المالكي يرفض مرور الحجاج الأتراك عبر أراضيه بينما يشرع الأبواب لكل مجرم وسافل إيراني..!
2012-10-19 :: د . منهل سلطان كريم ::
من المتعارف عليه ان الدول والأشخاص على حد سواء تعمل جاهدة لتقديم ما تستطيع من خدمات لضيوف الرحمن، وتسعد كل مدينة تمر بها قوافل الحجاج القاصدة بيت الله الحرام وتتبارى لخدمتها، هذا ما متعارف عليه على طول الزمان إلا في الحكومة الطائفية العميلة الحاكمة في العراق حيث تتصرف بشكل شاذ وغريب وبسبب تنفيسها عن عقد داخلية، وتصرفت بشكل بعيد عن كل القيم والأعراف والتقاليد.
ففي الوقت الذي تسمح الحكومة الطائفية العميلة لدخول مئات الالاف من جارة السوء ايران الشر دون الحصول على تأشيرة دخول وتصدر تسهيلات غير مسبوقة لهم حصرا تتصرف على اعتبار ان العراق ضيعة صفوية، وكل ما استطاعت فعله هو التصريح بالقول ( ان بعض الإيرانيين يدخلون إلى العراق بدون تأشيرة دخول أو يتأخرون بعد انتهاء التأشيرة وهذا الأمر يشكل عبئا على الحكومة العراقية، مؤكدا أن العراق يسعى للتخلص من هذا الأمر لأنه يخلق إشكاليات بين البلدين الجارين )، ولم نسمع يوما تصريحا أشد من ذلك ولم نسمع صدور تعليمات بإعادتهم الى بلدهم.
إذا لماذا المرور الذي قد يستغرق يوما واحدا يمثل عبئا ومساسا بالسيادة ويتم اعادة قوافل الحجاج الاتراك، بينما يسمح بدخول الايرانيين ولا تتم اعادتهم وهم يمكثون لأشهر، فوجه الاعتراض يكمن في اتخاذ مثل تلك الاجراءات بحق ضيوف الرحمن لأسباب سياسية وطائفية وبالأمس القريب أذل ما يسمى الحكومة العميلة وزير الخارجية التركي حينما قام بزيارة العراق وتجول بمدنها دون ان يستطيع أحد منعه، بينما نرى ان الضعفاء يعمدون اليوم ويفتلون عضلاتهم بوجوه الحجاج الاتراك الذين لا يحملون إلا الايمان في صدورهم ويلهجون ويكبرون باسم الرحمن.
اليوم نحن أمام مرحلة خطرة في مسيرة العلاقات الانسانية، فتسييس الدين وزجه في معترك السياسة والصراع والتحديات وتسخيره لخدمة أهداف مصلحة فئوية ضيقة أمر غير مقبول، وهذا النوع من الاستغلال السياسيّ للدين يُفْسِد العلاقات الانسانية ويؤسّس لصراع سياسي على مقتضى مذهبيّ ضيق باعتبار ان هذه التصرفات تمثل اعتداء وتجاوز غير مسبوق سينعكس بالسلب على دور الدين في توحيد الأمة وإشاعة روح الإخاء والتسامح والسلام .
إن الشعب العراقي بمجملة ضد هذه التصرفات الرعناء وهو بريء منها أمام الله الى يوم الدين، فالعميل المالكي لا يمثل طيبة شعب العراق وكرمه وأخلاقيته، فتقاليد الضيافة العربية لا يعبر عنها مجموعة من السراق الذين يأتمرون بأوامر خارجية، ولكن مثل هكذا تصرفات تستوجب عدم تجاهلها، ويقينا انها لن تمر بسلام بل ستتطور حتما وستنعكس مستقبلا على الشعب العراقي الذي لا يمكن ان يكون وقودا أو ثمنا لسياسة حكامه الرعناء، والواضح ان المالكي بتصرفاته الطائشة قد وصل الى طريق اللاعودة وهو الطريق الذي اختطه لنفسه غير مأسوف عليه متحملا هو بشخصه المسؤولية التاريخية والأخلاقية تجاه فعلته، وليس رجما في الغيب يتضح ان المالكي بدأ بحفر قبره بيده بتصرفاته الشاذة وليصل من خلالها لمصيره المحتوم .
...............
هذا وقد صرح نائب محافظ بابل بأن المالكي شخصيا أوعز الى السلطات المحلية بالمحافظة بإعادة قافلة حجاج اتراك تضم 145 باصاً كانت متجهة الى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وقد تم احتجاز القافلة في منتجع سياحي بمحافظة بابل، ثم غادرت صباح اليوم عائدة الى تركيا.
ومن الملفت للنظر صمت المرجعيات الشيعية عن استنكار مثل هذا الإجراء الشنيع والذي ينطبق عليه قوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)، وسبب ذلك أن الحجاج الأتراك هم من السنة والذين تكن لهم كثير من المراجع الشيعية وأتباعهم كل حقد وكراهية، فهم يعتبرون أتراك الدولة العثمانية مسئولون عن إيقاف الأطماع الصفوية في العراق والمنطقة ووقف المد الشيعي الفارسي الحاقد على كل ما هو عربي ومسلم.
أحذروا الأفاعي