رسائل «السيسى» إلى الميليشيات المسلحة قبل مظاهرات 0 3 يونيو.. القوات المسلحة وضعت خطة حماية المنشآت الحيوية والسجون والقناة.. وتنفيذها يتوقف على الرئيس
الفريق اول عبد الفتاح السيسى
أكد مصدر عسكرى مسئول، أن القوات المسلحة تعكف حاليا على وضع خطة محكمة لتأمين المنشآت والأهداف الحيوية خلال المظاهرات المرتقبة يوم 30 يونيو، والتى ترفع مطالب برحيل الرئيس محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرا إلى أن ذلك يأتى فى إطار دور الجيش المصرى فى حماية الأمن القومى داخليا وخارجيا، ومنع أى محاولات للتعدى على المنشآت العامة أو الخاصة.
وأوضح المصدر لـ«اليوم السابع» أن الخطة المزمع الانتهاء منها خلال الأيام المقبلة، تعتمد بشكل أساسى على خطط الانتشار السابقة التى وضعتها القوات المسلحة، فى تأمين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ومن قبلها أحداث 25 يناير 2011، التى تواجدت بعدها القوات المسلحة فى كافة المحافظات لمدة 18 شهرا، لافتا إلى أن هيئة عمليات القوات المسلحة بصدد الانتهاء من الخطة، وتوزيع كافة التعليمات الخاصة بها، على مختلف وحدات وتشكيلات القوات المسلحة البرية، وكذلك أفرعها الرئيسية، قبل مظاهرات 30 يونيو بوقت كافٍ، من أجل الاستعداد والتحرك، وفق آخر التعليمات الصادرة من القيادة العامة للقوات المسلحة. وقال المصدر، إن الخطة الأمنية للقوات المسلحة للانتشار فى القاهرة الكبرى، ومختلف مدن ومحافظات الجمهورية، يتوقف تنفيذها على قرار رئيس الجمهورية فى تحديد نزول الجيش إلى الشارع من عدمه، كما تعتمد على عدد من المحاور، والوصول إلى الأهداف الحيوية على مستوى الجمهورية خلال 15 دقيقة، والدفع بوحدات المنطقة المركزية العسكرية، التى تغطى نطاق 7 محافظات، هى القاهرة والجيزة والقليوبية والمنوفية، والفيوم والمنيا وبنى سويف، من خلال وحداتها المدرعة بالفرقة التاسعة، التى تتولى تأمين محافظات القاهرة الكبرى بالكامل خلال هذا الوقت. ولفت إلى أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، شارك على مدار الأيام الماضية فى تدريبات لوحدات القوات الخاصة «الصاعقة والمظلات»، بالإضافة إلى وحدات مكافحة الإرهاب 777 و999 وشاهد التدريبات والمهارات القتالية التى تتمع بها، بعدما استعرض مقاتلو الصاعقة العديد من المهارات، التى اشتملت على قفزة الثقة والسباحة والغطس وعرضا لفريق كمال الأجسام، والتغلب على الموانع الطبيعية والصناعية للتسلق والنزول السريع مع الاشتباك بالذخيرة الحية، مضيفا أن الفريق السيسى اطمأن أيضا على الحالة الإدارية والفنية والتدريبية لمقاتلى الصاعقة، وما يتمتعون به من تدريب راقٍ فى فنون الاشتباك والدفاع عن النفس، وفنون القتال المتلاحم فى ظروف تحاكى ظروف المعركة الحقيقية، وأكد خلال لقائه بقادة وضباط الصاعقة أن وحدات الصاعقة ستظل دوماً أحد دروع قواتنا المسلحة القوية القادرة على حماية مقدسات الوطن.
واعتبر خبراء أن ذهاب الفريق أول السيسى إلى وحدات القوات الخاصة، ومشاركتهم فى أساليب التدريب يحمل رسائل هامة إلى الشعب المصرى، تؤكد أن القوات المسلحة لن تسمح لأى جماعات أو مليشيات مسلحة بأن تهدد أمن واستقرار المواطن المصرى خلال مظاهرات 30 يونيو المقبلة. فيما أكد المصدر: «هناك تعليمات لقوات الجيش فى كافة التشكيلات التعبوية والأفرع الرئيسية بعدم المساس بأى متظاهر سلمى حال نزول الجيش إلى الشارع»، فيما أوضح أن خطة القوات المسلحة سوف تشمل تشديد الإجراءات الأمنية على السجون العمومية، خوفا من سيناريو اقتحامها، كما حدث إبان ثورة 25 يناير 2011، وهروب آلاف العناصر الخطرة، مشيرا إلى أن الخطة فى هذا الشأن تقضى بالدفع بعدد من العربات المدرعة والدبابات لتوفير الردع الكافى والحماية اللازمة للسجون، حال تعرضها لأى محاولة اقتحام.
وقال المصدر، إن المحور الثانى فى الخطة الأمنية للقوات المسلحة، يقوم على تأمين المنشآت الحيوية الهامة فى محافظات الجمهورية، مثل المجرى الملاحى لقناة السويس ومحطات الكهرباء الرئيسية، والسد العالى والبنك المركزى، والمطارات، والقصور الرئاسية من خلال قوات الحرس الجمهورى، والمنشآت ذات الطبيعة الاستراتيجية المهمة، التى يمثل اقتحامها أو استهدافها تهديدا لكيان الدولة المصرية، فضلا عن تأمين السفارات الأجنبية بالقاهرة الكبرى من خلال عناصر من المنطقة المركزية العسكرية، مثل السفارات الأمريكية والإنجليزية والألمانية والسعودية والقطرية وعدد من السفارات الأخرى.
وأشار إلى أن قوات الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، تتولى تأمين مدن القناة، بشكل كامل، خاصة أن عناصر الجيشين لا تزال متواجدة هناك منذ أحداث الانفلات الأمنى التى شهدتها محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد، لافتا إلى أنه فى حال عدم طلب الرئيس من القوات المسلحة تأمين المنشآت الحيوية خلال مظاهرات 30 يونيو سيتم الدفع بعناصر رمزية على مداخل ومخارج المحافظات كإجراء احترازى لحماية المنشآت الحيوية، وتأمين السير على الطرق الرئيسية.
وأكد أن القوات المتواجدة فى مدن القناة الثلاث «الإسماعيلية والسويس وبورسعيد»، سيتم تكثيفها من خلال دوريات الشرطة العسكرية الثابتة والمتحركة، بالإضافة إلى تكثيف التواجد فى محيط المنشآت الحيوية، ومبانى المحافظات وأقسام الشرطة، والبنوك العامة والخاصة، ومقار هيئة البريد، من خلال خطة متكاملة بين الجيشين الثانى، والثالث الميدانيين بالتعاون مع القوات البحرية التى تحمى المجرى الملاحى للقناة من الداخل من خلال لنشات الصواريخ وكاسحات الألغام، واللنشات السريعة، وتقوم بأعمال التمشيط والحماية للسفن التى تسير فى القناة وتؤمن عمليات النقل بها على مدار الساعة، بدرجة استعداد أولى، تمكنها من التصدى لأى محاولة عدائية تستهدف أمن وسلامة تلك السفن.
وفى سياق متصل اعتبر عدد من الخبراء العسكريين أن الإعلان عن خطة الجيش، يحمل رسائل طمأنة من الفريق السيسى إلى الشعب، تأكيدا لتصريحات سابقة بأن مهمة القوات المسلحة هى حماية الوطن والشعب، وهو ما أكده اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكرى وقال فى تصريحات تليفزيونية أمس إن الجيش سيحمى الشعب فى 30 يونيو.