إعتدنا أن يكون الربيع دائماً رمزاً للبهجه .. بما إرتبط به بإزدهار الأشجار و تفتح الأزهار و إختلاط ألوانها بلون السماء الصافية بما يضفي على الروح من مرح و سعادة .. فيكون متعة للناظرين .. لكن كعادة الدنيا ما كمل فيها شئ من نقصان .. قد يسبب فصل الربيع بعض المشاكل لبعض الناس .. بسبب نوع من الحساسية في العين لغبار الزهور فيما يسمى بـالرمـد الربيعي ...
الرمد الربيعي.. مرض غير معد يسبب قلقا للعائلة
الرمد الربيعي يصيب ملتحمة العين أو ملتحمة الجفن عادة عند الشباب و أحياناً صغار السن . و يعد الرمد الربيعي من أحد ظواهر الحساسية التي تحدث بسبب الحساسية لغبار الزهور . ويزيد هذه الحالة سوءاً فرك العين المتواصل. وتختفي ظواهر هذه الحساسية تدريجياً .. مع برودة الطقس .. لتظهر مرة اخرى في ربيع قادم.
قد يعاني المريض المصاب بـالرمد الربيعي من احمرار في العين، وبعض من الحكة و زيادة في إفراز الدموع , و إفرازات صفراء وبيضاء من العين خصوصاً عندالإستيقاظ صباحاً, قد يؤدي إلى ثقل وهبوط الأجفان العلوية نتيجة لتجمع السوائل فيها .
ثم تظهر بعض النتوءات صغيرة في جفن المريض ثم لا تلبث أن تصبح كبيرة متراصة مع بعضها بعضا ،و تؤدي إلى إحساس المريض بوجود جسم غريب في العين.
و تسبب هذة النتوءات ألم شديد وانتفاخ وتهدل في الجفن ويمكن أن تظهر تورمات ليفية حول القرنية لا تلبث أن تنمو فوق القرنية نفسها مما يؤدي إلى ضعف في حدة النظر.
كي تعالج الرمد الربيعي يجب أن تضع في ذهنك المقولة المشهورة الغير معمول بها و هي الوقاية خير من العلاج .. فيجب أن تقي نفسك من الحر والغبار، وأن تبتعد عن الأماكن التي تساعد على ظهور هذه الحساسية ، واستعمال نظارات شمسية.
وعند تعرضك للغبار فعليك بوضع (لبخات)كمادات ماء مثلج على الجفن عدة مرات في اليوم، وعدم فرك العين بتاتا .
وفي حالات الرمد الشديدة يجب استعمال مضادات للحساسية على شكل قطرات أو
إزالة وكي التورمات الليفية جراحيا. ويمكن ان تستمر هذه الحالة لعدة سنوات، وهي حالة غير معدية.
قد تحتاج بعض أدوية مسكنة للألم ومخففة للإحتقان والإحمرار والإفرازات .
وفي النهاية .. خذ نفسا عميقا .. و إطمئن فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام"
د/ كريم ثروت خيري