يا مسلمون أفيقوا!
د. توفيق علي منصور
كلما سدد الحاقدون إلي الإسلام سهامهم ارتدت إلي نحورهم ، وكلما زادت حملات الإساءة إلي رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم زاد العالم يقينا بعظمة محمد وقيمة الإسلام ، فيدخل الناس في دين الله أفواجا.
ففي أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 وإعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الإسلام دين الإرهاب، بلغ إقبال الأمريكيين علي قراءة القرآن الكريم حدَّا لم يبلغه كتاب من قبله أو من بعده ، ثم زادت قناعة القراء بسماحة الإسلام.
وعندما انشرت الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم ، أصدرت الولايات المتحدة إحصائية تفيد أن اسم محمد اتخذ المرتبة الثالثة بين المواليد البريطانيين..
ومَن لم يكن يسمع شيئا عن الإسلام في العالمين ، تجذبه هذه الإهانات إلي البحث عن حقيقة الإسلام ، فتكون النتيجة زيادة الإقبال علي الانتساب إلي هذا الدين الحنيف.
ولهذا فإني أشكر من أساؤا إلي الإسلام بالكاريكاتير وبالأفلام.. لأنهم جذبوا أنظار الجماهير التى تجهل الإسلام إلي الاجتهاد في معرفة أصوله ومبادئه ، فيمجدونها ويعتنقونها.
وقد نجح الفليم الأمريكي المسئ إلي الرسول الكريم في إثارة مشاعر المسلمين في كل أقطار العالم ، فمنهم من سلك سبيل العنف والقتل والحرق ، فاتخذه الحاقدون ذريعة لوصف الإسلام بالإرهاب ، ومنهم من سلك سبيلا سلميا يعبر بأسلوب حضاري عن وعي تام ينبغي اتباعه في مثل هذه المواقف.
وتدَّعي حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من التى ترفع شعارات حقوق الانسان في التعبير عن مشاعره وأفكاره بأنها لا تتدخل في حريات الأفراد ؛ وتناست ما يحظر الازدراء والإهانة للآخرين وخاصة ما يتعلق بازدراء السامية واليهود.
فقد نجح الاسرائيليون واليهود الذين لا يتجاوز عددهم الخمس عشرة مليون نسمة في استصدار قانون من الأمم المتحدة يجرِّم ازدراء السامية ، بينما فشل المليار ونصف مسلم في استصدار مثل هذا القانون فيما يتعلق بالديانات والعقائد عامة و الإسلام بصفة خاصة ، علي الرغم من كثرة المنظمات العاملة في الدفاع عن الإسلام والدعوة إليه.
وقد أصاب الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر في إصدار وثيقة إلي الأمين العام للأمم المتحدة باستنكار مثل هذه الإساءة للإسلام والسعي إلي إصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يجرِّم الإساءة إلي الأديان والعقائد ، مثلما فعل اليهود بالسامية.
وعلي منظمة المؤتمر الاسلامي وزارات الخارجية في جميع الدول الإسلامية متابعة إصدار مثل هذا القرار، والجمعية العمومية للأمم المتحدة علي وشك الانعقاد.
أما الجهات المنوطة بالإعلام الإسلامي والبحوث الإسلامية ، فينبغي أن تخصص وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لتوجَّه بمختلف لغات العالم ، لتوضيح مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة وتتصدى لتفنيد الافتراءات الكاذبة وما يعتبره الكافرون نقاط ضعف في الإسلام ، وذلك بالبحث العلمي العميق واليسير.
وعلي المجلس الأعلي للشئون الإسلامية أن يعقد مؤتمرات ولجانا لعرض الفليم المسئ هذا و الرسوم الكاريكاتورية مرارا وتكرارا لاستيعاب نقاط الاساءة وعرضها بالمعنى الصحيح ، سواء بالمؤتمرات أو بالإعلام أو بالأفلام ؛ فلا يفل الحديد إلا الحديد ، والجزاء من نفس العمل.
فاعتبروا يا أولي الأبصار(الحشر: 21)
إن اريد إلا الإصلاح مااستطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب (هود: 18)
مقال للدكتور توفيق منصور ... وقد ترجمه باللغة الانجليزية