الجماد أحبه .. وأنت ؟!
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه ..
محمد صلى الله عليه وسلم .. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار .. به عرفنا طريق الله , وبه عرفنا مكائد الشيطان ,شوقنا إلى الجنة ,مامن طيب إلا وأرشدنا إليه وما من خبيث إلا ونهانا عنه ,ومن حقه علينا أن نحبه ,لأنه :
يحشر المرء مع من يحب .
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :متى الساعة ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مااعددت لها ؟ قال :إني أحب الله ورسوله . قال : أنت مع من أحببت .
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا تضمأ بعدها أبداً.
الرحمة المهداة ,قال عز وجل (وماأرسلناك إلا رحمة للعاملن ).
لولاه لنزل العذاب بالامة . لولاه لاستحققنا الخلود في النار . لولاه لضعنا .
قال الحسن بن الفضل : لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم , فإنه قال فيه (بالمؤمنين رؤوف رحيم ). وقال في نفسه (إن الله بالناس لرؤوف رحيم ).
الجماد أحبه .. وأنت ؟!
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر إليه وصاح كما يصيح الصبي . فنزل إليه فاعتنقه فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه . فقال صلى الله عليه وسلم (لو لم اعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة ).
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال : هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .
ماأشد حبه لنا !!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام (رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ).
وقول عيس عليه السلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ).
فرفع يديه وقال ((اللهم أمتي .. أمتي )) .
وبكى فقال الله عز وجل : ياجبريل اذهب إلى محمد فسله : مايبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه السلام
فسأله . فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال . فأخبر جبريل ربه وهو أعلم , فقال الله عز وجل :ياجبريل ..اذهب إلى محمد . فقل . إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك .
حتى لاتكون فاسقا
قال صلى الله عليه وسلم في سورة التوبة ـ التي سميت بالفاضحةوالمبعثرة الأنها فضحت المنافقين وبعثرت جمعهم (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لايهدى القوم الفاسقين ).
قال القاضي عياض :
فكفى بهذا حضا وتنبيها ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقة لها صلى الله عليه وسلم .إذ قرع الله من كان ماله وولده وأهله أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله (فترصوا حتى يأتى الله بأمره ). ثم فسقهم بتمام الاية .
كمال الايمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس اجمعين )
قد تمر علينا هذه الكلمات مرورا عابرا لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال : يارسول الله الأنت أحب إلى من كل شىء إلا من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا. والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ).
فقال عمر : فإنه الآن والله لأنت أحب إلى من نفسي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (الأن ياعمر ).
لكي تذوق حلاوة الايمان
لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..)).
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله على هواه .. فيحس أن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل اللذات الأرضية . ولأن من أحب شيئا أكثر من ذكره . فكلما ازداد العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبا كلما ازداد له ذكرا . ولأحاديثه ترديدا . ولسنته إتباعا .ومع كل هذا تزداد حلاوة الإيمان .
وثيقة حبه .. وقعها بالدم
ففي الطائف وقف المشركون له صفين على طريقه فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفين جعل لايرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوها بالحجارة حتى أدموا رجليه .
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟! نهجر سنته ونقتدي بغيره . ونستبدل هدى غيره بهديه !!.
ياويحنا .. وقد أحبنا وضحى من أجلنا لينقذنا ودعانا إلى حبه لا لننفقه في شيء بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه ؟! وحبنا له ؟! بأي وجه سنلقاه على الحوض ؟! بأي عمل نرتجي شفاعته صلى الله عليه وسلم ؟!
بأبي هو أمي ـ بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس ؟!
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم .وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد ا مجيد .
فداك روحي وولدي ووالدي يارسول الله محمد صلى الله عليه وسلم