السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الـــمــُـتــنــمــصاتُ والمُــتــعــطــــرات
إليهن قبل كل شيء وردة ندية
في حياتي أو في ما قضيتُ من عمري معظمهن كن ينمصن، أكثر اللواتي ينمصن النساء ُ الثيب ُ، يرسُمن الحواجب َ رسما، يتفنن وكان فن الله أعظم وحكمته أعظم، يعلمن أن هذه الشعور الرقيقة لها فائدة ، إلا أنهن يرفضن هذه الفائدة، التي هي بمثابة وقاية للعيون الجميلة، يخفضن الأربع طبقات إلى ثلاث، والثلاث إلى اثنتين والطبقة الواحدة لا يمسسنها بسوء ـ جبراً لا طوعاً ، وهناك من يغيرن خرائط المجرى، فمنهن من تجتث ُّومنهن من تحول المجرى، ومنهن من تقيم في الوسط مساحة شبيهة بمضيق نهري، مسكينة هذه الحواجب، كون لطيف رقيق، يتكلم دون لسان يهمس دون لمس، يسبح في سماء ٍ جميلة ، يحلق مثل الطيور، يستقيم، ينام ، يميلُ ، يجلسُ ، معظمهن يأتين عليه بآلاتهم، يغزونه منادين بالجمال، وهو الجميل دون تجميل، يأتين عليه لأنه هين لين سهل، ولو كان مثل القد ِّ والأدِّ أو شيء يصعب التحكم فيه لتعبن َ وقسين َ في سبيله، محجبة هي،مسبلة الإزار هي، دانية الجلباب هي، لا يبينُ منها سوى وجهها، وكل هذا ما شفع للحاجب أن يـُصان من أيدي النامصات.
قال صلى الله عليه وسلم لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المُغيرات خلق الله فالواشمة : التي تجرح البدن نقطاً أو خطوطاً فإذا جرى الدم حشته كحلاً، فيأتي خيلاناً وصوراً فيتزين به النساء للرجال ،
وأخص ُّ هنا النامصات في الحديث، لأن باقيه ، لله الحمد لم يشع للآن في عامة الأمة، هل هناك أعظم من اللعنة؟
واللعن: الإبعاد والطرد من الخير. وقيل : الطرد والإبعاد من الله.. وكل من لعنه الله فقد أبعده عن رحمته واستحق العذاب فصار هالكاً.
فــ " يا حسرتا على العباد" أغضبوا الله فويحٌ لهم وويل ٌلهم.
إليك ِ
- جمالك يطغى على كل جمال، لأنك أنثى.
- اشتري رحمة الله أبرَكُ وأجملُ وأعتق.
عمر قصير ، وسيتغير لونها ويبيض سوادها، ويذبل حدُّها، ويخبو ألقها، ويـَـغـْبرُ صفاؤها فدعيها، تسبح على غرتك الجميلة وعلى كون عيونك الساحرة.
- عندي بعضهن صاحبات الحواجب المتشابكة أجمل ُ من صاحبات الحواجب المــُـنــمـــصات.
***
أمَــا وقدر انتهيتُ من المتنمصات فإلى المتعطرات ...
حكم الله ، لا ريب في ذلك ، حديث نبينا الحبيب يقبح فعلهن ...
هي، بذاتها عطر ٌ يفوح كلما راحت تمشي بدلالها ورقتها، هي أنثى إذ ًا هي عاطرة متعطرة، هكذا حباك الله عطرًا ذائعـًـا ينساب كلما رحلت ِ من مكان إلى آخر، فلم التعطر لغير الخاصة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أجمعين :
(أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية )
وحديث آخر ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فلا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ )
وآخر ( إذا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فلا تَطَيَّبْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ )
قال المناوي: قال المناوي في "فيض القدير" ـ لا أذكر في أي مــئــة ٍ قرأتُ ـ المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فقد هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، فكل من ينظر إليها فقد زنا بعينه، ويحصل لها إثمٌ لأنها حملته على النظر إليها وشوشت قلبه، فإذن هي سببُ زناه بالعين، فهي أيضاً زانية.
وليس التعطر زنا بالمعنى الذي يوجب الرجم أو الجلد بلا ريب، ومن ينادي المتعطرة بالزانية، فهو قاذِفٌ يجب جلده ثمانين جلدة، وإنما عظم الوزر لأنها أيقظت شهوة الرجال بعطرها، وحملتهم على النظر إليها، وربما على الفاحشة ـ انتهى كلام المناوي ـ رحمه الله رحمة واسعة
ـ المرأة متعطرة بالأصل عطر إلهي ...
- ألم تشعري بنفحات شعرك الأخـَّاذة ...
- ألم تشعري بعطر الفم المُسْــكر ...
- ألم تشعري بعطر أنفاسك ...
- ألم تشعري برائحة الأنوثة التي هي قبل كل شىء ...
إذن ... لِم التعطر
أنت كون عاطر مليءٌ بالأرج ِ الطبيعي الذي صاغته أيادي الإله العظيم، أنت قنينة عطر شفافة كما وصفتك ِ ـ أنا ـ في قصيدتي السينية هجير الشكاة
" أريج ُ الكون ِ في جسد ٍ شفيف ٍ = يضوع عبيره ُ من أي لمس ِ "
جعلتُ جسدك قنينة لطيفة بها عطر الكون، كلما لــمــُـست ِ ـ حتى من الهواء ـ فاح عطرك وبــَــخــورك سيدتي
فالله الله في دينِك، والحق الحق في اتباع مــخلصنا من الضلال إلى الهدى، والحرص الحرص من الضياع.
همسة إليهن ، لا تعليق على رجال ٍ تنمصوا، فليسوا بأهل للحديث معهم ، حتى تبرد من همــّـت بالحوار ومجادلتي كما مواضيع ٍ سابقة مثل ـ لم يكن رحم ... : )
- ربِّ في خزانتي يوم تــُــسرد ويوم تــُحصَّــل الخزائنُ-