مرحلة البلوغ هي مرحلة من مراحل نمو الإنسان، وتعتبر من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته لأنها مرحلة لا توثر على سلوك الفرد في هذه المرحلة العمرية فقط بل توثر عليه في جميع المراحل التالية لها واهم ما يميز هذه المرحلة هو حدوث نمو جسدي ونضج جنسي . وكلمة البلوغ (Puberty) مشتقة من الكلمة اللاتينية (Pubertas) والتي تعنى النضج أو حالة البلوغ (Adulthood). وتتم عملية البلوغ بحدوث بعض التغيرات الهرمونية بواسطة ذلك الجزء فى المخ المعروف باسم "هيبوثالامس – Hypothalamus" الذي يُحفز الغدة النخامية، وهى بدورها تنشط الغدد الأخرى. وهنا يبدأ الجسم في إفراز ، هرمون التناسل الذكرى وهو "التيستيرستيرون" لدى الذكور وهرمون التناسل الأنثوي وهو "الإستروجين" لدى الإناث وتبدأ مرحلة البلوغ عند الإناث فى سن مبكرة (8) سنوات، أما الذكور فبعد هذه السن بعامين أي عند الوصول لسن (10) سنوات. وتقوم "الهيبوثالامس" بإرسال إشارات بالتغيرات الهرمونية التي تحفز بدورها الغدة النخامية، وفى المقابل تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمونات منشطة للأعضاء التناسلية تسمى (Gonadotrophins) التي تحفز كلاَ من الأدرينالين والخصية أو المبيض (Gonads). ومن هذه الغدد يأتي فيضان الهرمون الجنسية: التيستيرستيرون والإندروجين عند الذكور الإستروجين والبروجيستين عند الإناث، وتقوم الهرمون الجنسية بتنظيم نمو الأعضاء التناسلية وعلى الرغم من تشابه الهرمون التي تفرزها الغدة النخامية (Gonadotrophins) إلا أن الهرمونات الجنسية التي تُفرز تكون مختلفة كلية عند الذكور والإناث. وهنا نلاحظ ملاحظة هامة جدا وهى أن الخبرة التي يمر بها الذكور والإناث أثناء مرحلة البلوغ هي خبرة جديدة لم يتعود عليها لا الإناث ولا الذكور وهنا نجد أن العديد من الذكور والإناث قد أصيبوا بحالة من عدم التوازن وقد يصاحبها حدوث بعض الاضطرابات النفسية. هذه التغيرات لا تحدث بين عشية وضحاها وإنما تتم على فترات طويلة. وتتأثر حدوث التغيرات ببعض العوامل منها الجينات ، بالإضافة إلى أسلوب التغذية كما تعتبر فترة البلوغ هي فترة الضغوط النفسية والجسدية على كل من الفتى والفتاة ، لأن التغيرات التي تحدث فيها وقدرة الشخص الذي يمر بها على التكيف ومواجهة هذه التغيرات تكون بمثابة التحديات التي يواجهها الفرد إما أن تمر بسلام أو ينتج عنها اضطرابات نفسية.
هذا بالنسبة للبالغ العادي والذي يجب على الإباء والأمهات أن يتوخوا الحذر والحيطة حتى تمر هذه المرحلة بسلام أما بالنسبة للتوحدى فالمشكلة تحمل قدرا كبيرا من الصعوبة فالتوحدى بالإضافة إلى المشكلات التي يتعرض لها البالغ العادي يتعرض التوحدى الى العديد من المشكلات المرتبطة بالتوحد والبلوغ في وقت واحد ومن المشكلات التي يتعرض لها المصابون بالتوحد، نمو الرغبة الجنسية وظهور حالة الاستمناء عند الأولاد مما يدفعهم إلى ممارستها - دون إدراك عادات المجتمع وقوانينه- أمام الناس في المكان العام.كما أن هذه العادة تدخل ضمن السلوك الروتيني للتوحدى وهنا تصبح بالإضافة إلى المتعة المرتبطة بهذه العادة قد أصبحت عادة روتينه لإصابة البالغ بالتوحد.
كذلك يظهر لديهم الميل إلى الجنس بمظهر غير ناضج، فيكون لديهم فضول طفولي متعلق بالأجساد، وقد يبادر أحدهم بسذاجة وبراءة إلى خلع ملابس الأطفال الآخرين.
أما الفتيات فإن عملية الحيض والعادة الشهرية غالبًا ما تبدأ لديهن خلال الوقت الزمني نفسه الذي تبدأ فيه عند الفتيات الطبيعيات.وهنا أيضا تظهر لدى الفتاة العديد من المشكلات التي تتعلق بالنظافة الشخصية والميل إلى الجنس الأخر والفضول والتي لا تعرف الفتاة ولا تدرك كيف تتصرف في هذه الأمور
ولمواجهة الرغبة الجنسية لدى هؤلاء المصابين بالتوحد لا بد من عمل التوعية اللازمة والقيم بتدريب التوحديين مبكرا وتأهيلهم لتقليل المخاطر الناجمة عن القيام بأمور تخالف معايير المجتمع وأخلاقياته، ومنع المصاب من ممارسة أي عمل غير مقبول اجتماعيًا.
إلى جانب ذلك لا بد من توعية الفتاة بالدورة الشهرية وتدريبها على استخدام أغطية خاصة من البلاستيك، وتوعية المراهقات بأمور الحمل والولادة.
والحقيقة أن للأسرة دورًا بالغ الأهمية في مواجهة مرحلة البلوغ عند التوحديين، حيث يجب على الآباء مواصلة الجهد في تعليم القواعد السلوكية العامة وقوانينها. كما يجب عليهم تنظيم وتوفير الفرصة الملائمة للدمج للتوحديين مع البالغين والمراهقين، واختيار رفاقهم بعناية ودقة.
كذلك يجب على الآباء تفهم حالة البالغين والمراهقين من التوحديين، للتعامل معهم بسلوك مدروس في كل موقف من المواقف التي قد يواجهها التوحدى .
أما في مجال التعليم فيجب اختيار التعليم المناسب لقدرات هؤلاء الأشخاص، وتدريبهم على إنجاز مهارات مناسبة تمنحهم جزءًا من الاستقلالية في حياتهم كما انه من الضروري أن تتعاون الأسرة في دراسة كيفية إعداد التوحدى للحياة التي تتناسب مع ظروفه العقلية، وذلك في ارتياده مختلف الأماكن مثل الأسواق .