قال صديقى:
هذا الوحش الذي في داخلى لا اعرف كيف اسوسه يكاد يفترسنى..اننى اضيق به.. كل ما حولى يغذيه و لا يقف في وجهه الا ضميرى... و لكن ماذا يفعل المسكين امام وحش ضار؟
قلت : و تخاف عليه أعنى على ضميرك؟
قال: يلوح لى انه اضحى هزيلا لكثرة ما اخذت منه و كثرة ما اكل الوحش.
قلت: الا تزال تسوغ امام نفسك ما ترتكب من آثام و ذنوب بردها الي مثل و اخلاق عالية؟
قال: انى افعل.
قلت لا يزال ضميرك حيا عليك أن تنقذه
و سأل: ماذا اصنع و كل ما حولى يحكم على الضمير بالاعدام
ما كان حلالا يوما يصبح حراما يوما..ما تعلمته ووعيته و افنيت العمر انميه و اغذيه يكاد يذهب في المجتمع كالضباب.. انقلبت الاسماء امام عينى.. الناس يسمون النفاق لباقة و الكذب دبلوماسية و الوصولية مهارة و التقلب سياسة و هم يسخرون منى إذا جادلتهم بما اعرف و ما اقرا في الكتب..أاطويها؟ أأحرقها؟ هذا استطيعه..ولكن ماذا افعل في هذة الشمعة الخافتة الباقية في نفسى هل اطفئها هى الاخرى
واستريح؟
قلت:كانت الشمعة من قبل مصباحا وهاجا
قال : كانت!
قلت و ماذا اطفأ وهجها؟ لقمة العيش؟
قال: كلا
قلت المرأة؟
قال كلا انت تعرفنى من هذ ة الناحية
قلت لعله الوسط؟ آن مصباح الضمير كما يكسب الزيت من االنفس يكسبه من الوسط فأنت ضحية مسكينة..و لست وحدك !!
قال : و لكنك لم تحل المشكلة..
قلت: حلها ليس في يدى و لا في يدك..احتفظ بالبقية الباقية في السراج.. احفظها و زد عنها ما استطعت فان ومضة الفنار الصغير تنير ظلمات المحيط.