السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدد القرآن الكريم سرعة الضوء قبل العلم بأربعة عشر قرناً! ففي قوله تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [السجدة: 5]. في هذه الآية يكمن سرّ سرعة الضوء، فقد قام الدكتور منصور حسب النبي رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته بحساب السنة القمرية الحقيقية وما يقطعه القمر خلال سنة كاملة، ثم قام بحساب ما يقطعه القمر في ألف سنة. ثم قسم هذه المسافة على مدة يوم واحد، فكانت النتيجة هي سرعة الضوء!
لماذا اعتبر أن المسافة التي يقطعها الأمر بالتاريخ الهجري؟
كيف ذلك و التاريخ الهجري لم يبتكر إلا في عهد عمر بن الخطاب؟ والمفروض أن يخاطب القرآن العرب آنذاك بما يعرفون.
“العرب قديما يحسبون المسافات فيقولون مسيرة يوم أو مسيرة شهر وإذا ردنا أن نحول الألف سنة إلى مسافة فينبغي أن نعرف المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض”
يعني مرة نحسب المسافة بمسيرة العرب و مرة نحسبها بمسيرة القمر!!!!
موضوع الآية يتحدث عن صعود الأمر إلى الله و سرعة الوحي في ذلك, و الطرح السابق يقول أن الوحي يسير بسرعة الضوء (يوم <يوم الوحي> كان مقداره ألف سنة <من سنوات البشر>) و معنى ذلك أنه يلزم الوحي مئات الملايين من السنوات البشرية (لأن ما اكتشفه العلماء من السماء الدنيا فقط يتعدى المليارات من السنوات الضوئية, فكيف بالسماء الثانية و الثالثة و …؟)
أصلا ً لو صدق هذا الطرح لفسدت معجزة الإسراء و المعراج!
الخلاصة:
هذه الأمور من الغيبيات والطريق إليها هو بالإيمان و ليس بالعلم, هل يمكنك أن تعطيني دليلا ً ماديا ً على وجود الجنة و النار و اليوم الآخر و الملائكة و العذاب و … إلخ؟ إنه الإيمان و الإيمان فقط.
القرآن الكريم كتاب تشريع و هداية و ليس موسوعة علمية, نعم فيه إشارات إلى معجزات شتى لكن المبالغة و “التمحك” في ربط الآيات بالحوادث الكونية و الحقائق العملية أمر في غاية الخطورة و يجب أن يتم بعد التحقق و التبصر التام.
فسر أحد المتسرعين الآية في سورة يوسف “أحد عشر كوكبا ً” أنها إشارة إلى كواكب المجموعة الشمسية و أن عددها أحد عشر لكن العلماء لم يكتشفوا سوى تسعة لغاية الآن, مع أن السورة تفسر تلك الآية بالتحديد و بصراحة متناهية إذ يقول الله تعالى “وخروا له سجدا قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل”
بعد ذلك بفترة قرأت أن العلماء يتجادلون في كون بلوتو يحقق شروط الكوكب!
ألا زلنا بحاجة إلى دليل على صدق القرآن