سلام الله عليكم
أخوانى وأخواتى
كيف أحوالكم جميعا
فى ظل الظروف والملابسات التى نعايشها ...... تسمع من ينادى بفكرة معينة ... أو رأى معين ....
فترى الملايين مؤيدين للفكرة ...... دون تردد أو حتى مجرد تفكير
فى معطيات هذه الفكرة أو ملابسات هذا الرأى
فى الوقت ذاته .... ترى من ينادى بما يتناقض مع هذا الرأى
فما يلبث المؤيدين .... حتى يتحولوا إلى مهاجمين معارضين لنفس الفكرة
التى كانوا فى يوم من الأيام يدافعون عنها ويقاتلون من أجلها
أى أنهم أصبحوا مثل الريشة .... التى تحركها الأمواج على ماء البحر
أو تذروها الرياح على الرمال المتحركة .....
فإن سلمت من نقل الرياح لها وفعل الرياح بها ..... تحركت رغما
عن أنفها لكون الرمال متحركة فالأرض التى وقفت عليها
ليست صلبة متماسكة
كانت مقدمة .... عن حال أولئك النفر .... الذين يهتفون مع كل من يهتف
وينعقون مع من ينعق .... بمجرد أن يلتقم البوق ..... تراهم يجيدون النعيق .......
دون النظر إلى ما يحمله نعيقهم ...... من غشٍ وتدليسٍ وتلفيق .....
أيها الأحبة .... لا يكن أحدكم إمعة .... كما قال حبيب قلوبكم عليه الصلاة والسلام .... إن أحسن الناس أحسن وإن أساءوا أساء ...
نحن بحاجة إلى إعمال كلام ربنا
وتطبيق سنة نبينا ...... عندما نتناقل الأخبار .... أو نسمع عن فتنة ....
فالتثبت ... التثبت .... رحمكم الله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
ولتكن أنت
لا غيرك هو من يبنى أفكارك .... بعد التمهل والتأنى فى الحكم على الأشياء
فمن الحكمة ..... ألا تحكم على الأشياء من أول وهلة
فكم من محن .... حسبناها منن
وكم من شر حسبناه خير
فجهلنا معلوم ..... وعلمنا قاصر معدوم
فارجع أخى فى النوازل إلى العلماء الربانيين
ولا تتعاطى الأفكار ..... وتساهم بتسرعك فى الحكم على الأخبار .... أن تجنى لبلدك
الخراب والدمار .....
واعلم ..... أن بلاد المسلمين عامة ..... وبلدنا مصر خاصة
مستهدفة ..... يحاك لها .... ويدبر لتفكيكها ..... فيا رعاك الله ..... لا تكن معول هدم
بأيدى هؤلاء دون أن تشعر .....
بل كن أنت أنت .... من يبنى
كن أنت أنت من يعمر
كن أنت أنت من يؤيد الحق بحق
بفهم .... وعلم .... وروية .... وحكمة ..... ورحمة
ولا تستهن بنفسك .... أو تحقر من شأنها
فكلمتك ... ورأيك .... إما أن تكون بمثابة لبنة فى البناء .......أو معول من معاول الهدم
لا أخفيك سراً
كنا مغفلين ..... سامحنى
بالفعل كنا مغفلين طوال العقود السابقة
فلا ينبغى أن نفيق من غفلتنا على غفلة أكبر
بل الوقت الراهن .... يحتاج منى ومنك ومنك أختى أن تتضافر جهودنا
للوصول إلى طريق حريتنا .... ولن نصل إلى وجهتنا إلا إذا كنا على أرضٍ ثابتة
لا تهزها الرياح .... ولا تغير من طبيعتها الأحداث من أفراحٍ وأتراح
فكن أنت .... ولا تكن غيرك
لتهتدى إلى وجهتك .... وتحفظ لنفسك عزتك .... وكرامتك
واسمحوا لى على الإطالة
من أخ ... آلمه التطاول على العلماء .... وتصديق الشائعات المغرضة
التى يروج لها العلمانيين وأصحاب الفكر العفن من ليبراليين وغيرهم
أسأل الله تعالى أن يردنا إلى الحق والعدل .... وأن يمكن لدينه فى الأرض
وأن يفتح له قلوب الناس
مع أرق تحياتى ..... أبو عبد الرحمن