السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أخوتي في الله كثيرا ما نسمع ممن حولنا ، كلام ظاهره الخير والعواطف
الطيبة ، من كلام عن نبذ الفرقة و توحيد الصفوف
ونحن والله لا نحب الفرقة و لا نحب التشرزم
ونبغض الإختلاف ، ونريد للمسلمين ان يجتمعوا جميعا ضد عدوهم المتربص بهم
ولكن علي ماذا نجتمع ؟!؟!؟!؟!؟
سؤال مهم
وقد علم قديما وحديثا ان الناس في أغلب الأحيان لا يجتمعون إلا علي طبل ومزمار أو طبخ ودينار
إلا من رحم ربي عز وجل
وديننا ضد هذا التجميع الغثائي
كما أخبر نبينا بذلك في الحديث الشريف
(توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) قيل (أو من قلة نحن يومئذ؟) قال (بل انتم كثيرولكن كغثاء السيل ويوشك الله أن ينزعن المهابة من صدور أعداءكم وان يقذف في قلوبكم الوهن)
قيل (وما الوهن؟) قال (حب الدنيا وكراهية الموت)
قال النبى صلى الله عليه وسلم:" انه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشديين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "
فوحق الله ان الامر بين فالرسول امرنا بالاجتماع والمتابعة لمنهج السلف من الصحابة ومن تبعهم باحسان الذين هم اعلم الناس بمراد الله ومراد رسوله ، ان مشكلة المشاكل هى سوء الفهم عن الله ورسوله وما اوقع المبتدعة فى بدعهم الا ذلك .
فعلي أهل الحق إذن مسؤلية عظيمة في تبليغ الحق و إنكار المنكر
فقال تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة : 78-79] .
قال تعالي( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) (آل عمران:110)
فتقدم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عن الإيمان بالله لعظيم قدره في دين الإسلام
فإننا جميعاً ، ركاب سفينةٍ واحدة ، إن نجت هذه السفينة نجونا ، وإن هلكت هلكنا ، كما في صحيح البخاري ، من حديث النعمان بن بشير ، أن البشير النذير، صلى الله عليه وسلم قال ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قومٍ استهموا على سفينةٍ ، فأصاب بعضهم أعلاها ، وأصاب بعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً حتى لا نؤذي من فوقنا ، يقول المصطفى : لو تركوهم وما أرادوا ، لهلكوا جميعاً ، ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعاً ) ، فنحن جميعاً ركاب سفينةٍ واحدة ، إن هلكت السفينة هلك الصالحون مع الطالحين ، هلك المتقون مع المفسدين ، ويبعث بعد ذلك كل واحدٍ على نيته ، يبعث كل واحدٍ على ما مات عليه
قال الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان ) .
*هل دين الإسلام دين التجميع الغثائي ، وتوحيد الصفوف توحيد غثائي !!!!!
قال تعالي(ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ)البقرة 176
(فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)137البقرة السبب في الشقاق قد بينه الله لنا
وقال تعالي (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
فعدم التنازع تابع أو مترتب علي طاعة الله و رسوله.
قال تعالى( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)
السبب في عدم التفرقه هي إقامة الدين كما في الأية
قال تعالى(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)
وحبله: هو شرعه الذي أوحاه إلى رسوله صلي الله عليه و سلم، فالأمر بالاجتماع ليس مجرد الاتفاق على أي وجهٍ كان، كما يدعو إليه بعض الذين قل نصيبهم من العلم، فيقول: الواجب على الأمة أن تجتمع مذاهبها على اختلافها، وعلى تناحرها، هذا هو الواجب على الأمة في نظره، نعم هذا هو الواجب، لكن مع أمرك بالاجتماع لا بد أن تبين طريق الاجتماع، وهو ما بينه الله في كتابه، أما أن تطلق الدعوة إلى الاجتماع دون بيان الطريق الموصل للاجتماع، فهذا لا يحقق المقصود، لأن الله لما أمر بالاجتماع لم يأمر به مطلقاً، بل أمر به أمراً واضحاً، مقيداً له بالاعتصام بحبل الله تعالى على ما جاء به رسول الله صلي الله عليه و سلم،
قال تعالي(أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)
وإقامته لا تكون إلا بالأخذ من مصادره الأصيلة الكتاب والسنة،
لأن الناس إذا أعرضوا عن الكتاب والسنة إلى ماذا يرجعون؟ إلى أهوائهم، إلى آرائهم، إلى أذواقهم، إلى ما يشتهون، إلى ما يحبون، وهل هذا مما يتفق فيه الناس؟ الجواب: أن هذا مما يختلف فيه الناس اختلافاً عظيماً، اختلاف الناس في آرائهم وأقوالهم وعقولهم وما يحبون أشد وأعظم من اختلافهم في ألوانهم، وأجناسهم، وألسنتهم
قال النبي صلي الله عليه و سلم: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة )) ولذلك يجب على المؤمن أن يحرص على أن يكون من هذه الواحدة التي بشرها رسول الله صلي الله عليه و سلم بالنجاة، وما هي صفتها؟ صفتها جاءت في سنة رسول الله صلي الله عليه و سلم، فإنه قال في رواية الترمذي لما سئل عن الفرقة الناجية قال: (( هم من كان على ما أنا عليه وأصحابي )) وفي رواية أخرى قال: (( هي الجماعة ))والجماعة: هم المجتمعون على كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه و سلم.
و أعلموا أن سبب الخلاف هو التكلم في دين الله بغير علم ، أما أهل الحق فلن يسكتوا عن ذكر الحق ، وهذا مما لا يلاموا عليه بل يحمدوا عليه
وعلي أهل البدع الرجوع للحق ،
وإلا لن نسكت
نحن عن إظهار الحق بإذن الله
قال أهل العلم (لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف)
معني هذا ان سبب الخلاف والضعف و الوهن والهوان هم أهل الباطل بجميع طوائفهم و مشاربهم ، ومن المضحكات المبكيات ان هؤلاء المفرقة لجسد الأمة ، من الذين لا يتورعون عن نشر مناهجهم الباطلة
هم أكثر الناس دندنة بتوحيد الصفوف
وكذبوا والله ، لو أرادوا توحيد الصفوف لرجعوا للحق وللدليل
أما هؤلاء فهمهم الأكبر و شغلهم الشاغل
اللهث وراء الشهوات والشبهات
ولن يرضخ لهم الحق و أهل الحق أبدا،
بموعود من النبي محمد صلي الله عليه و سلم كما في الحديث
"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك "
قال تعالى: " ولو أتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ستأتى على أمتي سنوات خداعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن و يخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة) قيل (وما الرويبضه؟) قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة)
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(متى تقوم الساعة)....قال (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)...قيل (وكيف تضيع الأمانة) قال (إذا وسد الأمر لغير أهله
قال رسول الله (لا يرفع الله العلم انتزاعا من قلوب الرجال ولكن ينتزع بموت العلماء حتى اذا لم يبقي عالماً اتخذ الناس رؤوس جهالاً فافتو فضلوا واضلوا . وقال ( اذا ضاعة الامانه فانتظر الساعه
فقصدق شيخ الاسلام ابن تيميه حين قال ان البدع كالجذام والطاعون و ان اهل البدع كالمصابين بهذا الوباء
وقال -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر)).
أي من ليس لديهم شئ من العلم أصلا
فأهل البدع ليس لهم سلف في أقوالهم و أفعالهم
وكل ما يستندون إليه
ما هي إلا أقوال نابعة عن أهواء و شهوات و تتبع لزلات العلماء
فسوف نرى من هولاء عجب العجاب
والله المستعان وعليه التكلان
أتمنى أن تصل هذة الرسالة إلى عقولكم قبل قلوبكم
وتعيها العقول قبل أن تطمئن بها القلوب