السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[IMG]http://hplusmagazine.com/wp-*******/uploads/brain1.jpg[/IMG]
" العقل هو الذي يخلق عالمه الخاص, إذاً هو قادر على صنع جنته "
- جون ملتون -
هنآك أمرٌ مهم يحتاج إلى الكثير من التوضيح أو في الحقيقة يحتاج إلى مزيداً من الإنارة كي يلاقي الضياء في نهاية المطاف, وفي الواقع لم تكن الأسباب هي من قادت هذا الأمر لهذه المرحلة بل إنهُ الإيمان بأن هذه المحطة ماهي إلى إنتظار لرحلة الرحيل الآخيرة, والتي باتت واضحةٌ ملامحها منذ ذاك العهد القديم, والعلاقة المتسخة بأتربةِ الأرفف على تلك المكتبة المهجورة, حكاية تمزج الحلم بالأمل, وتعكر صفو نقاء الخير بالشر, وتنتهز أقرب الفرص كي تقضي على أحلام طفلة لم تعرف ماهي حقيقة الحياة ..
إستيقظ العقل وقرر أن حل هذه المشكلة هو المواجهة, وأبداً ليس غير المواجهة, فـ الإستيقاظ هنا يعني أن تحمل سيفكَ ودرعكَ وأن تمتطي خيلكَ مع إشراقة هذا اليوم الجديد ..
اليوم الجديد يحمل وقتاً جديد, وبالتالي فإنه يخصص لك ما تحتاجه لبداية حالة الإستنتاج لنتيجة يومية غير معتادة كسابقاتها, وأن العمل من أجل إنشاء قاعدة معلومات نسبية, ومفكرة عقلية داخلية , هي بحد ذاتها تلك النتيجة القادرة على أن تُطور وأن تُولد لهذا العقل التوليد المنطقي لحل هذه المشكلة .. > ماهي المشكلة يا ترى ..؟
حقيقة أجد بعض العقول تصنع الغباء, وتولدهُ للعقول الآخرى سواء كانت تلك العقول بجانبها أو حتى بعيداً عنها, تعمل على جذبها إلى مستنقع البلادة والخمول العقلي, نحتاج كثيراً إلى بناء حقيقي واسع حول هذه العقول كي نسيّرها وفق نظام معين لا يختل في توازنه عن باقي الأنظمة العقلية الآخرى..
نوعية العقول الضعيفة هي من تضعف المجتمع, ونوعية العقول القوية هي من تؤجج المجتمع, ونوعية العقول المتنزنة هي من تصنع التوازن العقلي للمجتمع, سياسة الوسط هنا تنجح كثيراً, وتعمل أيضاً على منحنا الوقت الكافي كي نجد من حولنا الطرق المختصرة والجيدة لنا ولمجتمعنا بعيداً عن الأخطاء وشبه الأخطاء التي بالتأكيد ستؤثر على عقولنا..
الذات العليا البشرية هي المتحكم الأول بطريقة العيش والحياة, وطريقة الصواب والخطأ, والذات هنا لوحة بيانات وهمية تستدرك من خلال فكرة أو حتى من خلال سراب وهمي غير مثبت حيوياً وفيزيائياً, ولكنهُ مثبتٌ عقلياً وهذا ما يهمني ..؟ > أجد هنآ رابطٌ عقليٌ آخر بين الإدراك والإستدراك..!
الإدراك يرتبط بالإحساس, والإحساس لآ يبتعد كثيراً عن الإنتباه, والإستدراك هنا هو تلك المرحلة التي تأتي قبل كل هذا, كمجتمع يعيش بعيداً عن الإستدراك لن يصل في المستحيل إلى الإدراك إن لم يستدرك الأمر من بادئ رمته أو حتى من بدايات ولوجهِ في المجتمع..
إن مفهوم السلوك للإفراد وطريقة تصرفاتهم في المواقف المختلفة له أثر كبير في نجاح المنظمات, وحتى نتفهم سلوك الأفراد في المنظمات يجب أن نقف على طريقة إدراكهم للواقع أو العالم الذي يعيشون فيه, وذلك لأن إدراك الفرد لهذا الواقع يؤثر لدرجة كبيرة على درجة إستجابته للمواقف..
- د. أحمد صقر عاشور -
مهما كان وعي البشرية ناضجاً، ومهما كانت تجاربها وخبراتها عالية وعميقة، فإنها لا تستطيع رؤية الحقيقة دفعة واحدة، فقد مضت سنة الله – تعالى – فينا على أن نرى الحقائق على دفعات، وأن تتغير رؤانا ومواقفنا تبعاً لتغير الظروف والمعطيات، لكن المشكلة في هذه المسألة هو إضطراب مواقف كثير من الناس، هذا الإضطراب ناتج من غموض الرؤية والحيرة في تصنيف كثير من الأشياء. أعني بثقافة الإستدراك تلك القابلية العقلية والروحية والعرفية للتغيير والتحوّل والترميم للقصور, الأمم المتقدمة تنظر إلى ثقافة الإستدراك على أنها ثقافة النمو والإصلاح والتقدم، أما الأمم المتخلفة، فإنها تنظر إلى هذه الثقافة نظرة إستخفاف أو إستهجان، ومن ثم فإن الإستمرار في الخطأ والجمود على الموروث يكون هو سيد الموقف في حياتهم..
- د. عبدالكريم بكار -
إن عقلنا الباطن حيادي, ولآيستطيع العقل الباطن مثله في ذلك مثل الكمبيوتر أن يميز بين البرمجة الإيجابية والسلبية, فهو يتبع التعليمات فحسب وكثيراً ما نحشد عقولنا بالأفكار السلبية, فنفكر في الأمور السيئة التي يمكن أن تحدث, ونتوقع الفشل, فنقع في شركه..
قرأت ذات مرة عن ظاهرة " واليندا " والتي أُخذت عام 1987 م, وكان بطل هذه الظاهرة لآعب السيرك الشهر " كارل واليندا " والذي كان خبيراً بالسير على الحبال العالية, ولقى حتفه أثناء سيره على حبل وسط مدينة سان خوان في بورتوريكو البرتغال, قالت زوجته آنذاك أنهُ لم يأنف في التفكير في أنهُ سيسقط خلال الأشهر الثلاثة السابقة لأدائه, ولقد كانت المرة الأولى التي يفكر فيها بهذا الشكل, ولقد بدا لي بأنه ركز كل طاقته على تجنب السقوط بدلاً من تجاوز الحبل المشدود.
نأخذ من هذه الظاهرة أن السقوط ضحية أفكارنا السلبية يوقعنا في شركها لا محالة, وأننا بحاجة إلى برمجة عقولنا إلى أفكار إيجابية للإبتعاد عن كل ما قد يؤثر على سير عقولنا, فمن الطبيعي أن هذا التسيير سيقودنا إلى نهاية لا تحمد عقباها..
عقل المجتمع, أي مجتمع, عبارة عن فكر في مكان ما وزمان ما في آن واحد, فهو من ناحية جانبية مجموعة من البشر يفكرون بشكل مختلف عن بعضهما البعض. ومن ناحية آخرى, هو إمتداد لعلقيات المجتمع السابقة, أو بالأصح التي رحلت مع تاريخ عقلي وأجيال ترث أجيالاً. وعلى ذلك تسير المسيرة, فكل فرد في المجتمع له عمران أو سنّان, سنّه الخاصة أو الشخصية, وسنّه الإجتماعية التي قد تمتد لآلاف السنين, ما أبحث عنه هنا..؟ > هو أن العقول تستمر في المجتمعات حتى وإن ماتوا جسدياً عقلائها والذين كانوا يفكرون بها, والعقلية هي المخطط الرئيسي لبناء المجتمعات, والعقل عندما يجتمع في رأيه مع عقول آخرى يحدثون ثورة عقلية قد تبيد من تريد, وهي بحد ذاتها سلاحاً فتاكاً يعصف بالأرض عصفاً..
تأمل عقلك على أنهُ حديقة مثمرة خصبة جيدة التغذية, وأن نفسك هي مالكتها, فمهما كان التكفير الذي تزرعه في هذه الحديقة, فهذا الزرع الذي تغذيه وتتعهده بالرعاية هو ما سيثمر لك, ومهما كان هذا المخزون مزروعاً بذكاء وحنكة فإنهُ يعود إلى عقلك بالمنفعة والصلاح لمستقبلك بإذن الله, ومهما كان مزروعاً بطريقة غير سوية وغير منتظمة كان النتاج والحصاد أمرٌ يصعب التعامل معه, ليس فقط مع الفرد, بل حتى المجتمع ..
تغذية العقول أمرٌ مهم تغفل عنهُ كثيرٌ من المجتمعات, وتغذية العقول إن تمت بالشكل الذي ينفع المجتمع والأفراد فـ ستكون صفقة رابحة لآ محالة, وإلآ فإن العقول التي ستتغذى بالأفكار السالبة والهدامة ستقضي على حدائقها وعلى عبق رائحة المجتمع, وقد تنتشر رآئحة كريهة لآ تزيلها أقوى المعطرات ولآ المبيدات الكيميائية..
ختَمَ هنا كاتباً
العقل لا يُعقَّل بما يَعقل بهِ, ولكنهُ يعُقَّل حال مجتمعاً بكامله عندما يُعقَّل العاقل بما يُعقل ..
م\ن