الطيارين السوفيت في مصر
الجزء الاول
THE UNKNOWN HEROES
(SOVIET PILOTS IN THE MIDDLE EAST, 1955-74)
Part one – (SOVIET PILOTS IN THE MIDDLE EAST 1955-1970)
ترجمه – احمد زايد
صاحب امداد الدول العربيه بالعديد من الطائرات السوفيتيه الصنع العديد من المدربين والفنيين السوفيت ، وهذا العدد بدأ في الوصول الي مصر في عام 1955 بعدما وقع الرئيس عبد الناصر عقدا مع الاتحاد السوفيتي لشراء المئات من الطائرات خاصه طائرات ميج 15 وميج 17 واليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، وكان امداد الاتحاد السوفيتي للعرب بالسلاح لمحاوله موازنه التغلل الامريكي في المنطقه
وبناء علي صفقه السلاح المصريه التشيكوسلافكيه والتي لفتت انظار العالم ورجال الطيران في مصر بصفه خاصه ، فقد وصلت تلك الطائرات من تشيكوسلوفاكيا ، ووصل اول خبراء الي مصر عام 1955 وكانوا خليط من خبراء تشكيك وسوفيت في نفس الوقت ، ولكن حتي يومنا هذا يظل الطيارين والضباط المصريين الذين خدموا في الطيران المصري في ذلك الوقت ، مازالوا علي قناعه تامه بأن كل هؤلاء الخبراء كانوا تشيك ولم يكن بينهم احدا من الاتحاد السوفيتي
ولان هذه الصفقه المتقدمه من الطائرات المقاتله الي مصر كانت مهمه جدا ، فقد أرسل الاتحاد السوفيتي خيرة رجاله خبرة من الطيارين والمدرسين ، فكثير منهم كانوا مدرسي طيران بالاتحاد السوفيتي وبعضهم كان له خبرة قتال حقيقه في الحرب العالميه الثانيه ، والاحدث منهم كان لديه خبرة قتال في حرب كوريا .
وقد واجه هؤلاء الخبراء السوفيت مهمه كبيرة ، ففي البدايه كان عدد الطيارين المصريين المؤهلين قليل جدا ، وفي مرات عديده كان علي الخبراء السوفيت الطيران بكل الطائرات الجديده ، ونتيجه لذلك فقد طار العديد منهم في مهمات فعليه ، وشارك العديد منهم فعليا في حرب 1956.
وحاليا وبعد ان تم كشف النقاب عن اجزاء من الارشيف العسكري السوفيتي ، فأنه اصبح في الامكان سرد تلك الوقائع التي ظلت سريه لمدد طويله ، ورغم ان تلك المعلومات التي تم الكشف عنها مازالت غير كامله ، فأن تلك المعلومات الغير كامله تظل مبهمه امام الباحثين .
خلال عام 1956 كان لدي مصر حوالي 160 طائرة متنوعه ، منها 69 فقط في الخدمه ، واضطر الخبراء السوفيت القائمين بمهام التدريس للطيارين المصريين علي طائرات الميج 15 ، اضطروا للاشتراك في القتال الفعلي منذ اول ايام القتال،
وكمثال ففي يوم 30 اكتوبر 1956 اعترض الطيارين السوفيت طائرة استطلاع بريطانيه من طراز كانبيرا واصابوها بعد ان كانت تقوم بمهمه استطلاع فوق قناه السويس، في نفس اليوم قام الطيارون المصريون بمهمه قذف قويه جدا ضد قوة الكتيبه 202 مظلات التي تم ابرارها عند المدخل الشرقي لممر متلا ( قياده الميجور ارييل شارون ) فقتلوا 40 جندي ودمروا عربتين مدرعتين ، بالاضافه لاسقاط طائرة اتصالات اسرائيليه !!!!!!
وقد ساعد الخبراء السوفيت في تجهيز هذه الطلعه لكنهم لم يشتركوا فيها ، وقام بها الطيارين المصريين بمفردهم
وفي ظهيرة نفس اليوم حدث اشتباك جوي بين طائرات ميج 15 مصريه وطائرات ميستير اسرائيليه ، نتج عن هذا الاشتباك اسقاط طائرة ميج 15 مصريه واصابه طائرة مستير اسرائيليه ، وفي اليوم التالي شارك احد الخبراء السوفيت في احد الطلعات الهجوميه ضد القوات الاسرائيليه في شبه جزيرة سيناء ، ونتج عن تلك الهجمات العديد من المعارك الجويه وخسر الطرفين طائرات .
خلال ليله 31 اكتوبر ، بدأ الهجوم الجوي الانجلو فرنسي ضد مصر ، وكان تأثير الهجوم الجوي محدودا في البدايه لان الرئيس عبد الناصر أمر بتفريق الطائرات المصريه ، لذلك فقد تم ارسال 20 طائره ميج 15 الي مطارات الدلتا ، وطار الخبراء التشيك والروس بـ 35 طائرة اخري الي سوريا والسعوديه
وفي يوم 31 اكتوبر وصلت الي مصر عدد من طائرات الميج 17 من الاتحاد السوفيتي مباشرة ، وكانت تلك اول طائرات تصل الي مصر او اي دوله عربيه اخري من الاتحاد السوفيتي مباشرة
وفي اليوم التالي قام قائد الجناح شلبي الحناوي وهو من اكثر الطيارين المصريين درايه بالميج 17 في ذلك الوقت بالطيران بأول طلعه مصريه بالميج 17
وفي 2 نوفمير 1956 دخلت الميج 17 الحرب لكن بطيارين سوفيت ، فقد استغرق الامر من الحناوي ومستشاره السوفيتي عده ايام لكي يدربوا عددا من طياري السرب المصريين علي الميج 17 حيث كانت الميج 17 مشابهه تقريبا للميج 15 التي تدرب عليها الطيارين المصريين من قبل .
ولذلك يمكن القول بان الميج 17 دخلت الخدمه في الطيران المصري قبل بدء الغزو الانجليزي الفرنسي لمصر
لكن قبل ذلك كانت الميج 17 المصريه تطير بواسطه خبراء سوفيت ، احدهم اسمه سينكوف سيرجي اناتوليفتش والذي لديه 3 انتصارات جويه سابقه في حرب كوريا ، والذي استطاع اسقاط طائرة بريطانيه من طراز
فوق الاجواء المصريه . Wyvern
المصادر البريطانيه اشارت الي سقوط تلك الطائرة لكنها اشارت الي انها سقطت بواسطه المدفعيات المضاده للطائرات لكن السجلات السوفيتيه وصفت المعركه بالتفصيل في صفاحتها
(( في الثالث من نوفمبر 1956 كان الطيار سينكوف ومعه طيار مصري اخر يطير بطائرة ميج 17 في دوريه فوق البحر المتوسط عندما تم رصد بريق طائرة بريطانيه تم التعرف عليها ، بدأت طائرتي الميج 17 فورا هجومهم واستطاع سينكوف اسقاط الطائرة بدفعه مركزة من مدفع الطائرة ، وللاسف تعرضت كاميرا الطائرة لعطل ادي الي عدم تأكيد تلك الاصابه رسميا ))
لكن بغض النظر عن تلك الاصابه ، فالمؤكد ان الطيار البريطاني الذي تم اسقاطه هو الملازم دينيس مكارثي
والذي سقط في مياه البحر المتوسط وتم انقاذه لاحقا .
اما الخبراء الذين تم ارسالهم لتدريب الطيارين المصريين علي طائرات اليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، فقد اشتركوا ايضا في القتال .
احد هؤلاء الخبراء اسمه انوكينتي فاسيليفيش كوزنستوف والذي لديه 27 انتصار جوي خلال الحرب العالميه الثانيه ، فقد قام بعده طلعات خلال حرب 56 لكن التفاصيل تظل مبهمه .
طبقا للمصادر المصريه فقد قامت القاذفات من طراز اليوشن 28 بعده طلعات هجوميه ضد اهداف اسرائيليه ، لكن طبقا لمعلومات اللواء كمال زكي قائد السرب الثاني المصري ، فقد قامت طائرات اليوشن 28 بطلعه واحده فقط للاستطلاع في بدايه الحرب .
وربما تلك الغارات التي قامت بها الطائرات اليوشن 28 المصريه والتي ذكرتها المصادر الاسرائيليه ، ربما تكون قد تمت بطيارين سوفيت ولم تكن تتبع السرب الثاني المصري
ومع وصول الاساطيل الفرنسيه والبريطانيه الي السواحل المصريه وسيطره القوات الجويه الانجلو فرنسيه علي سماء مصر ، فقد استقل الخبراء السوفيت والتشيك تلك الطائرات الي اماكن امنه ، فطارت 20 طائره اليوشن 28 والتي لم تكن دخلت الخدمه في اي سرب محدد بعد ، طارت الي السعوديه بينما طارت طائرات اخري الي الجنوب الي مطار الاقصر بصحبه طائرات ميج 15 .
حيث تمركزت اعداد من طائرات السرب الثاني من طراز اليوشن 28 والميج 15 تحت قياده كمال زكي في الاقصر قبل ان يتم تدميرهم كلهم بطائرات فرنسيه بعيده المدي قادمه من اسرائيل
طائرة واحده فقط نجت من التدمير والتي طار بها الطيار اسامه صدقي وهرب بها الي السعوديه .
وتشير التقارير السوفيتيه التي تم كشف النقاب عنها عن احداث لم تشر اليها التقارير البريطانيه عن تلك الفترة
فيشير ثلاث من الاطقم السوفيتيه الخاصه بالطائرات اليوشن 28 الي انهم تعرضوا الي هجمات بطائرات مقاتله يعتقد انها هوكر هنتر بريطانيه وصل عددها الي عشر طائرات
ويدعي هؤلاء الرجال انهم استطاعوا اصابه 2 من تلك الطائرات ، واجبروا الباقي علي الفرار ، الجدير بالذكر ان طائرات الهوكر هنتر الوحيده التي تواجدت في الحرب هي من السرب الاول والـ 34 البريطاني المتمركزين في قبرص ، ومنهم جزء تم ارساله الي عمان في الاردن .
اما الطائرات التي كانت تأتي من قبرص فكانت تقوم بمهام السياده الجويه فوق الدلتا وليس هناك اي معلومات عن اي معارك جويه تمت مع تلك الطائرات القادمه من قبرص
واغلب الطن عن تلك الحادثه الغامضه انها تمت بين الطائرات اليوشن 28 المصريه و ميتيور الاسرائيليه المخصصه للطيران الليلي ، وتلك الحادثه تمت خلال ليله 1-2 نوفمبر فوق البحر المتوسط قرب السواحل الاسرائيليه ؟
وبعد أن سيطرت الجيوش البريطانيه والفرنسيه علي السماء المصريه وتوغلت اسرائيل في سيناء وضح ان قدر مصر قد احكم عليه ،
لكن الجهود الدبلوماسيه الامريكيه والسوفيتيه الجبارة ضغطت بقوه وتم تحجيم الغزو الثلاثي ضد مصر
واضطرت فرنسا وانجلترا واسرائيل لاحقا الي الانسحاب من الاراضي المصريه ،
لكن قصه الخبراء والمتطوعين السوفيت في الشرق الاوسط كانت قد بدأت .
بعد حرب 56 ظل في مصر عددا من الطياريت السوفيت لكن بدور محدود وهو تدريب الطيارين المصريين ، علي اي حال فقد تعلم المصريين الطيران علي طائرات الميج 15و17و19و21 في الاتحاد السوفيتي او في دول حلف وارسو ما بين الفترة من 1967:1956 وبالمثل الطيارين القلائل الذين طاروا بالسوخوي 7 والتي وصلت مصر قبل حرب يونيو 1967
بعد كارثه النكسه كان الطيارين المصريين اكثر جديه في التدريبات الفنيه مقارنه في الفترة السابقه ، ومثال ذلك اللواء طيار قدري عبد الحميد والذي كان من اوائل من طاروا الميج 21 يقول (( السوفيت اعطوا تدريبا ، لكن ليس التكتيكات الحقيقيه ، اعطونا تدريبا لكي نطير ونعترض طائرات العدو بضعف سرعه الصوت علي الارتفاع الشاهق واعطونا تدريب علي الطيران الليلي ، لكن ايا من ذلك لم يحدث خلال حرب يونيو 1967 ، وكان القتال كله علي مستوي منخفض ، فأنت تتدرب علي شئ ويقوم العدو بشئ اخر ))
ويضيف اللواء عادل نصر والذي حارب في 67 أيضا ((كان لدي السوفيت تكتيكاتهم الخاصه لكنها غير مناسبه لنا لانها تعتمد علي اعداد ضخمه من الطائرات لم تكن متاحه لنا في ذلك الوقت، لقد توسعوا في تدريبات تجعلنا ضباط كبار ، لكنهم لم يعلمونا تكتيكات القتال ، وقد نجحوا في جعلنا نفكر بطريقه اكثر تنظيما ))
اللواء نبيل شكري والذي كان من الطيارين القلائل الذين اشتبكوا واسقطوا طائرات للعدو في 1967
(( في الستيتنيات ارسلنا طيارين صغار لاخذ دورات في يعطوها في الاتحاد السوفيتي ، وعندما عادوا لنا ، كان لديهم اجراءات امان عاليه جدا ، كانوا يخافون من طائراتهم ، كانوا يقولون لهم في الاتحاد السوفيتي لو قمت بتلك المناورة سوف تموت ، واذا قمت بذلك سوف تتحطم طائرتك ))
في نفس الوقت في مصر كان لبعض الطيارين المصريين ذكريات سعيده مع الخبراء السوفيت مثل اللواء طيار فكري الجندي والذي كان متمركزا في العريش قبل النكسه فيقول (( في فبراير 1966 طرت بطائره MiG-15UTI مع خبير روسي اسمه فاسيلي وقمنا بمناورات اكروباتيه وطرنا بسرعه عاليه لارتفاع 4000 قدم ))
خلال حرب اليمن ارسل الاتحاد السوفيتي معونات للجمهوريين في اليمن والذين كانوا يتلقون مساعدات من مصر ايضا
ووصل عدد الخبراء السوفيت في اليمين الي 547 خبير كثير منهم كانوا في مصر
العديد من الطيارين من جناح شيركسي للنقل الجوي المتمركز في اوكرانيا بطائرات انتينوف 12 تم استدعائهم لنقل الامدادات العسكريه الي مصر واليمن منذ عام 1963 وحتي يناير 1966.
وكل الطلعات كانت الطائرت تطير ليلا مع صمت لاسلكي تام ، وتم طلاء طائرات الانتينوف 12 بعلامات مصريه ، وخلال هذا الجسر السري لنقل السلاح الي اليمن فقدت طائرة انتينوف 12 ومات من فيها وعددهم 8 من طاقم الطائرة ، ومات ايضا مستشار خلال تلك الحرب في اليمن
كانت مساهمات الخبراء السوفيت في حرب 1967 محدوده ، كانوا في الحقيقه 35 مستشار فقط ان مصر وسوريا معا وقت اندلاع الحرب ، لكنهم لم يشتركوا في القتال ، وبعد الحرب مباشرة بدأ الاتحاد السوفيتي في ارسال مساعدات ضخمه الي مصر لمساعده المصريين في صد الاسرائيليين ، وشملت تلك المساعدات ما لا يقل عن 12 لواء مقاتل بقياده الجنرال اليكساندر ايفانونفيش (( معلومه غريبه جدا وغير دقيقه)) لكن تلك المساعدات ظهر عدم جدواها وعوضا عن ذلك اصطحب المارشال زخاروف رئيس الاركان مجموعه من كبار الضباط الي مصر خلال اواخر يونيو 1967 لتقييم الموقف وشمل ذلك ايضا تقييم العمليات الجويه ورأس هذا الفريق الجنرال لاشنكو وجنرال الجو اوستروموف والذي يتذكر تلك الايام (( في احد تلك الايام تلقيت مكالمه في شقتي وكان المتصل قائد سلاح الجو الجنرال برايهو وكنت نائبه في ذلك الوقت ، وامرني بالتوجه الي احد المطارات قرب موسكو وانا ارتدي ملابس مدنيه واكد علي ضرورة عدم اصطحاب اي وثائق شخصيه ، وهناك قابلت عددا من القاده السوفيت من سلاح الجو ومن الدفاع الجوي ولاحقا وصل عددا من قاده القوات البريه ، وكانت مهمتنا هي التعرف علي الموقف العسكري واستكشاف قدره المصريين علي القتال وجاهزيتهم والمساعده في استعاده القوات الجويه المصريه والدفاع الجوي المصري للسيطرة مرة اخري ، وطرنا خلال الليل الي مصر ، وكانت الانوار مطفئه خلال الرحله حتي وصلنا الي مصر، وكانت مصر كلها مطفئه الانوار ولحسن الحظ وجدنا انوار قليله ساعدتنا علي الهبوط بسلام ))
المارشال زخاروف رئيس الاركان السوفيتي عمل بنفسه مع وزير الدفاع المصري الفريق فوزي ، وكنتيجه للجسر الجوي الذي انشي من الاتحاد السوفيتي الي مصر ، فقد كانت الطائرات الانتينوف 12 يتم تفريغها في المطارات المقاتله ، وكانت كل طائرة تحمل طائرة ميج 17 او ميج 21 او سوخوي 7 ، ثم عادت الطائرات من تلك المطارات رأسا الي الاتحاد السوفيتي.
ويتذكر اللواء طيار قدري عبد الحميد تلك الايام (( بعد الحرب بدأت اطير علي ارتفاعات منخفضه جدا ، فالان فقط عرفنا كيف نحارب ، فقد كنات نطير من 50 ساعه او اكتر كل شهر في حر شهر يوليو ، طيران ولا شئ غير الطيران فقط ، فقد ظللت في القاعده لمده 50 يوم بدون يوم واحد اجازة ، وقمنا بعمل مظله للجسر الجوي السوفيتي وطرنا طلعات تدريب ))
وكنتيجه مباشرة للجسر فقط اكتسبت القوات الجويه المصريه معدات وطائرات كافيه لصد العدو الاسرائيلي بعد اسبوع واحد فقط من بدء الجسر الجوي السوفيتي ، وكان من المهم جدا استعاده الرادارات المصريه قدرتها علي العمل مرة اخري ، خاصه بعد فقدان الكثير من المعدات في سيناء وايضا كان من المهم المساعده في تطوير اساليب القتال علي الارتفاع المنخفض ، وكانوا ( المصريين ) في امس الحاجه له
وكما شرح اللواء فؤاد كمال لاحقا ، فقد كان مقر قياده الدفاع الجوي المصري لا يستطيع رؤيه رصد الطائرات المصريه التي تقوم بالاستطلاع بمفردها لاراضي العدو لانها كانت تحت مستوي الكشف الراداري ، وقام المصريون ايضا بتوزيع طائراتهم علي المطارات الصغيرة والطرق الزراعيه بينما العمل يسير علي قدم وساق في الدشم الحصينه لتلك الطائرات في المطارات الكبيرة .
خلال تلك الفترة تولي مدكور ابو العز قياده القوات الجويه المصريه وعمل علي استعاده معنويات طياريه عن طريق الرد علي الاسرائيليين بسرعه وقوة ، وبناء علي طلب تزويده بطائرات ياك 28 القاذفه والقادره علي الضرب داخل اسرائيل ، عوضا عن الطائرات التي دمرت من طراز تي يو 16 خلال الضربه الاسرائيليه في 5 يونيو
صورة :
وبدون تلك الطائرات لا يمكن لمصر ضرب القوات الاسرائيليه الا في المواجهه فقط ، ويظل العمق الاسرائيلي بعيدا عن مدي تلك الطائرات
وقد اقتع المستشارين السوفيت عبد الناصر ان الحصول علي قدرات دافاعيه صاروخيه فعاله اهم من الحصول علي تلك الطائرة ( ياك 28).
المخابرات الاسرائيليه جيده جدا في عملها وكثيرا ما حمل الطيارين الاسرائيلين خرائط للمطارات المصريه وتظهر فيها كافه الاستحكامات والمباني الضرويه ، وبعد ذلك بدأ المصريين الذي علموا ذلك متأخرا فبدأوا في اتخاذ اجراءات امنيه مشدده علي مواقعهم .
لكن في الوقت ذاته عانت مصر من نقص حاد في الطيارين المدربين ، لكن الطيارين الموجودين قاتلوا بقوة وفي مرات عديده تم منحهم مكافأت من الضباط السوفيت ، واحد من هؤلاء هو الجنرال فيبدروف والذي حصد عشرون انتصار وثمانيه اوسمه خلال طيراته باللواء الجوي 728 بالحرب العالميه الثانيه ، وخلال زيارته لمصر والتي امتدت الي ثلاثه اشهر ، فقد زار معظم القواعد الجويه المصريه وطار حوالي 12 مهمه فوق سيناء وعمرة اربع وستون عاما ، وقد طار علي الميج 15 و 17 والسوخوي 7 ، وفي كل طلعه كان التصريح له بالطيران يأتي رأسا من موسكو
طيار سوفيتي اخر عين في القوات الجويه المصريه كمستشار خلال النصف الثاني من عام 1967، هو جورجي دولنيكوف والذي حصد 15 انتصار جوي في الحرب العالميه الثانيه خلال طيرانه في اللواء الجوي رقم 100
في عام 1968 عدد من كبار الطيارين تم ارسالهم الي الاتحاد السوفيتي للحصول علي فرقه دفاع جوي في اوديسا ، واستمرت الدورة حتي نهايه عام 1969 ، وكانت دورة اكاديميه ضخمه والتي شملت العديد من الجنسيات بالاضافه الي ضباط سوفيت ، بينما تم ارسال ضباط مصريين اخرين الي دورات اخري .
وبدأت فترة اخري اكثر فاعليه واكثر تكلفه بين القوات الجويه المصريه ونظيرتها السوفيتيه في مارس 1968
في بدايه عام 68 ، اقترح علماء من المركز 33 للتدريب في البحريه السوفيتي امكانيه تمركز الطائرات من طراز BE 12 في مصر وهي طائرات برمائيه ، وتلك الطائرات تمركزت مع اسطول البحر الاسود ، واشتركت في محاولات تحديد اماكن الغواصات في البحر المتوسط ، لكن لم يتم ارسال ايا من تلك الطائرات الي مصر وكانت تلك وسيله تقارب مع المصريين لتمركز طائرات سوفيتيه في مصر ، وكان ذلك سيكون نصرا كبيرا للاسطول الخامس السوفيتي
لكن المصريين وافقوا في مارس 1968 علي تمركز ست طائرات تي يو 16 ذات المدي الطويل والمخصصه للاستطلاع البحري في مصر مؤقتا ، وكان دور تلك الطائرات القيام بدوريات استطلاع بحري في البحر المتوسط بالنيابه عن القوات الجويه المصريه ، وكان الهدف الاساسي بالطبع لتلك الطائرات هو الاسطول السادس الامريكي في البحر المتوسط.
شمل الاتفاق مع المصريين علي تمركز 130 فرد فقط لخدمه تلك الطائرات ، وكانت الخطه الاساسيه هي تكوين السرب 90 المستقل والخاص وبالشرق الاقصي والمزود بسته طائرات تي يو 16 للاستطلاع .
لكن لاحقا تم تعديل الاتفاق ليشمل أيضا طائرتين انتينوف 12 للاستطلاع ، وبدأ من 19 اغسطس 1968 ، وصلت 3 طائرات BE 12 الي مصر بعد ان تم وضع العلامات والارقام المصريه عليها في الاتحاد السوفيتي وطارت عبر المجر ويوجوسلافيا حتي وصلت الي مطار غرب القاهرة حيث تمركزت مع طائرات التي يو 16 والانتينوف 12 للاستطلاع في نفس القاعده.
صوره
لاحقا تمركزت طائرات BE 12 في مرسي مطروح في مركز قياده البحريه السوفيتيه هناك ، وتلك الطائره لها ثلاث مهام كل اسبوع ، كل مهمه تستمر لمده ثلاث او اربع ساعات ، منها مهام البحث عن الغواصات بأستخدام عوامات حديثه لاكتشاف وتحديد انواع الغواصات ، لكن قياده السرب الخامس البحري السوفيتي استغلت الضعف في تنظيم عمل تلك الطائرات بواسطه القياده المركزيه البحريه السوفيتيه ، وبدأت تشغيل تلك الطائرات في مهام تكتيكيه محدده مما ادي الي استخدام 963 عوامه استشكاف غواصات في 38مهمه فقط
في مارس وابريل 1970 اشتركت طائرات الاستطلاع البحري في مصر في اكبر مناوره بحريه سوفيتيه في التاريخ اليحري والتي اطلق عليها (( تدريب المحيط )) وخلالها قامت تلك الطائرات بمهام استطلاع كبيرة المساحه ، مع مهام مكافحه الغواصات في البحر المتوسط
واشترك الطراد حامل الصواريخ ( موسكو ) والطراد ( ليينجراد ) الحامل للصواريخ والمجهزين بـ 28 طائره هيلكوبتر كاموف 25 بي أل – وعشرون سفينه اخري وعشر غواصات هجوميه في تلك المناورة الكبيره
ومن غير المعروف اذا كانت الطائرات تي 16 للاستطلاع البحري من السرب الاول الالكتروني المستقل والمتمركزه في اسوان حتي عام 1972 قد اشتركت في تلك المناورة.
وتلك المناورة كانت تحت قياده الكولونيل زايدسكي ومعه العديد من الضباط السوفيت الكبار والذين كانوا كلهم من اسطول الشمال السوفيتي لذلك من غير المعروف ان تلك الطائرات في اسوان قد اشتركت في المناورة ، ووفقا لمذكرات المقدم ميتروكين فان تلك الطائرات في اسوان لم تقم بأي مهام قبل عام 1971 عندما ارسلت طائرة تي يو 16 للاستطلاع الالكتروني والاعاقه الالكترونيه بقياده الميجور مارسوف الي شمال قناه السويس للقيام بأعمال اعاقه الكترونيه ضد القوات الاسرائيليه لحمايه 4 طائرات مصريه والتي اخترفت جبهه القنال الي عمق سيناء للقيام بعمليه استطلاع .
طاقم الطائرة السوفيتيه انتظر عوده الطائرات المصريه ، لكن الطائرات المصريه لم تعد وفق الجدول المحدد ، فصدرت الاوامر من غرفه العلميات الارضيه المصريه للطائره بالقيام بعمليه مرور اخري فوق القناه واستمرار عمليه الاعاقه والشوشره علي الرادارت الاسرائيليه حتي عوده الطائرات المصريه .
لكن مع بدء عمليه الدوران فوق البحر المتوسط للعوده للمسار المحدد فقد اعترضتها طائرتين فانتوم امريكيه من الاسطول السادس الامريكي والتي طارت بالقرب من الطائرة السوفيتيه وبدأت بتصوير الطائرة السوفيتيه كما كان يحدث بصورة مستمرة لتلك الاحداث خلال الحرب البارده فوق المياه الدوليه
(( صورة ))
وعندما بدأت الطئرة السوفيتيه في الدوران للعوده الي اسوان شعر الطاقم بأصطدام خفيف ، وبعدها بدأت الفانتوم الامريكيه في الهبوط عده مئات من الامتار تحت الطائرة السوفيتيه والتي اتخذت طريقها الي اسوان ، وبعد عوده الطائرة الي اسوان وتم فحص الطائرة ، وجد اثار اصطدام واثار طلاء تحت جناح الطائرة مما يعزز احتماليه اصطدام الفانتوم الامريكيه بهم
اما الطيارين المصريين الذين قاموا بعمليه الاستطلاع فقد سقط واحد منهم بفعل المضادات الارضيه الاسرائيليه فوق سيناء.
ويتذكر الطيار نيكولاي فيدروفيش تلك المفارقات والحوادث مع الطيران الامريكي في تلك الفتره فيتذكر انه في احد المرات اثناء طيرانه بطائرته التي يو 16 للاستطلاع تم اعتراضه بواسطه طائرت فانتوم اسرائيليه والتي قامت بهجوم تمثيلي ثم ابتعدت مرة اخري ، ولم يكن هناك بعد ذلك اعتراض اسرائيلي اخر لتلك الطلعات
وقد تم حل السرب الاول المستقل للاستطلاع الالكتروني بعد عودته الي الاتحاد السوفيتي بعد ان تم الاستغناء عن مجهوداتهم في مصر
خلال عام 1970 زاد النفوذ السوفيتي في العمل في الدفاع الجوي عن مصر ، بواسطه عدد كبير من الطيارين السوفيت الذين تم ارسالهم الي مصر .
في مارس 1970 تم ارسال لواء اخر من اوكرانيا الي مصر تحت قياده الكولونيل كوستانين كورتشوك ، وتم ارسال 18 وحده دفاع جوي الي مصر بواسطه البحر وشملت وحدات حديثه من صواريخ سام 125 المعروفه لدي حلف الاطلنطي بأسم سام 3 ، وكان معها احدث نسخه من الميج 21 ودبابات شيلكا ZSU 23-4 المضاده للطائرات وايضا صواريخ سام 7 المحموله علي الكتف للدفاع عن المطارات التي تعمل بها تلك الطائرات
وقاد الميجور جنرال اليكس سميرنوف تلك القوة للدفاع الجوي عن مصر ، وتم ارسال الطيارين والفنيين من قاعده لايمنسكي في اوكرانيا ، وشملت القوه ثلاث الويه دفاع جوي ولواء جوي مقاتل.
كانت مهمه تلك القوة التي ارسلت في عام 1970 هي الدفاع عن مناطق حيويه في العمق المصري مثل السد العالي في اسوان ، وعدد من القواعد الجويه المهمه في جبهه قناه السويس ، والتي شكلت الخط الاول بين مصر واسرائيل ،
وكان احتمال التقابل مع الطيارين الاسرائيليين في اشتباك يزداد يوما بعد يوم ، وخضع الافراد السوفيت الي كشف طبي كامل للتأكد من امكانيه هؤلاء الافراد في الخدمه في بلد ذو طقس حار ولم يعرفوا حتي اخر لحظه اين سيتم ارسالهم ، كانت السريه من العوامل المهمه في القوات الجويه السوفيتيه ، لكن في مصر كانت اللوائح تحتم علي الخبراء السوفيت الا يتكلموا عن اماكن تمركزهم في الخطابات التي يرسلونها لذويهم في الاتحاد السوفيتي
ورسميا تم سفر الطيارين السوفيت الي مصر بصفه خبراء وكما تم في عام 1956 فقد تم ارسال خيرة الطيارين السوفيت لارسالهم الي مصر وتم تصنيفهم علي اساس فئه اولي وفئه ثانيه ، وكان لدي العديد منهم ساعات طيران كبيرة جدا جدا .
وقبل سفرهم حصل هؤلاء الطيارين علي تدريبت خاص في الطيران في قاعده في وسط اسيا في تركمنستان للتأقلم علي الطقس
وكان يتم التدقيق في كفاءه الطيارين بدقه كبيره وجديه تامه قبل سفرهم الي مصر ، وكان يتم تدريبهم علي القتال ضد الطائرات الميراج الاسرائيليه والتي من المتوقع ان يقاتلوها في مصر قريبا
احدهم هو الكولونيل اوليج تسوي والذي جاء من اصول عائله كوريه وكان ملازم اول عندما تم ارساله الي مصر وخضع للتدريب في تركمنستان والذي يتذكر ان العديد من الطيارين ماتوا اثناء التدريب في تركمنستان بسبب قسوة تلك التدريبات التي كانت تطور نوعا خاصا من التكتيكات الجويه
وصل الطيارين السوفيت الي مصر في مارس 1970 في الوقت التي عانت فيه مصر كثيرا من الهجمات الجويه الاسرائيليه ، ولم تكن القوات الجويه المصريه قادره في ذلك الوقت علي التصدي الفعال لها .
وكان الطيارين تحت قياده الجنرال كاتياشيكين وشملت سرب مستقل تحت قياده الكولونيل يوري ناستستيكو، وكان علي اللواء الجوي تغطيه منطقه كبيره جدا من الارضي المصريه من حلوان وحتي السويس وتمركزوا في قاعده بني سويف
ثم تمدد التمركز ليشمل ايضا قاعده كوم اوشين بالفيوم ، وقبل وصولهم الي بني سويف كانت تلك القاعده هي قاعده لطائرات سوخوي 7 المصريه (خطأ) بينما قاعده كوم اوشيم تحت التطوير بدشم جديده ، وكان لدي الطيارين السوفيت قاعده تبادليه في المنصورة (خطأ) في دلتا النيل
اما الجزء الشمالي الشرقي من مصر والذي يشمل ساحل البحر المتوسط والممتد في مثلث من الاسكندريه حتي القناه والقاهرة ، فكان مسئولا عنه سرب مستقل متمركز في المنصورة ، ولاحقا فقد خضعت القاهرة الي دفاع ثلاثي بصواريخ سام
ولم يكن وصول السوفيت الي مصر مفاجأه كما توقع السوفيت ، فيقول الجنرال كوريوكش (( الاستطلاع الجوي الاسرائيلي اكتشفنا علي الفور بعد وصولنا الي مصر ، فبعد ايام صرحت جولدا مائير في الراديو – اننا نعلم بوجود طيارين سوفيت ونحن علي استعداد لقتالهم اذا دعت الضرورة ))
اطلق المصريون علي الخبراء لقب ( خبير ) وهي ترجمه حرفيه لكلمه الخبراء غير المسلمين (( !!!!!!! خطأ كبير))
لكن بالنسبه لهؤلاء الخبراء فقد كان كل شئ في هذا البلد جديد وغريب عليهم ، وكان عليهم الاقامه في اماكن مريحه لكنها بعيده عن الاعين ، وكانت اماكن اقامتهم اشبه بواحه زغده مقارنه بما يقيم فيه نظرائهم المصريين ، وفي الفجر وبحلول الخامسه صباحا يبدأ الطيارين والفنيين في التحرك الي اعمالهم ، وكان ذلك متناقض لما كان يحدث لهم في الاتحاد السوفيتي ، والذي غالبا ما كانوا يقيمون بالقرب من طائراتهم او داخل القواعد الجويه ، ورغم ان الاقامه في مصر كانت اعلي مستوي مما كانوا عليه في الاتحاد السوفيتي الا انها كانت غريبه
كانت كل القواعد الجويه المصريه خاليه من الكحول مع بدايه الستينيات (!!!!؟؟؟؟) وكانت القواعد الجويه المصريه التي عمل بها السوفيت جديده نوعا ما ولم يكن بها مطعم حيث تم بناء العديد من القواعد الجويه بعد النكسه وخلال حرب الاستنزاف بحيث تمكن القوات الجويه المصريه من توزيع طائراتها علي عدد من تلك المطارات عوضا عن تكديسها في مطارات قليله ، خاصه بعد ان اصبحت القوات الجويه الاسرائيليه بعد احتلال سيناء علي مسافه دقائق من القواعد المصريه
ووجد الجنود السوفيت انفسهم مع نظرائهم المصريين في مكان واحد في اغلب الوقت ، يأكلون مع بعضهم البعض ويعملون ايضا جنبا الي جنب ، وعاده كان الضباط السوفيت يعطون جنودا مصريين اموالا لشراء متطلبات الطعام واحتياجاتهم من المدن القريبه من المطارات ، وكان الخبراء يطبخون لانفسهم وخاصه اللحوم عدا لحوم الخنزير
وكانوا في اوقات كثيرة يتناولون الطعام علي الارض فلم يكن هناك الكثير من المقاعد والمناضد والتي كان يستخدمها الضباط فقط .
واستخدم الجنود مقاعد من حطام طائرات مي 4 كمقاعد لهم في كثير من الاحيان ، وكانت تلك الوجبات اوقات راحه للجنود والذين لم يكونوا علي عجله في انهاء الطعام ، فأخذت اوقات تلك الوجبات وقتا طويلا
في نفس الوقت تواصل القصف الاسرائيلي لمصر لكن بحذر ، فكانوا يختارون اهدافهم بعنايه تامه وبعد استطلاع جيد
وتجنب الطيارين الاسرائيلين المناطق التي يدافع عنها السوفيت بطائرات ميج 21 ، مما اوقف الغارات الاسرائيليه علي العمق المصري ، وشمل ذلك مناطق غرب الدلتا والتي اكتشف الاسرائيلين ان السوفيت يدافعون عنها وتم اصدار الاوامر للطيارين الاسرائيلين بعدم الاشتباك مع الطيارين السوفيت
في المقابل فقد علم الاسرائيلين بدقه اين يتواجد السوفيت وشنوا ضدهم حرب نفسيه ، ففي كثير من الاحوال كان الطيارين الاسرائيلين من اصول سوفيتيه يتوجهون الي المناطق التي يدافع عنها السوفيت فتقلع الطائرات السوفيتيه لاعتراضهم فتنسحب الطائرات الاسرائيليه ، في نفس الوقت كانت الاوامر مشدده علي الطيارين السوفيت بعدم الطيران بالقرب من قناه السويس
كان الامر اشبه بلعبه يديرها موردخاي هود قائد سلاح الجو الاسرائيلي والذي صرح لاول مرة بأن السوفيت يقومون بدور فعال في الدفاع عن مصر وهذا التصريح كان المقصود به النيل من معنويات الطيارين المصريين في الاسراب واظهارهم بالضعفاء مقارنه بالطيارين السوفيت
يتذكر الكولونيل يوري ناسيتنكو تلك الايام قائلا (( بمجرد وصولنا الي مصر ، توقفت علي الفور الاختراقات الاسرائيليه في العمق المصري ، ولم تتكرر الهجمات علي العمق المصري ، واستمرت طلعات الاستطلاع وحاول الاسرائيليين تجنبنا ، ففي الواقع فقد تحول الاهتمام الاسرائيلي الي جبهه قناه السويس ، وكانت النتيجه هي حرب نفسيه وعصبيه شنتها اسرائيل في الصبر علي الطيارين السوفيت ))
اول اشتباك مع الاسرائيليين بدأ في ابريل 1970 وخاصه في ايام 13 و 18 و 28 من هذا الشهر ، عندما بدأت الطائرات الاسرائيليه في الاقتراب من قواعدنا وعندما اقلعت الطائرات السوفيتيه لمقابلاتهم ، كانت الطائرات الاسرائيليه تنسحب عائده الي قواعدها ، لكن لم يتم اطلاق نار في هذه الاشتباكات ، لكن تلك المقابلات الجويه تم اذاعتها علنا بناء علي اوامر وزير الدفاع الاسرائبلي في وسائل الاعلام العالميه
وفقا للجنرال كوستانين كوروتشوك (( لوقف الطيران الاسرائيلي من ضرب العمق المصري ، كان علينا اعتراضهم في توقيت مناسب مما يعني علي ان طائراتنا كان يجب ان تقلع بينما الطائرات الاسرائيليه علي مسافه 200 كيلو متر ، لكي تقلع طائراتنا وتتوجه الي تلك الطائرات الاسرائيليه ، في ذلك الوقت كانت الطائرات الاسرائيليه تقترب من مسافه 20 الي 30 كيلو متر وتعود مرة اخري بدون اشتباك حقيقي ، وكان علينا مطاردتهم الي حد معين من قناه السويس بدون ان نعبر القناه ، فقد كانت طائرات معاديه جديده تظهر في الجو تغطي عوده الطائرات الاسرائيليه فنأمر طائرات اخري لنا بالاقلاع وهكذا تكرر هذا الامر عده مرات))
وكانت تلك اللعبه تتكرر يوميا تقريبا وغاليا ما تتكرر تلك اللعبه خمس مرات في اليوم الواحد ووفقا لاقوال الجنرال ماسكينكو (( كنا في حاله تأهب دائم واعصابنا مشدوده لاقصي حد ، وكانت مجموعه طائرات اسرائيليه تطير علي ارتفاع عال ومجموعه اخري غير مرئيه علي الرادار تطير علي ارتفاع متخفض خلف المجموعه الاولي ، وكان يجب ان نكون مستعدين لكي نقاتل المجموعه الثانيه ايضا ، فبعد اقلاع اول طائرات لنا نجهز مجموعه اخري من الطائرات للاقلاع فورا ، مما يعني ان الطيارين كلهم يجب ان يكونوا علي اهبه الاستعداد داخل طائراتهم في الدشم ، كل ما يحتاجونه هو تشغيل طائراتهم والاقلاع فور ، وكان هؤلاء الطيارين يرتدون بدل طيران الارتفاع المرتفع جدا ومع درجه حراره تصل الي فوق الاربعين درجه مئويه داخل الدشم ولفترات كبيرة جدا من الوقت )).
هذا التوتر المستمر للطيارين ودرجات الحراره المرتفعه اثر بالسلب علي رد فعلهم ، وهذا يبرر الامر لكل طيار بالقيام بدورة كامله من الالعاب الاكروباتيه في نهايه كل مهمه وقبل الهبوط ، وبدأوا ايضا في القيام بتدريبات قتال جويه وهميه للحفاظ علي كفاءتهم القتاليه