لندن : أكدت دراسة نيوزلندية أن ثعبان السمك يتناول طعامه بطريقة فريدة من نوعها بين الحيوانات الثديية .
وأشارت الدراسة التي قام بها كريس جلوفر من جامعة كريست شيرش النيوزلندية وتنشر غداً الأربعاء في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية البريطانية للعلوم ، إلى أن هذه الأسماك تمتص مواد عضوية عبر جلدها وخياشيمها .
وتعيش هذه السمكة التي تثير الاشمئزاز لدى البعض في قاع البحار وتتغذى أيضاً على الحيوانات الميتة وتفرز مخاطاً قوياً للدفاع عن نفسها في حالة شعورها بالخطر . وتتسلل هذه السمكة إلى داخل أحشاء الأسماك الميتة وتتغذى عليها من الداخل حسبما أشار جلوفر .
وتبين للباحثين من خلال التجارب التي أجراها الباحثون في المعمل و استخدموا فيها أحماضاً أمينية مختلفة مميزة بمحاليل كيميائية أن جزءاً كبيراً من هذه المواد الغذائية لا يصل للأسماك عبر الأمعاء بل عبر الجلد والخياشيم .
ورغم أن مثل هذه الطريقة شائعة بين الكائنات غير الفقرية ، إلا أن العلماء لم يرصدوها حتى الآن بين الحيوانات الثديية عالية التطور. ويعتقد العلماء أن ذلك يمكن أن يكون نوعا لتكيف هذه الأسماك كأسماك جارحة أو أن يكون صفة أصلية لها وعاملاً مشتركاً بينها وبين أسلافها غير الفقرية .
وليست هناك الكثير من الصفات المشتركة بين ما يعرف بثعبان السمك والقرموط رغم تشابههما شكلاً، حيث أن جمجمة ثعبان السمك بسيطة وليس بها فك أسنان، كما أنها ليست حيواناً فقرياً حقيقياً بالإضافة إلى أن جسمها شديد المرونة لا يرتبط ببعضه سوى عبر خيط غضروفي دقيق مما يجعلها بمنأى عن جميع الحيوانات الفقرية، وكذلك فهي بعيدة عن سمك جلكي أو اللامبري أو سمك الأعين التسعة الذي يشبهها كثيراً .
كل هذه الصفات تجعل ثعبان السمك فريداً وهو يلعب دوراً بالغ الأهمية كمزيل للنفايات البحرية .