مالي أرى قلوبًا قد آلمني جراحها
و عيونًا تبكي دموعًا كثرت قطراتها
مشاعر تحترق و صدور تغلي بما فيها
نفوسٌ تئن .. و نفوسٌ تندب حظها
قد رأيت أحرفًا هز العقلَ غليانها
فأبى العقل إلا أن يخاطب أشخاصها
فهن حبيبات القلب و سلوى النفس و صاحباتها
إن أول ما حرك النفس و أدهش فكرها
هو أن صاحبة المشكلة تصلي لربها
لقد علمت أنه هو خالقها و باريها
و موجدها و مسوي أعضاءها
و العالم بكل ما يختبئ في نفسها
و ما تخفيه خفــايـــا أسرارها
فهو أعـلـم بـها من نفسـها
و أعلم بها و بـكل من حولها
إنها توقن أنه حكيم عالم بكل أمورها
و تعلم أنه بتاتًا لن يظلمها
ولن يُقَدِّر إلا ما فيه خير لها
بل إنها تجزم أنه وإن طـال حزنها
فإن حقها محفوظ عند ربها
و إن لم يكتب في الدنيا ما يسرها
فقد حفظ لها في الآخرة ما يرضيها
[فقط] إن هي احتسبت الثواب عند ربها
و رضت بحياتها لأنها من عند باريها
أعود لأتساءل هي مؤمنة و لكن لماذا هذا حالها ؟
ربما تحتاج لوقفة مع نفسها
و جلسة تفاهم يرأسها عقلها
فمشاكل الدنيا أعظم من حلولها
و لكن هناك حل يفوق مشاكلها
إنه التعلق بالله رب نفسها
و الصبر و الرضى و دعـاء ربها
ليست حروف عباراتي خاصة بها
بل هي لي أولاً قبل نفسها
فليست الواعظة أفضل من الموعوظ لها
أسأل الله لي و لكنَّ هدى النفس و صلاحها
و أن يرحمها و يرفق بحالها
إنه الرؤوف الرحيــم مُسَوِّي ذاتها
تعتذر حروفي عن إطالة بوحها
و لكن هي كلمات جرَّت بعضها
فلعل شغاف قلوبكن قد لامسها
و جرت في عقولكن معانيها
لتثمر حياتكن بأحسن ما كتبت فيها
فتكونوا ممن نال السعادة بكل معانيها
و كلها بسبب الرضى بباريها
منقولى