عتيق .. عتيق .. هل نبيع ؟
من ربعها الخالي أتوا بوفاضهم
فدماؤهم بترولها العرب القحاح
قد كان أحدث طفرة في دينهم
ما فسر الدولار من كتب الصحاح
أتوا يلمّون العتيق
ملؤوا الأزقة والمزادات الطريق
صاحوا . . عتيق . . عتيق
فمن يبيع ؟
وطن يضاجعه الجميع
ويرى بملء عيونه خوف القطيع
ودم المكاحل ينتفض
والميل تاريخ طويل
ألقى التراب على العويل
وجع عتيق ...
في كفّة الناعور ينتظر النهار
فيعبّ ثم يصبّ سفر الانتظار
معصوبة عين الحمار
حصد الهباء من المسير..
وعلى شفاه الصيف ينفطر الربيع
من سلة الأشعار يأكل خبزه
في عذق صبره هدأة الجمر الفجيع
وبرغم أن الفقر هدّ بيوته
تهفو قلوب الدرب .. للبيت العتيق
في كل مأذنة تهجد عاشقا
والوحي يرتجز المصائب والحريق
وتحبل اللعنات ملء بطونها قيد ..
وأجيال رقيق
ما اتعب النخاس بيع وجوهنا
تتشابه الأوجاع والجوع العتيق
عتيق . . عتيق
استبدلوا الثوب القديم
لنبايع الكفر المحيق
ولنلق بالخوف اللئيم
عصم الرؤوس اليانعة
فتدحرج الحلم الوديع
وخذوا فوانيسا بهية
سيضيء فانوس الزعيم
ويرى الوجوه الآدمية
فاغرات كالجحيم
نفضت غبارات التقية
وشرت جوانحها الشقية
فشدّها الضوء الشهيق..
نحو محرقة النعيم
فراشة السغب السحيق..
سترفض الكلمات كل حروفها اللاأبجدية
قد يكتب الدستور أسرارا خفية
هذا نزيف النفط ينطق بالقضية
نحن الطعام على موائدنا بخارطة الطريق
فهل نفيق ؟
سأبيع كل ملامحي لهم.. وتاريخ الزعيق
وطني توزع بالمطارات الغريبة
رفضوا جوازي وانتمائي
صنعوا لنا وطنا .. حقيبة
وقفت على باب اللجوء حضارتي
تدعو وأحشاء التراب نبوءتي
صنم يلجلج في سؤالي
أيا رب التراب أغث عيالي
وإن جرح الماء ينكأ عفتي
لما رأوا بين الحروف ضفيرتي . .
بكت القصيدة
والدواوين التي حملتني
قد حرقتها أسئلة السفارات الصفيقة
كم طفلة أنجبت ؟
من رحلوا معك ؟
من في العراق لديك يمتشق الحقيقة ؟
من خلف كل ملابسي رأو المسافات الدقيقة
وعلى جباه عباءتي يتفصد الخجل الخليع
خجل عتيق . .
نما على أجسادنا المكنونة .. شرف رقيق
فهل نبيع ؟
نتفا من الشرف الرفيع
أو عطر ظلّ بلا رفيق
والثمار على شفار الموت
والوطن الصريع...غدا تضيع
ولقد سحقت على رفوف الشاهدات نواظري
سالت على الصخر الفجيع
فنواهدي عطش إليك
صرخت
كيف يموت وقلبه للآن ملتفت إليك؟
فعلى فراش عراقه نام..علي
جمعوا القبائل.. كل سجّان غبي
لعلّ دمّه قد يضيع . .
فهل نبيع ؟