تبارك
سبب تسمية هذه السورة بسورة الملك لابتداء المولى عزوجل بالثناء على نفسه الجليلة, فذكرت أنه سبحانه وتعالى بيده الملك والسلطان الذي لا ينبغي لأحد سواه, فهو المهيمن على الأكوان الذي تخضع لعظمته الرقاب سبحانه وتعالى, وهو المتصرّف في الكائنات بالخلق والايجاد والاماتة. تبارك الذي بيده الملك
فضل هذه السورة الكريمة: يعود الى أنها المانعة المنجيّة من عذاب القبر لقوله صلى الله عليه وسلم:هي المانعة المنجيّة من عذاب القبر.
وقد ثبت في الصحيح أنذ الميّت يسمع ويرى ويحسّ وهو في قبره, وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: اذا وضع أحدكم في قبره وتولى عنه أصحابه , وانه ليسمع قرع نعالهم, وقال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده, وما أنتم بأسمع لما أقول منهم , لكنهم لا يجيبون.
فالموت ما هو الا انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقتها للجسد, والله تعالى عالما بالممطيع والعاصي أبدا, ولأن علم الله تبارك وتعالى قد سبق حكمه, فانّ الانسان مخيّر وليس مسيّر كما يدّعي الزنادقة ويتقوّلون على الله مالا يعلمون.
انّ شأن السورة المكية كباقي السور المكية التي سبقتها وقد تناولت أصول الايمان والعقيدة والتوحيد والبعث والنشور والحساب.
ثم تحدثت عن خلق الله تبارك للكون وابداع صنعه فيه ان جعل السموات سبع طبقات كل سماء عالم خاص بحد ذاته, وكيف زيّن السماء الدنيا بالكواكب والنجوم اللامعة لمنفعة العباد.
ثن تناولت المجرمين المكذبين للقدر ويوم الساعة وهم يعاينون جهنم يتلظون بها, وقارنت بينهم وبين المؤمنين بنوع من الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى.
وختمت السورة الكريمة بانذار المكذبين , وحذرت كفار قريش ومن حولهم من الكافرين من تكذيب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم, كي لا يحلّ بهم عذاب الله تعالى فيهم في الوقت الذي كانوا يتمنون فيه موت النبي صلى الله عليه وسلم وهلاك المؤمنين.