مصطفى بكرى: «طنطاوى قال لى: «العسكرى» كان مجتمعاً لمتابعة نتيجة الرئاسة ودخلت الحمام فخرجت لأجد مرسى رئيساً»
المشير سأل أعضاء «العسكرى» قبل خروجه: «هل الناس تحملنى مسئولية وصول الإخوان إلى الحكم؟» فأجابوه: «نعم»
كتب : محمود مسلم الأربعاء 19-09-2012
بكرى
يفجر الحوار مع الكاتب والنائب السابق مصطفى بكرى أكثر من مفاجأة، بعضها عرفه بحكم موقعه فى البرلمان حيث كان فى قلب الأحداث، وبعضها الآخر بحكم عمله الصحفى الذى جعله يمسك بخيوط قد تبدو متنافرة فى العلن، لكنها على اتصال دائم واتفاق أحيانا فى الخفاء، وبين الخفاء والعلن تأتى أهمية المعلومات التى يطرحها بكرى، الذى طلب منه المشير أن يكون مستشارا للمجلس العسكرى فرفض، مفضلا أن يبقى مستقلا برأيه بعيدا عن الحسابات.. فى الحوار يكشف بكرى عن لقاءات مرسى بعبدالفتاح السيسى، الذى يصفه بأنه ناصرى الهوى تعرف عليه بناء على نصيحة من محمد حسنين هيكل، ويروى تفاصيل عما دار فى اجتماع المرشد مع المشير، وما قاله الأخير بعد فوز مرسى، وكيف فسر له سامى عنان نصيحته لابنته باختيار قائمة الحرية والعدالة فى انتخابات الشورى.
وإلى الحوار:
* كيف ترى طبيعة العلاقة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى؟ ولماذا تحولت؟
- هناك تحولان يحكمان طبيعة العلاقة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى، الأول فى مرحلة ما بعد انتصار الثورة وحتى انتخابات البرلمان، والمرحلة الثانية ما بعد تشكيل البرلمان وبداية الصراع على مقاعد الحكومة، فى المرحلة الأولى كان هناك اعتبارات تحكم العلاقة، الاعتبار الأول أن الإخوان كانوا بحاجة إلى الجيش المتحكم فى مقاليد الأمور لأنهم قوة ناشئة على سطح السياسة حتى لو كانوا يضربون بتاريخهم فى عمق الدولة، فلأول مرة يكون لهم حزب سياسى ولأول مرة يظهر للجماعة دور دون مطاردة سياسية أو أمنية، الاعتبار الثانى أن المجلس العسكرى ارتأى فى الإخوان المسلمين تيارا شعبيا قويا يمكن أن يكون سندا فى المرحلة الانتقالية؛ لذلك عندما جرى الاتفاق على البنود الأساسية فى الإعلان الدستورى كان الإخوان حاضرين، سواء بحضور صبحى صالح أو طارق البشرى، المقرب من الفكر الإسلامى بشكل عام، وأعتقد أن الإخوان حققوا مكاسب كبيرة فى هذه الفترة وكانوا سندا قويا للمجلس العسكرى دون اتفاق، وأنا أكاد أجزم أنه لم تحدث أى صفقة بين المجلس العسكرى والإخوان، لكن هناك تفاهما غير مرئى وغير معلن بين الطرفين، كل منهما يريد الآخر وكل يجد نفسه فى حاجة للآخر فى هذا التوقيت.
* هذا يعنى أن تشكيل لجنة الدستور كان بالاتفاق مع الإخوان، أم لإرضاء الإخوان؟
- أظن أنه لإرضاء الإخوان أكثر من كونه بالاتفاق معهم فى هذا الوقت، لكن بالتأكيد المستشار طارق البشرى كان له رأى فى تشكيل هذه اللجنة.
* لكن من أتى بالمستشار طارق البشرى؟
- المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
* إرضاءً للإخوان؟
- المستشار طارق البشرى شخصية وطنية لها توجهها الإسلامى وأتصور أنهم جاءوا به لضمان القبول الشعبى، وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يرى أن الإخوان لديهم قبول شعبى وقتها، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية القوى الثورية واجهت المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشكل شرس، وهذا بالتأكيد أضعف المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مواجهة بقية القوى السياسية الفاعلة؛ لذا كان المجلس الأعلى يستجيب للمطالب فى كل اللقاءات السياسية، خاصة فيما يتعلق بمطالب الانتخابات، حتى عندما رفض المادة 5 التى تسمح للحزبيين بالترشح على المقاعد الفردية عاد ووافق تحت ضغوط الإخوان والقوى السياسية رغم أن نتيجة ذلك ما نراه فى هذا الوضع الراهن، كما أن قبول المجلس الأعلى لمقترح الثلثين والثلث كان أيضا تحت هذه الضغوط، باختصار المجلس الأعلى كان ينظر إلى ما يرضى القوى السياسية الفاعلة صاحبة المصلحة فى هذا القانون أو ذاك أكثر مما ينظر إلى تصور استراتيجى للانتقال من مرحلة لأخرى يكون فيها استقرار تشريعى، فى هذه الفترة جرت فى النهر مياه كثيرة، خاصة أنها شهدت لقاء بين المرشد والمجلس العسكرى.
* أكان المشير موجودا باللقاء؟
- نعم، كان المشير ورئيس الأركان ومجموعة من ممثلى القوى السياسية وعدد من الشخصيات العامة والسياسية وعندما حضر المرشد هذا اللقاء أظن أنها كانت رسالة من جماعة الإخوان وللمجتمع، المجلس الأعلى لم يجلس مع حزب سياسى، لكنه جلس مع جماعة الإخوان وكان هذا اعترافا من المجلس الأعلى بجماعة الإخوان من قبل أن يولد حزب الحرية والعدالة فى مرحلة ما بعد انتخابات مجلس الشعب.
* فى المرحلة الأولى مَن كان يتفاهم مع العسكرى: خيرت الشاطر أم مرسى؟
- محمد مرسى والكتاتنى تحديدا كانا دائما فى الجلسات واللقاءات وطرفا أساسيا فى هذه الأمور.
* من غير المنطقى أن يأتى مسئولون أجانب ويقابلهم خيرت الشاطر ولا يلتقى المجلس الأعلى به؟
- آه طبعا، لكن هذه الفترة لم يكن الشاطر هو حلقة التواصل بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان، والمجلس الأعلى عندما تقدم إليه محامى خيرت الشاطر طالبا العفو فى القضية صدر القرار، وعندما ذهب إلى النيابة العسكرية طالبا العفو الشامل تمت الموافقة قبيل الإعلان عن فتح باب التقدم للانتخابات الرئاسية، وكان هذا مثار استفهام كثيرين، والبعض قال إن كلاما كان يُطرح أن الإخوان ربما تراجعوا عن تقديم مرشح أو ربما يقدمون، ربما أن المجلس العسكرى لم يكن مقدرا لطبيعة المرحلة ولا لطبيعة الخطوة ولا الفترة المقبلة، لكنه كان إحساسا من المجلس العسكرى بضرورة التواصل مع الإخوان وربما لإحساسهم أن القضية التى سُجن فيها الشاطر كان فيها كثير من التلفيق، وارتأى أن يكون التصرف بهذا الشكل.. الإخوان فى هذه الفترة كان لديهم وساوس فيما يتعلق بانتخابات مجلس الشعب وكانوا يرفضون تأجيلها، وحتى بعد أزمات محمد محمود وغيرها طالب الكثيرون بمن فيهم منصور العيسوى، وزير الداخلية آنذاك، بتأجيل الانتخابات، وكان الإخوان يضغطون بشدة والتقت إرادتهم مع المجلس العسكرى لإجراء الانتخابات، وكانت هناك اتصالات واتفاقات.
* تكلمت عمّا قدمه المجلس العسكرى للإخوان المسلمين خلال الفترة الانتقالية، ماذا قدم الإخوان للمجلس العسكرى؟
- أعتقد أن الإخوان المسلمين تيار بالأساس لديه رؤية تتعلق بمهام محددة بالفترة الانتقالية وما بعدها، عندما أُسس حزب الحرية والعدالة، وحصل بالفعل على موافقة أدرك الجميع أن الإخوان بدأوا مرحلة جديدة فى تاريخهم السياسى، وبدأ الحديث عن أن الإخوان ربما يحصلون على 35%، وكانت هذه رسالة المقصود بها طمأنة المجتمع، فى هذه الفترة المجلس العسكرى لم يكن لديه يقين أن الإخوان سيحصلون على هذا الحجم الكبير، كانت التقديرات أن الإخوان والسلفيين سيكونون أقل من 50%، لكن الإخوان فاجأوا الجميع، والمؤسسة العسكرية ساورها القلق من قوة الإخوان، وقتها تبنى الإخوان الدفاع عن دور المجلس العسكرى فى حماية الثورة. «السيسى» يدير وزارة الدفاع من مكتبه بالمخابرات الحربية والمشير ما زال يتردد على مكتبه بالوزارة.. و«العسكرى» دفع ثمن تردد المشير وخوفه من مواجهة الإخوان.. و «طنطاوى» طلب إعفاءه ورشح «السيسى» و«صدقى» لكن «مرسى» رفض وبعد أسبوع أخرجه بطريقة مهينة..وقلت لـ«طنطاوى» و«عنان»: «مرسى سيحيل «العسكرى» وسيبعدكما» فقال لى المشير: «الإعلان الدستورى يمنعه من ذلك».. وسألنى المشير عن توقعاتى لنسبة الإخوان فى البرلمان فقلت: «من 20 إلى 25%» فقال لـ«الروينى»: «لن تزيد على ذلك»
* قبل انتخابات مجلس الشعب، ماذا قدم الإخوان للمجلس العسكرى ردا على كل ما قدمه المجلس لهم؟
- أعتقد أن ما قدموه هو موقفهم السياسى فقط، وهو ما يتفق مع مصالحهم ومنطلقاتهم، مصالحهم فى أن يكونوا رقما كبيرا فى المعادلة الانتخابية ومنطلقاتهم فى الوصول إلى الهيمنة على مقاليد السلطة فى البلاد، لم تكن هناك كما يقول البعض صفقة بين المجلس والإخوان لتحديد نسبهم فى المقاعد، وعندما طرح المتحدث الرسمى للإخوان الخروج الآمن لقادة الجيش تصور البعض أنه رد على صفقة غير مرئية أو رد لجميل، لكن فى الحقيقة عندما سألت أحد كبار المسئولين فى الإخوان فقال إنه أقل رد يصل للمجلس لدوره فى حماية الثورة، وحتى هذا الوقت كانت العلاقة جيدة بين الطرفين.
* هل لاقى التصريح ارتياح المجلس الأعلى للقوات المسلحة أم أزعجهم؟
- فى هذا الوقت قالوا ليس لدينا جريمة حتى نخرج خروجا آمنا، ولم يعتبروها مبادرة عدائية أو محاولة للتشهير بهم.
* هل كان خروج الإخوان فى مظاهرة ردا على جمعة الإسلاميين المسماة «قندهار» بتوجيه من المجلس العسكرى؟
- لم يكن هناك أى توجيه من المجلس العسكرى، أعتقد أنه كان رد من الإخوان ليقولوا إننا موجودون، خاصة بعد الاتهامات التى لاحقتهم بوجود صفقات مع المجلس العسكرى، وأعتقد أن التوجه وقتها كان واضحا أن الإخوان أرادوا التأكيد أنهم اللاعب الرئيسى فى الساحة.
* بعد انتخاب مجلس الشعب مباشرة وقعت أحداث بورسعيد، فى هذه الأثناء تحولت العلاقة.. كيف حدث ذلك؟
- بدأت المشكلة الحقيقية تحديدا بعد بيان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بخصوص حادث بورسعيد، ومطالبات «الحرية والعدالة» بضرورة إقالة وزير الداخلية، وبعدما احتدت الأمور وتفاقمت طلب المشير طنطاوى أن يجلس مع بعض نواب المجلس، وبحضورى استمعت إلى إشادات من الحاضرين وكان من بينهم محمود السقا والكتاتنى وسعد الحسينى، لدرجة أن الحسينى، رئيس لجنة الخطة والموازنة، قال إن بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أول فبراير 2011 الذى انحاز فيه إلى الثورة يوزاى حرب أكتوبر، وتحدث المشير عن أن مذبحة بورسعيد جريمة، لكن الوزير يريد أن ينجز مهام محددة، وبعدها بدأت عمليات التصعيد، خصوصا بعدما ترددت أنباء عن إحالة قرار حل مجلس الشعب إلى المحكمة الدستورية العليا.
* وهل لـ«العسكرى» علاقة بحل مجلس الشعب؟
- ليس صحيحا، وكان المشير طنطاوى منزعجا تماما من حدوث هذا الأمر وكان يردد دائما «البلد يحتاج الاستقرار ونريد أن نسلم السلطة ولسنا مستعدين أن نبقى دقيقة واحدة بعد 30 يوليو».
* لكن قبل ذلك كانت العلاقة جيدة وأيدوا حكومة الجنزورى فى أحداث مجلس الوزراء.
- بل إن د. سعد الكتاتنى ود. محمد مرسى ذهبا لحكومة الجنزورى وأعلنا وقفوهما وتأييدهما وأبلغا المجلس العسكرى ترحيبهما لأنهما كانا معترضين على مجىء البرادعى رئيسا للوزراء.
* وهل أبلغا اعتراضهما على البرادعى للمجلس العسكرى؟
- كان واضحا، أبلغا اعتراضهما، وهذا الاعتراض تردد فى العديد من وسائل الإعلام.
* ما سر اعتراضهم على البرادعى؟
- لا أعرف، لكنهم رحبوا بالجنزورى.. وبعد أزمة بورسعيد بدأنا نشهد تراجعا فى لغة المواجهة مع وزارة الداخلية واستبدل بهذا العداء الشديد فى مواجهة حكومة الجنزورى.
* هل الإخوان طلبوا أن يمثَّلوا فى حكومة الجنزورى؟
- أظن أنهم كانوا أميل لتشكيل حكومة برئاسة أحدهم، كانوا ضد أن يشكل غيرهم الحكومة، باعتبارهم الأغلبية البرلمانية، لكن رضاهم عن حكومة الجنزورى كان مؤقتا.
* رضاهم عن الجنزورى كان جزء منه عدم الرضا عن البرادعى؟
- أعتقد هذا، وكانوا يدركون أن حكومة الجنزورى مؤقتة ويدركون أن البرادعى طموحه أكبر من رئاسة الوزراء.
* نرجع للقاء.
- المشير أشاد بوزير الداخلية، وبدا على الإخوان الحاضرين للقاء أن الرسالة وصلتهم لكنهم أكدوا ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية.
* وماذا عن أزمة زياد العليمى فى ظل علاقة المجلس العسكرى والإخوان؟
- فى هذا الوقت كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يريد أن يقدم زياد العليمى للمحاكمة، وفى الحقيقة ذهبت والتقيت سعد الكتاتنى فى حضور سامى مهران وطلبت منه التدخل لدى المجلس العسكرى ليمنع محاكمة العليمى وطلبت منه أن يحيل الأمر للجنة القيم والقواعد التى تحكم العلاقة بين المجلس والنواب، وأنا موجود فى الغرفة استمع إلى اقتراحى واتصل باللواء ممدوح شاهين وأبلغه أنه من الأفضل أن يراجع المشير وأن يسمع رغبة رئيس مجلس الشعب لهذا الغرض وأن يتوقفوا عن إحالة زياد للقضاء العسكرى على أن يتولى مجلس الشعب هذا الأمر، فتوقف قرار إحالة العليمى للقضاء العسكرى وتم الاتفاق على أن تتم المحاسبة داخل مجلس الشعب، وقلت يومها للدكتور الكتاتنى إن العليمى سواء اتفقنا أو اختلفنا معه هو عضو مجلس شعب ولا نقبل أن يحال للقضاء، وحتى الآن لم يحسم الأمر، وأنا عضو فى لجنة القيم لم أحضر أى اجتماع لأنى طرف فى القضية والناس لا تقرأ التفاصيل، أنا قلت بالنص: نسب للنائب العليمى تصريحات كذا أرجو أن يفسر الأمر، لكننى لم أتهمه.
* بم تفسر توقف الأمر؟
- أيا كان التفسير، لكنه علامة استفهام.
* انتهى شهر العسل، متى دخل «العسكرى» والإخوان فى صدام؟
- عندما قرر الإخوان تشكيل الحكومة، فى هذا الوقت بعد بيان رئيس الحكومة تصاعدت لغة المواجهة، حتى وإن حملت شعارات أن الحكومة تستنزف الأموال، تصاعدت الأزمة وبدأت النقاشات، إلى أن حدث المشكل الحقيقى عندما وقف النائب عمرو حمزاوى فى البرلمان وقال: على حزب الأغلبية أن يستخدم صلاحياته ويبدأ تشكيل حكومة البرلمان، وبدأت الأزمة من هذا الوقت. وما جرى الاتفاق عليه فى هذا الوقت أنه على البرلمان أن يقول ملاحظاته وعلى الحكومة أن تسعى إلى إصلاح هذه الملاحظات، وأرسل الجنزورى 3 من وزرائه للقاء الكتاتنى أوضحوا له أنه لا يوجد فى الإعلان الدستورى ما يوجب سحب الثقة من الحكومة، لكن التصعيد عاد من جديد بعد التلويح بحل المجلس، فى هذا الوقت ذهبت إلى الجنزورى وتحدث معى بصراحة وقال لى إن الحكومة تعرف أن عمرها شهران، وطلب منى أن أوضح هذا الأمر للمرشد العام للإخوان، وفعلت ما طلب، لكن المرشد قال: «لا تراجع عن إقالة الحكومة»، وطرح فكرة تشكيل حكومة انتقالية لمدة شهرين ينص فى تأسيسها على أن حزب الأغلبية يشكل الحكومة فيما بعد، نقلت هذا للجنزورى وسامى عنان بمنتهى الصراحة، وعرفت بعد ذلك أن المجلس العسكرى ليس لديه سند دستورى فى حل الحكومة وقتها، والموضوع نوقش فى المجلس العسكرى، وصعّد الإخوان فى موقفهم أملا فى رد من «العسكرى»، إلى أن تحدث الكتاتنى عن الأزمة فى حديثه مع الجزيرة، وفى لقائه مع الكتاتنى قال الجنزورى: «لن أستقيل»، وهدد بأنه إذا أقالوه سيوضح الأمر كاملا.
* كيف رأيت المشهد الأخير فى علاقة الإخوان بالمجلس العسكرى؟
- دعنى أقول إن «العسكرى» كان صادقا ووفيا فى تأكيده منذ البداية أنه يقف على مسافة واحدة من كل التيارات وأنه ليس منحازا لفريق دون آخر، وأنه سيفى بتعهداته سواء فيما يتعلق بإجراء انتخابات نزيهة وهو ما حدث فى الانتخابات التشريعية وتسليم السلطة التشريعية، ثم فيما يتعلق بتسليم السلطة التنفيذية وبالفعل سلم السلطة يوم 30/6 رغم كل المعوقات التى وضعت أمامه، وكان المشير صادقا منذ البداية، وفى يوم 30 يونيو طلب المشير من رئيس الجمهورية إعفاءه من منصبه، ورشح له وقتها اللواء عبدالفتاح السيسى وزيرا للدفاع لكن الرئيس طلب منه الانتظار لبعض الوقت، ثم وقع حادث رفح وخرج المشير ورئيس الأركان وقتها بطريقة مهينة وغير كريمة، وهو ما أثار علامات استفهام حتى لو منحوهما موقعى المستشارين، وكان يتوجب عدم خروجهما بهذا الشكل، والرئيس كان صاحب القرار فى هذا الأمر، وجاء بشخصين يحظيان بحب واحترام وتقدير كبير وهما عبدالفتاح السيسى وصدقى صبحى.
* لماذا طلب المشير إعفاءه رغم أنه أصدر الإعلان المكمل؟
- رشح السيسى وزيرا للدفاع ورئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وطلب إعفاءه بشكل نهائى
* إذن هذا اتفاق؟
- لا، ما حدث أنه فوجئ بالقرار، ففى اليوم الأول ذهب المشير ورئيس الأركان إلى استراحتيهما فى منطقة الحلمية، وفى اليوم الثانى ذهب المشير إلى مكتبه ليلملم أوراقه، وحتى هذه اللحظة تدار وزارة الدفاع من مبنى المخابرات الحربية، لأن المشير ما زال يتردد حتى الآن على مكتبه فى وزارة الدفاع، والفريق السيسى لا يزال يدير وزارة الدفاع من المخابرات الحربية احتراما للمشير.
* هل هذا عدم اعتراف من المشير بالقرارات؟
- لا، الموضوع انتهى بالنسبة للمشير.. طنطاوى سلم بالأمر فقط، وهو ينتظر أن يذهب إلى مكتبه فى رئاسة الجمهورية، إذا أراد ذلك.
* هل تعتقد أن الإخوان يردون على سيناريو 54؟
- لا أظن الأمر كذلك، ربما يكون لهم أسباب محددة، قد يكشف عنها التاريخ، لكنى لا أظن أن هدفهم كان الرد على سيناريو 54، لكن لاحظ معى أن الرئيس مرسى أراد أن يضع يده على كل مقاليد السلطة فى البلاد، منذ البداية كان يتحدث أثناء تسليم السلطة بعبارة أنا قائدكم الأعلى، مع أن الإعلان الدستورى المكمل ليس فيه قائد أعلى للقوات المسلحة، حتى عندما جاء بالمشير ورئيس الأركان وأبلغهما بإعفائهما وأنه اختار السيسى وصدقى صبحى، قال له المشير طنطاوى: «ولكن فيه إعلان دستورى مكمل»، قال له: «لقد ألغيت الإعلان الدستورى المكمل»، فرد المشير: «لكنها ليست سلطة رئيس الجمهورية، إنها سلطة المجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتباره الهيئة التأسيسية التى تسلمت السلطة، وبطبيعة الحال لا يجب أن تكون السلطة التشريعية إلا فى يد اثنين؛ المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى حال غياب البرلمان، أو البرلمان فى حال عودته»، فالرئيس قال له: «أصدرت القرار منذ أمس ونشرته فى الجريدة الرسمية»، وجاءه بالجريدة الرسمية فيها كل قراراته، سواء إلغاء الإعلان الدستورى المكمل أو تعيين السيسى وصبحى وترقيتهما، وعندما رأى المشير وعنان هذا الأمر استسلما لسياسة الأمر الواقع، وقال لهما: «لقد عينتكما مستشارين»، وأهداهما قلادة النيل والجمهورية ثم اصطحبهما الحرس الجمهورى والشرطة العسكرية إلى استراحتى الحلمية فى هذا الوقت.
* ترى أن الفريق والمشير دفعا أخطاء مساعدتهما للإخوان؟
- لا أريد أن أقول أخطاء، كانا صادقين ومثاليين، على سبيل المثال: بعد فوز مرسى يوم الأحد، التقيت المشير والفريق يوم الأربعاء، وسألت المشير: كيف نجح مرسى؟ وما ردك على ما يثيره الشارع حول نجاح شفيق والضغوط لإعلان نجاح مرسى؟ فقال: «أنا سمعت القصة كما سمعتها أنت، كنا مجتمعين أنا والمجلس العسكرى نتابع النتائج على الهواء، ودخلت الحمام وخرجت عرفت أن مرسى هو من فاز»، وقال لى المشير: «أنا لم يكن يفرق معى مرسى أو شفيق، لأننا ارتضينا من البداية الاحتكام إلى إرادة الشعب، هو انا اللى انتخبت مرسى؟ الشعب اللى انتخبه»، قال لى هذا فى وجود عنان، ولم يكن قلقا إلى الدرجة التى جعلتنى أسأل: «أنت مؤسسة عسكرية وهم إخوان؟»، فرد علىّ بالقول: «الإخوان فصيل قومى ومن حقهم أن يرشحوا أى شخص، لكننا ضد أن تكون الدولة كلها فى يد تيار واحد، لكن نتيجة الانتخابات راضيين بها ولا تعليق لنا عليها».
* استشعرت وقتها أن أيامه قربت؟
- قلت له: أتوقع أن يغلق الباب ويتخذ الرئيس قرارا بإبعادكما وحل المجلس العسكرى وإعادة تشكيله، فرد: «إن الإعلان الدستورى يمنعه من هذا»، فقلت: أنا أسمع يوميا كلاما عن إلغاء الإعلان المكمل»، فقال: «فى كل الأمور نحن نقر بأنه رئيس الجمهورية المنتخب بشكل شرعى».
* وما الذى حدث بالضبط؟
- أعتقد أن ما جرى داخل الغرف المغلقة يوم 12 أغسطس سيظل علامة استفهام كبيرة لفترة من الوقت.. لقد وصل المشير ورئيس الأركان إلى مناقشة موازنة الجيش مع الرئيس وبعد انتظار دام لأكثر من ساعة دخل عليهما الرئيس وبدأ فى مناقشة الأمر معهما ثم قال للمشير: «لقد طلبت منى أن أعفيك من مهام منصبك وأنا بعد تفكير وافقت على ذلك ورشحت اللواء السيسى وقد أدى القسم وكذلك الفريق صدقى».
* هل تشعر أن قطر أو أمريكا لهما دور فى استبعاد المشير وعنان؟
- ليس لدىّ معلومات فى ذلك، هناك أمور جرت فى الخفاء فيما يتعلق بالولايات المتحدة، ولا نعلم عنها شيئاً. «طنطاوى» هو الذى أقال «موافى».. والأخير قال لى إنه طالب المشير بالإسراع بمعالجة الأوضاع فى سيناء.. و«هيكل» وصف لى «السيسى» بأنه صاحب حضور وثقافة وناصرى الفكر وينتمى إلى ثورة 23 يوليو.. وشعرت أن أعضاء «العسكرى» لا يريدون «سليمان» أو «شفيق» ويأملون فى ترشيح منصور حسن.. وسعد الحسينى وصف بيان المجلس العسكرى فى 1 فبراير بأنه يوازى بيان حرب أكتوبر
* وهذا أيضاً فى قطر؟
- قطر تلعب على الساحة المصرية وتريد أن تستحوذ على صناعة القرار فى مصر، ومخططها على قناة الجزيرة واضح ليس فقط فى مصر، حدث ذلك فى ليبيا وسوريا، لكنى لا أملك معلومات عن دورها فى إقالة المشير والفريق، فقط اللقاء الذى استمر من الساعة 5 وحتى 7.30 مساء يوم السبت بين مرسى ورئيس قطر سبق قرار المشير بيوم، لكن أعتقد أن الرئيس كان قد أخذ القرار قبلها بيوم وأعد له جيدا.
* هل تعتقد أن استبعاد رئيس المخابرات ورئيس الحرس الجمهورى جاء ضمن ترتيبات هذه القرارات؟
- المشير طنطاوى هو من قرر تغيير قائد المخابرات العامة وألح على الرئيس فى ذلك، بسبب تصريحاته التى قال فيها إنه أبلغ المسئولين بما سيحدث فى سيناء، وقال لى اللواء مراد موافى رئيس المخابرات السابق قبل انتخابات الرئاسة، إنه طلب من المشير ضرورة الإسراع بمعالجة الأوضاع فى سيناء، والمشير قال له: «سنعد حملة كبرى بعد الرئاسة مباشرة»، وحكى لى موافى وقتها عن خطورة الأوضاع فى سيناء وأننا إذا لم نتحرك ستضيع سيناء.
* وقائد الحرس الجمهورى؟
- لأنه نصح الرئيس بعدم الذهاب إلى المنصة، فبدا أمام الرئيس أنه غير قادر على حمايته، وأعتقد أن الرئيس كان يجهز لاستبعاد كل هؤلاء منذ البداية.
* وحمدى بدين قائد الشرطة العسكرية؟
- نفس الأمر، بدا لرئيس الوزراء أنه غير قادر على حمايته فى مسجد آل رشدان، وتم الاعتداء على رئيس الوزراء وطلب من المشير إبعاده، والمشير استجاب رغم أن الإعلان الدستورى المكمل يعطى المشير الحق فى عدم الاستجابة.
* عندما تم استبعاد بدين هل شعرت أن المشير هو الخطوة المقبلة؟
- نعم، توقعت ذلك، لأن الإعلان الدستورى المكمل اخترق بهذه الطريقة.
* حذرت المشير والفريق؟
- لم أحذرهما، لكن فى آخر لقاءاتى مع المشير تأكدت من الخطوة، وكنت أشرت له من قبل إلى ما هى الضمانة التى تضمن عدم تغييركما، وكان وقتها يرد بأن الإعلان الدستورى المكمل هو الضمانة.
* تعتقد أن المشير دفع ثمن تصريحه بأن القوات المسلحة لن تسمح لفصيل واحد بالسيطرة على الدولة؟
- أعتقد أن هناك محاولات تحريض كثيرة تتردد أن الدولة تحكم برأسين، وكان الرئيس يبدو عاتبا من بعض الأمور رغم أن المشير فتح ذراعه منذ اليوم الأول وسلمه السلطة فى الموعد المحدد، وكان يتحدث معه بوصفه الرئيس الشرعى، وحضر معه كل اللقاءات وحفلات التخرج العسكرية، ومع ذلك توقعت أن يقدم الرئيس على خطوة بهذا الشكل، لأن المشير بدا فى هذه اللحظة ضعيفا ووضع نفسه فى موضع مهين حينما حضر اجتماع مجلس الوزراء، وطلبوا منه أن يأتى ويؤدى القسم أمام الرئيس فوقف شأنه شأن غيره فى الطابور وأدى القسم وإن كان قد طلب ألا يذاع المشهد فى التليفزيون، ومنذ أن تولى الرئيس شعرت أن المشير انكسر ووضع نفسه فى موقف مهين إلى درجة أثارت شفقة الكثير، وكان هذا المشهد يؤلم أبناء القوات المسلحة كثيرا.
* طلب عدم إذاعته فى التليفزيون، لكنه أذيع؟
- أظنه لم يذع.
* لقد رأينا صورا تؤكد ذلك؟
- لم أرها.
* هل ترى أن الإخوان استطاعوا اختراق المجلس العسكرى؟
- لا أريد أن أقول هذا، لأن السيسى رشحه المشير وكان معروفا داخل الجيش منذ فترة من الوقت أنه الأقرب للمشير طنطاوى وأنه كان يعده لهذا المنصب، والحقيقة تناقشت مع السيسى أكثر من مرة أثناء اجتماعات العسكرى، نجلس إلى جوار بعضنا ونتناقش، عقلية منظمة وشخص واعٍ، وقلت له فى إحدى المرات إن من جعلنى أحبك قبل أن أراك هو الأستاذ هيكل قال لى إن فى الجيش شخصية لها حضور وثقافة كبيرة وناصرى الفكر ينتمى إلى ثورة 23 يوليو وتحديدا شبابها وأتوقع له مستقبلا كبيرا. وعندما أجلس معه أشعر أنه شخص مثقف وواعٍ وملتزم كثيرا، وهو شخصية لها قبول كبير فى القوات المسلحة، وبغض النظر عما حدث أنا ضد التدخل فى شأن من شئون القوات المسلحة وأرجو عدم نشر تحليلات ليست دقيقة، وأرجو من الكتاب والصحفيين أن ينتظروا إلى أن تظهر الحقيقة فى يوم من الأيام.
* علاقة الإخوان بـ«العسكرى» مرت بـ3 مراحل؛ الأولى مرحلة كل طرف يفعل ما يريده الآخر، والمرحلة الثانية الصراع بعد الانتخابات البرلمانية، والمرحلة الثالثة أثناء الانتخابات الرئاسية، كيف يمكنك توصيفها؟
- هى مرحلة الحسم السياسى، الإخوان جاءت لهم السلطة على طبق من ذهب، فصمموا أن يمضوا حتى نهاية الطريق وأن يزيلوا من أمامهم العقبات، ومصر أكبر من أن تهضمها معدة الإخوان، ومن يقول إن الإخوان يستطيعون أخونة الدولة أقول لهم: إن مصر أكبر من أى تيار سياسى ومن الإخوان وما زالت قوية وتقاوم الهيمنة والسيطرة ولم ولن تسقط فى قبضة الإخوان. من حق الإخوان الوجود لكن ليس من حقهم الهيمنة والسيطرة.
* بحكم علاقتك بالطرفين «الإخوان» و«العسكرى» وقربك منهما، هل قمت بدور الوسيط بينهما؟
- سأذكر موقفين، الأول عندما التقيت المرشد العام للإخوان محمد بديع فى أحد اللقاءات وكان فى أوائل شهر أبريل، كانت هناك بوادر أزمة بين الإخوان و«العسكرى» وحملّنى المرشد رسالة إلى المشير من 4 نقاط الأولى أن الإخوان ليس لديهم أى موقف عدائى من «العسكرى» وأنهم مستعدون للتعاون مع «العسكرى» لإتمام المرحلة الانتقالية، وأنهم يقدرون موقف الجيش فى دعم وحماية الثورة وأن الإخوان يقدرون للجيش موقفه من إجراء انتخابات نزيهة، وأن الإخوان يقدرون للمشير على وجه التحديد دوره ولا يمكن أن ينسوه، ونقلت الرسالة للمشير وكان سعيدا بهذا الكلام، المرة الثانية عندما تأزم الموقف بشدة بين الإخوان و«العسكرى» على خلفية الجمعية التأسيسية وحكم القضاء الإدارى وأيضا على خلفية أزمة الجنزورى وقتها تحدثت مع المشير وكان عندنا اجتماع لمناقشة التأسيسية وحضر يومها الاجتماع د. مرسى فشعرت بحدة الأزمة فطلبت من المشير عمل مجموعة للجلوس مع مرسى بعد انتهاء الاجتماع ووافق المشير وقالى خليك معاهم فى الاجتماع، المجموعة مكونة من السيسى وممدوح شاهين ومحمد العصار وأنا ومرسى، الحقيقة جلست معاهم 5 دقائق واستأذنت لأتركهم يناقشون الأمر برمته ويستمعون للدكتور مرسى وتحفظاته على ممارسات «العسكرى» ويقولون هم وجهة نظرهم، وبعدها بدأت حالة من الهدوء تسود الطرفين كان ذلك قبل أن يرشح مرسى نفسه بقليل.
* كان الحزب قد رشح خيرت الشاطر؟
- نعم كان المرشح هو خيرت الشاطر، قبل أن يدخل مرسى معركة الانتخابات.
* ما الذى سمعته فى الدقائق الخمس؟
- كان الكلام إن إحنا عايزين نسمعك ونؤكد لك أننا على مسافة واحدة من الجميع ولا يمكن أن يكون لنا موقف لصالح جهة على الأخرى ثم انسحبت حتى لم أسأل ماذا حدث فى ذلك الوقت، لذا أعتقد أن «العسكرى» لم يكن له موقف عدائى مع الإخوان.
* تضع العلاقة بينهما تحت أى وصف.. صفقة أم صراع أم ماذا؟
- لا سأضرب لك مثلا، فى يوم من الأيام كنت موجودا مع الفريق سامى عنان أنا وصديق نناقش الأمور وكان فى انتخابات الشورى وقلت له تتوقع من سيحصل على أغلبية الشورى قال الحرية والعدالة طبعا ده أنا بنتى سألتنى قبل ما تروح تصوت يابابا أدى مين، قلت لها الحرية والعدالة، فقالت لى لماذا، قلت لها هو فيه قوة سياسية غيرهم، هذا قاله لنا عنان أنا وصديق آخر بعد انتخابات الشورى بيوم واحد، لا يمكننى أن أقول إنهم كانوا يميلون إلى الإخوان أو ضدهم لكنى أقول إنهم كانوا يتعاملون مع الجميع بحساسية.
* هل توقعوا فوز الإخوان أم توقعوا نسبة فوزهم؟
- المشير سألنى فى يوم من الأيام كم تتوقع نسبة فوز الإخوان بأصوات، قلت له فى الأول يعنى يمكن من 20-25% فكان موجود حسن الروينى، فالمشير بص للروينى مش قلت لكم النسبة مش هتزيد عن كده والباقى يروح للسلفيين وبقية القوى لأن فيه آخرين بيقولوا لى النسبة ممكن توصل 40% أنا فى تقديرى إنهم هياخدوا النسبة دى والسلفيين ياخدوا نسبة أقل قليلا والباقى للقوى الأخرى، هيحدث نوع من التوازن فى البرلمان، فسألته هل الدولة ستتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، قالى يعنى إيه نتدخل، قلت له يعنى هيبقى فيه تعليمات لأسر الجيش أن يصوتوا لفريق بعينه، قال نحن لا نتدخل ومحايدون فى هذه المعركة، مهمتنا أن نراقب الحياد ونحافظ عليه نحن استلمنا أمانة ونريد أن نسلمها كما هى لمن يختاره الشعب.
* لماذا لم يرشح الفريق سامى عنان نفسه؟
- الفريق سامى عنان قال لى لو رشحنى المشير أنا مستعد إنى أرشح نفسى لرئاسة الجمهورية لكن المشير اتخذ قرارا وأبلغنا به جميعا فى «العسكرى» أن أحدا منا لا يحق له الترشيح، فقلت له لماذا لا تستقيل ثم تترشح فقال أنا التزمت أمام المشير وأمام الجميع بعدم الترشح سواء أنا أو غيرى، وتحدث معى قبل أن يعلن الإخوان أحدا منهم وطلب منى أن أرشح نفسى لرئاسة الجمهورية وظل يلح علىّ أكثر من مرة أن أترشح للرئاسة، وكان معى صديق قال له اللى يحب مصطفى بكرى ما ينصحهوش بالنصيحة دى لأنها مشكلة كبيرة جدا وكمان مصطفى معندوش إمكانيات مادية، وكان رأى الفريق إن أنا أرشح نفسى وإنه ده باب مفتوح للكل، وضرب مثل بحمدين صباحى وعمرو موسى والإخوان لم يقدموا مرشحهم حتى هذا الوقت.
* ألم تلحظ تأييدا من «العسكرى» لترشيح منصور حسن؟
- شعرت أكثر من مرة أن هناك أعضاء بالمجلس لا يريدون عمر سليمان أو شفيق ويأملون فى استمرار منصور حسن الذى فاجأ الجميع بانسحابه بعد أن شعر أن الإخوان تراجعوا عن تأييدهم له وأنهم سيطرحون مرشحا آخر.
* هل ترى أن هناك علاقة انسجام بين طنطاوى وعنان، ولماذا لم يرشح المشير الفريق لخلافته فى وزارة الدفاع؟
- أعتقد أنه كانت هناك علاقة انسجام وتواصل مستمر وأمانة وصدق بين الطرفين وكان من رأى المشير ضرورة أن يأتى شباب لتجديد القوات المسلحة والفريق عنان كان عنده 64 سنة، والمشير كان يعد الفريق عبدالفتاح السيسى منذ فترة.
* المشير التقى المرشد والشاطر بعد الثورة مباشرة هل كان الإخوان يرتبون الأمور وقتها؟
- لاحظ منذ البداية أن الإخوان تركوا الجميع يختلفون وتتأزم المواقف بين بعضهم البعض وهم أعدوا لأنفسهم خطة منذ البداية بأن يصلوا للحكم عبر صندوق الانتخابات لذلك كانوا وراء تغيير المادة 5 من قانون الانتخابات وهددوا بمقاطعة الانتخابات وعندما وجدوا الساحة خالية قرروا أن يطرحوا مرشحا للرئاسة رغم أن المرشد قال لى شخصيا يوم السبت إن مجلس الشورى أخذ قرارا يوم الخميس أنهم يدخلون انتخابات الرئاسة، لكن أنا ضد أننا ندخل انتخابات الرئاسة، لكن فى النهاية سأكون مع رأى الأغلبية، كان يرى أن الوقت لم يأت بعد لأن يحكم مصر شخصية إسلامية أو إخوانية وأننا يجب أن نتفق على شخص مستقل ينال رضا كل القوى الوطنية، لهذا السبب طلبت التفاوض مع حسام الغريانى وذهبنا له وطلبنا منه أن يرشح نفسه فرفض، ثم طلبوا من محمود مكى فرفض.
* وهل عرضوا على المستشار طارق البشرى؟
- لا أعرف.
* من إذن طرح منصور حسن كرئيس توافقى؟
- منصور حسن فى البداية لاقى قبولا من الإخوان وذهبت إليه فى المنزل وطلبت منه أن يرشح نفسه بمبادرة شخصية، كنت أجرى معه حوارا تليفزيونيا وأخدته على جنب وطلبت منه هذا، أخذ يشرح لى أسبابا كثيرة واستطعت أن أحصل منه على ما يفيد أنه ليس رافضا الترشح للرئاسة، كان هذا هو أول مرة، بعد ذلك سألنى عن موقف «العسكرى» أو الإخوان والقوى السياسية الأخرى، قلت له أعتقد أن «العسكرى» لن يقف معك أو مع غيرك، ولا تحملهم أكثر مما يتحملون لكن لو قلت لهم لن يمانعوا، ووجدته يتصل بى تليفونيا ويقول لى أنت أول واحد أقول له إنى قررت أرشح نفسى فى انتخابات رئاسة الجمهورية، فذهبت إليه ولاحظت أنه كان مختلفا ومقتنعا، كانت لديه قناعة أن الإخوان لا يمانعون ترشيحه لكن عندما شعر منصور حسن بأن الإخوان سحبوا موافقتهم اضطر إلى أن ينسحب.
* فيه رواية أنه تحدث مع عصام العريان وأخذ التأييد؟
- أنا أعرف أنه فى البداية أخذ قبولا من بعض الإخوان
* أخذ قبولا من أى شخص فيهم؟.
- ما أعرفه أنه أخذ موافقة من أشخاص فى الإخوان، ومع ذلك هذا القبول لم يكن موافقة صريحة إنما بعد ذلك تغير موقف الإخوان لأنه كان لهم مرشح، فقرر أن ينسحب.
* هل ترى أن أهم سبب لاحتدام الصراع بين الإخوان و«العسكرى» هو ترشيح عمر سليمان؟
- تعرض «العسكرى» للظلم باتهامه بالوقوف مع عمر سليمان أو شفيق، سليمان كان رافضا بقوة وحدثته وسألته بصفتى الصحفية إنت نازل قال لأ، كان ذلك يوم الأربعاء، حدثته يوم الجمعة وقلت له فيه أخبار إنك نازل، قالى أيوه نازل، سألته إيه اللى غير رأيك، قالى البلد هتروح، وأنا لازم أنزل المعركة دى، قلت له «هتقدر على الإخوان» قالى أنا لدى موقفى المعلن وسأرشح نفسى.. فى هذا التوقيت كان سليمان مرتابا من موقف «العسكرى» قلت له هل تشاورت معهم قالى لم أتشاور مع أحد، فشعرت فى إجابته أنه ربما الآخرون لا يوافقون أو ليس فى رغبتهم حتى الموافقة، لذلك ستبقى علامات استفهام على الـ30 توكيل، الراجل قدم التوكيلات ثم فوجئنا باختفاء 30 توكيل، سألته ما تفسيرك، قال مش عارف أنا متأكد أن التوكيلات مكتملة وأن هناك توكيلات كانت بتاريخ يسبق إغلاق باب الترشيح، أنا حاسس إن فيه حاجة لكنى قابل بحكم اللجنة القضائية، واعتبر الأمر انتهى، مصر تهمنا فوق أشخاصنا.
* هل تعتقد أن شيئا ما حدث ليخرج مع الشاطر؟
- ليست لدى معلومات، لكن سليمان ليس طرفا فى اللعبة، هناك من قال إنه دخل لكى يخرج مع الشاطر، لكن هذا غير حقيقى هو كان جادا فى ترشيح نفسه.
* وهل تحدثت فى هذا الشأن مع «العسكرى»؟
- لا لم أتحدث معهم فى هذا الشأن.
* فى هذه الفترة تبادل «العسكرى» والإخوان بيانات كانت هى الأشد والأعنف، ما سبب الأزمة؟
- أعتقد أنه التصعيد الحاصل بخصوص كمال الجنزورى وبخصوص «العسكرى» والبيان الخاص بالإخوان وعندما سألت عن معنى البيان قالوا لى إن المشير هدأ من لغة البيان كثيرا وقال لا نريد صداما نحن نحمل أمانة وسنسلمها فى أقرب وقت، وفيما يتعلق بأن «العسكرى» له دور فى الحل أتذكر أننا فى اجتماع «العسكرى» مع رؤساء الأحزاب، أحد رؤساء الأحزاب قال احتمال الدستورية تحل مجلس الشعب فرد المشير دى تبقى مصيبة كبيرة إحنا لسه هنرجع للنقطة صفر تانى كفاية البلد لازم تعدى، الوضع الاقتصادى والأمنى صعب، وهذا أكد لى أن «العسكرى» ليس له علاقة بحل البرلمان
* هل تحدثت مع المشير فى مسألة حل البرلمان؟
- بعد حل البرلمان المشير قال لى بالنص «رجعولنا الكرة تانى أنا كنت باتمنى إننا نخلص كنت باستنى 30/6 بفارغ الصبر»، والفريق سامى عنان قال قبل ذلك فى اجتماع للعسكرى إنه لو فاز مرشح رئاسى من أول جولة هنسلمه السلطة فورا.
* دعنى أسألك عن طبيعة علاقتك بالمجلس العسكرى ومتى بدأت؟
- بدأت مع حادث قطع السكة الحديد فى قنا اعتراضا على تولى محافظ مسيحى، علم المشير من اللواء حسن الروينى أنى موجود مع عدد من أبناء حلوان للمطالبة بإلغاء محافظة حلوان، فطلب المشير لقائى بعد انتهاء المقابلة مع اللواء الروينى، والتقيته فى حضور الروينى وقال لى «إنت فين لماذا لم تتصل بى أريدك إلى جوارى، وياريت تقبل تكون المستشار السياسى للمجلس العسكرى»، واعتذرت بلطف وقلت له أنا تحت أمرك فى أى شىء حماية لجيشنا وثورتنا، ولكن لن أقبل أى منصب حتى أكون متحررا فى مواقفى وآرائى، بعدها تعددت اللقاءات مع المشير ورئيس الأركان، وكنت أقول رأيى دون مواربة وأوجه انتقاداتى لهم بالتردد والبطء، وكان المشير يردد البلد مش مستحملة وأنا خايف على الجيش، وقبل اختيار حكومة الجنزورى بقليل وقت احتدام المظاهرات فى الميدان وتأزم الموقف طلبنى مكتب المشير لمقابلته على عجل، وبالفعل التقيته فى حضور اللواء محمود نصر وطلبت منه أن يلقى خطابا للشعب يؤكد فيه على موقف القوات المسلحة من تسليم السلطة، وإجراء الانتخابات، وبالفعل ألقى المشير خطابا فى اليوم التالى ولكن لا أعرف من هو العبقرى الذى أخرج الخطاب بطريقة تقول إن المشير يعيد إنتاج خطب مبارك.. الصياغة ركيكة والصورة ليست جيدة.
* ترى أن «العسكرى» دفع ثمن تردد المشير وخوفه من مواجهة الإخوان؟
- أعتقد ذلك خصوصا عندما تلقى المشير نصيحة بتغيير يومى الانتخابات السبت والأحد لأن الناس ستكون فى المصيف فى هذا الوقت ولن تنتخب، لكن المشير كما علمت قال «أنا مش هاغير حاجة، ده ميعاد حددته اللجنة العليا للانتخابات ولو عملت كده يبقى أنا بوجه جمهور معين اللى جاى من المصايف إنه يدى فلان أو علان، وأنا مش هاعمل ده ولذلك لن أتدخل». «عنان» نصح ابنته بالتصويت للحرية والعدالة لأنه لا توجد قوة سياسية غيرهم.. والمشير بدا ضعيفاً ومنكسراً وفى موقف مهين بعد تولى مرسى.. وطلب عدم إذاعة مشهد تأديته لليمين فى التليفزيون.. والمرشد حملنى رسالة للمشير أن الإخوان ليس لديهم موقف عدائى ضد «العسكرى» ومستعدون للتعاون معه ويقدرون دوره.. وكثيرون طالبوا بتأجيل الانتخابات ومنهم منصور العيسوى لكن «العسكرى» والإخوان اتفقا على إجرائها
* من نصحه وقتها؟
- أحد الأشخاص نصحه وقال له ساعتها إن اللى راحوا مارينا والساحل مليون و300 ألف مواطن.
* هل ترى أن تركيبة «العسكرى» بها أحد يميل للإخوان؟
- لا أظن أن أحدا يميل للإخوان فى «العسكرى» بمن فيهم ممدوح شاهين، وظُلم ممدوح شاهين فى موضوع الجوازة دى فإيثار الكتاتنى ليست إخوانية ولا والدها إخوانى، هم على قرابة بعيدة من سعد الكتاتنى، وسامى عنان حضر لممدوح شاهين بالأساس، كما أن الفريق عنان صديق لسعد الكتاتنى وأظن أن الدعوة مشتركة بين الكتاتنى وشاهين، لكن لا أحد يميل للإخوان بمن فيهم عبدالفتاح السيسى.
* هل كانت هناك معارضة لقرارات المشير؟
- كان «العسكرى» فى كثير من الأحيان يتخذ موقفا ضد قرار المشير، لكن طنطاوى كان يحسم الأمر بقرار منه، كان صاحب القرار الأساسى، وفى الاجتماع قبل الأخير سأل أعضاء «العسكرى»: الناس بتحملنى مسئولية ان أنا اللى جبت الإخوان ومسّكتهم الحكم، أغلبية أعضاء المجلس قالوا له: نعم، ذلك لو أردت إبعادهم من البداية كان ذلك فى يديك بأكثر من وسيلة، من بينها عدم الموافقة على الأحزاب ذات الطابع الدينى أو ترك جماعة الإخوان، لكنك التزمت الحيدة وأنت المسئول.
* بماذا رد؟
- صمت وقال: أنا ضميرى راض بما قمت به أنا مش عايز الحكم وأنا عملت ده.
* هل كان ذلك رغبة فى الخروج الآمن؟
- لا أظن أن المشير ولا أعضاء «العسكرى» يبحثون عن الخروج الآمن، المشير طول عمره شخص قوى وصاحب قرار، وفى الفترة الأخيرة خوفه على مصر كان يجعله يتردد كثيرا، وأنا شخصيا حصلت بينى وبينه مشادة فى أحد الاجتماعات أمام أعضاء «العسكرى» ورؤساء الأحزاب قلت له أحملك وزر كثير من الأوضاع التى تردت فى البلاد، قال: أعمل إيه؟ أنا خايف على مصر، لو أطلقت رصاصة واحدة سنمضى إلى طريق العنف، بعض الناس بيشتمونى وانا بقول إن المصريين شعب عظيم لازم نيجى على نفسنا، أنا بتشتم وبستحمل عشان مصر وبعد ما أسيب السلطة مش هسيب من يهين القوات المسلحة، لكن الآن لن أفعل شيئا خوفا على القوات المسلحة والشعب المصرى وأتمنى أن أترك الحكم ويدى بعيدة عن أن تلوَّث بدماء مصريين.
* هل خشى من انقلاب داخل الجيش؟
- كانوا ينظرون له فى الجيش كأب، وكان هناك حب وتقدير وتعاطف وإشفاق أحيانا فى الفترة التى قضاها المشير حمى القوات المسلحة فى عهد مبارك ورفض إعادة هيكلتها أكثر من مرة، وكان عقبة كبيرة أمام مخطط الأمريكان لتحويل الجيش المصرى إلى ميليشيات تقاوم الإرهاب وكان مدركا وواعيا لمخطط الأمريكان فى تفتيت الجيش المصرى ولذلك كان يقول دائما لقد تسببوا فى مشاكل لجيوش سوريا وليبيا واليمن والعراق والآن جاء الدور على الجيش المصرى ويجب أن نحافظ على الجيش المصرى مهما كان الثمن والتنازلات، أكثر ما كان يؤرقه قطع المعونة العسكرية عن الجيش المصرى وقال لى فى إحدى المرات وأنا أعاتبه على ما حدث إن الأمريكان يقدروا يحولوا جيشنا إلى خردة.. انت مش عارفهم أنا أعرفهم أكتر.
* هل ترى أن الأمريكان تدخلوا فى صراع «العسكرى» مع الإخوان؟
- هيلارى كلينتون عندما دخلت إلى المشير تكلمت بصفاقة غريبة وطلبت منه تسليم السلطة لرئيس الجمهورية وظل يشرح لها الإعلان الدستورى المكمل لكنها لم تستمع له وقالت ليس مطلوبا أن تكون هناك سلطتان فى دولة واحدة، فقال لها إحنا خلاص هنسلم السلطة بمجرد وجود سلطة تشريعية، فاحتدت واحتد معها وقال لها أنت لا تعرفين مصر ولا الجيش المصرى ونحن نسمح بتسليم السلطة ولكن فى إطارها الطبيعى، والسلطة التشريعية لا يمكن أن تذهب لرئيس الجمهورية لأنها ملك لمجلس الشعب وملك للمجلس العسكرى فى غياب مجلس الشعب.. وقتها شعر المشير أنها تتدخل بشكل مباشر فاحتد عليها؛ لذلك قام بتوصيلها حتى الباب خروجا عن البروتوكول لأول مرة، ينزل من مكتبه ويوصلها إلى باب المبنى بطريقة مبالغ فيها فى الاحتفاء ربما بعد الحوار الساخن معها ولذلك كان المشير محتدا فذهب بعد هذا اللقاء إلى أحد اللقاءات العسكرية وقال يومها لن نسمح بسيطرة فصيل واحد على مصر.
* الحوار بين «العسكرى» والإخوان تغير فى هذه الفترة.. متى رصدت أن الإخوان بدأوا يتعالون على «العسكرى»؟
- ربما الرئيس فى الفترة الأخيرة تعامل مع المشير بطريقة أنه رقم 2، والمشير يرى أنه رقم 1 فى القوات المسلحة والرئيس يرى أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن المشير لا بد أن يأتمر بأوامره، وربما ذلك أحدث شرخا داخل نفوس كثير من القادة عندما رأوا قائدهم بهذه الطريقة وربما يكون هذا أحد الأسباب التى ساعدت على التغيير سريعا، القيادات التى وافقت على التغيير بهذا الشكل ربما لأنهم أشفقوا على المشير، المشير قبل أن يكون ضعيفا وأن يقبل التنازلات واحدا تلو الآخر.
* لماذا وافق؟
- لا أعرف، لكن كان يقول خوفا من حدوث خلافات أو تنازع سلطة.
* هل تتوقع مثوله للمحاكمة؟
- أشتمُّ أن المشير سيحاكَم قريبا فى البلاغات المقدمة ضده وربما بلاغات أخرى، لن يحميه أحد، وهذا أمر طبيعى.
* هل تعتقد أن الإخوان لن يحموه؟
- لن يحميه أحد، لا الإخوان ولا غيرهم، والرئيس قال كده إنه مش معنى إنه تم تكريمه أن يُترك أحد دون حساب.
* وما أبرز أخطاء المجلس العسكرى؟
- التردد، عدم الحسم، الارتباك.
اخبار متعلقة:
550 يوماً من الصراعات والتفاهمات
د. على السلمى: «العسكرى» ضحى بمستقبل مصر من أجل تفادى الصدام مع «الإخوان»
أسامة هيكل: اقترحت إجراء استفتاء على وجود «العسكرى» ووافق المشير و 4 أعضاء اخرين.. لكن الأغلبية رفضت
المعتز بالله عبدالفتاح: حاولت إقناع الإخوان بأن«العسكرى» سيسلم السلطة فقالوا لى «ماحدش بيوصل السلطة و يسيبها و يمشى»
يحيى الجمل: الإخوان هم من أتوا بـ«عصام شرف» للحكومة لأنه عضو سابق فى الجماعة
«السلمى» في رسالة لـ«الوطن»: معتز بالله كان شريكاً في اختيار وزراء حكومة شرف