ثورة... لم ينجح أحد !!
د. سعيد فهمي
زمان قالوا في الأمثال القَرعة تتباهى بشعر بنت أختها... فيه ناس عاشت في غيبوبة وطلعت على الناس في ساعة نعاس للوطن وحاولت في الانتخابات تِجرَب حظها... أنصاف قيادات وبواقي مكتب إرشاد وكومبارس تحت التمرين السياسي صدقوا ان ليهم شعبية وصدقوا كمان نفسهم بأنهم أصبحوا فجأة زعماء وطلعوا بعد المحاكمة يشعللوا الميدان بشعارات سابقة التجهيز أو بالأفكار نَفسها... بالذمة لو واحد فيهم كان فاز في المرحلة الأولى يا ترى كنا حنشوفه في الميدان يزايد ويكابر ويحاول يِحرِم البلد حريتها وأمنها... خلاص مفيش حد بقى قلبه على البلد ولا عاد حريص عليها ولا خايف على استقرارها وأمنها... مصر المحروسة أم الدنيا ومهد الحضارة والمنارة للدنيا كلها... مصر النيل والهرم والقامة والهامة والأم الحنون والشعب البسيط الفصيح صاحب الضحكة والنكتة والسخرية وكوكبة الفن والعلم والثقافة اللي مفيش زيها.... يا تري إيه اللي بيحصل فيها ومين اللي بيشعلل شوارعها وميادينها ومين اللي عاوز يبتزها... مين اللي نازل الميدان يعترض على سقوطه في الانتخابات وعشمان في دور تاني وعاوز يثير الفتنة فيها يعني وكأنه بالعربي الصريح عاوز ينتقم منها... فيه هامات كتير سقطت للأسف وزعامات كرتونية تهاوت وتمرغت في وحل الازدواجية وشهوة السلطة وفاكرة إن ده من حقها... عارفين من زمان إن الناجح بيرفع إيده زي ما قال حليم لكن عمرنا ماشفنا ناس بتقول الفاشل يرفع إيده زي اللي بيدعوا علينا الزعامة الوهمية على أهل المحروسة ودى مسؤولية عظيمة واقسم بالله مفيش ولا واحد فيهم قدها... يا عيني عليكي يا مصر ياللي بقى المزاد عليكي عيني عينك وناس كنا فاكرينهم مصريين وأتاريهم قاعدين في كل ميدان ينهشوا في شرفها وعرضها... ملعون أبو الغباء على النرجسية على كل واحد بيزايد على بلادي وعامل فيها زعيم وهمي بشعارات مريبة وحناجر شديدة حافظة كلام مش عارفة معانية في قضية مش عارفين أساسها وأصلها... بقى يعني خلاص مصر اختزلتوها في شوية محتجين في ميدان أو جهابذة في الفضائيات بيفتونا بحقوق من غير أي شرعية وعاوزين يوهموا الناس بكلام كبير ويبيعوا بالشعارات الأحلام وكانهم متحدثين باسم مصر وليها منتمين لكن مين قال يتكلموا حتى باسمها... اللي بيحصل في الميدان لا هو ثورة جديدة ولا تعبير عن حالة شعب ولكنه قنبلة مولوتوف موقوتة في وجه شعب مصر اللي اشتاق للحياة ونفسه يعيش الأمان على أرضها... الصورة واضحة وأسباب التأزيم موجودة والمصيبة إن الكل عارف جذورها وأصلها.... لكن تقول إيه على الغباء والفرقة والتعصب الأعمى ومبدأ فيها لأخفيها اللي عاوزينه يدمر مصرنا وعاوز يفرق أهلها... يا ترى هي دي المحروسة وهم دول فعلا ولادها وللا دول ناس من كوكب تاني لا شربوا من نيلها ولا حتى مصوا دم خيرها وعاشوا على أرضها...!!!
قالوا للصبر حدود قلنا صحيح لكن الشيء إن زاد عن حده ينقلب ضده ودي حاجة بدهية... قالوا في الميدان احتجاجات سمك لبن تمر هندي وكل واحد ماسك ملف وأجندة وكل واحد حسب القصد والنية... اللي رايح قاصد عفريت الجماعة ونفسه يا عيني يخلعه من الانتخابات بقانون عزل تفصيل بحجة الشرعية... واللي بينادي بإعدام رئيس سابق وكأن المؤبد مش بيشفي الغليل وكأن الكل بقى صاحب تار والمزايدة على الشهيد بقت سبوبة تطلع حسب الظروف والأحوال السياسية... واللي عاوز يعيد المحاكمة لو فاز وبيدغدغ مشاعر أهاليهم وكأنه حيفتح محكمة ملاكي تحاكم اللي على كيفه لكن طبعا حسب المكسب والخسارة في المعركة الانتخابية... واللي فاز برصيد كبير من الأصوات لحسابات هو مش فيها وافتكر نفسه حفيد عبد الناصر وانه مبعوث العناية الناصرية... وخرج ينادي في الميدان ياولداه مع مجموعة من بواقي الانتخابات اللي بعد فشلهم فيها راحوا يعلنوا عالناس يا فرحتي مجلس رئاسي في لحظة كوميدية... رغم ان ابنه عبد الناصر شخصيا أعلنت تأييدها لعفريت الجماعة وكانت رسالة لعبده مشتاق بطريقة بسيطة وذكية... لكن وعلشان الأمورخلاص هاصت وظاطت وبقينا ولا كأننا في بلد ليها نظام وسيادة وأصبحنا جزيرة من جزر القمر أو من جزر الكاريبي الإستوائية... ومرشح دوبلير صدق نفسه وقعد يوزع في مناصب البلد وكأنها عزبة وقاعد يرشي بواقى الإنتخابات وكأن مفيش غيرهم للمناصب الحكومية... انت نائب وانت مستشار وانت رئيس حكومة وكأن كل واحد فيهم بيقود قطيع انتخابي حيدوس على الزر يروحوا على طول وينتخبوا الدوبلير في اللحظة والثانية.... وكأن الناس ما لهاش إرادة ولا عقول بتفكر وكأنهم مستنسخين على السمع والطاعة ويقولوا نعم وحاضر يعني باختصار بصمجية... كل الناس في الميدان بين يوم وليلة أصبحوا ما شاء الله قضاه ومستشارين وثورجية... خلاص بقى عندنا مجلس بتاع كله تشريعي ودستورى وتفصيل قضائي وقانوني حسب المزاج والمصلحة والمصلحة الحزبية... يعني الوطني بوجه جديد ونبقى عملنا زي اللي اتجوز على مراته طلعت يا ولداه هيً هيً... والغريبة تلاقي ناس بتتخانق ومحتارين ياخدوا القرار منين من المجلس وللا من الميدان ومش مهم باقي ال 85 مليونا من ولاد بهية... هو ده حالنا ودي بقت أحوالنا من بعد ما ناس في لحظة نعاس نشلوا ثورة واتسرسبوا في كل دروبها ولطشوا الأغلبية... الثورة مش فَتوّنة ولا هي عضلات وصوت عالي ولا أغلبية برلمانية... الثورة يعني الحرية للجميع والأمان مش بس لأعضاء العدالة والحرية.... خلاص الجرس ضرب والقطار ماشي ماشي ولا عزاء لسبايا البرلمان ولا اللي سرقوا الميدان ولا اللي فشلوا بالصندوق وبيحاولوا من جديد يشربوا الشاي بالياسمين ويلهطوا السُلطة بالمهلبية... الخلاصة دم الشهيد ضاع مش في يوم الحكم لكن لما الديابة سرقوا ثورة لم ينجح فيها أحد وكل ثورة وانتم طيبين وسلم لي عالشرعية... !!