عطرالحبيب
من فيض ربي أستقي كلماتي
وعلى رسول الله خير صلاتي
لما ذكرت محمداً قلبي هفا
وغدا يترجم خافي الخطرات
ناديت شعري أن يزف تحيتي
ويصوغ من لحن الوفا شذرات
صلوا عليه أحبتي فصلاتنا
ترضي النبى وتكثر الحسنات
وتنسموا عطر الحبيب بذكره
ذكر النبي معطر النفحات
وتمسكوا بسبيله وهداية
والفعل والتقرير في الحالات
ورسولنا هبة الإله لخلقه
بسلوكه قد طبق الآيات
فكأنه قرآن مولانا مشي
بين العباد بحكمة وأناة
في آل عمران النبي مكرم
في الصف والأحزاب والحجرات
في الشرح والعلق الجليلة والضحي
والنحل والإسراء والصافات
في ( ن والقلم ) البهية ذكره
بعظيم أخلاق وخير صفات
الكون قرآن الإله موزعاً
ومحمد في الناس بالرحمات
الله أرسله سراجاً نيراً
يهدي لندرك واسع الجنات
قرآننا آياته قد صافحت
قلباً لأجل سكينة وثبات
وعليه من رب السما قد أنزلت
جبريل يحملها من السماوات
أخلاقه وصفاته وشمائل
تسبي العقول تحقق الغايات
كم جاهل خبر النبي فراعه
حِلم النبي ولطفه بعداة
هذا (ثمامة) جاء يبغي قتله
ورآه مكتوفاً بلا حركات
فأشار أن فكوا وخلوا سبيله
وسقاه من كف السخا جرعات
فإذا بعقل ثمامة وجنانه
أسرا بحب محمد وصفات
وأذاع للدنيا بكل حرارة
أسلمت فأشهد واسمعوا كلماتي
و( فضالة) المغرور أخفي خنجراً
والله أنبأه بذي الطيات
فتبسم المعصوم ثم دعا له
وهداه ربي واسع الرحمات
واسأل ( سراقة ) كيف غاص جواده
من ثبت الأقدام في الحصيات ؟
والجذع أصدر صوته وحنينه
وصحابة المختار في جلسات
وسعت إليه شجيرة لحديثه
محظوظة وتفاخر الشجرات
والضب كلمه وصدق بعثه
والناس قد سمعت لذي اللهجات
وشكا البعير أنينه لمحمد
ومحمد قد ترجم الزفرات
وغدا بلمسة حبه وحنانه
يعطي البعير براحه راحات
نظر الصحابة كفه فتهللوا
من نبع ماء سائغ القطرات
وإذا بتسبيح الحصى ونشيده
في كف أحمد ناضر القسمات
مكرت به إحدي النساء فجهزت
سماً زعافاً يهلك المعدات
فإذا بلحم الشأة ينطق مفصحاً
يا سيدي أمسك وفز بنجاة
لا تعجبوا إن العناية جنده
فالله يحرسه من الويلات
شعري وإلهامي وكل فصاحتي
تجثو أمامك سيد السادات
فإليك معذرتي وحسب مقالتي
تيهاً وفخراً بالغ الدرجات
أني محب والحبيب محمد
ومحبتي تبقي بقاء حياتي
فأفض علينا يا كريم بنظرة
واجمع بفضل منك كل شتات
والملتقي إن شاء ربي عندما
نلقاه في روض وفي روضات
والحوض منتظر وأحمد واقف
وملائك الرحمن في عرصات
وصلاتنا لمحمد ولآله
ما ناحت الأطيار بالنغمات
هذا ملاك الشعر تلك قصيدتي
حبرتها في هذه الأبيات
فإذا طربت لها ورق سماعها
وصغا الفؤاد لهذه النبرات
وتلألأت درر القصيد لوامعاً
فاهتف بناظم عقدها غزالى