بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ثم أما بعد
اخواني اخواتي قد يتساءل المرء ما الذي يجعلنا نصبر على متاعب تلك الحياة ومشاقها
مهما بحثنا عن الجواب فلن نجد سوى ما قاله رب العزه في الحديث القدسي
"انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"
نعم انه اليقين انه هو ذلك المحرك الذي يلهب قلوبنا ويحركها في تلك الحياة
يقين بأن الله لن يضيعنا
يقين بأن الله سيعيننا
يقين بأن الله لن يخيب ظنوننا
نعم...ان ذلك الحديث يحمل في طياته الكثير والكثير فقط علينا أن نحسن الظن بالله وبعدها ننال وعد الله لنا بتحقيق ذلك الظن
لكن لن يتحقق مانريد الا بأمر واحد وهو عماد المسأله"اليقين"
فالدعاء أساس استجابته اليقين
وحسن الظن بالله لا يكون بأن نجرب ذلك ..... لا انما هو اليقين
كثيرا ما قرأنا عبارة "يقيني بالله يقيني"
هو جناس تام بين الكلمتين لكنه يحوي معنى عظيما فالأولى تعني أن ثقتي وايماني واعتقادي بالله يؤدي بي الى الثانيه وهي أن أنال حماية الله
ووقايته
أتعلمون ان الله أخذ على نفسه عهدا
استمعوا معي الى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
"يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وحق العباد على الله ..قال الله ورسوله أعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه لا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أنهم اذا فعلوا ذلك ادخلهم الجنة"
اذن أخذ الله على نفسه حقا بالا يعذبنا اذا وحدناه تمام التوحيد وان نوقن بوجوده بغير شريك ولا نظير
اتعلمون ان الظن في اللغه قد ياتي بمعنى اليقين
استمع الى قول الله تعالى في وصف الصلاه"وانها لكبيرة الا على الخاشعين.الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون
"
فجاء هنا الظن بمعنى اليقين وجاء قول الله تعالى مؤكدا ب"ان"موضحا ان الصلاة ستكون شاقة وصعبة واستثنى ب"الا" الذين يخشعون في
الصلاة ثم جاء وصف هؤلاء الخاشعين بقول الله تعالى ان هؤلاء الذين يوقنون في لقاء الله يوم البعث
اذن حتى العبادات لايقوينا عليها سوى يقيننا بالله الذي يورثنا ذاك الخشوع....فما بالنا بالحياة الدنيا
هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى....... ونسأل الله أن يلهمنا يقينا به لاتشوبه شائبه.....
والله تعالى أعلى وأعلم