في ليلة صيفية ...
تملأ أنفي رائحة عطرك ويستدعي خيالي هيئتك الناضحة بالرجولة . . ,,
تذكرت تلك القبعة الجميلة الأنيقة والتي جعلتك تبدو كـ كلينت ايستوود ,كنا مغرمين به وبأفلامه
لذا ابتعناها هي تحديدا من أحد أكشاك النواصي الباريسية ..
يوم جميل حرصنا " منذ بدايته " على أن يكون مختلفا .
وددنا أن تشهد باريس وشوارعها على حالة عشق نعيشها .
تسكعنا , حضن الشانزليزيه بسحره العجيب فرحتنا ,,
كنت أتصيد الفرص لأهمس بأذنك ... أحبك .
ليتني أمتلك مصباح علاء الدين أو خاتمه السحري ليجلبا لي كل مافي محلات الشانزليزيه ,,
" قلتها لك مداعبة وبعفوية "
فأجبتني : يكفيك حبي !!!
مسافات طويلة قطعناها سيرا على الأقدام ..
فركوب السيارة في باريس جريمة عظمى ترتكب بحق المتعة و الانطلاق !
بهذا اقنعتني .
لم أشأ أن أبتعد عنك ولو للحظة , التصقت بك , ظلت كفي ممسكة بكفك
كأني خشيت أن تطير مني أو تتوه وسط زحام باريس وما صدقت وجدتك ..
عبرنا جسور نهر السين
رمينا بأجسادنا على ظهر أحد مراكبه السياحية ,
مبهورة كنت بمعالم باريس الساحرة القائمة على ضفتيه ,, جلسنا نتأملها من فوق مقعدين اخترناهما خارج المقصورة المغلقة فلم نرغب بالقيود يومها بتاتا .. كنت أفتقدك وأنت معي .. تخيل !!!
لذا سرعان ما كنت انتزع نظري عن روائع باريس لأتفقد معالم وجهك
كم خشيت أن يكون وجودك بقربي حلم فلم أود الاستيقاظ منه ..
ألذ فطيرة شوكولاته التهمناها يومها ,, مدتها يد البائعة الشقراء لنا وهي تبتسم
"بعد أن لاحظت بهجتنا " فغمزت معلقة وبلهجة عربية ركيكة
مرهبا أسل " مرحبا عسل "
تعالت ضحكاتنا فأصريت على أخذ صورة تذكارية لها معنا .
فتح لنا ميدان الكونكورد ذراعيه ؛؛ فملأتني الأجواء هناك بانتعاشة فريدة هيجت بي روح الإنطلاق وشيء من جنون ’
لم أتمالك نفسي حينها ؛؛ فصرخت بأعلى صوتي وسط ضجيج الموسيقى المنبعثة من هنا وهناك
أحببببببببببببببببببببببب بببك ..
ذات الشعور انتابني والرغبة ونحن نقف تحت تجويف برج إيفل الضخم ,
بأن أصرخ هناك مجددا " وبكل لغات العالم هذه المرة "
أحببببببببببببببببببك
لن أعبأ ,,,,,,, ولتسمعني مجاميع السياح المصطفة لانتظار دورها لصعود البرج
ويلعلموا جميعهم بأني أعشقك وبمدى سعادتي بك .
هي !!!!!
لم أتوقع رؤيتها !!
مالها ؛؛ تركت العالم كله بأراضيه وبمساحاته الشاسعة لتكون هنا ؟؟!!
ولتتواجد في اليوم هذا وفي الساعة والدقيقة هذه , وفي المكان هذا ؟؟!!
لم هي هنا تحديدا ؟؟ " حاصرتني الأسئلة "
يا الله هربتُ منها ومن ذكراها هناك .
أتينا إلى هنا لتكون لي وأكون لك ,
ظنا مني بأنك ستعوضني سنوات عمري التي ضاعت وأنا انتظرك .
ولكن انقلب حالك ؛؛؛ انطفأ بريق عينيك , تلاشى وهج السعادة المشعة به كانت ملامح وجهك ..
سيطرت الحيرة على مشاعري وخطواتي ..
أأتقدم نحوها ؟؟, أأتجاهلها وأتراجع لأقيك سهام ذكرى ستوجعني كما ستوجعك ؟؟..
كمن خشى الموت فاقدم مقتحما ميدانه بشجاعة مصطنعة " صراع البقاء "
ليثبت للجميع قدرته على المواجهة .. لم أكن أعلم بأني وثبت نحو مصيري البائس لأقتلني .
بادَرْتُها بالتحية , قبَلتُ طفلها الصغير ... ثامر ...
ما ان سَمِعت اسمه حتى انتفضت فرائضي واهتزت الأرض ومادت من تحت قدمي ...
شعرت كأني حشرت بين جدارين أخذا يضغطان وبشدة على جسدي حتى كادا يسحقاني ويفتتاني !!
أسمته على اسمك !!
تحشرج صوتها وهي تنطق اسمه " كانت تنطق اسمك ربما "
خنقكما الحنين والمفاجأة , فتغير صوتيكما , وخنقتني أنا الصدمة ,,
تضائلت بينكما .
نبرة صوتها , ونظرات عينيك فضحا كم شوق وحب لم ولن ينتهيا " .
نُكئت الجراح " جراحنا جميعا "
لقاء تيقنت بعده بأن حبها انتعش في قلبك مجددا " لو كان ذبل فعلا "
أعذرك ؛؛
يا لذكائها فنطقها باسم طفلها لم يتح لك الفرصة لتثأر لكرامتك .
ها هي تثبت وفائها لك بثامر الصغير ..
حبكما الحاجز عاد ليفصل بيني وبينك من جديد .
لم تنسك
كيف وهي تردد اسمك وتناديك طوال يومها ؟؟!!.
فثامر الصغير ورقة رابحة , ومفتاح ذهبي شرع أبواب الماضي على مصراعيه لتعاودا الولوج لدنيا حبكما من جديد .
ستشتعل أيامك وقلبك بنيران الذكرى , لتشتعل أيامي بنيران الشك والغيرة والإنكسار .
ويحي ؛؛؛
بادرت وإذ بي أعلن بمبادرتي الغبية نهاية قصة قدر لها أن تكون من فصل واحد !!!
لم تنسها ..
فضحتك دموع اغرورقت بها عيناك حين سمعتها تلفظ اسمه ,
انسحبت سريعا من بيننا لتراقبها من بعيد ,,
أجبروها على الزواج من ابن عمها المُغترب ,,لتبتعد بجسدها عنك لابقلبها" هاهو الحب مازال "
خشيت أن أسألها :
لم أنت هنا دون زوجك ؟
أين هو ؟؟
ترى هل تَعَمَدتْ أن تأتي دونه لأنها تعلم أنها ستلتقيك ؟؟
ألهذا اخترتَ باريس تحديدا لنقضي فيها شهر العسل ؟؟
هل تواعدتما ؟؟
ولكن أفسدت عليكما شجاعتي الزائفة موعدكما ,
لأنه لم يدر بخلدكما بأني من الشجاعة لأقتحم ميدان لقائكما مرحبة بها
"وددت أن أثبت لكما بأني نسيت وصفحت " ......بئس الشجاعة .
لم أنسى
فلسنوات وأمي وأمك تعزفان على نغمة .. هدى لثامر وثامر لهدى ,
فعشت الحلم الجميل والتهيؤ له ,
إلى أن ظهرت هي لتقتل الحلم والرجاء ..
ثامر
إنها قاصمة هذه المرة ..
فلن أحتمل أن أعيش مع جسدك دون قلبك وروحك ,,
مُذ رأيتَها لم تعد ثامر الذي هرب بي لباريس ليحبني أنا فقط .
ثامر الذي عاد لي مبتهجا وفرحا بعد سنين طوال تمزق فيها قلبي بسببه .
فرحت بعودتك .. كمن خضع لرحلة علاج ليشفى من حالة إدمان حب ظننته انتهى ,
وبعد أن شُفي عاد ليسمعني أروع عرض تشوقت لسماعه :
هدى حبيبتي , يا إبنة خالتي العزيزة .. تتزوجيني ..؟؟
عذرا
رغما عني لملمت أشيائي واخترت الرحيل , فلم يبق لنا من العسل ما يصلح للعقه
تهشمت زجاجته واختلط العسل ورضابه بشظايا الماضي وبشظايا الشك والغيرة ..
لو حاولتُ تجرعه فسيُجَرِّحني ومشاعري وكرامتي , وسيجرحك حتما " ولو بعد حين " لتنتهى الحكاية .. ..
ثامر
إلى هنا وكفاني فماعدت أحتمل .
وداعاً
((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((())))))) ))))))))))))))))))))))))))))))))))))))
ضغطت على أيقونة الإرسال ثم اغمضت عينيها لتسمع
موعووود موعود
موعود معايا بالعذاب موعووود يا قلبي
موعود ودايما بالجراح موعود يا قلبي
ولا بتهدي ولا بترتاح في يوم يا قلبي يا قلبي
وعمرك عمرك ما شفت معايا فرح
كل مره
ترجع المشوار بجرح وعمرك عمرك ما شفت معايا فرح كل مره كل مره
ترجع المشوار بجرح
والنهارده النهارده جاي تقول انسي الآهات
جاي تقولي يلا بينا يلا بينا الحب فات
......
......
م0ن