هشام نسيم نجل أسطورة المخابرات المصرية محمد نسيم
«قلب الأسد»
زواجى من إسرائيلية غلطة عمرى وما زلت أدفع ثمنها
موقف ، يواجه كل من عاهد الله وعاهد نفسه ، علي نشر الحقيقة ....
تأتي اللحظة ، عندما نواجه ضرورة إتخاذ قرار ... والإختيار بين "الحقيقة" .. أو "المجاملة" ..... والصمت المؤدب ....
لا يوجد خيار لكل من عاهد الله علي نشر كلمة الحق والحقيقة ... فلا بديل لهما .....
الموضوع التالي ، قرأته ....
وإنتظرت التطورات .....
وتوقعت ، ردود فعل وأسئلة منكم ومن غيركم ، .... وسؤالي ، عن وجهة نظري ....
عن الحديث الذي تنشره "المصري اليوم " ، عن هشام محمد نسيم ، نجل محمد نسيم ... ضابط المخابرات الشجاع .... رئيسي السابق في بيروت ، والذي أعتز به
هشام يعاصر محنة ، أدعو الله أن يساعده علي تخطيها ....
ولكن آرائكم وأراء الغير ، سوف تشاعده علي تخطيها ....
لقد أعلن وإعترف بخطأه .... و .....
دعوني أبدأ ... ولنتتبع هذا الموضوع ... وسأضع ، تعليقي في النهاية .....
سأبدأ بالحديث الآخير وهو حديث صحفي مع جريدة المصري اليوم ، الذي نشر بتاريخ اليوم 10 نوفمبر 2009 ، .... حتي نفهم الألم والمحنة التي وقع فيها .... ثم ، نرجع للخلف ...
وأضع أدناه ... الحديث السابق ... بتاريخ الثلاثاء ٣ نوفمبر ٢٠٠٩ عدد ١٩٦٩ ... وسأضيف أيضا ، أدناه ، مقالة بعنوان "هؤلاء الأبطال المصريون العظام.. وأبناؤهم الخونة!" نشرها موقع الفجر ،
هكذا ، سنري ... ماذا وراء القصة ... ويمكننا التعليق عليها ....
طبعا ... سيجد ردود الأعضاء علي المقالات الثلاث ... مكانهم ... ، بعدما ننتظر قليلا ، لمعرفة ردود فعلنا
[/QUOTE]
اقتباس:
هشام نسيم نجل أسطورة المخابرات المصرية «نديم قلب الأسد»: زواجى من إسرائيلية غلطة عمرى وما زلت أدفع ثمنها
حوار محمد عبود ١٠/ ١١/ ٢٠٠٩
تصوير: طارق وجيه
هشام نسيم يتحدث إلى «المصرى اليوم»
«جئت لأتطهر من سر قديم عمره ١٨ سنة. جئت لأنظف الجرح بيدى أمام الجميع. أعترف بغلطتى التى دفعت ثمنها غاليا من مشاعرى كأب لطفلة لا ذنب لها فى الحياة، وكابن لأب عظيم قلما يجود الزمان بمثله»، بهذه العبارة المباشرة والصارخة بالألم، بدأ هشام محمد نسيم حواره مع «المصرى اليوم»، مؤمنا أن الجلوس على «كرسى الاعتراف» أمام هيئة محلفين قوامها الشعب المصرى هو الحل الأمثل لأزمته التراجيدية بامتياز.
هشام ابن أسطورة المخابرات المصرية محمد نسيم الملقب فى مصر بـ«نديم قلب الأسد»، وفى إسرائيل بـ«الذئب الأسود»، ووالد الطفلة نصف المصرية نصف الإسرائيلية «ياسمين ليبوفيتش»، يؤكد أنه ورث عن أبيه شجاعة وجرأة وإقداما، لكنه ليس استنساخا من «رجل المستحيل» الذى كتب له جمال عبد الناصر بخط يده بعد نجاح عملية الحفار رسالة نصها: «أحييك على الشجاعة.. تلك الشجاعة العاقلة».
يقر الأب بمهنية «المصرى اليوم» التى لم تدخر جهدا فى الوصول إليه للتعليق على قصة ابنته (٣/١١/٢٠٠٩)، ولم تنشر التقرير حتى حصلت على تعليق مدير أعماله المقرب منه،
لذلك اختار «المصرى اليوم»، دون غيرها، وزارها فى اليوم التالى للنشر مباشرة، ليبثها همومه وآلامه، ويشركنا، ويشرككم فى ارتجاجات المأساة، وجاء محملا بحقائق جديدة، وحاملا بين ضلوعه آلام أب جريح، السكين لا تزال فى صدره. يعتقد أن إسرائيل أذاعت السر لكى تدفعه إلى الموت فى المغامرة التى يخوضها لتسجيل اسم مصر بحروف من نور فى موسوعة «جنيز ريكورد»، وتحديدا فى باب «الإعجاز البشرى».
ويؤكد أن زوجته «اليهودية» أشهرت إسلامها منذ زمن، والبنت على دين أبيها. لا يبقى سوى أن تغفروا له، إن شئتم، لكى تعيش فى كنف عائلتها المصرية. يعترف أن ما بدأ كمغامرة محسوبة فى ريعان الشباب، تحول بمرور الوقت إلى كابوس رهيب لا يسمح بإسبال الجفون. دق جنين مكتمل باب الرحم والرحمة يطالب بحقه فى الحياة.
ولم تتصور زهرة الياسمين الصغيرة أن القدر كتب على جبينها بحروف غائرة أن تتفتح فى الشرق الأوسط المكتوى بنيران الحرب، وبرغبات إسرائيل العدوانية التى تريق، يوميا، بحوراً من الدماء تخضب وجه الياسمين باللون الأحمر القانى.
لم يأت ليقول من كان منكم بلا خطيئة فليقذفنى بألف حجر، لكن جاء معلنا: «إنها غلطة عمرى، وما زلت أدفع الثمن. لكننى لم أكن رجلا خسيسا يرمى ابنته، ويهرب منها، بل تحملت نتائج ما فعلت، وأنشأت البنت على حب مصر، حتى وهى بعيدة عنها».
■ أتيت إلى هنا بقرار المواجهة، وتشعر بحزن بالغ، وتقول إنك تملك حقائق جديدة تنفى تعميد ابنتك ياسمين لليهودية، فما مصدر هذا الحزن بالتحديد؟
- مصدر هذا الحزن أننى أب مكلوم يتعرض لظلم شديد فى هذه الحياة، ويعيش بين المطرقة والسندان. وأتى هذا التقرير الذى نشرته صحيفة «هاآرتس»، ليزيد التعقيدات التى أواجهها، فالتقرير ينضح بالأكاذيب الملفقة. قال الإسرائيليون إن أمى حضرت الحفل، وهى لم تحضر، فهى امرأة مريضة، ومتقدمة فى السن!
وقالوا إن ابنتى تم تعميدها لليهودية، وهذا كلام غير صحيح جملة وتفصيلا، فأنا رجل مسلم، وابنتى مسلمة، وحتى زوجتى «اليهودية» لم يعد من اللائق نسبتها لليهودية بعدما دخلت الإسلام منذ ١٥ سنة، وحسن إسلامها. والسؤال الذى يطير النوم من عينى لماذا تتعمد صحيفة هاآرتس التشهير بى، وبأسرتى، ألا يكفينا العذاب الذى نعيشه.
■ هل توضح لنا قصة دخول زوجتك «فيرد ليبوفيتش» الإسلام بالتفصيل؟
- يشيح بوجهه قليلا، ثم يقول: فى الواقع، لا أريد أن أتسبب فى إيذائها، لكن هى غير راضية عن سياسة بلدها إطلاقا. ورفضت الخدمة فى الجيش الإسرائيلى. وتتبنى أفكارا مناهضة لسياسة بلدها مما دفعها للزواج من شخص مصرى، لا من جنسيتها ولا من ديانتها.
■ يبدو أن هناك مشكلة فى أن تروى قصة إسلامها.. ولا يبقى سوى رواية هاآرتس التى تقول إنها يهودية، وإن البنت جرى تعميدها؟
- كلا، على الإطلاق فى بداية العلاقة قالت لى أنا مستعدة أعيش معك فى مصر ونتزوج، فاشترطت عليها الإسلام ووافقت. وبدأت تتعرف على الإسلام، وتدرس العربية. واقتنعت بتغيير دينها. لكن، ربما، المشكلة أنها ما زالت تعيش فى إسرائيل، وداخل مجتمع أغلبيته يهودية،
لذلك هى لا تطلع إلا المقربين منها بإسلامها، خاصة أن المجتمع هناك يهاجمها بسبب ارتباطها برجل مصرى، فما بالك لو أشهرت إسلامها علانية. لكن المهم أنها عندما تزور مصر تكون مسلمة. وابنتى ياسمين مسلمة، لذلك لم يحدث تعميدها لليهودية، كل الحكاية كانت حفلة عيد ميلاد فخمة فقط.
■ «المصرى اليوم» نشرت رواية هاآرتس دون الإشارة لوالدك، وحرصت على نشر تعليق مدير أعمالك عليها.. هل قصر الرجل فى التعبير عن وجهة نظرك؟
- أنا أحترم «المصرى اليوم» جدا، لذلك أنا هنا الآن. وما أود أن أقوله إن الإسرائيليين أشاعوا أن زوجتى المصرية هى زوجتى السابقة. وهذا غير صحيح، فهى ما زالت زوجتى، وهى تاج على رأسى، وامرأة فاضلة.
عند عودتها من الحج، اشترت سجادة صلاة لابنتى ياسمين ولزوجتى «فيرد» لتحافظا على الصلاة، كما توفر احتياجات ياسمين، وتساعدها طوال الوقت، وقد سامحتنى على هذه الغلطة، وصار همها الأول أن تحمى هذه البنت الصغيرة من المجتمع هناك حتى يأتى يوم تنفصل فيه عن هذا المجتمع بأية طريقة.
■ مع احترامنا للرواية البديلة التى تقدمها عن إسلام زوجتك وابنتك..لكن روايتك لا تنفى أنك مواطن مصرى «غير عادى»، تزوج من إسرائيلية، ضاربا عرض الحائط بكل شىء، وبالتربية التى حصلت عليها، وأظن أنها كفلت لك المناعة الوطنية اللازمة؟!!
- الحقيقة من الصعب أن نسقط الأوضاع السياسية التى نراها حاليا على علاقة نشأت منذ ١٧ سنة تقريبا. لقد نشأت هذه العلاقة فى بداية الثمانينيات. كانت مصر تحتفل بعودة سيناء، وتحرير طابا، ورفع العلم المصري. وتوقعنا انفراجة فى القضية الفلسطينية، واتفاقيات سلام وتعاون اقتصادى وعلاقات طبيعية بين الشعوب. لكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن.
وأنا أعترف بـ«غلطتى»، وبأن الشخص الذى يدخل علاقة من هذا النوع الآن يستحق الضرب «بالجزمة»، خاصة بعدما رأينا مذبحة غزة، وقبلها الانتفاضة، وتدمير لبنان، وأؤكد أن «أم ياسمين» بعد أحداث غزة، قالت لى، باكية: «أنا نفسى أمشى من إسرائيل، وأشعر بالعار بسبب ما تفعله الحكومات الإسرائيلية».
■ كيف تعرفت على «أم ياسمين»، وكيف تطورت العلاقة بينكما إلى حد الزواج؟
- لا أريد أن أدخل فى التفاصيل، لكن أنا نظرت لها كإنسانة، وانبهرت بأسلوبها، ومعارضتها لسياسة بلدها، وطريقة حياتها هناك، وتأسيسها لجمعية تساعد الفلسطينيين اجتماعيا وإنسانيا وسياسيا. وهذا كلام معروف، ويمكن إثباته بسهولة.
■ ما اسم هذه الجمعية؟
اسمها بالإنجليزى lets talk peace، «دعنا نتحدث بالسلام». وتنادى بإعادة الجولان لسوريا، والمناطق للفلسطينيين. وتنظم مظاهرات كثيرة لتحقيق أهدافها. وابنتى ياسمين تعتبر أصغر مصرية شاركت فى مظاهرة بالجولان، كان عمرها ١٠ سنين، ورافقت أمها، وهتفت بعودة الجولان لسوريا. وهذه الحكاية معروفة هناك على نطاق واسع.
■ لم تقل لنا أين التقيت بالسيدة «فيرد» لأول مرة، وكيف تطورت العلاقة بينكما إلى هذا الحد؟
- هى كانت تعمل فى قريتى السياحية فى طابا، ومع العشرة الطويلة، أحبت المصريين وأحبت المكان، وكنت أحتاجها فى إدارة التسويق لأن ثلث السياحة فى طابا إسرائيلية. وكنت فى احتياج لمساعدة شخص من جنسيتهم، يستطيع أن يفهمهم، ويتواصل معهم، وهى امرأة ناجحة جدا، وتجيد عملها بشكل رهيب. ومازالت تعمل حتى اليوم رغم بلوغها الخمسين.
■ عملها لديك فى القرية السياحية ليس سببا كافيا للزواج منها؟
- أعرف ذلك جيدا، لكن الموضوع لم يأت فى يوم أو اثنين، فهى تعمل معى منذ ١٧ سنة تقريبا. واقتربت منى جدا. وأسلمت من أجلى قبل ١٥ سنة، وتزوجنا بعقد عرفى حتى لا أتورط فى «الحرام». وأتمنى أن يصدقنى الناس فأنا أدرك الآن فداحة الخطأ، لكن المشكلة كانت فى البنت التى جاءت نتيجة «غلطة» قبل ١٢ سنة تقريبا ودون ترتيب. ولم تكن أمامى اختيارات كثيرة.
هل كنت أقول مثلا: «البنت دى مش بنتى» وأهرب منها، وأتنازل عنها؟! وفى يوم من الأيام تقول ياسمين: «أبويا كان مصرى خسيس، وسابنى فى الدنيا علشان كان خايف» أم أتحمل خطئى، وأدفع ثمن غلطتى حتى آخر لحظة فى حياتى، وأربيها أحسن تربية، إسلامية، وعربية، وتعرف ياسمين أن أهلها مصريون، وأصولها مصرية، وأحضرها لتعيش وسط الفلاحين، وأحببها فى مصر عن طريق حبها لى؟
■ اسمح لنا، كيف تربيها فى أجواء عربية، وهى تعيش فى إسرائيل، وتدرس فى مدرسة إسرائيلية؟
- أولا، هى تدرس فى مدرسة ملك رجال أعمال أجانب، وتتعلم مع أولاد السفراء وكبار رجال الأعمال، ومنذ اليوم الأول تكفلت بمصاريفهما تماما حتى يكون ولاؤهما لى، ويرتبطا بى تماما. أملا فى أن أقول لهما، فى الوقت المناسب، انتقلا للعيش معى فى مصر. وبالمناسبة الأم والبنت مستعدتان للتنازل عن الجنسية الإسرائيلية فورا، ومواصلة حياتهما فى مصر. رغم قدرتى على الحياة فى أى بلد فى العالم، لكنى أحب مصر، وأريد أن أعيش وأموت فى مصر.
■ لكن كأب مصرى، ألا تخاف على البنت من الأجواء اليهودية والإسرائيلية، ومن عائلتها اليهودية المحيطة بها بعيدا عنك؟
- فى هذه اللحظة بدا هشام نسيم غائبا عن الحوار.. يحاول بكل ما أوتى من قوة استحضار ياسمين أمامه، لعلها تجيب بدلا منه عن هذا السؤال، ثم عاد صوته مخضبا بنشيج أب مجروح: «أنا بموت كل يوم ١٠٠ ألف مرة، بسبب بعدها عنى.. مش قادر أجيبها هنا.. ومش قادر أتركها هناك. نفسى أقوم أشد الغطاء عليها بالليل، نفسى أفرح بضحكتها، وأمسح دمعتها. نفسى تشعر بدفء الأب أظن من حقها، ومن حقى..».
■ كلمنا عن ياسمين كيف تراها.. وكيف تعيش هى وسط المجتمع الإسرائيلى؟
- أولا أنا أبذل قصارى جهدى لإنقاذها، فقد اخترت لها مربية فلسطينية مسلمة، لكى تبث فيها الروح العربية والإسلامية، بالإضافة إلى أمها التى تحافظ على هذا الخط. ثانيا، البنت، نفسها، ناجحة جدا وذكية ونبيهة ومميزة، وتتمتع بشخصية قوية.
فهى لا تخاف أن تجاهر بمصريتها، وهى بطلة جمباز، وتكسب كل البطولات فى سنها، وعندما تكسب تقول أنا أكسب لأننى مصرية. كما أنها شاطرة فى الموسيقى والنحت، وعندها مهارات كثيرة. و«هاآرتس» اختلقت قصة التعميد لليهودية لإشعال الدنيا هنا، رغم أن البنت عارفة أنها مسلمة، والإسرائيليون يعرفون أنها مسلمة.
■ تبدو مجروحا من ربط «هاآرتس» بين ابنتك واليهودية، فى رأيك لماذا تعمدوا التشهير بها، ونقلوا على لسانها: «أنا نصف يهودية نصف مسلمة»؟
- منفعلا: لم تقل هذا الكلام على الإطلاق. قالت «نصف مصرية نصف إسرائيلية»، ولم تقل إنها يهودية، وأعتقد أن الصحفى الإسرائيلى دس هذا الكلام على لسانها، لأنها تعرف جيدا أنها مسلمة، وقالت نصا: «أريد أن أعيش فى مصر، وأكبر وأموت فى مصر». ياسمين (١٢) سنة، لكن عقلها كبير، وتعرف أنها بعد ٦ سنوات يجب أن تغادر إسرائيل، وهى مستعدة للتنازل عن الجنسية الإسرائيلية لكى تعيش مع أهلها وإخوتها هنا، وتبقى مصرية تماما للنخاع.
■ ربما قالت هذا الكلام لكى تطمئنهم.. وتتقى «نظرات معادية» فى المجتمع؟
- لا إطلاقا. «أنا متأكد زى اسمى تماما». هى تعرف أنها مسلمة على دين محمد مثل أبيها وجدها، وأمها مسلمة من ١٥ سنة، وتعرف أننى مسلم، وتعرف أن أخويها مسلمان. وحلمها أن تنتمى لنا، وهى قالت ذلك.
■ أنت «حلمك إيه» لياسمين؟
- أحلم بأن تعيش ياسمين فى مصر، وترفع اسم بلدها، وتتزوج من شخص مصرى. سأتعرض لدمار كبير لو عاشت فى إسرائيل بعد سن ١٨ سنة. أيهما أفضل هنا أم هناك؟ لماذا تثق إسرائيل فى أولاد أولادها، ونشك نحن فى أولاد أولادنا؟! لماذا لا تحتضن مصر الكبيرة أولادها؟! لماذا نخاف من أهلنا وناسنا دائما؟! لماذا تكون إسرائيل نقطة جذب، وهنا نقطة طرد؟! متى تخاف إسرائيل من المصريين المتزوجين هناك، مثلما نخاف نحن من الإسرائيليات المتزوجات هنا؟!
■ أنت رجل ناجح وميسور.. وتحملت «غلطتك».. ولديك علاقاتك..لماذا لم تحضر البنت لتعيش معك تحت سمعك وبصرك؟
- للأسف، القانون فى مصر يمنع ذلك، لأننى لم أتزوج أمها رسميا، فلم أكن أتوقع أن تتطور العلاقة مع «فيرد»، حتى حصلت «غلطة الحمل». ولكى تحصل ياسمين على الجنسية يجب أن أتزوج أمها أولا، وهى مسألة صعبة على كل حال، ولا يوجد قانون يتعامل مع هذه الظروف الإنسانية.
وأحب أن أفرق بين حالتى، وحالة «المصرى»، الذى سافر للعمل والزواج فى إسرائيل، وتنازل عن جنسيته. فأنا مصرى يعيش فى بلده، وزوجته وابنته تابعتان له، وليس العكس وإذا نجحت فى تغيير الظروف. وتفهم الناس الموقف، ستكون أسعد لحظة فى حياتى، وإذا فشلت يستحيل أن أذهب للعيش هناك، لكن ربما أهاجر لبلد أجنبى، لأسعد ابنتى، وأحافظ عليها، وتصبح بجانبى.
■ لقد وضعت يدك على الحل، طالما أنك توفر لهما حياة كريمة داخل إسرائيل، لماذا لم تكفل لهما نفس الحياة فى أوروبا مثلا؟
- الحقيقة، ياسمين ولدت أثناء فترة عصيبة مرت بى. كانت أوضاعى الاقتصادية سيئة جدا بعد اندلاع الانتفاضة، وتفجيرات طابا. ولم يكن من السهل أن أرسلها لتعيش فى بلد لا تعرفه. وكان الحل الوحيد أن أبقى فى مصر لأمارس عملى، وتبقى زوجتى فى إسرائيل تمارس مهمة التسويق لشركتى، وتربى البنت وعلى الأقل تكون وسط أهلها.
■ من المؤكد أن هذا الزواج استلزم منك استطلاع رأى الأسرة والأجهزة، فالزوجة «إسرائيلية»؟
- لا، عندما حدث هذا الموضوع كان «غلطة عمرى»، خصوصا عندما جاءت البنت. كان مستحيلاً أخذ إذن أى شخص بخصوص بنت طالعة للدنيا. هل يمكن أن ألجأ لشخص يقول لى: «ارْميها، ولا أَخليها، أتركها تتلطم فى الدنيا، ولا أتحمل غلطتى». طبعا الضغط كان رهيباً كل الأجهزة هنا «مش نايمة». لكن حاولت، وأحاول، وسأحاول أن أستغله لمصلحتى ومصلحة بلدى دائما.
■ وما موقف أسرتك من الزواج ثم من الحمل، ومن كل ما ترتب على هذه العلاقة؟!
- كارثة طبعا. أنا أعيش فى عذاب نفسى رهيب. و«مش قادر أروح منه هنا ولا هناك». وأريد أن أواصل حياتى فى بلدى لعدة أسباب، أولا أنا أحب بلدى جدا. ثانيا أنا كبرت، وشركاتى كبرت. والحقيقة أن حياتى فى مصر الآن صعبة، لكن ليست مستحيلة. ولو استحالت سأبيع كل أملاكى.. وأهاجر لأى مكان فى العالم.
■ لكن موقف الأسرة.. لم تجبنى عنه؟
- الأسرة كلها تشعر بأن هناك مهمة للعائلة، وتشعر بأننا عائلة كبيرة جدا. وأحد أفرادها يواجه مشكلة ضخمة. وهى إنقاذ فرد من أفراد العائلة، طفلة ليس لها ذنب فيما حدث إطلاقا. وصار شغلنا الشاغل هو إنقاذ الطفلة، وضمها للعائلة بطريقة تناسب ظروفنا. كما أن زوجتى المصرية تشترى لها ملابسها من مصر، لأن البنت تأخذ كل احتياجاتها من مصر. وعندما تعود لإسرائيل تفخر بأنها «حتة» من مصر.
■ ألم تستطلع رأى شخص، أو جهة فى هذا الموضوع حتى بعدما تعقد الوضع بهذا الشكل؟
- للأسف، لم أجد شخصا يقول لى كلمة واحدة مفيدة، حتى فى الأجهزة، كل الكلام الذى أسمعه منهم متناقض، والتناقض يكبر ويزيد مع الوقت. ناس تقول من حقك كمواطن أن تتزوج من تشاء، وتنجب ممن تشاء، لكن لا شيء يتحرك للأمام. ولا يوجد شخص يقول لى بصراحة وبشكل مباشر ماذا أفعل، لكى ألم شمل أسرتي، وكل ما أتمناه هو أن أصل لحل قريب لمشكلة أكتمها بين ضلوعى كل هذه الفترة، حتى انكشف سرها.
■ ألم تتوقع أن «فيرد»، نفسها، استطلعت رأى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبل أن تقدم على العلاقة معك؟
- يرد غاضبا بشدة: أنا لست بهذه السذاجة، ولا مجال لنظرية المؤامرة فى هذا الموضوع. ولو كنت شعرت للحظة بهذه الشكوك أو بوجود لعبة، فلا هي، ولا ابنتى، ولا أى شىء فى الدنيا يقدر يقف فى وجهى على الإطلاق. فليس عندى أغلى من بلدى طبعا. و«فيرد» تعرف ذلك جيدا». ويجب أن تعرف أنهم هناك لا يتدخلون فى شؤون الناس بهذه الصورة على الإطلاق. والقانون هناك رهيب، والإنسان هناك نمرة واحد، وحريته أهم حاجة، وتأمينه أهم حاجة.
■ حتى لو كان الزوج مصريا.. وفى وضعك، وفى مثل حالتك؟
- «حتى لو كان أى حاجة». وأريد أن أوضح أنها تتعرض لهجوم هناك كما تعرضت لهجوم هنا. ويأتى الهجوم من أشخاص فرادى، ومواقع إنترنت، وبعض المقالات. كما يأتى من الأجهزة التى تظن أنها تعمل لصالحنا. ويحققون معها من حين لآخر، خاصة أنها تعيش حياة ميسورة دون عمل. لذلك يتابعون حساباتها فى البنك. ولا يتصورون أننى أتكفل بمصاريفها، وتأميناتها، لأنها زوجتى وتتفرغ لرعاية البنت.
■ هى تواجه مشاكل بسبب زواجها منك، هل تعرضت أنت لتعثر اقتصادى أو صعوبات بسبب هذا الزواج؟
- بالتأكيد. كل شخص يغار منى يضغط على «الدمل»، ويدوس عليه. وكلما نجحت يضغط أكثر. فأشاعوا أن قريتى تعمل بالتعاون مع أجهزة الأمن لتجنيد الإسرائيليين، وجمع أخبارهم. وتسببت هذه الشائعة فى هروب السياح الإسرائيليين من قريتى، وألحقت بى أذى هائلا. ومازال أحد خصومى ينفخ فى هذه الشائعة باستمرار.
■ هل تقابل مشاكل أمنية داخل إسرائيل.. يمنعونك من الزيارة مثلا؟
- أنا لم أزر إسرائيل كثيرا، ربما لم أدخلها أكثر من ٢٠ مرة على مدار السبعة عشر عاما الماضية. وظللت فترة طويلة ممنوعا من الدخول أو الحصول على تأشيرة بعد انتشار هذه الشائعة السخيفة.
■ وهل تعانى عند استقبال ابنتك وزوجتك فى مصر؟
- أعانى أيضا فى مصر. وتقف زوجتى وابنتى كثيرا عندما تريدان الدخول إلى الجانب المصري، لكن هذه المرة التعقيدات من جانبنا.
■ لكن مساعدك ذكر فى تصريحاته لـ«المصرى اليوم» أن البنت تزور مصر مرة كل أسبوعين؟
- لا. تزور مصر مرة كل شهر، أو كل ٣ أسابيع تقريبا، وزوجتى تأتى معها.
■ زوجتك تتحدث العربية بطلاقة؟
- آه، لكنها تتحدث عربية مكسرة مثل «الخواجات».
■ وابنتك؟
- أنا أتحدث مع ابنتى بالعربية، وهى تتكلم اللهجة المصرية بطلاقة.
■ هل تعرضت ياسمين لمشكلات بعد نشر تقرير هاآرتس؟
- تعرضت أمها لمشاكل كثيرة، فالتقرير لم يعجب المصريين ولا الإسرائيليين. وقالت لى أمها إن جهات كثيرة عنفتها لأنها لم ترب البنت جيدا. و«استفزهم أن البنت عاشت وكبرت هناك، ثم تقول بلا تردد إن انتماءها وحبها لمصر أكثر».
ومشكلتهم أن ياسمين متعصبة لمصريتها. وعندما تنتصر على الإسرائيليين رياضيا، تقول لهم: «أنا انتصرت لأنى مصرية». لذلك استدعوا أمها أكثر من مرة، غاضبين من هذا الكلام. وكانت أمها ترد بعناد: «هى تقول الحقيقة: أبوها مصرى»!
■ كيف تخطط لمستقبلك ومستقبل أسرتك فى ظل هذا الوضع الدرامى والمعقد الذى انزلقت إليه؟
- أتمنى أن تعيش فى مصر وسط أهلها. وتتزوج فى مصر، وتختار من مصر. أتمنى أن تكبر هنا لكى تشرب طباعنا، وتدخل جامعة مصرية. لو تمكنت من ذلك سأكون أسعد رجل فى العالم، ولو فشلت سأغير خطتى تماما. وأبيع كل ما أملك. وأخرج أعيش معها فى أى مكان فى العالم. مستحيل أتركها وحدها فى الدنيا.
■ هل يمكن أن نسأل عن موقف الوالد من هذا الزواج، إذا كنت تحب..؟
- بكل تأكيد. فى البداية كان الموضوع كارثة هائلة. لكنه تفهم وجهة نظرى، بمرور الوقت، وأدرك أنى عملت غلطة كبيرة، مثل شخص يقود سيارة فتعرض لحادث مروع، ثم مات فيه.
وأصبحت فى موقف عصيب للغاية، لكن الحمد لله، بمرور الوقت، أعتقد أنه قدّر واحترم رجولتى، وأننى تحملت غلطتى. وقال لى: «أنت عملت غلطة ستتحملها طول عمرك». وأنا قررت أن أكون مثل أى رجل دخل معركة، وكُتب عليه أن يموت، لكن من الأفضل أن يموت رجلا، ويواجه المشكلة حتى آخر لحظة فى حياته، ولا يهرب منها.
■ الوالد قابل ياسمين، وجلس معها؟
- أه، طبعا، وحتى أمها قالت له: أنا آسفة على ما فعلت، فأنا لم أقصد. وأعرف وأقدر كل شىء، لكن هذه هى الحياة التى يحدث فيها أمور غريبة أحيانا».
■ لكنه تفهم الوضع فى النهاية؟
- تفهم، آه طبعا.
■ هل قاطعك أحد أصدقائك أو أصدقاء والدك بسبب زواجك من إسرائيلية؟
- لم يحدث أبدا. لأنهم يعرفون أننى إنسان وطنى ومحترم. ولو لم أكن أحب بلدي، ما استثمرت فى مشروعات عبارة عن عذاب فى عذاب. كان من السهل اللجوء لمشروعات تجارية. لكن أنا كل مشروعاتى أبنيها بأظافرى. وأخلق فرص عمل لعشرات الشباب. وأختار الأماكن الصحراوية الصعبة لأقهرها، وأحولها إلى قصة نجاح. ولم أتسلق طول عمرى على كتف أى شخص.
■ تجربتك فى منتهى القسوة إنسانيا، كيف تنظر لقضية زواج المصريين من إسرائيليات، وأنت تكتوى بنتائجها؟
- أحب أؤكد أن علاقتى بـ«فيرد» بدأت قبل ١٨ سنة، وكان السلام فى بدايته، والحياة وردية جدا. وكنا نتخيل أن الأوضاع تسير على خير ما يرام. وسرقتنى السكينة، وغلطت غلطة خطيرة.
لكن نصيحتى الأخوية لأى شخص، أولا لن يجد أفضل من «الست المصرية»، وزوجتى المصرية خير دليل. لأن «الست المصرية الأصيلة» هى الوحيدة التى تصمد وتتحمل زوجها فى محنته. ولا أريد أن أكون متعصبا، لكن الجنسية الثانية أسوأ اختيار، والجنسية الإسرائيلية هى الاختيار الأسوأ على الإطلاق.
■ تبدو الآن، وكأنك تتحدث إلى نفسك..
- «لو الزمن يرجع بى للخلف، كنت تفاديت ما حدث مائة ألف مرة، ولمائة ألف سبب. فالسيدات لم ينقرضن من الدنيا.. هى جاءت معى غلطة. ولم أكن أنوى عليها إطلاقا. غلطة صحيح، لكن غلطة عمرى، وما زلت أدفع ثمنها الفادح حتى اليوم».