غزال المهرّ و الذي يعرف أيضا بغزال داما و غزال عدّرا هو صنف من الغزلان الإفريقية المرتحلة التي تعيش في الصحراء الكبرى و تهاجر جنوبا خلال فصل الجفاف بحثا عن الطعام، ومن ثم تعود إلى الشمال مجددا عند هطول الأمطار و عودة إزدهار النباتات. كان للقنص الغير شرعي و تدمير المسكن أثر مدمّر على هذه الغزلان حيث تقلصت أعدادها بشكل كبير ولم تعد تتواجد في قطعان ضخمة. يكون لون هذه الغزلان أبيض على معظم الجسد و أسمر ضارب إلى البني عند العنق و الرأس، و غزال المهرّ يعد سلالة مميزة من الفصيلة الأساسية أي غزال داما، وهو على العكس من الأخير يكون أسمرا بنيا على معظم الجسد. إنخفضت أعداد غزال داما بحوالي 80% خلال العقد الأخير و أصبحت الفصيلة تصنف على أنها مهددة بصورة حرجة بينما إنقرضت سلالة المهرّ من البريّة.
الموطن و المسكن
يستوطن غزال المهرّ دول الساحل الإفريقي و الصحراء الكبرى، وقد إمتد موطنه في السابق ليصل إلى المغرب و مصر إلا أن الصيد المكثف أدى إلى تقليص موطنها لينحصر حاليا في المنطقة بين السنغال (حيث أعيد إدخاله) و السودان.
يتواجد غزال المهرّ عادة في المناطق الجافة المتفرقة النباتات، إلا أن مسكنه يتغير بشكل بسيط بتغير المواسم بما أنه من الفصائل المهاجرة. تسكن هذه الغزلان هضبات و مراعي الصحراء الكبرى خلال موسم الأمطار و تنتقل إلى أراضي الأشجار القمئية في الفصل الجاف، و تتجنب هذه الفصيلة الجبال و مناطق الكثبان الرمليّة في موطنها و تفضل البقاء في السهول الحجريّة المسطحة. أدّى تطوير الأراضي من قبل البشر بالإضافة إلى الرعي الجائر للماشية المستأنسة كما التغير المناخي الطويل الأمد إلى جعل موطن غزال المهرّ أكثر جفافا و أقل ملائمة عبر السنوات الماضية.
وصف الفصيلة
يمتلك غزال المهرّ قوائم نحيلة و عنق طويل هزيل، و يتميز معطفه بالبقع الحمراء الضاربة إلى البني بالإضافة إلى البيضاء. يكون لون وجه هذا الغزال و قسمه السفلي أبيض دائما، و العنق خمريّ كما يمتلك بقعة بيضاء على حلقه، إلا أن نمط الألوان يختلف بإختلاف السلالات. فسلالة المهرّ أو السلالة الغربية تكاد تكون حمراء تماما عدا القسم السفلي و المؤخرة كما تمتلك بقعتين حمراوين على الوجنتين و خطوط سوداء قرب العين و حتى زاوية الفم. أما السلالة الشرقية فهي بيضاء بالكامل تقريبا ولا يظهر لونها الخمري إلا على العنق و الظهر.
لهذه الحيوانات قرون منحية إلى الوراء و مقوسة على شكل حرف "S" يتراوح طولها بين 25 و 35 سنتيمترا، و تكون أطول بقليل عند الذكور منه عند الإناث. يختلف حجم هذه الغزلان بإختلاف الجنس حيث تزن الإناث عادة من 35 إلى 40 كيلوغراما بينما تزن الذكور ما بين 40 إلى 75 كيلوغرام، و يعتبر معدل أيض هذه الحيوانات مرتفع مقارنة بحجم جسدها كما ي الحال بالنسبة لجميع الحافريات.
التناسل
يبدأ موسم التزاوج باكرا في أغسطس و ينتهي في أكتوبر، و خلال هذه الفترة تصبح الذكور مناطقيّة أي يستأثر كل منها بمنطقة صغيرة ليحصل على الحق التزاوج مع الإناث التي تدخلها، و تقوم الذكور خلال هذه الفترة بإظهار عدائيتها عبر التبول و التبرّز على حدود منطقتها لتعليمها بالإضافة إلى مطاردة الإناث و تجميعها و طرد الذكور المنافسة.
يبلغ موسم التزاوج ذروته بين شهريّ أغسطس و أكتوبر مع العلم أنه يعرف عن هذه الغزلان أنها تتناسل على مدار السنة في الأسر، و عادة ما تلد الأنثى خشفا واحدا إلا أنه تمّ توثيق ولادة توائم في أحيان نادرة. تبقي الأنثى مولودها معزولا عن باقي القطيع مباشرة بعد الولادة، و بعد أيام قليلة يصبح الخشف قادرا على اللحاق بأمه عندما تتنقل و عند ذلك ينضم إلى القطيع. تبذل أمهات هذه الفصيلة جهدا كبيرا لحماية صغارها، ومن المألوف أن تتشارك أنثيان في الدفاع عن صغارهما كما لوحظ عبر مراقبة تصرفها في البريّة حيث تقوم بمطاردة و مهاجمة بنات آوى التي تفترس الأخشاف. يعيش غزال المهرّ حتى يبلغ 12 عاما في البريّة، أما في الأسر فأنه يمكنها أن تبلغ 18 أو 19 سنة.
العادات
غزال المهرّ حيوان إجتماعي عادة يعيش في قطعان مختلطة من الجنسين، و يعتلي الذكر المرتبة الإجتماعية العليا في القطيع و يقوم بإظهار هذا عبر الوقوف منفصلا عن باقي الأفراد أو عبر نطح الأعشاب و الشجيرات كما و تقوم الأخيرة بإستعراض قوتها عبر هز رؤسها و التظاهر بالرغبة بالإبتداء بقتال.
تهاجر هذه الحيوانات عندما تتغير المواسم فتنتقل إلى الصحراء الكبرى خلال فصل الأمطار و إلى أراضي الأشجار القمئية المفتوحة خلال موسم الجفاف، و تتجمع هذه الغزلان في قطعان كبيرة يصل عددها إلى المئات عندما تكون في الصحراء أما عندما تنتقل إلى أراضي الأشجار القمئية فتعيش في مجموعات يتراوح عدد أفرادها بين 10 و 20 غزالا. تتكون معظم القطعان من ذكر مسيطر و عدة إناث بالإضافة لبضعة صغار، إلا أنه تمت مشاهدة قطعان أموميّة أيضا (تتكون من الإناث و صغارها فقط) و قطعان للعزّاب (تتكون من الذكور العازبة فقط).
غزلان المهر حيوانات راعية تقتات على الجنبات، الحشائش، أعشاب الصحراء القاسية و أوراق شجر السنط التي كثيرا ما تقف على قوائمها الخلفية للحصول عليها وهي تحصل على معظم الماء الذي تحتاجه من عصارات النباتات التي تأكلها. تقف غزلان المهر بوضعية الإنذار عندما تشعر بالخطر و غالبا ما تضرب الأرض بقوائمها أو تدور حول نفسها و تشخر لإنذار باقي أفراد القطيع، و تشمل مفترسات هذه الفصيلة بنات آوى و الفهود و الضباع المرقطة و الأسود.