دُمُوعُنَا هِيَ قشُورنَا
لَنْ تَستَقِيلَ يَوماً مَادَامَ التَّصَحّر مُشتَبِكاً بِصَفحَاتِ قلُوبِنَا
يَكتُبُ عقُوداً لُؤلُؤيَّةً يَتَبَدَّلُ فِيْ تَارِيخِهَا كُلّ شَيءٍ كَانَ فِيهَا وَ بَينَهَا
بَاقِيَة تَنهَرُ أَقصَانَا المُدَبَّب بِالأَحلاَمِ كَأَطفَالٍ مُتَسَوّلِينْ .. !
صِدقاً , لاَ شَيء يَلِدُ الرُّوح سِوَى الأَحلاَم تُعِيدُ لِ الرَّبِيعِ دُمْيَتهُ
وَ يُطلِقُ اللهوَ عَلَى غَيرِ هُدَى كَهَتَّانٍ يُثْمِنُ اللحظَات كَرَّات عَدِيدَة
يُدهِشُ الإِتِّسَاع , وَ يُجَلجِلُ خَوَالِج الليل وَ أَقمِصَة النَّهَار يَنشُبُ
الدِّفءَ مِنْ تَحتِهَا
يُطبِقُ الوُجُود عَلَى إِبَادَةِ تَحتَكِرُ الأَجسَادَ أَجِنَّة عَائِمَة بِرَعشَاتِ ولاَدَةٍ
مُزوَّدَة بِكَهَارِبٍ قَادِرَة عَلَى إِحتِضَانِ البِدَايَة لِعصْرٍ جَدِيدْ .. !
عُدتُ ظَافِرَة .. ظَافِرَة
أَنْطَلِقُ مِنْ إِطلاَلَةِ السَّمَاءِ حَقِيقَة تَسدُّ رِيَاح الزَّمَنِ العجَافْ
أَلعَنُ الغِيَابَ , أَدفُنُ التَّلفَ , أَغسِلُ اليَبَاسَ مِنْ هَيكَلِ عَظْمِيْ
أَستَغرِقُ , أَتَنَرجَسُ وَ أَمتَلِيءُ عَلَى عَرشِ البَقَاءِ
أَنزَلِقُ مِنْ أَصابِعِ الجَاذِبِيَّة وَ أَطِير بِيَدَينِ وَ رِئتَينِ مَفتُوحَتَينْ .. !
عُدتُ كَحَبلٍ مَطَّاطِيٍّ تَشُدُّ بِنَاصِيَتِهِ الأَحدَاثُ كَاذِبَة فَوقَ غَفوَة الأَيَّام
عَمَداً لِتَرَى الإِجحَاف يُرَاوِدُ الأَقطَار وَ تَعُودَ إِلَى أَوطَانِهَا بِإنفِرَادٍ
دُونَ قَتلَى , دُونَ صَرخَة , أَوْ أُمنِيَة لَمْ تَنجُ مِنْ الإِحتِرَاقْ
وَ بِحَجمٍ التَمَرَّن عَلَى السَّيرِ مَعْ وحُوشِ الشَّوَارِعِ ,
سُرعَانَ مَا أُوَّلِي وَجهِي .. !
وَ أُوقظنِي بَاكِراً أَبتَسِمُ بِكيَاسَةٍ وَ هوَادَةٍ أَرجَى بِهَا العَودَة حَيث
مَاشئتُ بِفُؤَادِي .. وَ أَمضِيْ
عُدتُ عَاشِقَةً لَدُودَة أَتَفحَّصُ وَجهَ النجُوم مَعْ كُلِّ مُنَاسَبَة
لَهَا كَقَفزَةِ غَاطِسٍ لأَعلَى ..
عُدتُ غَيرَ مُشَتَّتَة , غَير مُهمَّشَة ..
غَير مُعرَّضَة لِ التَّحنِيطِ فِيْ وَجهِ الصَّمتِ لَيْلاً عَتِيماً
وَ الأَهمّ أَنِّي عُدتُ وَ أَنَا أَعلَمُ أَنَّ رُوحِي مَازَالَتْ مُلتَصِقَةً
بِي تَستَطِيلُ عَلَى أَبعَادِ بَدَنِي جلهَا ..
وَ أَخِيراً ..
بتُ أَشعُرُ بِمَسَاحَةٍ شَاغِرَة فِيْ نَفسِي دَانِيَة أَحلاَمهَا تُزَمجِرُ نَحوَ عَنَان الحُرِّيَة
وَ يَنسَابُ اليَقِينُ مِنْهَا كَ ضَوءٍ يُلَجلِجُ فَوقَ وَاقِع بَيَاضِي المُنفَتِحْ .. !
وَ عَينِيْ .. كَانَ مِنْ المُفتَرضِ مَنطِقياًّ أَنْ تَكُونَ غَائِرَة فِيْ إِغمَاضَةٍ مَصلُوبَةٍ
عَلَى أَصدَاءِ الطُّبُولِ الكَائِنَة فِيْ مَرَايَايَ حِينَ رَأيتُنِي ,
إِلاَّ أَنّي بُغتُّ بِهَا تَنضَخُ فِيْ وَجْهِ الأَنَامِ قَاصِرَة طَرفهَا بِنَبتَةٍ أَولَيتُهَا الروَاء بِحسبَانْ .. !
مقتطف اعجبني...