الصراع .. بين التحليل و الإدارة ..
==================
يظن من يقرأ العنوان للوهلة الأولي أن المقال سوف يتحدث عن الصراع الدائر علي السلطة حاليا في مصر .. ولكني سوف أتحدث بإيجاز شديد وتحت عنواين عريضة حول صراع أشمل وأعنف و من نوع أخر و هو
الصراع الذي بدأت فصوله الأخيرة ...
يوم 11 سبتمبر 2001 وبداية أعلان الحرب علي ما يسمي بالأرهاب
ثم غزو افغانستان .. ويليه غزو العراق .. ثم الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط الأن ...
وذلك لتمهيد الساحة العالمية لظهور الحكومة العالمية بقيادة اسرائيل الكبري من النيل الي الفرات ولكي يتم ذلك يجب أن تتحكم الحكومة العالمية في منابع النفط وهي شريان الحياة للعالم الحديث ..
وبالتالي فيجب أن تسيطر الحكومة العالمية علي منطقة الشرق الأوسط أولا .. تمهيدا بعد ذلك للسيطرة علي باقي أجزاء العالم التي تقع تحت سيطرة الصين و روسيا
وقد إتخذ ذلك الصراع عدة أسماء ومخططات ليتستر خلفها بداية من..
الحرب علي الأرهاب .. ثم الشرق الأوسط الجديد .. ثم الفوضي الخلاقة .. ثم الربيع العربي
وبما أنه يوجد صراع .. إذن فلابد من وجود أطراف لهذا الصراع .. وتلك الأطراف تدير هذا الصراع وفقا لمرجعية وأهداف وإستراتيجية كل طرف ..
ووفقا للتركيبة الشخصية والعقلية والنفسية أيضا لهذه الأطراف وخصوصا الأطراف العربية
وسنتناول بإيجاز كيف أدار قادة مصر ذلك الصراع منذ الخمسينات وحتي الأن .. اي منذ زرع الكيان الصهيوني في المنطقة .. وما هي سياسات هؤلاء القادة التي إتبعوها تجاه هذا الصراع
جمال عبد الناصر
أدار هذا الصراع عبر فكرة ((الإستعداد للمواجهة ))..
خارجيا : بمحاولة خلق كيان عربي قوي ومتحد اقتصاديا وسياسيا ..
داخليا : عبر إنشاء دولة قوية تعتمد علي مواردها عبر التنمية الشاملة والمستدامة
وبذلك أصبحت مصر طرفا فاعلا ومؤثرا في أحداث ذلك الصراع .
محمد أنور السادات
أدار هذا الصراع عبر فكرة (( المهادنة )) ..
خارجيا : بمحاولة توطيد العلاقات مع الأطراف الفاعلة في الصراع ..
داخليا : عبر إنفتاح اقتصادي إستهلاكي
وبذلك اصبحت مصر طرفا خارج الصراع مؤقتا وغير مؤثرة في أحداث ذلك الصراع
محمد حسني مبارك
أدار هذا الصراع عبر فكرة (( الإستسلام )) ..
خارجيا : بإتباع سياسة مصر أولا ..أي التخلي والتراجع عن كل القضايا التي تمس الأمن القومي ..
داخليا : بالتبعية الإقتصادية التامة لأطراف الصراع القوية
وبذلك أصبحت مصر طرفا ضعيفا ووحيدا في أحداث ذلك الصراع
المجلس العسكري
أدار هذا الصراع حتي الأن عبر فكرة (( الإحتواء )) ..
خارجيا : عبرمحاولة إعادة الهيبة والقوة الناعمة للسياسة الخارجية مع أطراف الصراع ..
داخليا : عبر تأمين نقل السلطة بطريقة سليمة وأمنة وكشف أطراف المؤامرة وضمان حد أدني من الإستقرار الإقتصادي والأمني والسياسي
وبذلك دخلت مصر مرة أخري طرفا فاعلا في أحداث الصراع والتي قاربت علي فصولة الأخيرة
وبعد أن حللنا بإختصار الصراع العالمي الدائر وعلاقة دول الشرق الأوسط به وكيف ادار حكام مصر هذا الصراع عبر فترة زمنية ..
نستطيع أن نتبين أننا أمام مرحلة خطيرة من هذا الصراع وهي مرحلة (( الوجود )) وهي تعني حتمية المواجهة بين الأطراف المختلفة في هذا الصراع
وبالتالي فنحن نحتاج الي ادارة الصراع في المرحلة المقبلة تحت فكرة ....
(( الإستعداد للمواجهة ))