درس من عزاء والدة الطيب أردوغان
[IMG]http://www.toparabics.com/wp-*******/uploads/ardogaan.jpg[/IMG]
اليوم الجمعة 8- 10 تم تشييع جنازة والدة رجب طيب أردوغان
وبعد صلاة المغرب كان مجلس العزاء ، وإليكم أولا صورة مختصرة عن هذا المجلس
ثم الدرس المستوحى ، رغم ما وجدته في هذا المجلس من دروس كثيرة قد يلمحها النبيه في ثنايا الصورة المختصرة
أولا : مجلس العزاء
بعد المغرب من هذا اليوم بدأ الناس يتوافدون لتأدية واجب العزاء لرئيس الوزراء
رجب طيب أردوغان بوفاة والدته المغفور لها ( تنزيلا
كان الحضور منوعا للغاية فيهم المسؤولون وكان من بينهم وزير الخارجية
أحمد داود أوغلو ، وفيهم علماء ودعاة ومشايخ صوفية وواجهات شعبية
أما النساء فكان لهن الدور الثاني
مظاهر الخشوع والتأثر إلى حد البكاء ظاهرة جدا ومن مختلف الشرائح
بدأ المجلس بموعظة باللغة التركية لم أفهم منها إلا تركيز الشيخ على حديث ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث )
بعدها أقيمت صلاة العشاء ، وبعد المأثورات بدأ القراء يتناوبون على قراءة سورة يس
ثم تناوبوا قراءة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة ومختارات من سورة البقرة
بعدها تنابوا الأدعية ، يدعو أحدهم فيؤمن الجميع ثم يدعو الآخر وهكذا ، وكان أغلب الدعاء
باللغة العربية ومع هذا كان البكاء شديدا
ثم وقف رئيس الوزراء بقميص ( بني مقلم ) وجاكيت غامق ، ولم يقل كلمة واحدة
وبدأ الناس بمصافحته وتعزيته
وأخيرا قام بعض الشباب بتوزيع أكياس صغيرة من الحلوى ، في كل كيس خمسة من الحامض حلو وقطعتان من اللقم !!
ثانيا : الدرس
الدرس لم يكن له صلة بهذه الصورة وإنما من الرجل الذي كان يجلس بجنبي وكان رجلا ملتحيا ولحيته بيضاء ويلف على رأسه عمامة بيضاء بقلنسوة خضراء ، غلب على ظني أنه من الطريقة النقشبندية ، وكان يبكي طيلة الوقت ، وكنت أهاب أن أفاتحه رغم شدة فضولي بالتعرف عليه ، إلا أنه فاجأني وهو يبكي وتوسل إلي بقوله : أدع لها ، أدع لها ، إنها تنزيلا والدة رجب طيب أردوغان ، ظننت هنا أنه من العدالة والتنمية حزب أردوغان ، فقلت له هل أنت نقشبندي ؟ قال : لا ، أنا من جماعة النور ، وعاكف الآن على قرآءة رسائل النور المكتوبة باللغة العثمانية !!
هذا الرجل يعني أنه ينتمي لجماعة غير جماعة أردوغان ، جماعة لها مرجعيتها وثقافتها وتطلعاتها
هنا فقط أجهشت بالبكاء ليس على تنزيلا ، ولكن على حال شبابنا الإسلامي في عالمنا العربي وفي عراقنا الجريح خاصة الذين تربوا بالحال والمقال على عقيدة الولاء للجماعة وليس للأمة ، ورضعوا ثقافة الشك والكراهية والحقد كدين يتقربون به إلى الله وإن سمعت منهم كلمات الدعاء والطيبة فإن لسان حالهم يقول : إنها الدبلوماسية ولياقة العلاقات العامة
اللهم ارحم حالنا وارحم تنزيلا وارحم معلمي اليوم واجزه عني كل خير
د. محمد عياش الكبيسي