أتيمّمُ بي !
كم أنت قريبٌ يا الله !
حتى أنّا لسنا وحدنا من يشعر بكَ حوله،
هناك من هم أكثر من البشر بكثير من يفعل،
وإلا لما تنادينا بك عندما أعيتنا الأبواب المغلقة :
"يا الله" !
حقاً الله أكبر من كل ألم يتوغل بوحشية في دهاليز قلبي الآن
مختبئاً من ضعفي، الذي أتقرّب به إليك !
الله أكبر من كل وجع يعتصر هذه المضغة الطرية فتصرخ : " ياااارب" !
الله أكبر من كل الأشياء النازعة وغير النازعة
الله هنا
موجودٌ معي،
أكثر مما أنا موجودة معه،
و أكثر مما أنا موجودة معي !
أشعر بقربك يا الله
حين يتنادى كل ما بي بـ الجبّار
أشعر بالشظايا داخلي تتحرّك
تقترب من بعضها،
والأشلاء
آن أوان التحامها !
وحين أجأر بالكريم،
أرى الغيوم وهي تتلبد تدريجيا في سمائي،
وتغمق شيئا فشيئا . .
يهطل كل شيء حولي بالغيث
حتى
القلوب الجافـّة
وأعلم أني على موعد مع الدهشة !
وعندما أسجد لك وحدك
وأبكي : " يتيمة يارحيم"
أحس بملائكة الرحمة حولي تشبر المسافة بيني وبين الوجع،
أسمع نداء للأرض الوجع أن تبعد،
يريدون ضمّي تحت أجنحتهم،
فأمتنع،
فكيف أستبدل كنفك؟!
هكذا يصوّر لي حسن ظني بك وحده
حين أسجد وتسبقني دموعي إليك؛
أنهض من سجودي وقد هبطت السماء في صدري،
أنهض بغير الروح التي سجدت،
ويئطُ قلبي !
"سبحانك ربي الأعلى"
"سبحانك ربي الأعلى"
"سبحانك ربي الأعلى"
ياربّ
ما بيني وبينك هو الأجمل على الإطلاق،
لأنّك الأجمل على الإطلاق !
ومن حزمة الأجمل
أن رسائلي تصل إليك مباشرة،
وأني لا أحتاج أن أتكلم
أو أكتب لتصل إليك
وتصل رسائلكَ إلي وإن تضبب بعضها، ولكنّها تنقشع بـ " تدبّروا" !
إلا أنّي يارب لا أتمنى أن تصل إليك إلا وأنت راضٍ عني
.
.
" ضحك الله من صنيعكما البارحة"
ياربّ إن كان حسدي للميت لن يضرّه،
فإني أشهدك خجلاً أني أحسد هذا الأنصاري الفقير وزوجته
وإن كان يضرّه فإني أشهدك على غبطتهما !
وقد كنت معي يارب
حين خصصت سبعة أشواطاً حول بيتك العتيق،
فقط لتحييني حياة طيبة وتمتني ميتة طيبة !
ثلاث مرات فقط هي التي زلّ بها لساني وأنا أردده غافلة
:" اللهم أحيني حياة ميتة"
فأستغفرت استغفارً شديداً
وجلاً من أن تأخذني بجريرة غفلتي،
إلا أن الوجع أحياناً إذا حضر بكل أبهته،
أتوه وأتساءل إن كنت تآخذني بها !!
" ألظوا بياذا الجلال والإكرام"
.
.
سامحني يا ذا الجلال والإكرام
لأن سجادتي لا تعرفني إلا بعد الأذان،
ولأن وسادتي تعرفني أكثر من سجادتي،
ولأن محفظة نفودي تعرفني أكثر من مسبحتي،
ولأن أصحابي يعرفوني أكثر مما يعرفني محرابي،
ولأن قلمي يعرف يدي أكثر مما يعرفها الدعاء،
ولأنّي يارب مقصّرة
رغم أنّك لم تـُكرهرني على اختيارك
أنت فقط أدهشتني
أشعت في نفسي الانبهار بعظمتك
أشعلت فيها العجب من قدرتك
ورسّخت فيها
ليس كمثلك شيء
.
.
ثم بشده نطق كل شيء بي:
" أشهد أن لا إله إلا الله،
وأشهد أن محمداً رسول الله" !
أحمدك وحدك لأنّـك ربّي
ولأنه لا يأتينا منك إلا الخير،
والشر غير وارد بعطاياكَ إطلاقاً وأبداً !
ولكننا نحزن أحياناً ولا أدري لمَ؟
فإذا حزنّا على الخير،
ماذا تركنا للشر؟!
يا الله
ذكرني بك،
أرجوك ! من اجمل ماقرءت