لَا شَيءً .. !
.
.
لَا شَيءً .. سَوَى التّنَفُّس خَارَج حَدُودِ العَقَل ..
لَا شَيءً .. سَوَى الرّغْبَةِ .. فِي العَيْشِ خَارَح حَوَاجِز الزّمَن ..
لَا شَيءً .. فِي زَمَنٍ بَات فِيه .. الشّيء لا يُسَاوِي شَيء ..
لَا شَيءً .. فِي زَمَنٍ بَات فِيه .. الّلا شَيء يُسَاوِي أَشْيَاء ..
لَا شَيءً .. فِي زَمَنٍ بَات فِيه الحُقَرَاء فِي مَصَافٍ وَالشُّرفَاء فِي دَرَكَاتٍ ..
لَا شَيءً .. فِي زَمْنٍ نَغْتَصبه .. وَنَقُول بمُنْتَهَى العَنْجَهية .. أَنّه المُغْتَصِب ..
لَا شَيءً .. فِي حَيَاةٍ نُجَرّمَهَا .. وَلَيْسَت بمُجرَمَةٍ .. فَنْحنُ قَتَلة مُحْتَرَفِين ..
لَا شَيءً .. بَعْدَمَا بَات الأَزْدوَاج سَمةِ العَصْر ..
لَا شَيءً .. يَستَدعِي القَرَاءةِ ..
لَا شَيءً .. يَستَوجِب التّفْكِير ..
فَمُمَارَسَةِ الفِكْر .. فِي هَذَا الزّمن .. هُو أَرْتَكَاب فَاحشَة ..
لَا شَيء ، لَا شَيء ، لَا شَيء .. !
[ 1 ] ..
بَعْدَمَا تَتَعَرّى وَجُوه الفِكْر .. وَأَجْسَاد الحَقِيقَة أَمَامنَا .. نَوَدّ وَقْتَهَا البَصْق عَلَى الأَوْقَاتِ .. التِّي تَركنَا أَنْفُسَنَا فَرِيسَة .. بَيْن أَيَديهم القَذَرَة .. هُم لَا يَسْتَحِقُوا سَوَى هَذَا التّقْدِير .. !
.. / المَلائِكَة تَذْهَب سَرِيعًا .. لتُلقنّنَا دَرْسًا فِي إِشْتَهَاءهَا .. كَمَا أَنّهَا لا تَمْكُث فِي أَرْضِ العُهْر ..
.. / لَحَظَات الجُنُون .. هِي الّلحَظَات التِّي .. نَعِيش فِيهَا الحَيَاة .. حَتّى بَعْد أَرْتَكَابِنَا لَحَمَاقةِ الجُنُون .. نَكُون فِي أَمْسِّ الحَاجَةِ .. لأَرْتَكَابِهَا أُخْرَى وَأُخْرَى .. نَحْنُ نُهَرّب كُلِّ شَيءٍ .. تَحْت وَطَأةِ الجُنُون وَلَحَظَاتِه .. ، الجُنُون الحَقِيقي هُوَ الذّي نَرْتَكِبه .. وَنْحن فِي أَشَدِّ العَقْلِ .. ! ، ظُلِم الجُنُون فِي هَذَا الزّمَن ، كَمَا ظُلِم العَقْل .. يَبْدُو أَنّه زَمْن المَظْلُومِين .. !
.. / السُّخْرَيةُ تَرْيَاق أَمْرَاض الأَلَم وَالحَسْرَة .. تُسَكّن وَلا تَبْتُر .. تُزِيد وَلا تَقْتُل .. لَمْ أَر فِي حَيَاتِي تَرْيَاق .. يُزِيد الوَجَع .. وَيُلَحن الأَهَات .. سَوَى السُّخْرَية .. ، أَلْيَس هَذَا زَمْن السُّخْرَية .. ؟ أَسْخَرُوا كَثِيرًا مِنْ الزّمْنِ .. قَبْل أَن يَسْخُر مِنْكُم للأَبَدِ .. فَالقَوّةِ الغَاشِمَة لا تُقَابَل بَالقَوّةِ فَقَط .. !
.. / نَحْنُ خُلِقْنَا خَارِج الزّمَنِ .. وَبكُلِّ غَبَاءٍ نُحَاوَل التّنَفُّسْ .. ! ، وَقْتَهَا يَكُون للغَبَاءِ قِيمَة .. كَمَا للحُمْقِ قِيمَة الأَن .. فِي حَيَاتِنَا ..
.. / مَا نَحْتَاجُه مِنْ الحَيَاةِ لَيْسَ قُبُلات عَابِرَة نَسْتَلَذ بهَا وَتُدَاعِب شَفَاهِنَا .. ، وَلَيْسَ صَفعَات مُوجِعَة .. تُدمِي وجُوهِنَا .. مَا نَحْتَاجُه مِنْكِ يَا حَيَاة .. حَيَاةْ ، لَيْسَ إِلا .. ، وَهَذا سَيَكُون ثُقْل عَلَى كَاهِلكِ ، لَذَا فَأَنْتِ دَائِمًا تُلْقِيه جَانبًا .. فَكَمْ أُشْفَق عَلَيِّكِ بحَجْمِ أَشْفَاقِي عَلَيِّ . !
هَل نَحْن مَنْ نَصنَع الحَيَاة .. أَم هِي مَنْ تَصْنَعنَا .. كَمَا تُرِيد ..
هَل نَحْن مَنْ نَبْكِي .. أَم فَقَط أَعْينَنَا ..
هَل نَحْن مَظْلُومِين أَم ظَالَمِين .. دَائِمًا
.. / كَيْف سَنَنظُر للنَصْفِ المَملُوء .. دُوْن أَن نَلْمُس النّصْف الفَارَغ .. ، كُلّ مَاهُو لُا يُرَى أَصْدَق بَكَثِير .. مَمّا يُرَى .. ، حَمْقَى مَنْ تَصَوّرُوا أَنّ التّشَاؤُم .. تَرْبُطَه عَلاقَة بَيْن المَملُوءِ وَالفَارِغ .. ، هِي زَاوَية رُؤيَة .. نَابَعَة مِنْ مَوقفٍ أَو عَدّةِ مَوَاقِف .. ! ، الأَلْوَان القَاتَمَة .. دَائِمًا مَا تَكُون ذَات قِيمَة وَعُمْق .. ، مَا بَيْن التّفَاؤُلِ وَالتّشَاؤُمِ .. لَحْظَة لَو أَدْركنَاه جَمِيعًا .. لَنَظَرنَا للأَشْيَاءِ .. نَظْرَة تُرَابَيّة .. !
.. / خُلِقَت اللُّغَة .. لكِي نَتَحَايِل عَليهَا .. بأَحْجَيةٍ تُنَافِي مَا يَتَدَفّق .. بَيْن حُبيبَاتِ دَمَائِنَا .. ، أَبْلَه مَنْ يَعْتَقَد أَنّ اللُّغَة لا تُعَرّي صَاحِبهَا .. وَقْتَمَا يُرِيد هُوَ أَرْتَدَاءهَا .. كَقَنَاعٍ .. ، أَجْمَل مَا يُمْكن أَن تَرَاه فِي هَذَا الزّمَن .. هُوَ أَبْلَه يُحَاول التّقَنُّع بالكَتَابةِ .. وَقْتَها فَقَط يَكُون للسُخْرَية مَذَاق .. !
.. / بَعْد المَوتِ لَا يُوجَد سَوى الذّكْرَى وَبَعْض الأَلَمِ .. ، فَللمَوتِ سَكَرَات لَيْسَت فَقَط عَلَى المَيّتِ .. بَل عَلَى كُلّ مَنْ يَعِيش بجَوَارِه .. ، مَوْتُ الحَيَاة .. أَعْتَدَى أَنْوَاع المَوْت .. فَللمَوْتِ أَيْضَا أَنْوَاع .. كَالحَيَاةِ .. !
.. / الّلحظَةُ التِّي تَمُرّ لَا يَأْت غَيْرِهَا ، قَانُون صَارِم .. وَلكنهُ مُفِيد للأَشْيَاء التِّي بَيْن أَيْدِينَا .. ، فَلابُد أَن نَمْتَص رَحِيقَهَا .. قَبْل أَن تَمُوت بَيْن أَيْدِينَا .. ، قَبْل أَن تَذْهَب خَلْف غيْمَةِ الحَيَاةِ .. ، قَبْل أَن تُقْطَف بِمَنْجَلِ الفُرَاقِ .. أَنّه حَقًا قَانُون مُؤلِم .. كَمَا الحَقِيقة صَفْعَة مُؤلَمَة قَويَة .. وَلكنهَا حَقِيقَة .. فِي النّهَايةِ .. !
[ 2 ] ..
الدّمُوع كَالأَنْهَارِ .. لَا تَجِف ، الدّمُوع تُخَاطِب .. مَنْ لا يَقْرُؤا العَيُون بَدُونِهَا .. وَقْتَمَا تَسْقُط الدّمُوع أَمَام المَلإِ .. نُوقِن وَقْتَهَا أَنّنَا نَسْقُط مَعَهَا .. !
.. / كُلُّ شَيءٍ لَه بَهجَة يَبْهُت مَع الزّمَن .. كَمَلامحِ الوَجْه .. تَتَأخْدَد مَع لَطَمَاتِ الحَيَاةِ .. فَلو أَرْدَنَا قَيَاس .. عُمْق أَثَر الحَيَاة .. نَنظُر إِلَى مَلامحِ الوَجْه .. سَنَرى كُم صَفْعَة رُسِمَت .. وَكَم أَخْدُود شُقّ .. وَكَم آهَة مَزّقَت الصّدْرِ .. ، وَكَم وَكَم وَكَم .. ! ، وَ كُلّ شَيءٍ ذُو قِيمَة لَدينَا .. تَزْدَاد قيمَته مَع مَرُورِ الزّمَن .. إِلَى أَن يُصْبَح تُحْفَة لَا تُقَدّر بثَمَنٍ .. فَنَضعُه فَوْق أَرْفُّف الأَنْتَظَار .. بَلا قِيمَة .. !
.. / الوَجْه القَادَر عَلَى الحُزْنِ قَادَر عَلَى الفَرحِ .. " قَانُون عَادِل " .. وَلكِن هُنّاك وَجُوه صُمّمَت خَصِيصًا .. بأيْدي أَصْحَابِهَا للحُزْنِ .. وَمْهَمَا مَرّ / جَاء الفَرح .. لَن يَسْكُن بِهُم .. ، وَ أَيْضَا هُنّاك وَجُوه صُمّمَت خَصِيصًا .. بأيْدي أَصْحَابِهَا للفَرحِ .. وَمْهَمَا مَرّ / جَاء الحُزْن .. لَن يَسْكُن بِهُم .. ، الحُزْن وَالفَرح لا يَجْتَمِعَا فِي جَسَدٍ وَاحدٍ .. لَحْظَة ، نَحْنُ مَنْ نَسْكُن الحُزْن وَالفَرح .. رُغْمًا عَنْهم .. ، مَسْكِينَين حَقًا ..
.. / لَابُد أَنْ تَعِيش الحَيَاة وَتَعِيشَك .. بَيْن شَدٍّ وَجَذب .. يَنْتَهِي العُمْر .. فَالفَائِز دَائِمًا هِي الحَيَاة .. لأَنّها لَم تَخْسَر شَيء .. فَأَنْتَ مَهْمَا فُزْت .. سَتَخْسَر عُمْركَ .. !
.. / أَمَرّ البُكَاء يَكُون .. عَلَى عُمْرٍ تَسَرّب مِنْ بَيْن يَديّكَ .. دُونَمَا أَن تَشْعُر بِه .. فَتَصْدَمكَ صَخْرَة الوَاقع .. لَتَبْكِي وَتَبْكِي وَتَبكِي .. إِلَى أَن تَشْعُر بَمَرَارةِ دَمُوعكَ .. ، فَتَهْدَأ حَتّى يَتَسَرّب فِي هَدُوءٍ .. !
.. / هُنّاك أُنَاسًا نَضعْهَا .. أَمَامِنَا لَنَسْتَنشَق الأَمَل مِنْ أَنْفَاسِهم .. فَأَن أَنْحَسَر تَرْمُومَتر الأَمَل لَدَيّهم .. أَحْتَضَر الجَسَد .. ، هُم خَارِج حَدُود الوَجَع ، خَارِج حَدُودِ الحَيَاةِ .. هُم الإِطَار الحَيّ للحَيَاةِ .. هُم الحَيَاة المُتَرَقبَة .. ! ، لابُد مِنْ تَصْنِيف مَنْ يُحِيطُون بَكَ .. تَبْعًا لَعُمْقِ أَثَارِهم .. فَهُنّاك أَثَار كَالوَشْمِ .. وَأُخْرَى كَالنّحْتِ وَأُخْرَى كَالنّتؤةِ .. وَأُخْرَى كَالرّسْمِ فَوْق صَفَحَاتِ المَاءِ .. وَأُخْرَى تَمُرّ بَلا أَثَار ..
وَ وَ وَ .. !
.. / قَانُون الفَقْد .. هُوَ أَن تَكُونُوا عَلَى أَتَمِّ الأَسْتعدَادِ .. لأَسْتَقبَالِ خَبرِ رَحيلهُم .. بَأبْتَسَامةِ وَجَع ..
.. / قَانُون الحَمَاقَات .. هُوَ أَن نَرْتَكِب الحُمْق .. وَنْحن مُبْتَسِمين .. لأَنّنَا لَو مَنْطَقَنَا المَوقِف .. لَن نَرْتَكِب تَلك الحَمَاقَة .. مُطْلَقًا ..
.. / قَانُون الّلذّة .. هُوَ أَن تَشْعُرُوا بَالّلذّةِ .. فِي جَمِيع مُمَارَساتِكم .. حَتّى بَعدمَا يَسَترطَن الأَلَم .. فِي أَجْزَاءكم .. ، أَسْتَلَذُوا به .. !
../ حُمَّى الّلا شَيء ..
- أَسْفَل الأَشْيَاءِ التِّي تَلُح بَالطُهْرِ .. مُنْتَهَى القَذَارة ..
- لَيْسَ بَالكَلّمَاتِ فَقَط .. سَنَحْيا ..
- القَدَر لَا يُخَبيء سَوَى الصّفَعاتِ .. التِّي تَدُل عَلَى حُمْقِنا وَسَذَاجتِنَا ..
-خَلْف الكَلّمَاتِ كَهُوف وَأَخَادِيد .. لَابُد أَن تَصَل لَها قَبْل أَنْ تَصِل لَكْ ..
- لَكُلّ وَجْهٍ للألَمِ وَالوَجعِ .. لَذّة وَنَشْوَة ..
-الحَيَاةُ تَرَى الفُرَاق .. وَالمَوْت يَرَى اللّقَاء ..
- النتُؤة لا تُطّمَس بَل تَُرمّم ..
- لَا تَنْظُر أَسْفَل قَدَمِك مُطْلَقًا .. لأنّكَ سَتَرَى كَثِيرِين .. يُصَفقُون لَكَ ..
- كُن أَكْبَر مِنْ صغَارِ الحَرُوف .. فَصَغَارِ الحَرُوفِ أَحْقَاد سَودَاء .. تَرْتَدِي حَرُوف الهَجاء .. وَقَوَاعد الصّرف وَالنحُو .. رَدَاء
- المَسْئُولُون تُنتَظَر .. كَلّمَاتِهم لَتَكُون وَمْضَة تُنِير ظَلام الحَوَار .. وَتَسِير بَشَكْلٍ أُفَقي رَأسِي بَيْنَهُم .. ، فَإذّا أَرْدَت أَن تَعْرف .. عُمْق غَوْر مَسئُول .. أَعْط لَه قَضيّة فِكْر .. سَيَتَعَرّى أَمَامكَ .. !
- أَيْنَمَا وُجِد العَازَفِين وَالمُصَفّقِين .. وَآلات العَزْف وَكُورَال ذُو صَوْت قَوي .. سَيَكُون عَرْض رَائِع .. وَتَخْرُج سَيْمفُونَيّة تَسْتَحَق الأَسْتَمَاع وَالمُشَاهَدَة .. وَمَا أَكْثَر السّيمْقُونيات .. التّي تَسْتَحق الأَسْتَمَاع .. ثُمّ البّصْق عَلى المُصَفّقِين .. !
-أَيْنَمَا وُجِدَت رَاقِصَة .. تَعَثّرَت قَدَمِك .. فِي الجُثَثِ المُلْقَاة .. أَسْفَل قَدَمَيّهَا .. فَهُم دَائِمًا يَنْظُرُوا لَهَا .. مِنْ أَسْفَل .. لَتَرَاهُم هِي مِنْ أَعْلَى .. وَإِذ سَألت أَحَدَهم : هَل رَأيت وَجْهِها .. أَبْتَسم وَقَال نَعم .. ، مَلامَح الرَاقِصَة تَتَمَركَز فِي الأَجْزَاءِ العَارَية .. كَحَال الكَثِير هُنّا وَهُنّاك .. يَتَرَاقَصُون عُرَاة .. وَلكِن هَذَه الرّاقَصة .. أَشْرَف مِنْهم .. ، الشّرَف لَا يُقَاس بَالعُرَيّ فَقَط .. بَل لَمَاذَا نَتَعَرّى .. ! هَهَ
راقنى بشدة