بســـم الله الرحـــمن الرحــــيم
الســــلام عليـــــكم ورحــــمه الله وبركــــاته
التسامح في رمضان
قال تعالى :
( من عفا و أصلح فأجره على الله )
( و لمن صبر و غفر أن ذلك من عزم الأمور )
( خذ العفو وامر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )
( و ليعفوا و ليصفحوا إلا تحبون أن يغفر الله لكم و الله غفور رحيم )
أقبل إلينا شهر الله الكريم فلنبادر الى أن نتصافح با لعفو والتسامح
و ليتنازل كل منا عن بعض كبريائه
و ليتواضع لأخيه و ليتصالح مع من كان بينه وبين أخيه
بعض الجفاء و الهجران لعل الباري عز و جل
يعفو عنا جميعاً مقابل عفونا عن بعضنا
فمن لوازم التواضع لله عز وجل التواضع لمخلوقاته
و عدم التكبر فليس لأحد حق التكبر على الآخر
لأن الكبرياء خاصة بالله عز وجل في الحديث القدسي :
الكبرياء ردائي فمن نازعني في ردائي أدخلته النار و لا أبالي
و في حديث سئل الإمام الرضا عليه السلام
ما مدى التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً
فقال التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه
فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يجب أن يأتي
إلى أحد إلا بمثل ما يؤتى إليه أن رأى سيئة درءها بالحسنة
كاظم الغيظ عاف عن الناس و الله يحب المحسنين ( اصول الكافي )
احبتي في الله
علينا ان نتخذ التسامح و العفو شعاراً في شهر رمضان
فقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
{ لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال
يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا
و خيرهما الذي يبدأ بالسلام }
إن التحلي بالعفو يريح النفس و يطمئن القلب
لو جربنا حلاوة العفو و التسامح ما بدلناها
بكل الدنيا و لو عرفنا عظيم الثواب الذي ينظر المسامح العافي
عن الناس و قدر الراحة التي ينام بها و ليس في قلبه ذرة كره
أو حقد ربما كنا فهمنا لما وهب الله ديننا تلك الأهميه
أحياناً تبقى الضعينه للأمور تافهه و أحياناً تكون للأمور أكبر
و لكن في كلتا الحالتين فثواب العفو كبير
سارعوا إلى رحاب التسامح في مائدة
الكرم الرباني في شهر الخير و الرحمة
لأن بالتسامح تصفو العقول والقلوب
فتكون أوعية للاستزادة بنهم الصفاء و الحكمة و النقاء
قد يخطأ الناس علينا كثير و قد نظلم أحياناً
لكن من الفضائل أن يعفوا الإنسان عمن ظلمه
و العفو أعلى مراتب الأخلاق في الدين
و نرى ذلك في سيرة أهل البيت عليهم السلام
ما لا يحصى من الحواداث التي تحكي
عن تسامحهم مع الناس و المسيئين إليهم
فلنقتدي بهم و ليكونوا شعاراً لنا في كل شيء
و في وصية للنبي صلى الله عليه وآله و سلم لعلي عليه السلام
يا علي ثلاث من مكارم الدنيا و الآخرة
1 - أن تعفوا عمن ظلمك
2 - و تقبل العفو التسامح من قطعك
3 - و تحلم عمن جهل عليك
نسأل الله أن يجعل قلوبنا مليئة بالرحمة و التسامح
و كل عام و أنتم بخير