وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
؛
؛
كنت أتامل الحياة
وكنت أتساءل ما هو حجم الأشياء الجميلة التي يحتاجها هذا العالم
كي تمحو دمامته وتخفي قبح وجهه. ..؟!
من أين يجئ الفجر بسحره الأبدي
وكيف تحتفظ الحياة بكل جمالها المدهش رغم كل شئ ..؟!
ما الذي تهمس به الشمس للريح فتضاحك طرباً وتدغدغ في رواحها أغصان الأشجار
وجنات الزهور وأعشاش العصافير الصغيرة الدافئة ..
وتتملكها نشوة البوح فتثير السحابات البيض الصغيرة
في وجه الشمس وفي صفحة السماء الهادئة ...
لِـ وهلة ..
تشحذ الحياة كل جنودها المختبئة في سكون الريح
بين أشجار الغابات السامقة
وفي قاع النهر المتألق
وفي أعشاش الطيور وقيعان البحار وبين أصداف الشواطئ
و على قمم الجبال التي يكسوها الجليد الأبدي
وبين الجداول التي تنساب برشاقة بين الصخور
و على تيجان الزهور التي تفتح عيونها لترى ضوء الشمس
ومن كل حدب وصوب لتُسبّح في تناسق و إنسجام مع خفقات أجنحة الطير
وتساقُط حبات الندى على أعشاب الطريق ...
لِـ تُسبّح في إنتـشاء و لـذّة
و بلغة لا يعلمها سواه سبحانه ..
و لا تدركها إلا القلوب الوجلة و التي تنصت بعمق ..
لتسمع خفقات الحياة و هي تردد في جنبات الكون حمدها و تجردها لخالقها العظيم ...
؛؛
سبحــــانك .. كم من نعمة أنعمت بها عليّ فقّـل لك عليها شُكـري
وكم من بلاء إبتليتني به فقّـل عليه صبري
فلا نزعت نعمتك
و لا آخذتني بجهلي و قلّة حيلتي و نقص صبري ...
سبحــــانك .. ما راحت الريح وما غدت ..
سبحـــانك.. ما امتدت الحياة و ما انتهت...
سبحــانك .. ما تنفس الصبح وما عسعس الليل
وما خفقت قلوب المؤمنين بحبك
وما خفقت قلوب العاصين بالطمع في جميل عفوك
وما خفقت قلوب الغافلين بالبعد عنك و وسعتها بحلمك ..
سبحــــانك .. ما ذكرك الذاكرون و ما شكرك الشاكرون ...!
سبحــــانك .. ما تعاقب الليل والنهار وما جرت في جدب الأرض الأنهار وما بكى شوقاً إليك العابدون في الأسحــار
و ما تعلقت بحبك قلوب الأبرار ...
سبحــــانك .. يآرب كل شئ ، ومالك كل شئ ومليك كل شئ
يا أكرم من أعطى , وأرحم من سُـأل
و أعزّ من نصر , وأحلم من غفر
و أجمل من ستر , و أصدق من وعد
سبحــــانك .. تعز من تشاء وتذل من تشاء تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء..
بيدك الخير و أنت على كل شئ قدير....
يا رب ... لك الحمد كما ينبغي لجـلآل وجهك وعظيم سلطآنك ..