نجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة فى القبض على مرتكبى واقعة السطو المسلح على سيارة محافظ البنك المركزى، وتمكنت من إعادة السيارة المسروقة.
هذا الخبر «بالنص» بثته كل نشرات الأخبار فى التليفزيون والإذاعات المختلفة الأسبوع الماضى، لم يذكر محررو الخبر- وهم ينقلونه عن مصادرهم الأمنية - أن الحادث نتج عنه استشهاد حارس محافظ البنك المركزى وهو أمين شرطة اسمه رأفت السيد نبيل.
القصة كلها تم اختصارها فى محاولة سرقة سيارة محافظ البنك، والمعنى أن الإنسان ليس مهما، رخيص، ولا قيمة له، وأن سيارة معالى المحافظ هى الأهم، برغم أن حياة الشهيد التى فقدها، ودمه الزكى أشد حرمة على الله من البنك المركزى نفسه بمحافظه وسياراته وبابا غنوجه، وفلوس قطر المودعة فيه.
تماما مثلما خرج علينا السيد محمد مرسى يوما وهو فى قمة الغضب لأن أحذية المتظاهرين خدشت زجاج سيارته الفخمة أثناء هروبه من قصر الاتحادية، فموكب معاليه أغلى عنده من دماء الشباب التى أحلّ سفكها، وكأن الرئيس «المتدين» لم يسمع بحديث ابن عباس رضى الله عنه الذى نقل فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله: ( يجىء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دماً يقول يا رب هذا قتلنى حتى يدنيه من العرش).
وطبعا، من لم يسمع بحديث النبى صلى الله عليه وسلم، لا يعرف معنى قول سيدنا عمر بن الخطاب «لو عثرت بغلة فى الفرات لخشيت أن يسأل الله عنها عمر»، ففى الأسبوع الماضى أيضا سقط تسعة مواطنين مصريين فى «بيارة» صرف صحى.. ماتوا جميعا، ولم نسمع أن السيد مرسى تألم أو انزعج، أو استبدل كرافت «أسود» بالكرافت «الموف» التى طوقت عنقه وهو يعلن تطبيق الطوارئ فى محافظات القناة الصابرة الصامدة الباسلة، لم يخرج علينا المتحدث الرئاسى ببيان يعتذر فيه عن خطأ تتحمل الحكومة مسؤوليته أمام الله، ولم نقرأ عن قرار بعقاب مسؤول تسبب بإهماله فى إزهاق كل هذه الأرواح، فهل صحيح أنها رخيصة ولا قيمة لها؟.
ثم.. بم تفسر جرائم قتل وخطف وسحل شباب مصريين لا يملكون من حطام الدنيا سوى رأى خرجوا يعبرون عنه؟.. هل رأيت قسوة الإخوان الذين «جرجروهم» إلى خلف أسوار قصر الرئاسة وقاموا بتعذيبهم؟
ربما لم يلفت الأمر انتباهك، أو لعلك كنت فى الحمّام ساعتها، لكن.. هل فكرت فى أسباب صمت الرئاسة المقصود عن قضية استشهاد جنودنا على الحدود الفلسطينية فى رمضان الماضى وعدم الإعلان عن هوية القتلة ومن يقف وراءهم؟.. ألم يخطر ببالك أن يكون السبب هو أن أرواحهم الطاهرة لا تمثل شيئا مهما للسيد الرئيس وبنيه ومرشد جماعته التى تحميه؟
بلاش كل ده.. لما زوجة شابة محترمة وفاضلة تذهب للسيد رئيس الجمهورية، ملهوفة لمعرفة مصير زوجها الضابط المختطف فى غزة منذ فبراير 2011 وتطلب من سيادته أن يتصل بخاطفيه فى حماس للإفراج عنه وعن زملائه -كلمة منه كانت ترد الروح على فكرة - فإذا بالأستاذ مرسى يدافع عن حماس ويخيّر الزوجة الفاضلة بين الصبر أو طلب الطلاق(؟!!)