كحل أسود على جفن يابس
رتوش مسكرة على أهداب قزمة
وأحمر شفاه شفاف على ثغر باهت ..
ما أبشع ملامحي هذا الصباح المشبع بلهفة انتظارك والذي آذتني فيه أطيافك حد اللسع، فهي ما فتئت تتشكل على نافذة غرفتي
تناوش نظري وترجّ راحلة نبضي بعنف حتى كادت أن تُسقطها من مكانها ..!
لم ترأف أنت بوحدتي ولم ترأف هي بجسدي المنهك من سم الحنين
كانت طوال الليل تناولني من ذكراكَ كؤوساً محلاة بالمر وتسقني إياها عنوة ثم تهديني منديلاً كي أهذب ما تناثر حول ثغري من أحمر شفاهي
كانت تُصرّ على أن تحيل أعماقي كرنفالاً يهلل باسمك مجدداً
وكنتُ أجتهد في إغلاق أبوابي فوضعتُ مقاعد الصدّ وسرير الهجر خلفها
لكن ثورتها كانت أقوى من كلّ رصين حتى اخترقتني تباعاً وعلقت في كل ركن بي قنديلاً من ذكراك ..
أصبحتُ مضيئة بك وخطاي لا تهديني إلا إلى طريقك
يساورني الشك في ماهيتي، حتى أنّ مرآتي لم تستوعب ملامحي المطلية بك
وكعادتها حين لا يكون بينها وبين الناظر إليها قصة وئام تعكسه عليها في هيئة لا تسر ..
هذا ما حدث معي بالتفصيل هذا الصباح بتوقيت لهفتي وجنوني
أتسمع قرع شوقي إليكَ الآن ؟!
راقنى