العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-05-2012, 12:22 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي فاستقم كما امرت...

فاستقم كما امرت...



الاستقامة طريق النجاة:



قال ابن القيّم -رحمه اللّه تعالى-: الاستقامة هي لزوم المنهج القويم. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ (فصلت/ 30). وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ (الأحقاف/ 13)، إلى قوله: ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾، وقال تعالى لرسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ ﴾ (هود/ 112) إلى قوله: ﴿ بَصِيرٌ ﴾، فبيّن أنّ الاستقامة بعدم الطّغيان، وهو مجاوزة الحدود. وقال: ﴿ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ (فصلت/ 6). والمقصود من العبد الاستقامة وهي السّداد، فإن لم يقدر عليها فالمقاربة.


وعند مسلم من حديث أبي هريرة، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: ) سدّدوا وقاربوا، واعلموا أنّه لن ينجو أحد منكم بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: ولا أنا، إلّا أن يتغمّدني اللّه برحمة منه وفضل (.


فجمع في هذا الحديث مقامات الدّين كلّها: فأمر بالاستقامة وهي السّداد، والإصابة في النّيّات والأقوال. وأخبر في حديث ثوبان أنّهم لا يطيقونها فنقلهم إلى المقاربة، وهي أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم، كالّذي يرمي إلى الغرض، وإن لم يصبه يقاربه. ومع هذا فقد أخبرهم أنّ الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة؛ فلا يركن أحد إلى عمله، ولا يرى أنّ نجاته به؛ بل إنّما نجاته برحمة اللّه وغفرانه وفضله، فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدّين، وهي القيام بين يدي اللّه تعالى على حقيقة الصّدق والوفاء بالعهد.


والاستقامة تتعلّق بالأقوال والأفعال والأحوال والنّيّات، فالاستقامة فيها، وقوعها للّه وباللّه، وعلى أمر اللّه.


قال بعضهم: كن صاحب الاستقامة، لا طالب الكرامة؛ فإنّ نفسك متحرّكة في طلب الكرامة، وربّك يطالبك بالاستقامة. فالاستقامة للحال بمنزلة الرّوح من البدن، فكما أنّ البدن إن خلا عن الرّوح فهو ميّت، فكذلك الحال إذا خلا عن الاستقامة فهو فاسد. وكما أنّ حياة الأحوال بها، فزيادة أعمال الزّاهدين أيضا ونورها وزكاؤها بها، فلا زكاء للعمل ولا صحّة بدونها.


وقال رحمه اللّه تعالى: «من هُدِي في هذه الدّار إلى صراط اللّه المستقيم الّذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه، هُدِي هناك إلى الصّراط المستقيم الموصل إلى جنّته دار ثوابه، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصّراط الّذي نصبه اللّه لعباده في هذه الدّار، يكون ثبوت قدمه على الصّراط المنصوب على متن جهنّم، وعلى قدر سيره على هذا الصّراط يكون سيره على ذاك الصّراط، ولينظر العبد الشّبهات والشّهوات الّتي تعوقه عن سيره على هذا الصّراط المستقيم؛ فإنّها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصّراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه، فإن كثرت هنا وقويت، فكذلك هي هناك ﴿ وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ (فصلت/ 46)».


إذا استقام القلب استقامت الجوارح:


قال ابن رجب -رحمه اللّه تعالى-: «أصل الاستقامة استقامة القلب على التّوحيد، وقد فسّر أبو بكر -رضي اللّه عنه- الاستقامة في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ﴾ بأنّهم لم يلتفتوا إلى غيره، فمتى استقام القلب على معرفة اللّه، وعلى خشيته، وإجلاله، ومهابته، ومحبّته، وإرادته، ورجائه، ودعائه، والتّوكّل عليه، والإعراض عمّا سواه - استقامت الجوارح كلّها على طاعته؛ فإنّ القلب هو ملك الأعضاء، وهي جنوده، فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه. وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللّسان، فإنّه ترجمان القلب والمعبّر عنه».


وأورد الطّاهر بن عاشور في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ﴾ ما يلي:


الاستقامة حقيقتها: عدم الاعوجاج والميل، والسّين والتّاء فيها للمبالغة في التّقوّم، فحقيقة استقام: استقلّ غير مائل ولا منحن.


وتطلق الاستقامة أيضا على ما يجمع معنى حسن العمل، والسّير على الحقّ والصّدق، قال تعالى: ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ (فصلت/ 6) وقال: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ﴾ (هود/ 112) فاستقاموا تشمل معنى الوفاء بما كلّفوا به، وأوّل ما يشمل من ذلك أن يثبتوا على التّوحيد، أي: لا يغيّروا ولا يرجعوا عنه، وعن أبي بكر: ﴿ ثُمَّ اسْتَقامُوا ﴾ لم يشركوا باللّه شيئا، وعن عمر: استقاموا على الطّريقة لطاعته، ثمّ لم يروغوا روغان الثّعالب.


وقال عثمان: ثمّ أخلصوا العمل للّه، وعن عليّ: ثمّ أدّوا الفرائض. وكلّ هذه الأقوال ترجع إلى معنى الاستقامة في الإيمان وآثاره.


والاستقامة زائدة في المرتبة على الإقرار بالتّوحيد؛ لأنّها تشمله وتشمل الثّبات عليه والعمل بما يستدعيه.


وجمع قوله: ﴿ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ﴾ أصلي الكمال الإسلاميّ، فقوله: ﴿ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ﴾ يشير إلى الكمال النّفسانيّ، وهو معرفة الحقّ للاهتداء به، ومعرفة الخير لأجل العمل به.


والخلاصة أنّ الاستقامة -كما يقول صاحب البصائر- كلمة آخذة بمجامع الدّين، وهي القيام بين يدي اللّه تعالى على حقيقة الصّدق والوفاء بالعهد، وهي تتعلّق بالأقوال والأفعال والنّيّات، والاستقامة فيها وقوعها للّه وباللّه وعلى أمر اللّه تبارك وتعالى.


وقوله: ﴿ اسْتَقامُوا ﴾ يشير إلى أساس الأعمال الصّالحة، وهو الاستقامة على الحقّ، أي أن يكون وسطًا غير مائل إلى طرفي الإفراط والتّفريط.


أنواع الاستقامة:


الاستقامة هي أمر فردي وأمر جماعي، فإن هناك جوانب لا تتم الاستقامة بها على المستوى الفردي، ولا تحصل ولا تنتج إلا على المستوى الجماعي، والدليل على ذلك قول الله -عز وجل- في الآية: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا ﴾ [هود:112].


إذًا: نزل الأمر بالاستقامة للرسول -صلى الله عليه وسلم- المستقيم أصلًا، لكن ليزداد في الاستقامة ويثبت عليها، ومن تاب معه من صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- خير الأمة، الذين تابوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسلكوا سبيل الاستقامة.


إذًا: هناك أمورٌ لا بد من الاستقامة فيها في المجال الجماعي: كالجهاد في سبيل الله، وتوجيه طاقات الأمة، ومعاملة المجتمع الإسلامي كوحدة واحدة مع الكفرة.


إذًا: لا بد أن تكون استقامتنا استقامة فردية، كل إنسان بنفسه، واستقامة جماعية، استقامة المجتمع كله لله عز وجل.


أسباب الاستقامة:


1 - صحة الإيمان واليقين: لأن الانحراف والفتور والتراجع ينشأ عن ضعف اليقين، كلما كان الإيمان أقوى، تحققت الاستقامة وتكاملت وتمت، قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّه حَقّ ﴾ [الروم:60].
2- التبصر بالدين: والعلم بما جاء به الرسول من الكتاب والحكمة والتبصر فيهما، والتدبر لهما، تدبر القرآن يُورِث معرفةً بما أمر الله به، وبما نهى عنه، وفي القرآن الترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
فالعلم بهذه النصوص واستشعارها واستحضارها من أسباب الاستقامة، أن تَعْلَم أن الله أمرك، أن تعلم عاقبة الطاعة، وعاقبة المعصية، وعاقبة تركها، فالعلم بذلك واستشعاره من أسباب الطاعة.
3- الدعاء: فيسأل الإنسان ربه الثبات "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم اهدني الصراط المستقيم"، فالدعاء الواجب والمستحب يتضمن سببًا من أسباب الاستقامة.
4- اختيار الصحبة الصالحة: فالصحبة الصالحة الذين يُذَكِّرون الإنسان إذا نسي، ويأمرونه بما يجب عليه، وينكرون عليه إذا انحرف، ويعينونه إذا كَسُلَ، قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ﴾ [التوبة:71].


آثار الاستقامة


إن أعظم آثار الاستقامة مغفرة الله ورحمته وكرامته ورضوانه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف:13-14].


يأتي المؤمن يوم القيامة وهو آمن، والناس يخافون ويفزعون، قال تعالى: ﴿ أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [فصلت:40].


أمن وهدى، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82].


في الآية الأخرى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت:30].


يُقَيِّض الله لهم الملائكة في أصعب الأحوال، تطمئنهم في الدنيا، وأيضًا تُقَوِّي فيهم الثقةَ بالله، والتوكلَ عليه، وحُسْنَ الظن به، لا حُسْن الظن الذي هو اغترار وأماني، إنما حُسْنُ الظن المبني على مجاهدة النفس، والجد، والاجتهاد في طاعة الله، فتنزل عليهم عند الموت وفي القبر، وتتلقاهم يوم القيامة: ألا تخافوا ولا تحزنوا، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 101-103].


إِنَّ مِن عاقبة الاستقامة: السعادة في الدنيا والآخرة، فأهل الإيمان هم في نعيم في الدنيا، وفي البرزخ، وفي الآخرة.


المراجع:


1- جامع العلوم والحكم لابن رجب.
2- مدارج السالكين لابن القيم.
3- نضرة النعيم بإشراف صالح بن حميد، وعبد الرحمن بن ملوح.
4- الاستقامة (حقيقتها وأسبابها وآثارها) لعبد الرحمن البراك.










آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2012, 12:23 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

الاستقامــة : تعريفها ومنزلتها
معنى الاستقامة: هي سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القيم من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها ، الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها ، الظاهرة والباطنة(1).
وهي وسط بين الغول والتقصير ، وكلاهما منهي عنه شرعاً.
الاستمرار عليها ، والتقصير فيها
المؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة ، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من صلاته : { أهدنا الصراط المستقيم }(2) ولما كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصر في فعل المأمور ، أو اجتناب المحظور ، وهذا خروج عن الاستقامة ، أرشده الشرع إلى ما يعيده لطريق الاستقامة ، فقال تعالى مشيراً إلى ذلك : { فاستقيموا إليه واستغفروه } الآية(3) ، فأشار إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، وأن ذلك التقصير يجبر بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة.
وقل صلى الله عليه وسلم :اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها)(4).
مقامات الدين التي يطالب بها العبد
قال صلى الله عليه وسلم : سددوا وقاربوا)(5) ، فالسداد : الوصول إلى حقيقة الاستقامة ، أو هو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد.
وقوله : ( قاربوا ) أي: اجتهدوا في الوصول إلى السداد ، فإن اجتهدتم ولم تصيبوا فلا يفوتكم القرب منه.
فهما مرتبتان يطالب العبد بهما : السداد ، وهي الاستقامة ، فإن لم يقدر عليها فالمقاربة ، وما سواهما تفريط وإضافة ، والمؤمن ينبغي عليه أن لا يفارق هاتين المرتبتين ، وليجتهد في الوصول إلى أعلاهما ، كالذي يرمي غرضاً يجتهد في إصابته ، أو القرب منه حتى يصيبه(6).
أهميتها
مما يدل على أهميتها أمور ، منها:
1ـ أنها في حقيقتها تحقيق للعبودية التي هي الغاية من خلق الإنس والجن ، وبها يحصل للمرء الفوز والفلاح.
2ـ أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتحقيقها ، وكذلك كل من كان معه ، فقال: { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } الآية(7) ، وقال: { فلذلك فأدع واستقم كما أمرت ..} الآية(8) ، وغير ذلك بها.
بل قد أمر الله تعالى بها أيضاً أنبياءه ، فقال ، في حق موسى وأخيه عليهما السلام : { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما .. } الآية(9)
3ـ ومما يدل على أهميتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي ـ رضي الله عنه ـ يقول له: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( قل آمنت بالله ، فاستقم )(10)
من أسباب الاستقامة ووسائل الثبات عليها
1ـ من أهم أسباب الاستقامة إرادة الله لهذا العبد الهداية ، وشرح صدره للإسلام ، وتوفيقه للطاعة والعمل الصالح ، قال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتابٌ مبين(15) يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم }(11)
2ـ الإخلاص لله تعالى ، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين .. } الآية(12).
3ـ الاستغفار والتوبة.
وقد علق الله تعالى الفلاح والنجاح بالتوبة ، فقال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}(13)
4ـ محاسبة النفس:
قال تعالى:{ يأيها الذين آمنوا أتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ وأتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}(14)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم. اهـ(15).
فالمحاسبة تحفظ المسلم من الميل عن طريق الاستقامة.
5ـ المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة:
لأنها صلة بين العبد وربه ، وهي من عوامل ترك الفحشاء والمنكر ، قال تعالى: { إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر }الآية(16)
6ـ طلب العلم: والمقصود به علم الكتاب والسنة ، لأنه الوسيلة لمعرفة الله تعالى وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
7ـ اختيار الصحبة الصالحة : لأن الجليس الصالح يعين صاحبه على الطاعة وعلى طلب العلم ، وينهيه على أخطائه ، أما الجليس السيء فعلى العكس من ذلك تماماً ، قال تعالى: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }(17)
8ـ حفظ الجوارح عن المحرمات: وأهمها: اللسان فيحفظه عن الكذب والغيبة والنميمة وغيرها، ويحفظ بصره عن المحرمات ، وليكن نصب عينيه قوله تعالى: { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً }(18).
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )(19).
9ـ معرفة خطوات الشيطان للحذر منها:
قال تعالى: { يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}(20)
من ثمرات الاستقامة
قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }
من هذه الآية وغيرها نستنتج بعضاً من ثمرات الاستقامة:
1ـ طمأنينة القلب بدوام الصلة بالله عز وجل.
2ـ أن الاستقامة تعصم صاحبها ـ بإذن الله عز وجل ـ من الوقوع في المعاصي والزلل وسفاسف الأمور والتكاسل عن الطاعات.
3ـ تنزل الملائكة عليهم عند الموت ، وقيل: عند خروجهم من قبورهم ، قائلين : { ألا تخافوا ولا تحزنوا} على ما قدمتم عليه من أمور الآخرة ، ولا ما تركتم من أمور الدنيا من مال وولد وأهل.
4ـ حب الناس واحترامهم وتقديرهم للمسلم ، سواء كان صغيراً أو كبيراً على ما يظهر عليه من حرص على الطاعة ، والخلق الفاضل.
5ـ وعد الله المتقين أن لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم ، وتلذ أعينهم ، وتطلبه ألسنتهم ، ‘حساناً من الله تعالى.


المصادر:
(1) جامع العلوم والحكم ، شرح الحديث الحادي والعشرين.
(2) آية : 6 من سورة الفاتحة.
(3) آية : 6 من سورة فصلت.
(4) رواه أحمد 5/153، 158 ، والترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في معاشرة الناس 4/312، رقم(1987) ، وقال: حسن صحيح ، والحاكم 1/54، وقال : صحيح على شرطهما ، ووافقه الذهبي ، وأنظر جامع العلوم والحكم ، حديث رقم (18).
(5) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب القصد 11/294 ، ح(6463 ، 6464) ، ومسلم ، كتاب صفات المنافقين ، باب : لن يدخل أحد الجنة بعمله 4/2171 ح (2817).
(6) أنظر: جامع العلوم والحكم ، حديث(21) ، ومدارج السالكين لابن القيم ، منزل الاستقامة ، وشرح النووي على مسلم ( الحديث السابق ).
(7) آية 15 من سورة الشورى.
(8) آية 112 من سورة هود.
(9) آية 89 من سورة يونس.
(10) رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب جامع أوصاف الإسلام 1/65 رقم(38) ، وهذا لفظه في النسخة المطبوعة ، وإن كان اللفظ المشهور: ( ثم استقم ) ، وعليه شرح النووي وغيره ، والله أعلم.
(11) آية 15 ، 16 من سورة المائدة
(12) آية 5 من سورة البينة
(13) آية 31 من سورة النور.
(14) آية 18 من سورة الحشر
(15) أنظر تفسير ابن كثير جـ4 ص 342.
(16) آية 45 من سورة العنكبوت.
(17) آية 67 من سورة الزخرف.
(18) آية 36 من سورة الإسراء.
(19) متفق عليه ، صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب حفظ اللسان 1/308، ح(6475) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الحث على إكرام الجار 1/68 ، ح (47 ، 48)..
(20) آية 21 من سورة النور.
(21) الآيات 30 ـ 32 من سورة فصلت.






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2012, 01:35 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

طرح راتئع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه أخى أبو عمر







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2012, 01:46 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

طرح مميز وجميل



مشكوووور أخي الفاضل على الموضوع الرائع

بارك الله فيك

وجعله الله في ميزان حسناتكـ






آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2012, 01:28 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

أبو عمر ... جزاك الله كل خير


تسلم على الطرح المميز

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 أوقات استجابة الدعاء
0 الكابينت اتخذ قرارا بالرد على هجوم إيران
0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
رد مع اقتباس
قديم 04-05-2012, 03:17 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

اللهم نسالك توبة نصوح
سلمت ابوعمر
طرح روحانى قيم ودعوة للاستقامة ايمانية الهدف
نسال الله ان ينتفع به يارب
جزاك الله عنا خيرا
وبارك فيك وفى طرحكم الطيب







آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2012, 10:33 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

جزيتم الفردوس الاعلى
مروركم وتواجدكم

اسعدنى وشرفنى
حفظكم الله
دمتم بود






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 11-23-2012, 01:29 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

يسلمو على هالطرح المميز

طرح جميل واكتر من رائع
ولروحك اطواق الياسمين







آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس
قديم 11-25-2012, 10:24 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: فاستقم كما امرت...

مرورك اسعدنى

حفظك الله


دمت بود







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator