى الحديث عن السيسى، فعندما يتحدث عن والده كأنه يتحدث عن أولاده، فهم نسخة منه. فلدي السيسي 3 إخوة و5 أخوات، وكلهم جامعيون. ووفقاً لشقيقه الأكبر، أحمد السيسى، الذى وافق على الحديث للصحيفة، كان والدهم يهوى القراءة خاصة في القانون والتاريخ ويحب الأستماع إلى أغاني أم كلثوم. وأن الفريق السيسى لديه 3 أبناء وابنة واحدة، وزوجته ترتدى الحجاب التقليدى، ولا تعمل، تماماً مثل شقيقاته الخمس.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية إلى أنه تم اختيار السيسى للدراسة فى الكلية الحربية فى الجيش الأمريكى عام 2006، خلال لحظة مشحونة فى الشرق الأوسط، بالنسبة للأمريكيين وكذلك للعرب، وقد وجد السيسى فى الكلية المرموقة والتاريخية نفسه فى مواجهة مع ضباط أمريكيين قادمين من العراق، حينما كان يروج الرئيس الأمريكى، حينها، جورج بوش لأجندة الحرية فى الشرق الأوسط، بينما كان ينفق حوالى 2.5 مليار دولار كل أسبوع على الحرب فى العراق، وتقريباً نصف المبلغ كمساعدات سنوية لمصر، حيث كان يتم تزوير الانتخابات لإعادة مبارك إلى السلطة. وفقا لشريفة زهور، أحد أساتذة السيسى فى الكلية الحربية الأمريكية، فإن السيسى كان على استعداد للنقاش مع الضباط الأمريكيين، بشكل غير عدوانى، فقد كان يغضب ولكنه يمتلك الكثير من ضبط النفس، مشيرة إلى أنه كان يعرف الكثير عن التراث المصرى والإسلامى، ويفتخر به.
ورأت الصحيفة أنه ليس أمراً مفاجئاً الآن، أن نعرف لماذا استطاع السيسي أن يوجه رسالة واضحة إلى البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية "مفادها أن مصر تقود ولا تقاد"، خلال حديثه للواشنطن بوست. فليس غريب أن يظهر هذا الجنرال الفخور عدم احتياجه للولايات المتحدة، فمنذ الإطاحة بمرسى وجد السيسى العائلات المالكة فى دول الخليج أكثر سخاء من واشنطن، وفى رأيه فإن مصر حصلت على قليل من الدعم من الولايات المتحدة عندما تحول مرسى لرئيس مستبد.