واشنطن بوست: انتفاضات الشرق الأوسط أثبتت أنها لم تكن ربيعا على المنطقة
السبت، 17 ديسمبر 2011
محمد بوعزيزى
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت أنه قبل عام أشعل محمد بوعزيزى، بائع الفاكهة الذى بات رمزا للانتفاضات العربية النار فى نفسه معلنا بذلك بدء "الربيع العربى"، غير أن ما حدث طوال العام أثبت أن الثورات العربية لا تستحق أن توصف بـ"الربيع"، لاسيما بعد العنف الذى تخللها.
ومضت الافتتاحية تقول إن التغيرات الديمقراطية التى وقعت فى أجزاء العالم المختلفة منذ الثمانينيات اتسمت بالسلمية، غير أن الأحداث فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن هيمن عليها مشاهد القتل الدموية، بعدما قرر معمر القذافى وبشار الأسد وعلى عبد الله صالح أن يقاتلوا بدلا من الاستسلام. ورغم أم القذافى قتل، ونظام الأسد وصالح فى طريقهما إلى السقوط، إلا أن سقوط آلاف القتلى أضفى نوع من عدم التيقن بشأن المستقبل، فلا أحد يعلم متى وكيف سيتوقف القتل وهل سيكون هناك تسوية من عدمه.
أما الاختلاف الثانى عن الثورات الديمقراطية الأخرى فمتمثل فى الاحتمالات الاقتصادية القاتمة للدول المحررة لاسيما وإن مصر والدول العربية الأخرى تميل نحو نظام من شأنه منع الاستثمار الأجنبى والتجارة، فضلا عن أنهم أغلب الظن لن يتلقوا مساعدات غربية مثل تلك التى ساعدت الديمقراطيات الوليدة فى الثمانينات والتسعينات. ومع ذلك، ليبيا ستزدهر بالنفط، أما باقى الدول العربية فرصتها لا تزال كامنة فى الوظائف التى لم يعثر عليها بعد.
وأضافت الافتتاحية أن تحديث الشرق الأوسط أثبت مدى صعوبته، غير أن هذه الفوضى لا ينبغى أن تكون سببا فى الندم على الثورات أو دعم الجيوش المصرية والسورية لاستعادة النظام بالقوة.
وختمت الصحيفة الأمريكية افتتاحيتها بالقول إن أفضل علاج للشرق الأوسط هو توفير ما يفتقر إليه من النقاش الحر والديمقراطية.