العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-31-2013, 12:25 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

New1 الطيارين السوفيت في مصر

الطيارين السوفيت في مصر

الجزء الاول

THE UNKNOWN HEROES
(SOVIET PILOTS IN THE MIDDLE EAST, 1955-74)
Part one – (SOVIET PILOTS IN THE MIDDLE EAST 1955-1970)

ترجمه – احمد زايد
صاحب امداد الدول العربيه بالعديد من الطائرات السوفيتيه الصنع العديد من المدربين والفنيين السوفيت ، وهذا العدد بدأ في الوصول الي مصر في عام 1955 بعدما وقع الرئيس عبد الناصر عقدا مع الاتحاد السوفيتي لشراء المئات من الطائرا
ت خاصه طائرات ميج 15 وميج 17 واليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، وكان امداد الاتحاد السوفيتي للعرب بالسلاح لمحاوله موازنه التغلل الامريكي في المنطقه
وبناء علي صفقه السلاح المصريه التشيكوسلافكيه والتي لفتت انظار العالم ورجال الطيران في مصر بصفه خاصه ، فقد وصلت تلك الطائرات من تشيكوسلوفاكيا ، ووصل اول خبراء الي مصر عام 1955 وكانوا خليط من خبراء تشكيك وسوفيت في نفس الوقت ، ولكن حتي يومنا هذا يظل الطيارين والضباط المصريين الذين خدموا في الطيران المصري في ذلك الوقت ، مازالوا علي قناعه تامه بأن كل هؤلاء الخبراء كانوا تشيك ولم يكن بينهم احدا من الاتحاد السوفيتي

ولان هذه الصفقه المتقدمه من الطائرات المقاتله الي مصر كانت مهمه جدا ، فقد أرسل الاتحاد السوفيتي خيرة رجاله خبرة من الطيارين والمدرسين ، فكثير منهم كانوا مدرسي طيران بالاتحاد السوفيتي وبعضهم كان له خبرة قتال حقيقه في الحرب العالميه الثانيه ، والاحدث منهم كان لديه خبرة قتال في حرب كوريا .
وقد واجه هؤلاء الخبراء السوفيت مهمه كبيرة ، ففي البدايه كان عدد الطيارين المصريين المؤهلين قليل جدا ، وفي مرات عديده كان علي الخبراء السوفيت الطيران بكل الطائرات الجديده ، ونتيجه لذلك فقد طار العديد منهم في مهمات فعليه ، وشارك العديد منهم فعليا في حرب 1956.
وحاليا وبعد ان تم كشف النقاب عن اجزاء من الارشيف العسكري السوفيتي ، فأنه اصبح في الامكان سرد تلك الوقائع التي ظلت سريه لمدد طويله ، ورغم ان تلك المعلومات التي تم الكشف عنها مازالت غير كامله ، فأن تلك المعلومات الغير كامله تظل مبهمه امام الباحثين .
خلال عام 1956 كان لدي مصر حوالي 160 طائرة متنوعه ، منها 69 فقط في الخدمه ، واضطر الخبراء السوفيت القائمين بمهام التدريس للطيارين المصريين علي طائرات الميج 15 ، اضطروا للاشتراك في القتال الفعلي منذ اول ايام القتال،
وكمثال ففي يوم 30 اكتوبر 1956 اعترض الطيارين السوفيت طائرة استطلاع بريطانيه من طراز كانبيرا واصابوها بعد ان كانت تقوم بمهمه استطلاع فوق قناه السويس، في نفس اليوم قام الطيارون المصريون بمهمه قذف قويه جدا ضد قوة الكتيبه 202 مظلات التي تم ابرارها عند المدخل الشرقي لممر متلا ( قياده الميجور ارييل شارون ) فقتلوا 40 جندي ودمروا عربتين مدرعتين ، بالاضافه لاسقاط طائرة اتصالات اسرائيليه !!!!!!
وقد ساعد الخبراء السوفيت في تجهيز هذه الطلعه لكنهم لم يشتركوا فيها ، وقام بها الطيارين المصريين بمفردهم
وفي ظهيرة نفس اليوم حدث اشتباك جوي بين طائرات ميج 15 مصريه وطائرات ميستير اسرائيليه ، نتج عن هذا الاشتباك اسقاط طائرة ميج 15 مصريه واصابه طائرة مستير اسرائيليه ، وفي اليوم التالي شارك احد الخبراء السوفيت في احد الطلعات الهجوميه ضد القوات الاسرائيليه في شبه جزيرة سيناء ، ونتج عن تلك الهجمات العديد من المعارك الجويه وخسر الطرفين طائرات .
خلال ليله 31 اكتوبر ، بدأ الهجوم الجوي الانجلو فرنسي ضد مصر ، وكان تأثير الهجوم الجوي محدودا في البدايه لان الرئيس عبد الناصر أمر بتفريق الطائرات المصريه ، لذلك فقد تم ارسال 20 طائره ميج 15 الي مطارات الدلتا ، وطار الخبراء التشيك والروس بـ 35 طائرة اخري الي سوريا والسعوديه
وفي يوم 31 اكتوبر وصلت الي مصر عدد من طائرات الميج 17 من الاتحاد السوفيتي مباشرة ، وكانت تلك اول طائرات تصل الي مصر او اي دوله عربيه اخري من الاتحاد السوفيتي مباشرة
وفي اليوم التالي قام قائد الجناح شلبي الحناوي وهو من اكثر الطيارين المصريين درايه بالميج 17 في ذلك الوقت بالطيران بأول طلعه مصريه بالميج 17
وفي 2 نوفمير 1956 دخلت الميج 17 الحرب لكن بطيارين سوفيت ، فقد استغرق الامر من الحناوي ومستشاره السوفيتي عده ايام لكي يدربوا عددا من طياري السرب المصريين علي الميج 17 حيث كانت الميج 17 مشابهه تقريبا للميج 15 التي تدرب عليها الطيارين المصريين من قبل .
ولذلك يمكن القول بان الميج 17 دخلت الخدمه في الطيران المصري قبل بدء الغزو الانجليزي الفرنسي لمصر
لكن قبل ذلك كانت الميج 17 المصريه تطير بواسطه خبراء سوفيت ، احدهم اسمه سينكوف سيرجي اناتوليفتش والذي لديه 3 انتصارات جويه سابقه في حرب كوريا ، والذي استطاع اسقاط طائرة بريطانيه من طراز
فوق الاجواء المصريه . Wyvern
المصادر البريطانيه اشارت الي سقوط تلك الطائرة لكنها اشارت الي انها سقطت بواسطه المدفعيات المضاده للطائرات لكن السجلات السوفيتيه وصفت المعركه بالتفصيل في صفاحتها
(( في الثالث من نوفمبر 1956 كان الطيار سينكوف ومعه طيار مصري اخر يطير بطائرة ميج 17 في دوريه فوق البحر المتوسط عندما تم رصد بريق طائرة بريطانيه تم التعرف عليها ، بدأت طائرتي الميج 17 فورا هجومهم واستطاع سينكوف اسقاط الطائرة بدفعه مركزة من مدفع الطائرة ، وللاسف تعرضت كاميرا الطائرة لعطل ادي الي عدم تأكيد تلك الاصابه رسميا ))

لكن بغض النظر عن تلك الاصابه ، فالمؤكد ان الطيار البريطاني الذي تم اسقاطه هو الملازم دينيس مكارثي
والذي سقط في مياه البحر المتوسط وتم انقاذه لاحقا .
اما الخبراء الذين تم ارسالهم لتدريب الطيارين المصريين علي طائرات اليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، فقد اشتركوا ايضا في القتال .
احد هؤلاء الخبراء اسمه انوكينتي فاسيليفيش كوزنستوف والذي لديه 27 انتصار جوي خلال الحرب العالميه الثانيه ، فقد قام بعده طلعات خلال حرب 56 لكن التفاصيل تظل مبهمه .
طبقا للمصادر المصريه فقد قامت القاذفات من طراز اليوشن 28 بعده طلعات هجوميه ضد اهداف اسرائيليه ، لكن طبقا لمعلومات اللواء كمال زكي قائد السرب الثاني المصري ، فقد قامت طائرات اليوشن 28 بطلعه واحده فقط للاستطلاع في بدايه الحرب .
وربما تلك الغارات التي قامت بها الطائرات اليوشن 28 المصريه والتي ذكرتها المصادر الاسرائيليه ، ربما تكون قد تمت بطيارين سوفيت ولم تكن تتبع السرب الثاني المصري
ومع وصول الاساطيل الفرنسيه والبريطانيه الي السواحل المصريه وسيطره القوات الجويه الانجلو فرنسيه علي سماء مصر ، فقد استقل الخبراء السوفيت والتشيك تلك الطائرات الي اماكن امنه ، فطارت 20 طائره اليوشن 28 والتي لم تكن دخلت الخدمه في اي سرب محدد بعد ، طارت الي السعوديه بينما طارت طائرات اخري الي الجنوب الي مطار الاقصر بصحبه طائرات ميج 15 .
حيث تمركزت اعداد من طائرات السرب الثاني من طراز اليوشن 28 والميج 15 تحت قياده كمال زكي في الاقصر قبل ان يتم تدميرهم كلهم بطائرات فرنسيه بعيده المدي قادمه من اسرائيل
طائرة واحده فقط نجت من التدمير والتي طار بها الطيار اسامه صدقي وهرب بها الي السعوديه .
وتشير التقارير السوفيتيه التي تم كشف النقاب عنها عن احداث لم تشر اليها التقارير البريطانيه عن تلك الفترة
فيشير ثلاث من الاطقم السوفيتيه الخاصه بالطائرات اليوشن 28 الي انهم تعرضوا الي هجمات بطائرات مقاتله يعتقد انها هوكر هنتر بريطانيه وصل عددها الي عشر طائرات
ويدعي هؤلاء الرجال انهم استطاعوا اصابه 2 من تلك الطائرات ، واجبروا الباقي علي الفرار ، الجدير بالذكر ان طائرات الهوكر هنتر الوحيده التي تواجدت في الحرب هي من السرب الاول والـ 34 البريطاني المتمركزين في قبرص ، ومنهم جزء تم ارساله الي عمان في الاردن .
اما الطائرات التي كانت تأتي من قبرص فكانت تقوم بمهام السياده الجويه فوق الدلتا وليس هناك اي معلومات عن اي معارك جويه تمت مع تلك الطائرات القادمه من قبرص
واغلب الطن عن تلك الحادثه الغامضه انها تمت بين الطائرات اليوشن 28 المصريه و ميتيور الاسرائيليه المخصصه للطيران الليلي ، وتلك الحادثه تمت خلال ليله 1-2 نوفمبر فوق البحر المتوسط قرب السواحل الاسرائيليه ؟
وبعد أن سيطرت الجيوش البريطانيه والفرنسيه علي السماء المصريه وتوغلت اسرائيل في سيناء وضح ان قدر مصر قد احكم عليه ،
لكن الجهود الدبلوماسيه الامريكيه والسوفيتيه الجبارة ضغطت بقوه وتم تحجيم الغزو الثلاثي ضد مصر
واضطرت فرنسا وانجلترا واسرائيل لاحقا الي الانسحاب من الاراضي المصريه ،
لكن قصه الخبراء والمتطوعين السوفيت في الشرق الاوسط كانت قد بدأت .
بعد حرب 56 ظل في مصر عددا من الطياريت السوفيت لكن بدور محدود وهو تدريب الطيارين المصريين ، علي اي حال فقد تعلم المصريين الطيران علي طائرات الميج 15و17و19و21 في الاتحاد السوفيتي او في دول حلف وارسو ما بين الفترة من 1967:1956 وبالمثل الطيارين القلائل الذين طاروا بالسوخوي 7 والتي وصلت مصر قبل حرب يونيو 1967

بعد كارثه النكسه كان الطيارين المصريين اكثر جديه في التدريبات الفنيه مقارنه في الفترة السابقه ، ومثال ذلك اللواء طيار قدري عبد الحميد والذي كان من اوائل من طاروا الميج 21 يقول (( السوفيت اعطوا تدريبا ، لكن ليس التكتيكات الحقيقيه ، اعطونا تدريبا لكي نطير ونعترض طائرات العدو بضعف سرعه الصوت علي الارتفاع الشاهق واعطونا تدريب علي الطيران الليلي ، لكن ايا من ذلك لم يحدث خلال حرب يونيو 1967 ، وكان القتال كله علي مستوي منخفض ، فأنت تتدرب علي شئ ويقوم العدو بشئ اخر ))
ويضيف اللواء عادل نصر والذي حارب في 67 أيضا ((كان لدي السوفيت تكتيكاتهم الخاصه لكنها غير مناسبه لنا لانها تعتمد علي اعداد ضخمه من الطائرات لم تكن متاحه لنا في ذلك الوقت، لقد توسعوا في تدريبات تجعلنا ضباط كبار ، لكنهم لم يعلمونا تكتيكات القتال ، وقد نجحوا في جعلنا نفكر بطريقه اكثر تنظيما ))
اللواء نبيل شكري والذي كان من الطيارين القلائل الذين اشتبكوا واسقطوا طائرات للعدو في 1967
(( في الستيتنيات ارسلنا طيارين صغار لاخذ دورات في يعطوها في الاتحاد السوفيتي ، وعندما عادوا لنا ، كان لديهم اجراءات امان عاليه جدا ، كانوا يخافون من طائراتهم ، كانوا يقولون لهم في الاتحاد السوفيتي لو قمت بتلك المناورة سوف تموت ، واذا قمت بذلك سوف تتحطم طائرتك ))
في نفس الوقت في مصر كان لبعض الطيارين المصريين ذكريات سعيده مع الخبراء السوفيت مثل اللواء طيار فكري الجندي والذي كان متمركزا في العريش قبل النكسه فيقول (( في فبراير 1966 طرت بطائره MiG-15UTI مع خبير روسي اسمه فاسيلي وقمنا بمناورات اكروباتيه وطرنا بسرعه عاليه لارتفاع 4000 قدم ))
خلال حرب اليمن ارسل الاتحاد السوفيتي معونات للجمهوريين في اليمن والذين كانوا يتلقون مساعدات من مصر ايضا
ووصل عدد الخبراء السوفيت في اليمين الي 547 خبير كثير منهم كانوا في مصر
العديد من الطيارين من جناح شيركسي للنقل الجوي المتمركز في اوكرانيا بطائرات انتينوف 12 تم استدعائهم لنقل الامدادات العسكريه الي مصر واليمن منذ عام 1963 وحتي يناير 1966.
وكل الطلعات كانت الطائرت تطير ليلا مع صمت لاسلكي تام ، وتم طلاء طائرات الانتينوف 12 بعلامات مصريه ، وخلال هذا الجسر السري لنقل السلاح الي اليمن فقدت طائرة انتينوف 12 ومات من فيها وعددهم 8 من طاقم الطائرة ، ومات ايضا مستشار خلال تلك الحرب في اليمن
كانت مساهمات الخبراء السوفيت في حرب 1967 محدوده ، كانوا في الحقيقه 35 مستشار فقط ان مصر وسوريا معا وقت اندلاع الحرب ، لكنهم لم يشتركوا في القتال ، وبعد الحرب مباشرة بدأ الاتحاد السوفيتي في ارسال مساعدات ضخمه الي مصر لمساعده المصريين في صد الاسرائيليين ، وشملت تلك المساعدات ما لا يقل عن 12 لواء مقاتل بقياده الجنرال اليكساندر ايفانونفيش (( معلومه غريبه جدا وغير دقيقه)) لكن تلك المساعدات ظهر عدم جدواها وعوضا عن ذلك اصطحب المارشال زخاروف رئيس الاركان مجموعه من كبار الضباط الي مصر خلال اواخر يونيو 1967 لتقييم الموقف وشمل ذلك ايضا تقييم العمليات الجويه ورأس هذا الفريق الجنرال لاشنكو وجنرال الجو اوستروموف والذي يتذكر تلك الايام (( في احد تلك الايام تلقيت مكالمه في شقتي وكان المتصل قائد سلاح الجو الجنرال برايهو وكنت نائبه في ذلك الوقت ، وامرني بالتوجه الي احد المطارات قرب موسكو وانا ارتدي ملابس مدنيه واكد علي ضرورة عدم اصطحاب اي وثائق شخصيه ، وهناك قابلت عددا من القاده السوفيت من سلاح الجو ومن الدفاع الجوي ولاحقا وصل عددا من قاده القوات البريه ، وكانت مهمتنا هي التعرف علي الموقف العسكري واستكشاف قدره المصريين علي القتال وجاهزيتهم والمساعده في استعاده القوات الجويه المصريه والدفاع الجوي المصري للسيطرة مرة اخري ، وطرنا خلال الليل الي مصر ، وكانت الانوار مطفئه خلال الرحله حتي وصلنا الي مصر، وكانت مصر كلها مطفئه الانوار ولحسن الحظ وجدنا انوار قليله ساعدتنا علي الهبوط بسلام ))
المارشال زخاروف رئيس الاركان السوفيتي عمل بنفسه مع وزير الدفاع المصري الفريق فوزي ، وكنتيجه للجسر الجوي الذي انشي من الاتحاد السوفيتي الي مصر ، فقد كانت الطائرات الانتينوف 12 يتم تفريغها في المطارات المقاتله ، وكانت كل طائرة تحمل طائرة ميج 17 او ميج 21 او سوخوي 7 ، ثم عادت الطائرات من تلك المطارات رأسا الي الاتحاد السوفيتي.
ويتذكر اللواء طيار قدري عبد الحميد تلك الايام (( بعد الحرب بدأت اطير علي ارتفاعات منخفضه جدا ، فالان فقط عرفنا كيف نحارب ، فقد كنات نطير من 50 ساعه او اكتر كل شهر في حر شهر يوليو ، طيران ولا شئ غير الطيران فقط ، فقد ظللت في القاعده لمده 50 يوم بدون يوم واحد اجازة ، وقمنا بعمل مظله للجسر الجوي السوفيتي وطرنا طلعات تدريب ))
وكنتيجه مباشرة للجسر فقط اكتسبت القوات الجويه المصريه معدات وطائرات كافيه لصد العدو الاسرائيلي بعد اسبوع واحد فقط من بدء الجسر الجوي السوفيتي ، وكان من المهم جدا استعاده الرادارات المصريه قدرتها علي العمل مرة اخري ، خاصه بعد فقدان الكثير من المعدات في سيناء وايضا كان من المهم المساعده في تطوير اساليب القتال علي الارتفاع المنخفض ، وكانوا ( المصريين ) في امس الحاجه له
وكما شرح اللواء فؤاد كمال لاحقا ، فقد كان مقر قياده الدفاع الجوي المصري لا يستطيع رؤيه رصد الطائرات المصريه التي تقوم بالاستطلاع بمفردها لاراضي العدو لانها كانت تحت مستوي الكشف الراداري ، وقام المصريون ايضا بتوزيع طائراتهم علي المطارات الصغيرة والطرق الزراعيه بينما العمل يسير علي قدم وساق في الدشم الحصينه لتلك الطائرات في المطارات الكبيرة .
خلال تلك الفترة تولي مدكور ابو العز قياده القوات الجويه المصريه وعمل علي استعاده معنويات طياريه عن طريق الرد علي الاسرائيليين بسرعه وقوة ، وبناء علي طلب تزويده بطائرات ياك 28 القاذفه والقادره علي الضرب داخل اسرائيل ، عوضا عن الطائرات التي دمرت من طراز تي يو 16 خلال الضربه الاسرائيليه في 5 يونيو
صورة :
وبدون تلك الطائرات لا يمكن لمصر ضرب القوات الاسرائيليه الا في المواجهه فقط ، ويظل العمق الاسرائيلي بعيدا عن مدي تلك الطائرات
وقد اقتع المستشارين السوفيت عبد الناصر ان الحصول علي قدرات دافاعيه صاروخيه فعاله اهم من الحصول علي تلك الطائرة ( ياك 28).

المخابرات الاسرائيليه جيده جدا في عملها وكثيرا ما حمل الطيارين الاسرائيلين خرائط للمطارات المصريه وتظهر فيها كافه الاستحكامات والمباني الضرويه ، وبعد ذلك بدأ المصريين الذي علموا ذلك متأخرا فبدأوا في اتخاذ اجراءات امنيه مشدده علي مواقعهم .
لكن في الوقت ذاته عانت مصر من نقص حاد في الطيارين المدربين ، لكن الطيارين الموجودين قاتلوا بقوة وفي مرات عديده تم منحهم مكافأت من الضباط السوفيت ، واحد من هؤلاء هو الجنرال فيبدروف والذي حصد عشرون انتصار وثمانيه اوسمه خلال طيراته باللواء الجوي 728 بالحرب العالميه الثانيه ، وخلال زيارته لمصر والتي امتدت الي ثلاثه اشهر ، فقد زار معظم القواعد الجويه المصريه وطار حوالي 12 مهمه فوق سيناء وعمرة اربع وستون عاما ، وقد طار علي الميج 15 و 17 والسوخوي 7 ، وفي كل طلعه كان التصريح له بالطيران يأتي رأسا من موسكو
طيار سوفيتي اخر عين في القوات الجويه المصريه كمستشار خلال النصف الثاني من عام 1967، هو جورجي دولنيكوف والذي حصد 15 انتصار جوي في الحرب العالميه الثانيه خلال طيرانه في اللواء الجوي رقم 100
في عام 1968 عدد من كبار الطيارين تم ارسالهم الي الاتحاد السوفيتي للحصول علي فرقه دفاع جوي في اوديسا ، واستمرت الدورة حتي نهايه عام 1969 ، وكانت دورة اكاديميه ضخمه والتي شملت العديد من الجنسيات بالاضافه الي ضباط سوفيت ، بينما تم ارسال ضباط مصريين اخرين الي دورات اخري .
وبدأت فترة اخري اكثر فاعليه واكثر تكلفه بين القوات الجويه المصريه ونظيرتها السوفيتيه في مارس 1968
في بدايه عام 68 ، اقترح علماء من المركز 33 للتدريب في البحريه السوفيتي امكانيه تمركز الطائرات من طراز BE 12 في مصر وهي طائرات برمائيه ، وتلك الطائرات تمركزت مع اسطول البحر الاسود ، واشتركت في محاولات تحديد اماكن الغواصات في البحر المتوسط ، لكن لم يتم ارسال ايا من تلك الطائرات الي مصر وكانت تلك وسيله تقارب مع المصريين لتمركز طائرات سوفيتيه في مصر ، وكان ذلك سيكون نصرا كبيرا للاسطول الخامس السوفيتي
لكن المصريين وافقوا في مارس 1968 علي تمركز ست طائرات تي يو 16 ذات المدي الطويل والمخصصه للاستطلاع البحري في مصر مؤقتا ، وكان دور تلك الطائرات القيام بدوريات استطلاع بحري في البحر المتوسط بالنيابه عن القوات الجويه المصريه ، وكان الهدف الاساسي بالطبع لتلك الطائرات هو الاسطول السادس الامريكي في البحر المتوسط.
شمل الاتفاق مع المصريين علي تمركز 130 فرد فقط لخدمه تلك الطائرات ، وكانت الخطه الاساسيه هي تكوين السرب 90 المستقل والخاص وبالشرق الاقصي والمزود بسته طائرات تي يو 16 للاستطلاع .
لكن لاحقا تم تعديل الاتفاق ليشمل أيضا طائرتين انتينوف 12 للاستطلاع ، وبدأ من 19 اغسطس 1968 ، وصلت 3 طائرات BE 12 الي مصر بعد ان تم وضع العلامات والارقام المصريه عليها في الاتحاد السوفيتي وطارت عبر المجر ويوجوسلافيا حتي وصلت الي مطار غرب القاهرة حيث تمركزت مع طائرات التي يو 16 والانتينوف 12 للاستطلاع في نفس القاعده.
صوره
لاحقا تمركزت طائرات BE 12 في مرسي مطروح في مركز قياده البحريه السوفيتيه هناك ، وتلك الطائره لها ثلاث مهام كل اسبوع ، كل مهمه تستمر لمده ثلاث او اربع ساعات ، منها مهام البحث عن الغواصات بأستخدام عوامات حديثه لاكتشاف وتحديد انواع الغواصات ، لكن قياده السرب الخامس البحري السوفيتي استغلت الضعف في تنظيم عمل تلك الطائرات بواسطه القياده المركزيه البحريه السوفيتيه ، وبدأت تشغيل تلك الطائرات في مهام تكتيكيه محدده مما ادي الي استخدام 963 عوامه استشكاف غواصات في 38مهمه فقط
في مارس وابريل 1970 اشتركت طائرات الاستطلاع البحري في مصر في اكبر مناوره بحريه سوفيتيه في التاريخ اليحري والتي اطلق عليها (( تدريب المحيط )) وخلالها قامت تلك الطائرات بمهام استطلاع كبيرة المساحه ، مع مهام مكافحه الغواصات في البحر المتوسط
واشترك الطراد حامل الصواريخ ( موسكو ) والطراد ( ليينجراد ) الحامل للصواريخ والمجهزين بـ 28 طائره هيلكوبتر كاموف 25 بي أل – وعشرون سفينه اخري وعشر غواصات هجوميه في تلك المناورة الكبيره
ومن غير المعروف اذا كانت الطائرات تي 16 للاستطلاع البحري من السرب الاول الالكتروني المستقل والمتمركزه في اسوان حتي عام 1972 قد اشتركت في تلك المناورة.
وتلك المناورة كانت تحت قياده الكولونيل زايدسكي ومعه العديد من الضباط السوفيت الكبار والذين كانوا كلهم من اسطول الشمال السوفيتي لذلك من غير المعروف ان تلك الطائرات في اسوان قد اشتركت في المناورة ، ووفقا لمذكرات المقدم ميتروكين فان تلك الطائرات في اسوان لم تقم بأي مهام قبل عام 1971 عندما ارسلت طائرة تي يو 16 للاستطلاع الالكتروني والاعاقه الالكترونيه بقياده الميجور مارسوف الي شمال قناه السويس للقيام بأعمال اعاقه الكترونيه ضد القوات الاسرائيليه لحمايه 4 طائرات مصريه والتي اخترفت جبهه القنال الي عمق سيناء للقيام بعمليه استطلاع .
طاقم الطائرة السوفيتيه انتظر عوده الطائرات المصريه ، لكن الطائرات المصريه لم تعد وفق الجدول المحدد ، فصدرت الاوامر من غرفه العلميات الارضيه المصريه للطائره بالقيام بعمليه مرور اخري فوق القناه واستمرار عمليه الاعاقه والشوشره علي الرادارت الاسرائيليه حتي عوده الطائرات المصريه .
لكن مع بدء عمليه الدوران فوق البحر المتوسط للعوده للمسار المحدد فقد اعترضتها طائرتين فانتوم امريكيه من الاسطول السادس الامريكي والتي طارت بالقرب من الطائرة السوفيتيه وبدأت بتصوير الطائرة السوفيتيه كما كان يحدث بصورة مستمرة لتلك الاحداث خلال الحرب البارده فوق المياه الدوليه
(( صورة ))
وعندما بدأت الطئرة السوفيتيه في الدوران للعوده الي اسوان شعر الطاقم بأصطدام خفيف ، وبعدها بدأت الفانتوم الامريكيه في الهبوط عده مئات من الامتار تحت الطائرة السوفيتيه والتي اتخذت طريقها الي اسوان ، وبعد عوده الطائرة الي اسوان وتم فحص الطائرة ، وجد اثار اصطدام واثار طلاء تحت جناح الطائرة مما يعزز احتماليه اصطدام الفانتوم الامريكيه بهم
اما الطيارين المصريين الذين قاموا بعمليه الاستطلاع فقد سقط واحد منهم بفعل المضادات الارضيه الاسرائيليه فوق سيناء.
ويتذكر الطيار نيكولاي فيدروفيش تلك المفارقات والحوادث مع الطيران الامريكي في تلك الفتره فيتذكر انه في احد المرات اثناء طيرانه بطائرته التي يو 16 للاستطلاع تم اعتراضه بواسطه طائرت فانتوم اسرائيليه والتي قامت بهجوم تمثيلي ثم ابتعدت مرة اخري ، ولم يكن هناك بعد ذلك اعتراض اسرائيلي اخر لتلك الطلعات
وقد تم حل السرب الاول المستقل للاستطلاع الالكتروني بعد عودته الي الاتحاد السوفيتي بعد ان تم الاستغناء عن مجهوداتهم في مصر
خلال عام 1970 زاد النفوذ السوفيتي في العمل في الدفاع الجوي عن مصر ، بواسطه عدد كبير من الطيارين السوفيت الذين تم ارسالهم الي مصر .
في مارس 1970 تم ارسال لواء اخر من اوكرانيا الي مصر تحت قياده الكولونيل كوستانين كورتشوك ، وتم ارسال 18 وحده دفاع جوي الي مصر بواسطه البحر وشملت وحدات حديثه من صواريخ سام 125 المعروفه لدي حلف الاطلنطي بأسم سام 3 ، وكان معها احدث نسخه من الميج 21 ودبابات شيلكا ZSU 23-4 المضاده للطائرات وايضا صواريخ سام 7 المحموله علي الكتف للدفاع عن المطارات التي تعمل بها تلك الطائرات
وقاد الميجور جنرال اليكس سميرنوف تلك القوة للدفاع الجوي عن مصر ، وتم ارسال الطيارين والفنيين من قاعده لايمنسكي في اوكرانيا ، وشملت القوه ثلاث الويه دفاع جوي ولواء جوي مقاتل.
كانت مهمه تلك القوة التي ارسلت في عام 1970 هي الدفاع عن مناطق حيويه في العمق المصري مثل السد العالي في اسوان ، وعدد من القواعد الجويه المهمه في جبهه قناه السويس ، والتي شكلت الخط الاول بين مصر واسرائيل ،
وكان احتمال التقابل مع الطيارين الاسرائيليين في اشتباك يزداد يوما بعد يوم ، وخضع الافراد السوفيت الي كشف طبي كامل للتأكد من امكانيه هؤلاء الافراد في الخدمه في بلد ذو طقس حار ولم يعرفوا حتي اخر لحظه اين سيتم ارسالهم ، كانت السريه من العوامل المهمه في القوات الجويه السوفيتيه ، لكن في مصر كانت اللوائح تحتم علي الخبراء السوفيت الا يتكلموا عن اماكن تمركزهم في الخطابات التي يرسلونها لذويهم في الاتحاد السوفيتي
ورسميا تم سفر الطيارين السوفيت الي مصر بصفه خبراء وكما تم في عام 1956 فقد تم ارسال خيرة الطيارين السوفيت لارسالهم الي مصر وتم تصنيفهم علي اساس فئه اولي وفئه ثانيه ، وكان لدي العديد منهم ساعات طيران كبيرة جدا جدا .
وقبل سفرهم حصل هؤلاء الطيارين علي تدريبت خاص في الطيران في قاعده في وسط اسيا في تركمنستان للتأقلم علي الطقس
وكان يتم التدقيق في كفاءه الطيارين بدقه كبيره وجديه تامه قبل سفرهم الي مصر ، وكان يتم تدريبهم علي القتال ضد الطائرات الميراج الاسرائيليه والتي من المتوقع ان يقاتلوها في مصر قريبا
احدهم هو الكولونيل اوليج تسوي والذي جاء من اصول عائله كوريه وكان ملازم اول عندما تم ارساله الي مصر وخضع للتدريب في تركمنستان والذي يتذكر ان العديد من الطيارين ماتوا اثناء التدريب في تركمنستان بسبب قسوة تلك التدريبات التي كانت تطور نوعا خاصا من التكتيكات الجويه
وصل الطيارين السوفيت الي مصر في مارس 1970 في الوقت التي عانت فيه مصر كثيرا من الهجمات الجويه الاسرائيليه ، ولم تكن القوات الجويه المصريه قادره في ذلك الوقت علي التصدي الفعال لها .
وكان الطيارين تحت قياده الجنرال كاتياشيكين وشملت سرب مستقل تحت قياده الكولونيل يوري ناستستيكو، وكان علي اللواء الجوي تغطيه منطقه كبيره جدا من الارضي المصريه من حلوان وحتي السويس وتمركزوا في قاعده بني سويف
ثم تمدد التمركز ليشمل ايضا قاعده كوم اوشين بالفيوم ، وقبل وصولهم الي بني سويف كانت تلك القاعده هي قاعده لطائرات سوخوي 7 المصريه (خطأ) بينما قاعده كوم اوشيم تحت التطوير بدشم جديده ، وكان لدي الطيارين السوفيت قاعده تبادليه في المنصورة (خطأ) في دلتا النيل
اما الجزء الشمالي الشرقي من مصر والذي يشمل ساحل البحر المتوسط والممتد في مثلث من الاسكندريه حتي القناه والقاهرة ، فكان مسئولا عنه سرب مستقل متمركز في المنصورة ، ولاحقا فقد خضعت القاهرة الي دفاع ثلاثي بصواريخ سام
ولم يكن وصول السوفيت الي مصر مفاجأه كما توقع السوفيت ، فيقول الجنرال كوريوكش (( الاستطلاع الجوي الاسرائيلي اكتشفنا علي الفور بعد وصولنا الي مصر ، فبعد ايام صرحت جولدا مائير في الراديو – اننا نعلم بوجود طيارين سوفيت ونحن علي استعداد لقتالهم اذا دعت الضرورة ))
اطلق المصريون علي الخبراء لقب ( خبير ) وهي ترجمه حرفيه لكلمه الخبراء غير المسلمين (( !!!!!!! خطأ كبير))
لكن بالنسبه لهؤلاء الخبراء فقد كان كل شئ في هذا البلد جديد وغريب عليهم ، وكان عليهم الاقامه في اماكن مريحه لكنها بعيده عن الاعين ، وكانت اماكن اقامتهم اشبه بواحه زغده مقارنه بما يقيم فيه نظرائهم المصريين ، وفي الفجر وبحلول الخامسه صباحا يبدأ الطيارين والفنيين في التحرك الي اعمالهم ، وكان ذلك متناقض لما كان يحدث لهم في الاتحاد السوفيتي ، والذي غالبا ما كانوا يقيمون بالقرب من طائراتهم او داخل القواعد الجويه ، ورغم ان الاقامه في مصر كانت اعلي مستوي مما كانوا عليه في الاتحاد السوفيتي الا انها كانت غريبه
كانت كل القواعد الجويه المصريه خاليه من الكحول مع بدايه الستينيات (!!!!؟؟؟؟) وكانت القواعد الجويه المصريه التي عمل بها السوفيت جديده نوعا ما ولم يكن بها مطعم حيث تم بناء العديد من القواعد الجويه بعد النكسه وخلال حرب الاستنزاف بحيث تمكن القوات الجويه المصريه من توزيع طائراتها علي عدد من تلك المطارات عوضا عن تكديسها في مطارات قليله ، خاصه بعد ان اصبحت القوات الجويه الاسرائيليه بعد احتلال سيناء علي مسافه دقائق من القواعد المصريه
ووجد الجنود السوفيت انفسهم مع نظرائهم المصريين في مكان واحد في اغلب الوقت ، يأكلون مع بعضهم البعض ويعملون ايضا جنبا الي جنب ، وعاده كان الضباط السوفيت يعطون جنودا مصريين اموالا لشراء متطلبات الطعام واحتياجاتهم من المدن القريبه من المطارات ، وكان الخبراء يطبخون لانفسهم وخاصه اللحوم عدا لحوم الخنزير
وكانوا في اوقات كثيرة يتناولون الطعام علي الارض فلم يكن هناك الكثير من المقاعد والمناضد والتي كان يستخدمها الضباط فقط .
واستخدم الجنود مقاعد من حطام طائرات مي 4 كمقاعد لهم في كثير من الاحيان ، وكانت تلك الوجبات اوقات راحه للجنود والذين لم يكونوا علي عجله في انهاء الطعام ، فأخذت اوقات تلك الوجبات وقتا طويلا
في نفس الوقت تواصل القصف الاسرائيلي لمصر لكن بحذر ، فكانوا يختارون اهدافهم بعنايه تامه وبعد استطلاع جيد
وتجنب الطيارين الاسرائيلين المناطق التي يدافع عنها السوفيت بطائرات ميج 21 ، مما اوقف الغارات الاسرائيليه علي العمق المصري ، وشمل ذلك مناطق غرب الدلتا والتي اكتشف الاسرائيلين ان السوفيت يدافعون عنها وتم اصدار الاوامر للطيارين الاسرائيلين بعدم الاشتباك مع الطيارين السوفيت
في المقابل فقد علم الاسرائيلين بدقه اين يتواجد السوفيت وشنوا ضدهم حرب نفسيه ، ففي كثير من الاحوال كان الطيارين الاسرائيلين من اصول سوفيتيه يتوجهون الي المناطق التي يدافع عنها السوفيت فتقلع الطائرات السوفيتيه لاعتراضهم فتنسحب الطائرات الاسرائيليه ، في نفس الوقت كانت الاوامر مشدده علي الطيارين السوفيت بعدم الطيران بالقرب من قناه السويس
كان الامر اشبه بلعبه يديرها موردخاي هود قائد سلاح الجو الاسرائيلي والذي صرح لاول مرة بأن السوفيت يقومون بدور فعال في الدفاع عن مصر وهذا التصريح كان المقصود به النيل من معنويات الطيارين المصريين في الاسراب واظهارهم بالضعفاء مقارنه بالطيارين السوفيت
يتذكر الكولونيل يوري ناسيتنكو تلك الايام قائلا (( بمجرد وصولنا الي مصر ، توقفت علي الفور الاختراقات الاسرائيليه في العمق المصري ، ولم تتكرر الهجمات علي العمق المصري ، واستمرت طلعات الاستطلاع وحاول الاسرائيليين تجنبنا ، ففي الواقع فقد تحول الاهتمام الاسرائيلي الي جبهه قناه السويس ، وكانت النتيجه هي حرب نفسيه وعصبيه شنتها اسرائيل في الصبر علي الطيارين السوفيت ))
اول اشتباك مع الاسرائيليين بدأ في ابريل 1970 وخاصه في ايام 13 و 18 و 28 من هذا الشهر ، عندما بدأت الطائرات الاسرائيليه في الاقتراب من قواعدنا وعندما اقلعت الطائرات السوفيتيه لمقابلاتهم ، كانت الطائرات الاسرائيليه تنسحب عائده الي قواعدها ، لكن لم يتم اطلاق نار في هذه الاشتباكات ، لكن تلك المقابلات الجويه تم اذاعتها علنا بناء علي اوامر وزير الدفاع الاسرائبلي في وسائل الاعلام العالميه
وفقا للجنرال كوستانين كوروتشوك (( لوقف الطيران الاسرائيلي من ضرب العمق المصري ، كان علينا اعتراضهم في توقيت مناسب مما يعني علي ان طائراتنا كان يجب ان تقلع بينما الطائرات الاسرائيليه علي مسافه 200 كيلو متر ، لكي تقلع طائراتنا وتتوجه الي تلك الطائرات الاسرائيليه ، في ذلك الوقت كانت الطائرات الاسرائيليه تقترب من مسافه 20 الي 30 كيلو متر وتعود مرة اخري بدون اشتباك حقيقي ، وكان علينا مطاردتهم الي حد معين من قناه السويس بدون ان نعبر القناه ، فقد كانت طائرات معاديه جديده تظهر في الجو تغطي عوده الطائرات الاسرائيليه فنأمر طائرات اخري لنا بالاقلاع وهكذا تكرر هذا الامر عده مرات))
وكانت تلك اللعبه تتكرر يوميا تقريبا وغاليا ما تتكرر تلك اللعبه خمس مرات في اليوم الواحد ووفقا لاقوال الجنرال ماسكينكو (( كنا في حاله تأهب دائم واعصابنا مشدوده لاقصي حد ، وكانت مجموعه طائرات اسرائيليه تطير علي ارتفاع عال ومجموعه اخري غير مرئيه علي الرادار تطير علي ارتفاع متخفض خلف المجموعه الاولي ، وكان يجب ان نكون مستعدين لكي نقاتل المجموعه الثانيه ايضا ، فبعد اقلاع اول طائرات لنا نجهز مجموعه اخري من الطائرات للاقلاع فورا ، مما يعني ان الطيارين كلهم يجب ان يكونوا علي اهبه الاستعداد داخل طائراتهم في الدشم ، كل ما يحتاجونه هو تشغيل طائراتهم والاقلاع فور ، وكان هؤلاء الطيارين يرتدون بدل طيران الارتفاع المرتفع جدا ومع درجه حراره تصل الي فوق الاربعين درجه مئويه داخل الدشم ولفترات كبيرة جدا من الوقت )).
هذا التوتر المستمر للطيارين ودرجات الحراره المرتفعه اثر بالسلب علي رد فعلهم ، وهذا يبرر الامر لكل طيار بالقيام بدورة كامله من الالعاب الاكروباتيه في نهايه كل مهمه وقبل الهبوط ، وبدأوا ايضا في القيام بتدريبات قتال جويه وهميه للحفاظ علي كفاءتهم القتاليه






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-31-2013, 12:26 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الطيارين السوفيت في مصر

الطيارين السوفيت في مصر

الجزء الاول

ترجمه – احمد زايد
صاحب امداد الدول العربيه بالعديد من الطائرات السوفيتيه الصنع العديد من المدربين والفنيين السوفيت ، وهذا العدد بدأ في الوصول الي مصر في عام 1955 بعدما وقع الرئيس عبد الناصر عقدا مع الاتحاد السوفيتي لشراء المئات من الطائرات خاصه طائرات ميج 15 وميج 17 واليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، وكان امداد الاتحاد السوفيتي للعرب بالسلاح لمحاوله موازنه التغ
لل الامريكي في المنطقه
وبناء علي صفقه السلاح المصريه التشيكوسلافكيه والتي لفتت انظار العالم ورجال الطيران في مصر بصفه خاصه ، فقد وصلت تلك الطائرات من تشيكوسلوفاكيا ، ووصل اول خبراء الي مصر عام 1955 وكانوا خليط من خبراء تشكيك وسوفيت في نفس الوقت ، ولكن حتي يومنا هذا يظل الطيارين والضباط المصريين الذين خدموا في الطيران المصري في ذلك الوقت ، مازالوا علي قناعه تامه بأن كل هؤلاء الخبراء كانوا تشيك ولم يكن بينهم احدا من الاتحاد السوفيتي
ولان هذه الصفقه المتقدمه من الطائرات المقاتله الي مصر كانت مهمه جدا ، فقد أرسل الاتحاد السوفيتي خيرة رجاله خبرة من الطيارين والمدرسين ، فكثير منهم كانوا مدرسي طيران بالاتحاد السوفيتي وبعضهم كان له خبرة قتال حقيقه في الحرب العالميه الثانيه ، والاحدث منهم كان لديه خبرة قتال في حرب كوريا .
وقد واجه هؤلاء الخبراء السوفيت مهمه كبيرة ، ففي البدايه كان عدد الطيارين المصريين المؤهلين قليل جدا ، وفي مرات عديده كان علي الخبراء السوفيت الطيران بكل الطائرات الجديده ، ونتيجه لذلك فقد طار العديد منهم في مهمات فعليه ، وشارك العديد منهم فعليا في حرب 1956.
وحاليا وبعد ان تم كشف النقاب عن اجزاء من الارشيف العسكري السوفيتي ، فأنه اصبح في الامكان سرد تلك الوقائع التي ظلت سريه لمدد طويله ، ورغم ان تلك المعلومات التي تم الكشف عنها مازالت غير كامله ، فأن تلك المعلومات الغير كامله تظل مبهمه امام الباحثين .
خلال عام 1956 كان لدي مصر حوالي 160 طائرة متنوعه ، منها 69 فقط في الخدمه ، واضطر الخبراء السوفيت القائمين بمهام التدريس للطيارين المصريين علي طائرات الميج 15 ، اضطروا للاشتراك في القتال الفعلي منذ اول ايام القتال،
وكمثال ففي يوم 30 اكتوبر 1956 اعترض الطيارين السوفيت طائرة استطلاع بريطانيه من طراز كانبيرا واصابوها بعد ان كانت تقوم بمهمه استطلاع فوق قناه السويس، في نفس اليوم قام الطيارون المصريون بمهمه قذف قويه جدا ضد قوة الكتيبه 202 مظلات التي تم ابرارها عند المدخل الشرقي لممر متلا ( قياده الميجور ارييل شارون ) فقتلوا 40 جندي ودمروا عربتين مدرعتين ، بالاضافه لاسقاط طائرة اتصالات اسرائيليه !!!!!!
وقد ساعد الخبراء السوفيت في تجهيز هذه الطلعه لكنهم لم يشتركوا فيها ، وقام بها الطيارين المصريين بمفردهم
وفي ظهيرة نفس اليوم حدث اشتباك جوي بين طائرات ميج 15 مصريه وطائرات ميستير اسرائيليه ، نتج عن هذا الاشتباك اسقاط طائرة ميج 15 مصريه واصابه طائرة مستير اسرائيليه ، وفي اليوم التالي شارك احد الخبراء السوفيت في احد الطلعات الهجوميه ضد القوات الاسرائيليه في شبه جزيرة سيناء ، ونتج عن تلك الهجمات العديد من المعارك الجويه وخسر الطرفين طائرات .
خلال ليله 31 اكتوبر ، بدأ الهجوم الجوي الانجلو فرنسي ضد مصر ، وكان تأثير الهجوم الجوي محدودا في البدايه لان الرئيس عبد الناصر أمر بتفريق الطائرات المصريه ، لذلك فقد تم ارسال 20 طائره ميج 15 الي مطارات الدلتا ، وطار الخبراء التشيك والروس بـ 35 طائرة اخري الي سوريا والسعوديه
وفي يوم 31 اكتوبر وصلت الي مصر عدد من طائرات الميج 17 من الاتحاد السوفيتي مباشرة ، وكانت تلك اول طائرات تصل الي مصر او اي دوله عربيه اخري من الاتحاد السوفيتي مباشرة
وفي اليوم التالي قام قائد الجناح شلبي الحناوي وهو من اكثر الطيارين المصريين درايه بالميج 17 في ذلك الوقت بالطيران بأول طلعه مصريه بالميج 17
وفي 2 نوفمير 1956 دخلت الميج 17 الحرب لكن بطيارين سوفيت ، فقد استغرق الامر من الحناوي ومستشاره السوفيتي عده ايام لكي يدربوا عددا من طياري السرب المصريين علي الميج 17 حيث كانت الميج 17 مشابهه تقريبا للميج 15 التي تدرب عليها الطيارين المصريين من قبل .
ولذلك يمكن القول بان الميج 17 دخلت الخدمه في الطيران المصري قبل بدء الغزو الانجليزي الفرنسي لمصر
لكن قبل ذلك كانت الميج 17 المصريه تطير بواسطه خبراء سوفيت ، احدهم اسمه سينكوف سيرجي اناتوليفتش والذي لديه 3 انتصارات جويه سابقه في حرب كوريا ، والذي استطاع اسقاط طائرة بريطانيه من طراز
فوق الاجواء المصريه . Wyvern
المصادر البريطانيه اشارت الي سقوط تلك الطائرة لكنها اشارت الي انها سقطت بواسطه المدفعيات المضاده للطائرات لكن السجلات السوفيتيه وصفت المعركه بالتفصيل في صفاحتها
(( في الثالث من نوفمبر 1956 كان الطيار سينكوف ومعه طيار مصري اخر يطير بطائرة ميج 17 في دوريه فوق البحر المتوسط عندما تم رصد بريق طائرة بريطانيه تم التعرف عليها ، بدأت طائرتي الميج 17 فورا هجومهم واستطاع سينكوف اسقاط الطائرة بدفعه مركزة من مدفع الطائرة ، وللاسف تعرضت كاميرا الطائرة لعطل ادي الي عدم تأكيد تلك الاصابه رسميا ))

لكن بغض النظر عن تلك الاصابه ، فالمؤكد ان الطيار البريطاني الذي تم اسقاطه هو الملازم دينيس مكارثي
والذي سقط في مياه البحر المتوسط وتم انقاذه لاحقا .
اما الخبراء الذين تم ارسالهم لتدريب الطيارين المصريين علي طائرات اليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، فقد اشتركوا ايضا في القتال .
احد هؤلاء الخبراء اسمه انوكينتي فاسيليفيش كوزنستوف والذي لديه 27 انتصار جوي خلال الحرب العالميه الثانيه ، فقد قام بعده طلعات خلال حرب 56 لكن التفاصيل تظل مبهمه .
طبقا للمصادر المصريه فقد قامت القاذفات من طراز اليوشن 28 بعده طلعات هجوميه ضد اهداف اسرائيليه ، لكن طبقا لمعلومات اللواء كمال زكي قائد السرب الثاني المصري ، فقد قامت طائرات اليوشن 28 بطلعه واحده فقط للاستطلاع في بدايه الحرب .
وربما تلك الغارات التي قامت بها الطائرات اليوشن 28 المصريه والتي ذكرتها المصادر الاسرائيليه ، ربما تكون قد تمت بطيارين سوفيت ولم تكن تتبع السرب الثاني المصري
ومع وصول الاساطيل الفرنسيه والبريطانيه الي السواحل المصريه وسيطره القوات الجويه الانجلو فرنسيه علي سماء مصر ، فقد استقل الخبراء السوفيت والتشيك تلك الطائرات الي اماكن امنه ، فطارت 20 طائره اليوشن 28 والتي لم تكن دخلت الخدمه في اي سرب محدد بعد ، طارت الي السعوديه بينما طارت طائرات اخري الي الجنوب الي مطار الاقصر بصحبه طائرات ميج 15 .
حيث تمركزت اعداد من طائرات السرب الثاني من طراز اليوشن 28 والميج 15 تحت قياده كمال زكي في الاقصر قبل ان يتم تدميرهم كلهم بطائرات فرنسيه بعيده المدي قادمه من اسرائيل
طائرة واحده فقط نجت من التدمير والتي طار بها الطيار اسامه صدقي وهرب بها الي السعوديه .
وتشير التقارير السوفيتيه التي تم كشف النقاب عنها عن احداث لم تشر اليها التقارير البريطانيه عن تلك الفترة
فيشير ثلاث من الاطقم السوفيتيه الخاصه بالطائرات اليوشن 28 الي انهم تعرضوا الي هجمات بطائرات مقاتله يعتقد انها هوكر هنتر بريطانيه وصل عددها الي عشر طائرات
ويدعي هؤلاء الرجال انهم استطاعوا اصابه 2 من تلك الطائرات ، واجبروا الباقي علي الفرار ، الجدير بالذكر ان طائرات الهوكر هنتر الوحيده التي تواجدت في الحرب هي من السرب الاول والـ 34 البريطاني المتمركزين في قبرص ، ومنهم جزء تم ارساله الي عمان في الاردن .
اما الطائرات التي كانت تأتي من قبرص فكانت تقوم بمهام السياده الجويه فوق الدلتا وليس هناك اي معلومات عن اي معارك جويه تمت مع تلك الطائرات القادمه من قبرص
واغلب الطن عن تلك الحادثه الغامضه انها تمت بين الطائرات اليوشن 28 المصريه و ميتيور الاسرائيليه المخصصه للطيران الليلي ، وتلك الحادثه تمت خلال ليله 1-2 نوفمبر فوق البحر المتوسط قرب السواحل الاسرائيليه ؟
وبعد أن سيطرت الجيوش البريطانيه والفرنسيه علي السماء المصريه وتوغلت اسرائيل في سيناء وضح ان قدر مصر قد احكم عليه ،
لكن الجهود الدبلوماسيه الامريكيه والسوفيتيه الجبارة ضغطت بقوه وتم تحجيم الغزو الثلاثي ضد مصر
واضطرت فرنسا وانجلترا واسرائيل لاحقا الي الانسحاب من الاراضي المصريه ،
لكن قصه الخبراء والمتطوعين السوفيت في الشرق الاوسط كانت قد بدأت .
بعد حرب 56 ظل في مصر عددا من الطياريت السوفيت لكن بدور محدود وهو تدريب الطيارين المصريين ، علي اي حال فقد تعلم المصريين الطيران علي طائرات الميج 15و17و19و21 في الاتحاد السوفيتي او في دول حلف وارسو ما بين الفترة من 1967:1956 وبالمثل الطيارين القلائل الذين طاروا بالسوخوي 7 والتي وصلت مصر قبل حرب يونيو 1967

بعد كارثه النكسه كان الطيارين المصريين اكثر جديه في التدريبات الفنيه مقارنه في الفترة السابقه ، ومثال ذلك اللواء طيار قدري عبد الحميد والذي كان من اوائل من طاروا الميج 21 يقول (( السوفيت اعطوا تدريبا ، لكن ليس التكتيكات الحقيقيه ، اعطونا تدريبا لكي نطير ونعترض طائرات العدو بضعف سرعه الصوت علي الارتفاع الشاهق واعطونا تدريب علي الطيران الليلي ، لكن ايا من ذلك لم يحدث خلال حرب يونيو 1967 ، وكان القتال كله علي مستوي منخفض ، فأنت تتدرب علي شئ ويقوم العدو بشئ اخر ))
ويضيف اللواء عادل نصر والذي حارب في 67 أيضا ((كان لدي السوفيت تكتيكاتهم الخاصه لكنها غير مناسبه لنا لانها تعتمد علي اعداد ضخمه من الطائرات لم تكن متاحه لنا في ذلك الوقت، لقد توسعوا في تدريبات تجعلنا ضباط كبار ، لكنهم لم يعلمونا تكتيكات القتال ، وقد نجحوا في جعلنا نفكر بطريقه اكثر تنظيما ))
اللواء نبيل شكري والذي كان من الطيارين القلائل الذين اشتبكوا واسقطوا طائرات للعدو في 1967
(( في الستيتنيات ارسلنا طيارين صغار لاخذ دورات في يعطوها في الاتحاد السوفيتي ، وعندما عادوا لنا ، كان لديهم اجراءات امان عاليه جدا ، كانوا يخافون من طائراتهم ، كانوا يقولون لهم في الاتحاد السوفيتي لو قمت بتلك المناورة سوف تموت ، واذا قمت بذلك سوف تتحطم طائرتك ))
في نفس الوقت في مصر كان لبعض الطيارين المصريين ذكريات سعيده مع الخبراء السوفيت مثل اللواء طيار فكري الجندي والذي كان متمركزا في العريش قبل النكسه فيقول (( في فبراير 1966 طرت بطائره MiG-15UTI مع خبير روسي اسمه فاسيلي وقمنا بمناورات اكروباتيه وطرنا بسرعه عاليه لارتفاع 4000 قدم ))
خلال حرب اليمن ارسل الاتحاد السوفيتي معونات للجمهوريين في اليمن والذين كانوا يتلقون مساعدات من مصر ايضا
ووصل عدد الخبراء السوفيت في اليمين الي 547 خبير كثير منهم كانوا في مصر
العديد من الطيارين من جناح شيركسي للنقل الجوي المتمركز في اوكرانيا بطائرات انتينوف 12 تم استدعائهم لنقل الامدادات العسكريه الي مصر واليمن منذ عام 1963 وحتي يناير 1966.
وكل الطلعات كانت الطائرت تطير ليلا مع صمت لاسلكي تام ، وتم طلاء طائرات الانتينوف 12 بعلامات مصريه ، وخلال هذا الجسر السري لنقل السلاح الي اليمن فقدت طائرة انتينوف 12 ومات من فيها وعددهم 8 من طاقم الطائرة ، ومات ايضا مستشار خلال تلك الحرب في اليمن
كانت مساهمات الخبراء السوفيت في حرب 1967 محدوده ، كانوا في الحقيقه 35 مستشار فقط ان مصر وسوريا معا وقت اندلاع الحرب ، لكنهم لم يشتركوا في القتال ، وبعد الحرب مباشرة بدأ الاتحاد السوفيتي في ارسال مساعدات ضخمه الي مصر لمساعده المصريين في صد الاسرائيليين ، وشملت تلك المساعدات ما لا يقل عن 12 لواء مقاتل بقياده الجنرال اليكساندر ايفانونفيش (( معلومه غريبه جدا وغير دقيقه)) لكن تلك المساعدات ظهر عدم جدواها وعوضا عن ذلك اصطحب المارشال زخاروف رئيس الاركان مجموعه من كبار الضباط الي مصر خلال اواخر يونيو 1967 لتقييم الموقف وشمل ذلك ايضا تقييم العمليات الجويه ورأس هذا الفريق الجنرال لاشنكو وجنرال الجو اوستروموف والذي يتذكر تلك الايام (( في احد تلك الايام تلقيت مكالمه في شقتي وكان المتصل قائد سلاح الجو الجنرال برايهو وكنت نائبه في ذلك الوقت ، وامرني بالتوجه الي احد المطارات قرب موسكو وانا ارتدي ملابس مدنيه واكد علي ضرورة عدم اصطحاب اي وثائق شخصيه ، وهناك قابلت عددا من القاده السوفيت من سلاح الجو ومن الدفاع الجوي ولاحقا وصل عددا من قاده القوات البريه ، وكانت مهمتنا هي التعرف علي الموقف العسكري واستكشاف قدره المصريين علي القتال وجاهزيتهم والمساعده في استعاده القوات الجويه المصريه والدفاع الجوي المصري للسيطرة مرة اخري ، وطرنا خلال الليل الي مصر ، وكانت الانوار مطفئه خلال الرحله حتي وصلنا الي مصر، وكانت مصر كلها مطفئه الانوار ولحسن الحظ وجدنا انوار قليله ساعدتنا علي الهبوط بسلام ))
المارشال زخاروف رئيس الاركان السوفيتي عمل بنفسه مع وزير الدفاع المصري الفريق فوزي ، وكنتيجه للجسر الجوي الذي انشي من الاتحاد السوفيتي الي مصر ، فقد كانت الطائرات الانتينوف 12 يتم تفريغها في المطارات المقاتله ، وكانت كل طائرة تحمل طائرة ميج 17 او ميج 21 او سوخوي 7 ، ثم عادت الطائرات من تلك المطارات رأسا الي الاتحاد السوفيتي.
ويتذكر اللواء طيار قدري عبد الحميد تلك الايام (( بعد الحرب بدأت اطير علي ارتفاعات منخفضه جدا ، فالان فقط عرفنا كيف نحارب ، فقد كنات نطير من 50 ساعه او اكتر كل شهر في حر شهر يوليو ، طيران ولا شئ غير الطيران فقط ، فقد ظللت في القاعده لمده 50 يوم بدون يوم واحد اجازة ، وقمنا بعمل مظله للجسر الجوي السوفيتي وطرنا طلعات تدريب ))
وكنتيجه مباشرة للجسر فقط اكتسبت القوات الجويه المصريه معدات وطائرات كافيه لصد العدو الاسرائيلي بعد اسبوع واحد فقط من بدء الجسر الجوي السوفيتي ، وكان من المهم جدا استعاده الرادارات المصريه قدرتها علي العمل مرة اخري ، خاصه بعد فقدان الكثير من المعدات في سيناء وايضا كان من المهم المساعده في تطوير اساليب القتال علي الارتفاع المنخفض ، وكانوا ( المصريين ) في امس الحاجه له
وكما شرح اللواء فؤاد كمال لاحقا ، فقد كان مقر قياده الدفاع الجوي المصري لا يستطيع رؤيه رصد الطائرات المصريه التي تقوم بالاستطلاع بمفردها لاراضي العدو لانها كانت تحت مستوي الكشف الراداري ، وقام المصريون ايضا بتوزيع طائراتهم علي المطارات الصغيرة والطرق الزراعيه بينما العمل يسير علي قدم وساق في الدشم الحصينه لتلك الطائرات في المطارات الكبيرة .
خلال تلك الفترة تولي مدكور ابو العز قياده القوات الجويه المصريه وعمل علي استعاده معنويات طياريه عن طريق الرد علي الاسرائيليين بسرعه وقوة ، وبناء علي طلب تزويده بطائرات ياك 28 القاذفه والقادره علي الضرب داخل اسرائيل ، عوضا عن الطائرات التي دمرت من طراز تي يو 16 خلال الضربه الاسرائيليه في 5 يونيو
صورة :
وبدون تلك الطائرات لا يمكن لمصر ضرب القوات الاسرائيليه الا في المواجهه فقط ، ويظل العمق الاسرائيلي بعيدا عن مدي تلك الطائرات
وقد اقتع المستشارين السوفيت عبد الناصر ان الحصول علي قدرات دافاعيه صاروخيه فعاله اهم من الحصول علي تلك الطائرة ( ياك 28).

المخابرات الاسرائيليه جيده جدا في عملها وكثيرا ما حمل الطيارين الاسرائيلين خرائط للمطارات المصريه وتظهر فيها كافه الاستحكامات والمباني الضرويه ، وبعد ذلك بدأ المصريين الذي علموا ذلك متأخرا فبدأوا في اتخاذ اجراءات امنيه مشدده علي مواقعهم .
لكن في الوقت ذاته عانت مصر من نقص حاد في الطيارين المدربين ، لكن الطيارين الموجودين قاتلوا بقوة وفي مرات عديده تم منحهم مكافأت من الضباط السوفيت ، واحد من هؤلاء هو الجنرال فيبدروف والذي حصد عشرون انتصار وثمانيه اوسمه خلال طيراته باللواء الجوي 728 بالحرب العالميه الثانيه ، وخلال زيارته لمصر والتي امتدت الي ثلاثه اشهر ، فقد زار معظم القواعد الجويه المصريه وطار حوالي 12 مهمه فوق سيناء وعمرة اربع وستون عاما ، وقد طار علي الميج 15 و 17 والسوخوي 7 ، وفي كل طلعه كان التصريح له بالطيران يأتي رأسا من موسكو
طيار سوفيتي اخر عين في القوات الجويه المصريه كمستشار خلال النصف الثاني من عام 1967، هو جورجي دولنيكوف والذي حصد 15 انتصار جوي في الحرب العالميه الثانيه خلال طيرانه في اللواء الجوي رقم 100
في عام 1968 عدد من كبار الطيارين تم ارسالهم الي الاتحاد السوفيتي للحصول علي فرقه دفاع جوي في اوديسا ، واستمرت الدورة حتي نهايه عام 1969 ، وكانت دورة اكاديميه ضخمه والتي شملت العديد من الجنسيات بالاضافه الي ضباط سوفيت ، بينما تم ارسال ضباط مصريين اخرين الي دورات اخري .
وبدأت فترة اخري اكثر فاعليه واكثر تكلفه بين القوات الجويه المصريه ونظيرتها السوفيتيه في مارس 1968
في بدايه عام 68 ، اقترح علماء من المركز 33 للتدريب في البحريه السوفيتي امكانيه تمركز الطائرات من طراز BE 12 في مصر وهي طائرات برمائيه ، وتلك الطائرات تمركزت مع اسطول البحر الاسود ، واشتركت في محاولات تحديد اماكن الغواصات في البحر المتوسط ، لكن لم يتم ارسال ايا من تلك الطائرات الي مصر وكانت تلك وسيله تقارب مع المصريين لتمركز طائرات سوفيتيه في مصر ، وكان ذلك سيكون نصرا كبيرا للاسطول الخامس السوفيتي
لكن المصريين وافقوا في مارس 1968 علي تمركز ست طائرات تي يو 16 ذات المدي الطويل والمخصصه للاستطلاع البحري في مصر مؤقتا ، وكان دور تلك الطائرات القيام بدوريات استطلاع بحري في البحر المتوسط بالنيابه عن القوات الجويه المصريه ، وكان الهدف الاساسي بالطبع لتلك الطائرات هو الاسطول السادس الامريكي في البحر المتوسط.
شمل الاتفاق مع المصريين علي تمركز 130 فرد فقط لخدمه تلك الطائرات ، وكانت الخطه الاساسيه هي تكوين السرب 90 المستقل والخاص وبالشرق الاقصي والمزود بسته طائرات تي يو 16 للاستطلاع .
لكن لاحقا تم تعديل الاتفاق ليشمل أيضا طائرتين انتينوف 12 للاستطلاع ، وبدأ من 19 اغسطس 1968 ، وصلت 3 طائرات BE 12 الي مصر بعد ان تم وضع العلامات والارقام المصريه عليها في الاتحاد السوفيتي وطارت عبر المجر ويوجوسلافيا حتي وصلت الي مطار غرب القاهرة حيث تمركزت مع طائرات التي يو 16 والانتينوف 12 للاستطلاع في نفس القاعده.
صوره
لاحقا تمركزت طائرات BE 12 في مرسي مطروح في مركز قياده البحريه السوفيتيه هناك ، وتلك الطائره لها ثلاث مهام كل اسبوع ، كل مهمه تستمر لمده ثلاث او اربع ساعات ، منها مهام البحث عن الغواصات بأستخدام عوامات حديثه لاكتشاف وتحديد انواع الغواصات ، لكن قياده السرب الخامس البحري السوفيتي استغلت الضعف في تنظيم عمل تلك الطائرات بواسطه القياده المركزيه البحريه السوفيتيه ، وبدأت تشغيل تلك الطائرات في مهام تكتيكيه محدده مما ادي الي استخدام 963 عوامه استشكاف غواصات في 38مهمه فقط
في مارس وابريل 1970 اشتركت طائرات الاستطلاع البحري في مصر في اكبر مناوره بحريه سوفيتيه في التاريخ اليحري والتي اطلق عليها (( تدريب المحيط )) وخلالها قامت تلك الطائرات بمهام استطلاع كبيرة المساحه ، مع مهام مكافحه الغواصات في البحر المتوسط
واشترك الطراد حامل الصواريخ ( موسكو ) والطراد ( ليينجراد ) الحامل للصواريخ والمجهزين بـ 28 طائره هيلكوبتر كاموف 25 بي أل – وعشرون سفينه اخري وعشر غواصات هجوميه في تلك المناورة الكبيره
ومن غير المعروف اذا كانت الطائرات تي 16 للاستطلاع البحري من السرب الاول الالكتروني المستقل والمتمركزه في اسوان حتي عام 1972 قد اشتركت في تلك المناورة.
وتلك المناورة كانت تحت قياده الكولونيل زايدسكي ومعه العديد من الضباط السوفيت الكبار والذين كانوا كلهم من اسطول الشمال السوفيتي لذلك من غير المعروف ان تلك الطائرات في اسوان قد اشتركت في المناورة ، ووفقا لمذكرات المقدم ميتروكين فان تلك الطائرات في اسوان لم تقم بأي مهام قبل عام 1971 عندما ارسلت طائرة تي يو 16 للاستطلاع الالكتروني والاعاقه الالكترونيه بقياده الميجور مارسوف الي شمال قناه السويس للقيام بأعمال اعاقه الكترونيه ضد القوات الاسرائيليه لحمايه 4 طائرات مصريه والتي اخترفت جبهه القنال الي عمق سيناء للقيام بعمليه استطلاع .
طاقم الطائرة السوفيتيه انتظر عوده الطائرات المصريه ، لكن الطائرات المصريه لم تعد وفق الجدول المحدد ، فصدرت الاوامر من غرفه العلميات الارضيه المصريه للطائره بالقيام بعمليه مرور اخري فوق القناه واستمرار عمليه الاعاقه والشوشره علي الرادارت الاسرائيليه حتي عوده الطائرات المصريه .
لكن مع بدء عمليه الدوران فوق البحر المتوسط للعوده للمسار المحدد فقد اعترضتها طائرتين فانتوم امريكيه من الاسطول السادس الامريكي والتي طارت بالقرب من الطائرة السوفيتيه وبدأت بتصوير الطائرة السوفيتيه كما كان يحدث بصورة مستمرة لتلك الاحداث خلال الحرب البارده فوق المياه الدوليه
(( صورة ))
وعندما بدأت الطئرة السوفيتيه في الدوران للعوده الي اسوان شعر الطاقم بأصطدام خفيف ، وبعدها بدأت الفانتوم الامريكيه في الهبوط عده مئات من الامتار تحت الطائرة السوفيتيه والتي اتخذت طريقها الي اسوان ، وبعد عوده الطائرة الي اسوان وتم فحص الطائرة ، وجد اثار اصطدام واثار طلاء تحت جناح الطائرة مما يعزز احتماليه اصطدام الفانتوم الامريكيه بهم
اما الطيارين المصريين الذين قاموا بعمليه الاستطلاع فقد سقط واحد منهم بفعل المضادات الارضيه الاسرائيليه فوق سيناء.
ويتذكر الطيار نيكولاي فيدروفيش تلك المفارقات والحوادث مع الطيران الامريكي في تلك الفتره فيتذكر انه في احد المرات اثناء طيرانه بطائرته التي يو 16 للاستطلاع تم اعتراضه بواسطه طائرت فانتوم اسرائيليه والتي قامت بهجوم تمثيلي ثم ابتعدت مرة اخري ، ولم يكن هناك بعد ذلك اعتراض اسرائيلي اخر لتلك الطلعات
وقد تم حل السرب الاول المستقل للاستطلاع الالكتروني بعد عودته الي الاتحاد السوفيتي بعد ان تم الاستغناء عن مجهوداتهم في مصر
خلال عام 1970 زاد النفوذ السوفيتي في العمل في الدفاع الجوي عن مصر ، بواسطه عدد كبير من الطيارين السوفيت الذين تم ارسالهم الي مصر .
في مارس 1970 تم ارسال لواء اخر من اوكرانيا الي مصر تحت قياده الكولونيل كوستانين كورتشوك ، وتم ارسال 18 وحده دفاع جوي الي مصر بواسطه البحر وشملت وحدات حديثه من صواريخ سام 125 المعروفه لدي حلف الاطلنطي بأسم سام 3 ، وكان معها احدث نسخه من الميج 21 ودبابات شيلكا ZSU 23-4 المضاده للطائرات وايضا صواريخ سام 7 المحموله علي الكتف للدفاع عن المطارات التي تعمل بها تلك الطائرات
وقاد الميجور جنرال اليكس سميرنوف تلك القوة للدفاع الجوي عن مصر ، وتم ارسال الطيارين والفنيين من قاعده لايمنسكي في اوكرانيا ، وشملت القوه ثلاث الويه دفاع جوي ولواء جوي مقاتل.
كانت مهمه تلك القوة التي ارسلت في عام 1970 هي الدفاع عن مناطق حيويه في العمق المصري مثل السد العالي في اسوان ، وعدد من القواعد الجويه المهمه في جبهه قناه السويس ، والتي شكلت الخط الاول بين مصر واسرائيل ،
وكان احتمال التقابل مع الطيارين الاسرائيليين في اشتباك يزداد يوما بعد يوم ، وخضع الافراد السوفيت الي كشف طبي كامل للتأكد من امكانيه هؤلاء الافراد في الخدمه في بلد ذو طقس حار ولم يعرفوا حتي اخر لحظه اين سيتم ارسالهم ، كانت السريه من العوامل المهمه في القوات الجويه السوفيتيه ، لكن في مصر كانت اللوائح تحتم علي الخبراء السوفيت الا يتكلموا عن اماكن تمركزهم في الخطابات التي يرسلونها لذويهم في الاتحاد السوفيتي
ورسميا تم سفر الطيارين السوفيت الي مصر بصفه خبراء وكما تم في عام 1956 فقد تم ارسال خيرة الطيارين السوفيت لارسالهم الي مصر وتم تصنيفهم علي اساس فئه اولي وفئه ثانيه ، وكان لدي العديد منهم ساعات طيران كبيرة جدا جدا .
وقبل سفرهم حصل هؤلاء الطيارين علي تدريبت خاص في الطيران في قاعده في وسط اسيا في تركمنستان للتأقلم علي الطقس
وكان يتم التدقيق في كفاءه الطيارين بدقه كبيره وجديه تامه قبل سفرهم الي مصر ، وكان يتم تدريبهم علي القتال ضد الطائرات الميراج الاسرائيليه والتي من المتوقع ان يقاتلوها في مصر قريبا
احدهم هو الكولونيل اوليج تسوي والذي جاء من اصول عائله كوريه وكان ملازم اول عندما تم ارساله الي مصر وخضع للتدريب في تركمنستان والذي يتذكر ان العديد من الطيارين ماتوا اثناء التدريب في تركمنستان بسبب قسوة تلك التدريبات التي كانت تطور نوعا خاصا من التكتيكات الجويه
وصل الطيارين السوفيت الي مصر في مارس 1970 في الوقت التي عانت فيه مصر كثيرا من الهجمات الجويه الاسرائيليه ، ولم تكن القوات الجويه المصريه قادره في ذلك الوقت علي التصدي الفعال لها .
وكان الطيارين تحت قياده الجنرال كاتياشيكين وشملت سرب مستقل تحت قياده الكولونيل يوري ناستستيكو، وكان علي اللواء الجوي تغطيه منطقه كبيره جدا من الارضي المصريه من حلوان وحتي السويس وتمركزوا في قاعده بني سويف
ثم تمدد التمركز ليشمل ايضا قاعده كوم اوشين بالفيوم ، وقبل وصولهم الي بني سويف كانت تلك القاعده هي قاعده لطائرات سوخوي 7 المصريه (خطأ) بينما قاعده كوم اوشيم تحت التطوير بدشم جديده ، وكان لدي الطيارين السوفيت قاعده تبادليه في المنصورة (خطأ) في دلتا النيل
اما الجزء الشمالي الشرقي من مصر والذي يشمل ساحل البحر المتوسط والممتد في مثلث من الاسكندريه حتي القناه والقاهرة ، فكان مسئولا عنه سرب مستقل متمركز في المنصورة ، ولاحقا فقد خضعت القاهرة الي دفاع ثلاثي بصواريخ سام
ولم يكن وصول السوفيت الي مصر مفاجأه كما توقع السوفيت ، فيقول الجنرال كوريوكش (( الاستطلاع الجوي الاسرائيلي اكتشفنا علي الفور بعد وصولنا الي مصر ، فبعد ايام صرحت جولدا مائير في الراديو – اننا نعلم بوجود طيارين سوفيت ونحن علي استعداد لقتالهم اذا دعت الضرورة ))
اطلق المصريون علي الخبراء لقب ( خبير ) وهي ترجمه حرفيه لكلمه الخبراء غير المسلمين (( !!!!!!! خطأ كبير))
لكن بالنسبه لهؤلاء الخبراء فقد كان كل شئ في هذا البلد جديد وغريب عليهم ، وكان عليهم الاقامه في اماكن مريحه لكنها بعيده عن الاعين ، وكانت اماكن اقامتهم اشبه بواحه زغده مقارنه بما يقيم فيه نظرائهم المصريين ، وفي الفجر وبحلول الخامسه صباحا يبدأ الطيارين والفنيين في التحرك الي اعمالهم ، وكان ذلك متناقض لما كان يحدث لهم في الاتحاد السوفيتي ، والذي غالبا ما كانوا يقيمون بالقرب من طائراتهم او داخل القواعد الجويه ، ورغم ان الاقامه في مصر كانت اعلي مستوي مما كانوا عليه في الاتحاد السوفيتي الا انها كانت غريبه
كانت كل القواعد الجويه المصريه خاليه من الكحول مع بدايه الستينيات (!!!!؟؟؟؟) وكانت القواعد الجويه المصريه التي عمل بها السوفيت جديده نوعا ما ولم يكن بها مطعم حيث تم بناء العديد من القواعد الجويه بعد النكسه وخلال حرب الاستنزاف بحيث تمكن القوات الجويه المصريه من توزيع طائراتها علي عدد من تلك المطارات عوضا عن تكديسها في مطارات قليله ، خاصه بعد ان اصبحت القوات الجويه الاسرائيليه بعد احتلال سيناء علي مسافه دقائق من القواعد المصريه
ووجد الجنود السوفيت انفسهم مع نظرائهم المصريين في مكان واحد في اغلب الوقت ، يأكلون مع بعضهم البعض ويعملون ايضا جنبا الي جنب ، وعاده كان الضباط السوفيت يعطون جنودا مصريين اموالا لشراء متطلبات الطعام واحتياجاتهم من المدن القريبه من المطارات ، وكان الخبراء يطبخون لانفسهم وخاصه اللحوم عدا لحوم الخنزير
وكانوا في اوقات كثيرة يتناولون الطعام علي الارض فلم يكن هناك الكثير من المقاعد والمناضد والتي كان يستخدمها الضباط فقط .
واستخدم الجنود مقاعد من حطام طائرات مي 4 كمقاعد لهم في كثير من الاحيان ، وكانت تلك الوجبات اوقات راحه للجنود والذين لم يكونوا علي عجله في انهاء الطعام ، فأخذت اوقات تلك الوجبات وقتا طويلا
في نفس الوقت تواصل القصف الاسرائيلي لمصر لكن بحذر ، فكانوا يختارون اهدافهم بعنايه تامه وبعد استطلاع جيد
وتجنب الطيارين الاسرائيلين المناطق التي يدافع عنها السوفيت بطائرات ميج 21 ، مما اوقف الغارات الاسرائيليه علي العمق المصري ، وشمل ذلك مناطق غرب الدلتا والتي اكتشف الاسرائيلين ان السوفيت يدافعون عنها وتم اصدار الاوامر للطيارين الاسرائيلين بعدم الاشتباك مع الطيارين السوفيت
في المقابل فقد علم الاسرائيلين بدقه اين يتواجد السوفيت وشنوا ضدهم حرب نفسيه ، ففي كثير من الاحوال كان الطيارين الاسرائيلين من اصول سوفيتيه يتوجهون الي المناطق التي يدافع عنها السوفيت فتقلع الطائرات السوفيتيه لاعتراضهم فتنسحب الطائرات الاسرائيليه ، في نفس الوقت كانت الاوامر مشدده علي الطيارين السوفيت بعدم الطيران بالقرب من قناه السويس
كان الامر اشبه بلعبه يديرها موردخاي هود قائد سلاح الجو الاسرائيلي والذي صرح لاول مرة بأن السوفيت يقومون بدور فعال في الدفاع عن مصر وهذا التصريح كان المقصود به النيل من معنويات الطيارين المصريين في الاسراب واظهارهم بالضعفاء مقارنه بالطيارين السوفيت
يتذكر الكولونيل يوري ناسيتنكو تلك الايام قائلا (( بمجرد وصولنا الي مصر ، توقفت علي الفور الاختراقات الاسرائيليه في العمق المصري ، ولم تتكرر الهجمات علي العمق المصري ، واستمرت طلعات الاستطلاع وحاول الاسرائيليين تجنبنا ، ففي الواقع فقد تحول الاهتمام الاسرائيلي الي جبهه قناه السويس ، وكانت النتيجه هي حرب نفسيه وعصبيه شنتها اسرائيل في الصبر علي الطيارين السوفيت ))
اول اشتباك مع الاسرائيليين بدأ في ابريل 1970 وخاصه في ايام 13 و 18 و 28 من هذا الشهر ، عندما بدأت الطائرات الاسرائيليه في الاقتراب من قواعدنا وعندما اقلعت الطائرات السوفيتيه لمقابلاتهم ، كانت الطائرات الاسرائيليه تنسحب عائده الي قواعدها ، لكن لم يتم اطلاق نار في هذه الاشتباكات ، لكن تلك المقابلات الجويه تم اذاعتها علنا بناء علي اوامر وزير الدفاع الاسرائبلي في وسائل الاعلام العالميه
وفقا للجنرال كوستانين كوروتشوك (( لوقف الطيران الاسرائيلي من ضرب العمق المصري ، كان علينا اعتراضهم في توقيت مناسب مما يعني علي ان طائراتنا كان يجب ان تقلع بينما الطائرات الاسرائيليه علي مسافه 200 كيلو متر ، لكي تقلع طائراتنا وتتوجه الي تلك الطائرات الاسرائيليه ، في ذلك الوقت كانت الطائرات الاسرائيليه تقترب من مسافه 20 الي 30 كيلو متر وتعود مرة اخري بدون اشتباك حقيقي ، وكان علينا مطاردتهم الي حد معين من قناه السويس بدون ان نعبر القناه ، فقد كانت طائرات معاديه جديده تظهر في الجو تغطي عوده الطائرات الاسرائيليه فنأمر طائرات اخري لنا بالاقلاع وهكذا تكرر هذا الامر عده مرات))
وكانت تلك اللعبه تتكرر يوميا تقريبا وغاليا ما تتكرر تلك اللعبه خمس مرات في اليوم الواحد ووفقا لاقوال الجنرال ماسكينكو (( كنا في حاله تأهب دائم واعصابنا مشدوده لاقصي حد ، وكانت مجموعه طائرات اسرائيليه تطير علي ارتفاع عال ومجموعه اخري غير مرئيه علي الرادار تطير علي ارتفاع متخفض خلف المجموعه الاولي ، وكان يجب ان نكون مستعدين لكي نقاتل المجموعه الثانيه ايضا ، فبعد اقلاع اول طائرات لنا نجهز مجموعه اخري من الطائرات للاقلاع فورا ، مما يعني ان الطيارين كلهم يجب ان يكونوا علي اهبه الاستعداد داخل طائراتهم في الدشم ، كل ما يحتاجونه هو تشغيل طائراتهم والاقلاع فور ، وكان هؤلاء الطيارين يرتدون بدل طيران الارتفاع المرتفع جدا ومع درجه حراره تصل الي فوق الاربعين درجه مئويه داخل الدشم ولفترات كبيرة جدا من الوقت )).
هذا التوتر المستمر للطيارين ودرجات الحراره المرتفعه اثر بالسلب علي رد فعلهم ، وهذا يبرر الامر لكل طيار بالقيام بدورة كامله من الالعاب الاكروباتيه في نهايه كل مهمه وقبل الهبوط ، وبدأوا ايضا في القيام بتدريبات قتال جويه وهميه للحفاظ علي كفاءتهم القتاليه






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-31-2013, 12:28 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الطيارين السوفيت في مصر

الطيارين السوفيت في مصر - الجزء الاخير

by Michail Zhirokhov
اللواء الجوي السوفيتي الذي وصل الي مصر عام 1970 لم ينتظر طويلا قبل الاشتراك في معركه دمويه ، فطبقا لاقول الكولونيل ناستنكو (( في صباح 22 يونيو 1970 التقط الرادارات المصريه في جناكليس شمال غرب الدلتا مجموعه من طائرات السكاي هوك تجاه الاسماعيليه ، وتم التقاط طائرات ميراج معها في دور الحمايه وكانت الميراج تطير علي ارتفاع منخفض ، وعلي الفور
اقلعت طائرات ميج 21 وتسلقت الي ارتفاع مناسب لجذب الميراج الاسرائيليه وبدأ اشتباك جوي ، وفي نفس الوقت كان تشكيل من طائرات ميج 21 يطير علي ارتفاع منخفض تجاه الاسماعيليه وعلي الفور استطاع ان يكون في ذيل الطائرات السكاي هوك الاسرائيليه ، في اليوم التالي ارسل السرب السوفيتي قطع من احد الطائرات الاسرائيليه المحطمه علي الضفه الغربيه للقناه ، ووصل العديد من الضباط المصريين الكبار لتهنئه الطيارين السوفيت ))
في 27 يونيو اسقطت الاطقم السوفيتيه لصواريخ سام اول طائرة اسرائيليه وفي 30 يونيو اسقط بعض المواقع السوفيته التي تحركت صوب القناه عدد من الطائرات الاسرائيليه التي سقط بعضها الاخر بواسطه المواقع المصريه وايضا مثل المصريين فقد عانت الاطقم السوفيتيه من خسائر في الارواح فقد تحرك حائط صواريخ سام تجاه القناه ، وفي احد تلك الاشتباكات الكبيرة التي حدثت والتي كان بها اعداد كبيرة من طائرات الفانتوم والميراج والهليكوبتر التي تمارس دور الاعاقه الالكترونيه وبعد عده مناوشات بدأ الاسرائيلين من 18 يوليو في تجنب وحدات الدفاع الجوي العامله بأطقم سوفيتي
في 25 يوليو تم اعترض طائرة سكاي هوك بواسطه طائرتين ميج 21 سوفيتيه والطائرة الاسرائيليه
كانت تحاول قصف مواقع مصريه علي ضفه القناه ، واشتبكت الطائرات السوفيتيه مع السكاي هوك
واطلقت احداها صاروخا استطاع اصابه الطائرة السكاي هوك بصاروخ جو جو ، واجبرتها علي الهبوط
في اقرب مطار هذا التصرف المندفع الجرئ والغير مصرح به من قبل الطيارين السوفيت بالطيران فوق
سيناء ، اقنع الاسرائيلين بالغاء الهدنه الغير معلنه من القوات السوفيتيه ، وفي اجتماع لاحق بين كبار
ضباط الاسرائيليين فقد تقرر فيه تلقين الطيارين السوفيت درسا بطريقه خاصه وتم وضع خطه سريه بأسم
)Operation Branch العمليه برانش (

والتي تتضمن اربع طائرات فانتوم وتشكيلين ميراج ، كل تشكيل من اربع طائرات ، وكان الطيارين الاثني
عش من خيرة الطيارين الاسرائيليين ،والذين لديهم كلهم حوالي 59 انتصار وبدون اي خسائر ، وكانت
المحصله اقوي اشتباك بين السوفيت وبين الاسرائيليين وسيتم ذكرة تفصيلا
العمليه برانش بدأت في منتصف يوم 30 يوليو 1970 ، وبدأت بهجوم طائرتين فانتوم لمحطه رادار مصريه في الجهه الغربيه لقناه السويس ، وكان في حمايه الفانتوم طائرتين ميراج ، وكان الرادار في نطاق حمايه الطائرات السوفيتيه ، ولم يقابل الاسرائيليين اي مقاومه في الجو ، لذلك عادت الفانتوم الي مطاراتها بينما ظلت الميراج تتوغل في الاراضي المصريه ، بعد 12 دقيقه اقلعت 12 طائرة ميج 21 تحت قياده الكابتن كامينوف ، وتم مشاهده الطائرات الاسرائيليه في الساعه الثانيه و 20 دقيقه ظهرا ، وفجأه ظهرت اربع طائرات ميراج من خلف الطائرات السوفيتيه بدون اي سابق انذار ، ولم يرصد الطيارين السوفيت تلك الطائرات الميراج الجديده لكن رصدتها الرادارات الارضيه فاقلعت 12 طائرة ميج 21 اخري ، وهذا يعني ان الطائرات الميراج الثمانيه قابلها 20 طائرة ميج 21 بطيارين سوفيت ، وبعد ثوان ظهرت 4 طائرات فانتوم اسرائيليه في المعركه يقودها افياهو بن نون ، والذي قاد او سرب فانتوم اسرائيلي ولاحقا اصبح قائد القوات الجويه الاسرائيليه عام 1991 .
ولم يكن الوضع الجديد بعد ظهور الفانتوم في صالح السوفيت فاقلعت اربع طائرات اخري ميج 21 والان
اصبح في سماء المعركه 36 طائرة من اقوي طائرات العالم ، واول طائرة سقطت كانت سوفيتيه بواسطه
مدفع طائرة ميراج والثانيه بواسطه صاروخ سباروا تم اطلاقه بواسطه بن نون ، وبعد ثوان سقطت اربع
طائرات سوفيتيه وبدأ الطيارين السوفيت في التخلص من المعركه والهرب الواحده تلو الاخري ، وانتهت
المعركه بتدمير اربع طائرات سوفيتيه ودمرت الخامسه اثناء الهبوط بدون اي خسائر للطائرات الاسرائيلي
الطيار اشير سنير والطيار ابراهام شالمون وقائد الفانتوم بن نون هم الطيارين الاسرائيلين الذين اسقطوا
الطائرات الاربع بينما استطاع يافتا سبكتور اصابه الطائرة الخامسه التي اصيبت وتحطمت اثناء الهبوط ،
وقد تم اطلاق صواريخ سباروا وسايدوندر وشافير خلال هذا الاشتباك بينما سقطت واحده ميج فقط
بالمدفع ، والطيارين السوفيت الذين ماتوا هم – كابتن – زهورلفيف و جيرنكو و زكولوف بينما استطاع
طيار واحد القفز بالمظله في هذا اليوم الاسود في تاريخ التواجد السوفيتي في مصر
في نفس الوقت احس الطيارين المصريين بالشماته في السوفيت الذين لم يكونوا بالنجاح الذين تصورونه في قتال الطائرات الاسرائيليه ، فالطيارين السوفيت سقطوا في كمين اسرائيلي محكم كما يتعرض له الطيارين المصريين منذ فتره طويله ولم يستطيعوا النفاذ منه ، ولم يستطع كبار الطيارين السوفيت اخذ العبرة بما يحدث لنظرائهم المصريين
اللواء طيار مصطفي حافط والذي كان قائد سرب سوخوي 7 في بني سويف قبل تلك الحادثه والذي سلم القاعده للسوفيت لاستخدامها يتذكر الصعويات التي واجهت سربه في تلك القاعده سابقا قائلا
((اكبر مشكله كانت تقابلنا هي الجبال بين بني سويف والبحر الاحمر ،في فترة الكمائن الجويه الاسرائيليه في تلك الفترة ، لم يكن لدي مصر رادارات تكشف تلك الطائرات التي تطير علي ارتفاع منخفض تحت مستوي الكشف الراداري ، لذلك امرت ضباط التوجيه بعدم ارسال طائرات شرق تلك الجبال ، لكن الانتظار حتي ياتي لنا الاسرائيليين غرب تلك الجبال ، وقد وقعت الوحده السوفيتيه التي استلمت مطار بني سويف في خسائر بسبب ذلك الكمين الاسرائيلي ))
وصلت حرب الاستنزاف الي منطقه القوة بين الطائرات المصريه والسوفيتيه والاسرائيليه وصواريخ سام ، وقبل وقف اطلاق النار في 7اغسطس 1971 اوليج تسوي كان في معركه مرة اخري ، حيث كان سربه منوط بمناطق جنوب القاهرة وحتي السد العالي في اسوان ، وفي احد دورياته العاديه شاهد اوليج طائرة ميراج اسرائيليه في ذيل طائرة ميج 17 مصريه هرع اوليج لنجده الطائرة المصريه وشاهده الطيار الاسرائيلي وانفصل متجه الي سيناء ونسي اوليج التعليمات بعدم عبور القناه واستمر في ملاحقه الميراج واطلق صاروخا علي الميراج لكن الطيار الاسرائيلي تفاداه ، اوليج تسوي شارك في اشتباكات اخري لكنه لم يسقط اي طائرة اسرائيليه، في مناسبه اخري اعترض اوليج طائرة استطلاع بدون طيار فوق الصحراء واسقطها ، وجمع المصريين حطام تلك الطائرة والتي كانت تحمل معدات سريه جدا وتم الحصول علي المعلومات التي بها وظلت سليمه بغض النظر عن اشتباك 30 يوليو الدامي للسوفيت ، فقد استطاعت الوحدات السوفيتيه دعم ومساعده القوات المصريه بشكل ملموس ، وتحمل الطرفين ( المصري- السوفيتي ) خسائر كبيرة .
فخلال 17 شهر ما بين 1969و 1970 كانت هناك 50 اشتباك جوي فوق القناه ، ووفقا للمصادر المصريه والسوفيتيه فقد سقط لمصر 60 طائرة مقابل 30 طائرة اسرائيليه ، وعلي الاقل 21 طائرة من الـ 30 طائرة اسرائيليه قد تم اسقطاها بالدفاع الجوي ، والباقي بواسطه المقاتلات المصريه ، وقتل 7 او 8 طيارين سوفيت وفقا لنفس المصدر
ومازال اوليج تسوي مقتنع بانه لو اتيح لهم الفرصه بمهاجمه الاسرائيلين في مواقعهم فأن القوات السوفيتيه كانت تملك القدره علي هزيمه سلاح الجوي الاسرائيلي كله (( طائراتنا لم تكن اسوأ من الطائرات الاسرائيليه ، والطيارين السوفيت لديهم جرأه وقدرات قتال اعلي من الاسرائيليين ، والدليل علي ذلك ان الاسرائيليين لم يكونوا ليشتبكوا معنا الا لو كانوا متفوقين عددا علينا علي الاقل بعشر طائرات ، لكن يجب الاعتراف بأن التكتيكات التي استخدموها كانت متقدمه جدا عنا ، وكل خسائرنا نجمت عن الاستهانه بقدراتهم التكتيكيه ))
ادرك الكولونيل ناتسينكو ان الطيارين السوفيت قد تعلموا الكثير عن التكتيكات الاسرائيليه (( الاسرائيليين كانوا عدوا قويا ، ولديهم مدرسه تعليم طيران جميله ، ولديهم خبرة طيران جيده ، بعضهم قاتل في فيتنام ، وقاتلوا بمهاره واحيانا بعصبيه ، وكانوا يهربون من الاشتباكات عندما يكون عددهم قليل ، لكننا علي اي حال تخطينا ذلك ))
وبينما حظي طياروا الميج 21 بكل الدعايه الاعلاميه ، فأن زملائهم والذين ساعدوا المصريين في تطوير تكتيكات الهجوم بطائرات سوخوي 7 لم يحظوا بنفس الدعايه او الاهتمام الاعلاني مثل كولونيل بافلوف والذي تمركز في قاعده بلبيس الجويه ، والذين شاركوا في اول غارات علي المواقع الاسرائيليه بأستخدام السوخوي 7 ، ومن اهم المشكلات التي واجهت الخبراء السوفيت في السوخوي 7 هو ضعف التعريف البصري للطائرات من الاطقم الارضيه ، حيث سقطت عدد من تلك الطائرات بواسطه الدفاعات الجويه المصريه التي لم تتعرف علي نوعيه الطائرات وهي عائده من مهماتها من سيناء .
وعمد الاسرائيليين الي مهاجمه السوخوي 7 وهي عائده من مهماتها أيضا وليس اثناء مهاجمتها لاهدافها
ولم يعاني الطيارين المصريين الكبار من السوخوي 7 كما عاني الطيران الجدد منها ، ولكن بعد عده هجمات ناجحه علي المواقع الاسرائيليه في الفردان يوم 8 فبراير 1969 ، تم اعطاء مهام قنص حر للطيارين المؤهلين للطيران علي السوخوي 7 ، وبمساعده الخبراء السوفيت في التوجيه لاهدافهم في سيناء بعد ان تم تطوير اجهزة التوجيه الارضي بأجهزة الكترونيه جديده واجهزة تشويش خلف الرادارت الاسرائيليه خاصه بدأ من يوم 18 ابريل 1969
كما لعب الخبراء السوفيت دورا في تطوير الكاميرات البريطانيه لطائرات الاستطلاع من طراز سوخوي 7
(( هذا ليس حقيقي – ارجو مراجعه حوار الطيار ممدوح حشمت طيار الاستطلاع المصري في قسم فهرس البطولات في موقع المجموعه 73 مؤرخين حيث ذكر ان كل الجهود كانت مصريه لتركيب كاميرات بريطانيه علي الطائرات السوفيتيه ، ولم يعلم السوفيت عنها اي شئ .
حيث تم تركيب معدات فنتن بريطانيه الصنع ووضعها في حاضن في باطن الطائرة وبعد ذلك تم وضعها علي الميج 21 ايضا.
اصبح المصريين بعد هزيمه يونيو في امس الحاجه لاستطلاع المواقع الاسرائيليه في سيناء ، وخاصه المطارات التي تعمل منها اسرائيل ، ولذلك كانت الدفعه الثانيه من الطيارين المدربين السوفيت التي وصلت الي مصر في مارس 1971 كانت تشمل طيارين علي مستوي عال جدا ومعهم احدث نسخه من طائرات الميج 25 والذي ترأسهم الميجور جنرال بيافيسكي والذي يحمل 19 نصر جوي خلال الحرب العالميه الثانيه .
صورة
كانت مهمات تلك الطائرات المتقدمه جدا علي درجه عاليه من السريه عن اي مهمات اخري ، لانها ستتضمن عمليات استطلاع داخل اسرائيل ذاتها وليس سيناء فقط ، وكانت قوة الاستطلاع تتكون من طائرتين من نوع MIG MIG 25R وطائرتين – MIG 25 RB
والنسخه RB لم تكن قد دخلت الخدمه في الاتحاد السوفيتي بعد ، بينما تكفل عدد من الفنيين والجنود لخدمه ست طيارين مخصصين لتلك الطائرات الاربع .
تم وصول طائرات الميج 25 عن طريق طائرات انتينوف 12 تحمل العلامات المصريه ، وكانت من المفترض ان يكون وصولها سر لكن ظهر مقال في جريده الاهرام في 18 ديسمبر 1971 يعلن وصول طائرات سوفيتيه جديده مع صورة للميج 25 اثناء طيرانها ، وقد عبر رئيس اركان القوات الجويه السوفيتيه عن غضبه من تصرف المصريين وسال كبير الخبراء السوفيت عن سبب نشر تلك الصورة ورد كبير الخبراء بافيسكي بأن المصريين عرضوا صورة للميج 25 من طراز بي وهي صورة ترجع الي العرض الجوي في دوموديفو عام 1967 وان الطائرات التي في مصر هي نوع مختلف تماما .
وبعد وصول الطائرات الي مصر تم وضعها ضمن السرب 63 المستقل ( سرب سوفيتي )وتمركزت في غرب القاهرة وحظي هذا السرب الخاص بخصوصيه خاصه رائعه ، خاصه وان تلك الطائرة وهؤلاء الطيارين كانوا من نخبه الطيارين السوفيت والذين يطيرون بأفضل الطائرات السوفيتيه ، وتدرب الطيارين علي مسارهم داخل اسرائيل بمسار بديل مشابه لما سيقوموا به ، واستخدموا ميدان معركه العلمين ومخلفات الحرب هناك للتصوير الاختباري ،
وكان يتم تشغيل المحركات من داخل الدشم والانطلاق في ازواج حتي اذا سقطت احد الطائرات يستطيع الطيار الاخر ارشاد فريق الانقاذ عن مكان قفز الطيار مما يعزز نجاح المهمه وبالطبع كان الصمت اللاسلكي واجبا في مثل تلك الطلعات
وكان يتم تنسيق بين اقلاع تلك الطائرات وطائرات مطار بني سويف الميج 21 للحمايه والتدخل للاشتباك اذا دعت الضرورة .
ونظرا للتقدم الاسرائيلي في التصنت اللاسلكي والتليفوني اثرا في التشويش علي الاتصالات بين تلك الطائرات ، وايضا لرصد الاتصالات المتبادله ومعرفه ان هناك طلعه استطلاع يتم التجهيز لها .
وبحلول ابريل 1971 استطاع المهندسين الوصول بسرعه الطائرة الي ثلاث اضعاف سرعه الصوت في ثماني دقائق فقط مما اعطي الطيارين السوفيت الثقه في طائراتهم وبدأوا في الطيران فوق اسرائيل نفسها .
وكان المتبع ان تقلع طائرتين ميج 25 في حمايه تشكيل ميح 21 ، وبعدها تكتسب الميج 25 سرعه وارتفاع عال فوق البحر المتوسط حتي تصل الي ارتفاع 25 كيلو متر وسرعه 2.5 ماخ فوق سيناء او اسرائيل طبقا للمهمه ، وكان هذا الارتفاع مستحيل الوصول اليه بواسطه اي طائرة اسرائيليه او امريكيه مقاتله في هذا الوقت .
وقد لاحظ الطيارين السوفيت محاوله الاسرائيليين الوصول اليهم عبر صواريخ هوك والتي يصل ارتفاع عملها الي 12.2 كيلو متر فقط ، وتم رصد محاولات الفانتوم الاقتراب منهم بلا جدوي مما زادهم ثقه في انفسهم .
وكان المصريين يتابعون ذلك علي شاشات الرادار بسعاده ، فقد رصدوا محاولات الطائرات الاسرائيليه الاقلاع خلف تلك الطائرات وفشلهم في الوصول اليها.
اللواء فؤاد كمال يتذكر سعاده المصريين ورضائهم التام عما يحدث امامهم علي شاشات الرادار من محاولات الطائرات الاسرائيليه اللحاق بالميج 25 ، لكن الخطر الاكبر هو صواريخ الدفاع الجوي المصري التي لم تكن تعلم بوجود الميج 25 في الاجواء ، لكن لم تحدث حوادث تذكر
وقد تم مكافأه الطيارين بايفسكي والكولونيل بيزافيك والكولونيل بورهوف بلقب بطل الاتحاد السوفيتي ، وكان يفترض علي بايفسكي ان يظل في مصر لمده شهرين للحصول علي صور الاستطلاع ، لكن تقارير المخابرات السوفيتيه افادت بوصول منظومه صواريخ نايك هركوليز الصاروخيه والتي تستطيع اسقاط طائرات فوق ارتفاع 20 كيلو متر مما ادي الي توقف طلعات الاستطلاع للطائرات ميج 25
وفي نهايه فترة خدمته في مصر سلم بيافسكي القياده الي نائبه الكولونيل شودين ، وعلي اي حال يمكن القول ان السرب 63 المستقل ظل في مصر لمده عام وعاد الي الاتحاد السوفيتي في ابريل 72 تاركا خلفه اربع طائرات ميج 25 تمركزت في اليمن لكي يطير عليهم طيارين سوفيت لاحقا وهو ما ليس واضحا اذا كان قد تم استخدامها من قبل المصريين او لا .
ووفقا لاحد التقارير فأن الجنرال يدرونوف طار بنفسه في مهمتين للاستطلاع فوق اسرائيل بأستخدام تلك الطائرات لكنها كانت تأتي من خارج مصر ويتم اعاده تموينها بالوقود في مصر ، وكان يتم عمل تلك الطلعات علي ارتفاع 25 الي 30 كيلو متر فوق اسرائيل حيث تعود الطائرات الي قاعده مصريه غير التي اقلعت منها للتزود بالوقود ومنها الي اليمن حيث تمركزت وهناك طيارين اخرين قاموا بمهام استطلاع بناء علي اوامر مباشرة من موسكو يتم تسليمها في السفارة السوفيتيه في القاهرة
تم اصدار الاوامر للخبراء السوفيت بمغادرة مصر في عام 1972 ، لكن في المرحله التاليه لدور الخبراء السوفيت في مصر قد بدأت في اكتوبر 1973 ، عندما وضح ان الحرب لا تسير في صالح العرب ، وبدأ السوفيت جسرا جويا مماثل للجسر الامريكي لاسرائيل ، وتمت كل طلعات الجسر الجوي ليلا وفي صمت لاسلكي تام ، وطارت الطائرات الي المنطقه وهي تحمل النجمه الحمراء رمز الاتحاد السوفياتي ، وشملت المئات من الاطنان من الاسلحه والذخائر وقطع غيار الطائرات ، وتم ارسال كبير مستشارين سوفيت سريعا الي مصر للمعاونه في القوات الجويه وماركو التدريب ، وتمركز افراد الخبراء في السفارة السوفيتيه تحت قياده الجنرال دفورنفيتش وشملت 220 رجل
وشمل الدعم السوفيتي طائرات ميج 25 تطلبت 12 طائره انتينوف 22 و72 رحله لطائرات انتينوف 12 لنقل دخائر هذه الطائرات واسلحتها ، ووصلت اول شحنه يوم 13 اكتوبر 1973 ، وساعدتها السفن البحريه السوفيتيه عبر المساعدات الملاحيه للوصول الي مصر وللحمايه من اي هجوم جوي اسرائيلي .
وهذه الطائرات الميج 25 الجديده تم سحبها من السرب 47 المخصص للاستطلاع والذي يشمل ايضا انواع قاذفه من تلك الطائرة التي كانت تتمركز في منطقه موسكو في البدايه
ولان عدد من تلك الطائرات كان قد تم ارسالها الي بولندا قبل حرب اكتوبر المفاجأه ، فانه لم يكن هناك سوي 10 طائرات فقط في الاتحاد السوفيتي ، فتم ارسال اربع طائرات وسبع طيارين و220 فني وضابط وجندي لخدمه تلك الطائرات خلال الحرب تحت قياده الكولونيل شودين والذي كان له دور في الاستطلاع فوق سيناء قبل الحرب بعامين
بالاضافه الي ذلك كان هناك ممثلين من وزارة الدفاع السوفيتيه ، ومكتب تصميم ميج ووزير الطيران السوفيتي ضمن المتجهين الي مصر لمتابعه عمل الطائرة الميج 25 خلال الحرب ، والتي تم طلائها بالعلامات المصريه والارقام المصريه ، لكن العلامات المصريه التي تم وضعها لم تكن تستخدم من قبل القوات الجويه المصريه في ذلك الوقت وتم تسليم ملابس مصريه للاطقم والطيارين بدون علامات رتب وتم مصادره اي شئ مصنوع في روسيا مثل الساعات والولاعات واعواد الثقاب
وتم اعطاء السرب في مصر الرقم 15 ليكون السرب 15 سربا سوفيتيا ، والذي عرف في اسرائيل بأسم السرب الفا ، والذي كان مهمته هي استطلاع منطقه الحرب وداخل اسرائيل ، او القيام بعمليات قذف بعيده المدي ، وتحمل هذه الطائرة حوالي 8 قنابل زنه 500 كيلو جرام للواحده ، أو قنابل حراريه او قنابل شديده الانفجار والمخصصه لتلك الطائرة خصيصا وتلك القنابل يمكن اسقاطها من ارتفاع 22 كيلو متر بسرعه طيران 2.35 ماخ ، ويمكن للقنبله الانزلاق لمسافه 40 كيلو متر نحو الهدف وتخترق حتي عمق 30 متر قبل انفجارها .
وقد تم تدريب الطيارين علي استخدام تلك القنابل وهي من طراز FAB-500 علي استخدام تلك القنابل في بيلاروسيا ( روسيا البيضاء ) .
اما طلعات الاستطلاع فقد تم تجهيز الطائرات بكاميرات 70 ام و اي 70 ، وقد علم الاسرائيليين بوصول الميج 25 وسببت لهم قلق بالغ
يوم 14 اكتوبر وهو اليوم التالي لوصول الميج 25 من روسيا ، شنت اسرائيل هجوم جوي كاسح ضد المطارات المصريه في الدلتا ، والنتيجه هي اكبر معركه جويه في تاريخ الطائرات النفاثه والتي يعتبرها المصريون نصرا لهم.
وسبب نصر المصريين هو دشم الطائرات التي انشئها المصريين بعد النكسه وقت رئاسه شلبي الحناوي للقوات الجويه ، وتلك الدشم كانت اكثر فاعليه وكفاءه مما كان موجودا في الاتحاد السوفيتي
فمعظهما تكون من كتله هائله من الخرسانه المسلحه بعضها كان فوق الارض والبعض الاخر تحت الارض مثل التي استخدمتها الميج 25 في قاعده غرب القاهرة ، وبناء علي ذلك اصبحت تلك الطائرات وذخائرها في حمايه تامه من اي هجوم معادي
بالاضافه الي ذلك كانت انابيب ومستودعات الوقود ووسائل الاتصال والكهرباء محميه تحت الارض ، حيث كل دشمه لها وسيله توليد الكهرباء الخاصه بها ولها فتحات تهويه مستقله ، ولذلك لم تحاول اسرائيل مهاجمه قاعده غرب القاهرة ابدا ، رغم ذلك كان يوميا ما بين 30 و 36 انذار بأقتراب طائرات معاديه لكنها لم تصل للمطار .
السرب الـ 15 تم تجميع طائراته داخل تلك الدشم في أمان من اي هجوم جوي ، وكان كان قائد قاعده غرب القاهرة هو اللواء بشاري (!!) وكان بالمطار سرب استطلاع مصري من طراز ميج 21 R ومن الواضح ان القوات الجويه المصريه كانت تواجه ضغطا من اسرائيل في اماكن اخري من الجبهه فلم يتم توفير اي حمايه لطائرات الميج 25
ولذلك ابتدع الطيارين السوفيت اسلوب جديد في الاقلاع خوفا من تعرضهم لهجوم جوي اثناء اقلاعهم واطلقوا علي هذا التكتيك اسم جاك ان ذا بوكس JACK IN THE BOX وكان يقوم علي اساس تجهيز الطائرة وتشغيلها للاقلاع داخل الدشمه ، ثم تتحرك الطائرة للاقلاع من داخل الدشمه عبر الممر سريعا حيث تتجمع جنوب المطار بمسافه كبيرة امنه
(( هذا اسلوب الطيران المتبع من المصريين منذ عام 1968 ولا اعلم ما هو الجديد الذي اضافه السوفيت لانفسهم او لنا عبر هذا التكتيك الذي ظنوا انه جديد عليهم ))
اول طلعه للميج 25 كانت بواسطه الطيار يوفاروف والكسندر سيفرين يوم 18 اكتوبر ، وقاموا بطلعه استطلاع بطول جبهه قناه السويس لمسافه 160 كيلو متر ولمده 35 دقيقه بسرعه 2.5 ماخ ، وتم ارسال الصور والفيديو الي موسكو رأسا (( !!!!!..؟لماذا لم يتم تحميضها في مصر …؟؟؟؟؟)) بواسطه طائرة انتينوف 12 .
وبعد الثغرة الاسرائيليه في الجبهه المصريه اصبح الوضع بالنسبه للسرب 15 خطير وخاصه باقتراب القوات الاسرائيليه من القناه ووجود الكوماندوز المصريين فقط لوقفهم .
فتم تزويد الطائرات بخزانات وقود اضافيه لاقلاعها الي قاعده فازيني في جورجيا والتي كانت تعبر اقرب قاعده جويه روسيه
(( لم يذكر الكاتب او يتساءل علي الاقل عن مبرر هروب تلك الطائرات الي روسيا بينما كان يمكن ان تتوجه الي مطار مرسي مطروح او جناكليس في غرب الدلتا ؟؟!!!!))
وتم تلغيم الدشم لتفجيرها في حاله وصول الاسرائيليين للمطار قبل اقلاع الطائرات لتدميرها ، وخلال كل ليله ، كان يتم وضع سياج كهربائي حول وفوق الطائرة لحمايتها من اي هجوم اسرائيلي خوفا علي تلك الطائرات المتقدمه .
(( لم يوضح الكاتب ان القوات الاسرائيليه كانت علي مسافه 200 كيلو متر من قاعده غرب القاهرة وان القوات الجويه المصريه لم تخلي قاعده ابو صوير مثلا والتي تعتبر اقرب قاعده للقوات الاسرائيليه والتي كانت علي مسافه 30 كيلو متر منها او مطار القطاميه والذي كان اقرب من 20 كيلو متر ، ولم يوضح الكاتب سبب الرعب الذي اصاب السوفيت وتلغيمهم للدشم لتدمير الطائرات ))
السرب الـ 15 السوفيتي هو القوه الوحيده التي تم ارسالها للدخول في حرب 73 بين العرب واسرائيل ، والتي قامت خلالها بأربع طلعات استطلاع ، بدون ان تتعرض لاي خسائر .
الكولونيل شودن عاد الي الاتحاد السوفيتي يوم 25 اكتوبر وتم استبداله بالكولونيل اوفرون، لكن ظل السرب 15 في مصر رغم توتر العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتي وقامت بعدد من الطلعات الاضافيه للاستطلاع .
وكانت اخر الطلعات في 15 ديسمبر 1973 عندما قامت طائرت بأستطلاع المواقع الاسرائيليه غرب القناه ، في البدايه اقلعت الطائرات في الساعه الثانيه ظهرا بقياده سيرجي مالوي وفلاديمير ماشاكوف ، وتسلقوا الي ارتفاع 22 كيلو متر متخذين طريقهم للاستطلاع وسط صمت لاسلكي طبقا للتعليمات العاديه وبعد ثلثي الطريق سمع الطيارين رساله كوديه (( الي 745 انه 31 انه 31 )) وكانت تلك اشاره كوديه باقتراب طائرات معاديه ، وبالفعل كان زوج من طائرات الفانتوم يقترب من اليمين والي اسفل منهم ، وكان لدي الاسرائيلين فرصه ثوان معدوده فقط قبل ملاحظه الطائرة واطلاق صاروخ عليها ، وبالفعل تم اطلاق صاروخ سباروا علي طائرة ماشاكوف ، لكن الطيار السوفيتي كان ممتازا ويعرف ان السرعه الكبيرة التي تطير بها الطائرة تسمح لها بالهروب من الصاروخ ، فأنفصل عن زميله وانحرف قليلا وهو مستمر في خط سيره وبينما الكاميرات مازالت تعمل في التصوير
(( لم يوضح الكاتب سبب قيام الاتحاد السوفيتي بعدم عرض الصور علي القياده المصريه وتحميض الصور في الاتحاد السوفيتي ثم ارسالها بعضها الي مصر مرة اخري لعرضها علي القياده المصريه لدقائق معدوده مع عدم التصريح لنا بنسخ الصور او الاحتفاظ بها ))
وبعد ثوان اطلقت الفانتوم صاروخين سباروا اخرين من مسافه 12 كيلو متر ، وعلي ايه حال استمرت الميج 25 في طيرانهم بسرعه 2.5 ماخ وظلت امام الصاروخ ، وبعد دقيقه ، انتهت مهمه الطائرات بأنتهاء خط سير التصوير ، فقام ماشاكوف يدوران تجاه اليسار في مسار 70 درجه ودفع طائرته الي اسفل بسرعه كبيرة ، وشاهد الطيار عداد السرعه يصل الي اقصي حد ويتعداه فالسرعه الفعليه تعدت 3150 كيلو متر في الساعه وانفجر الصاروخ المطلق عليه من تلقاء نفسه علي مسافه كبيرة قبل ان يصل للطائرة ، وعادت الطائرات الفانتوم الي قواعدها تجر اذيال الخيبه .
وكانت تلك الطلعه هي اخر طلعه للسرب الـ 15 السوفيتي في مصر وعاد الي الاتحاد السوفيتي في مايو 1974 عندما تم استبداله بفوج اخر .
الكولونيل يورديوف ظل قائد الوحده الجديده وعاد معها الي الاتحاد السوفيتي في اغسطس 1974 ، ويعتبر هو اخر مستشار عسكري سوفيتي يغادر مصر.
خلال عام 1974 وقع الاتحاد السوفيتي مع مصر اتفاقيه لمساعده مصر في تطهير قناه السويس من الالغام ومخلفات الحرب
وتم استخدام سته طائرات كاموف KA 25 PL المضاده للغواصات في اعمال التطهير بعد تزويدها بالمعدات المناسبه ، وفي البدايه رفضت تركيا للطراد ليننجراد بالعبور من مضيق البوسفور للدخول للبحر المتوسط ومعه تلك الطائرات ، مما اضطره الي الابحار الي مضيق جبل طارق ومنه حول افريقيا حتي وصل الي السويس بصحبه الفرقاطه شكوري وناقله البترول شيكين وقرب السويس انضمت تلك القوة الي قوة الكاسحات من اسطول المحيط الهادئ السوفيتي والتي عملت بالتعاون مع الطائرات الهليكوبتر .
وفي 19 اغسطس 1974 بدأت الطائرات الهليكوبتر عملها في رصد الالغام والمخلفات في قاع القناه ، وبحلول سبتمبر 1974 كانت تلك الطائرات السته قد قامت بـ 339 ساعه طيران في 188مهمه بحث ، حيث انتهي عملها وتم تكريمها بواسطه الحكومتين المصريه والسوفيتيه
ووفقا للوثائق السوفيتيه التي اعلن عنها مؤخرا فأن 21 خبير وجندي سوفيتي قد ماتوا في مصر خلال القتال ومات عشرة اخرين خلال حوادث عاديه ، منهم 8 خلال عام 1962 وواحد قتل خلال حرب اليمن ، ومنهم 1 خلال حرب يونيو و 16 خلال الفترة من 67 الي 73 وواحد خلال عام 74
وحتي اغسطس 1972 فقد خدم في مصر 21 الف مستشار سوفيتي لكن يظل العدد الاجمالي من 1955 حتي 1974 مجهولا.






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 05-31-2013, 01:16 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الطيارين السوفيت في مصر

طرح رائع ومعلومات تاريخية قيمة

شكرى وتقديرى اختى نوووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 05-31-2013, 01:16 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الطيارين السوفيت في مصر

انتقاء مميز

وطرح رائع جدا
كل الشكر


جهود مشكوره واثراء ماتع
احترامى وتقديري






آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس
قديم 06-02-2013, 01:35 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
منى رشدى

الصورة الرمزية منى رشدى

إحصائية العضو








منى رشدى غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: الطيارين السوفيت في مصر

معلومات مهمه موضوع واختيار مفيد

شكراا اختى الفاضله نور على مجهودك الطيب

جعله الله في موازين حسناتك







آخر مواضيعي 0 زهرة الياسمين للحلوين وبس من المُنى
0 متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟
0 رساله إلي نفس المُنى" أناا"
0 " يكفي ماجّرى" نبض المُنى
0 تعالى اعترف أحسن لك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator