عمود العمر
مااحتجت الى شيء بعدك كحاجتي الى عكاز ترفعني من الارض وتحميني من السير على اربع
فللعمر عمود ان سقط التصقت سماء العمر بأرضه
لا اعلم كيف تحول قلمي بعدك
من "سلاحي" الى "عكازي"
ولولا هذا القلم لتساقطت منذ زمن
وأشد ما ارعبني بعد رحيلك
أكتشافي أن للعمر أعمدة
وأن بعض البشر أعمدة للعمر
وأنه عندما ينكسر عمود الإنسان
يسقط الإنسان
وعندما ينكسر عمود البيت يسقط
البيت
وعندما ينكسر عمود العمر يسقط
البيت والعمر والأنسان
وقد كنت عمود عمري.. حين انكسرت
أنت
سقط البيت والعمر وأنا.
كنت عمود عمري
لهذا،لم يؤلمني قلبي وانت ترحل
مقدار ما آلمني ظهري
حتى كدت أسيربعدك على اربع
فبعد موت الحكاية ينحني الانسان
كثيرا
وانحناء ما بعد الفراق يجعلنا نبدو
أكبرسنا وأكثر عجزا
ووحدها الانثى تدرك الفرق
بين العلاقة المفضله والصداقة
المفضلة والحكاية المفضلة
والمرحلة المفضلة
وانت لم تكن حكاية مفضلة ولا
صداقة مفضلة ولا مرحلة مفضلة
أنت كنت هذاالعمر بامتداد مراحله
وعلاقاته وصداقاته وحكاياته
وكنت أنا في نظرهم الغجرية التي لا
تجيد تعدد صداقاتهاوعلاقاتها
وتؤمن بمبدأ،الرجل الواحد للعمر الواحد
ومع أننا لم نولد في زمن الحرب
ولافي زمن الجاهلية
ولافي زمن الكوليرا
ولافي زمن الطاعون
لكن..
عزل كلانا عن الأخر، لايمت
للأخر بصلة
فأمسى عالمي كجزيرة النار التي إن
اقتربت منها احترقت
وأمسى عالمك كالمدينة الموبوءة
التي منعت من دخولها كي لاأهلك
وبرغم أنني لم أسقط عليك من
السماء
ولا أنت نبت لي من الأرض
وبرغمأأننا كنا كسائر البشر
حواء وأدم.. أدم وحواء
حكاية مكررة، أحلام مكررة، ومشاعر
مكررة منذ بدء الخليقة
لكن ظهورنا في العمر الخطأ
جعل حبنا بحجم خطئية على الأرض
وكم حمدت الله أنك لم تتسرب
عالمي
وأنا على مقاعد الدراسة
لكنت الأن أنثى فاشلة
عرقل قلبها مستقبلها
لهذا كان للخيال في علاقتي بك
النصيب الاكبر
وكان للاحلام في حكايتي معك دور
البطولة الاولى
وكطائرة ورقية تماما
كنت أمسك بك بحرص طفلة تخشى
غدر الرياح
لكن خيطك انقطع من يدي
وأخدتك الرياح الى حيث لااعلم ولا
ادري ولا ابصر
وقضيت عمري فوق شواطيء الوهم
ابني القصور الرملية
وانتظر وصول سفينتك المرتقبة
وانساني ذهول الفراق
ان القصور الرملية لا تستر العشاق
وان بحر الخيال لا يأتي بالسفن
وكنت امرأة قابلة للوهم كثيرا
وماأكثر الذين خدعوني بك
خدعني بك قلبي كثيرا
خدعتني بك قارئة الفنجان
خدعتني بك قارئة الكف
خدعتني صحف الحظ وكتب
الابراج
خدعتني بك حكايات جدتي
حين أوهمتني أن وقت الامير
يتسع للبحث عن صاحبة الحذاء
وبعد أن ارعبنا المساء!
لاشيء يكسر
كالحب بجنون والتصرف بعقل.
م0ن