حينَ سقطتْ في فمِ البَحر
لمْ يعُد للأرضِ شَمس
فأصبحَ النهارُ كُحلاً لِعينيّ الفَجرْ..
وترملّتْ الحَياة
وغَدتْ المَواعيدُ ثكلَى
وبَقي الزَمنُ أصَمْ
والوَقتُ أبْكمْ
وأنَا كمَا أنَا ..
أصْنعُ مِن خيوطِ الحُلم فُستاناً
ومِن رَائِحة المَطرِ عطراً
وأَرْتَقبُ مَجيئك ..!
لمْ أُدركْ أن بَردَ الشِتَاء
وصَقيع الشَوارع .. وفَراغ الأمَاكِن ...
مِن صُنعِ غِيابِكْ !
لمْ أكُنْ أُدرِكُ أيضاً أنّ السَماءَ أُنثَى تَعشقُك .. لِذَا لمْ تَتوقّف عَنْ البُكَاء !
وأنّ الأرضَ مُتَيمّةٌ بكَ .. حَدّ الجَفافْ !
لمْ أكُنْ أعَلمُ أنّ لِدفءْ حضُورِك عَظَمةٌ .. تَنحَني لَها القُلوبَ وتَخضعْ ..!
ويَمضي بِنَا العُمر وأنَا مَازِلتُ أرْكضُ غِياباً
وأنتَ تُطاردُني فِي زُجاج المَقَاهي .. فِي الأضْواء وضَجِيج البَشرْ ..
وأراكَ في عُيونِ طِفليّ .. طِفلاً أكْبر أجْهَضُه القَدرْ ..!
وعَلى غَفلةِ زَمنٍ .. تَوقفتْ .. الِتفَت
مَا بَالُ هَذا البُؤس يَسْكنُ جَوفَ المَدينَة ..
والمَكانُ الذي جَمعَنا .. أعْمَى الذِكْرى .. مَبْتُور الفَرحْ !!!
أترَاهُ مِنْ صُنع غِيَابي ؟!
منقوووول