ها هنا لاح الحبّ و غابا و تشظّى في يد الأمس و ذابا
نبت الحبّ هنا كيف غدا في تراب المنبت الزاكي ترابا
هذه البقعة ناغت حبّنا فصبا الحبّ عليها و تصابى
و سقتنا الحبّ صفوا و هنا ثمّ أسقتناه ذكرى و انتحابا
كان حبّ ثمّ أضحى قصّة تنقل الأمس خيالات كذابا
قصّة تائهة نقرؤها من فم الذكرى فصولا و كتابا
***
هذه البقعة كم تعرفنا كم سقيناها ترانيما عذابا
وزرعناها وداعا ولقا و فرشناها حوارا و عتابا
ليتها تنطق كي تنشدنا قصّة القلبين خفقا واضطرابا
ليتها لنا نسألها عن هوانا ليتها تعطي جوابا
***
نحن ذقنا الحبّ فيها خمرة وصحونا فوجدناه سرابا
نحن غنّينا شبابينا هنا و تلفتنا فلم نلق الشبابا
***
منبت الحبّ دعانا للهنا فمضينا ننهب الصفو انتهابا
منبت الحبّ حوانا ظلّه لحظة وانقلب الظلّ التهابا
فسكبنا حوله المنى و ملأنا الكأس دمعا و عذابا
ورجعنا عنه نستجدي البكا و نباكي أملا في الحبّ خابا .
راقنى