لقد أنعم الله علينا بنعمة الهداية فاهتدينا وسلكنا طريق الحق والخير
بعد أن كنا بعيدين عن الله لا ندرك حقيقة وجودنا في هذه الحياة
فبفضله ومنته عرفنا الحق من الباطل فعدنا مسرعين بقلوب منيرة خاشعة متهلهلة بذكر الله خاضعة له
وبدموع الذل والخضوع والندم ندعوه ونتقرب إليه بشتى الوسائل والعبادات لنصل إلى مرضاته
ولكن حين بعد حين
ماذا يحدث ؟؟!!
لما هذا القلب لم يعد يشعر بحلاوة العبادة
وكأنه لم يعد يترقرق لذكر الله
أين الدموع التي ذرفت من خشية الله
لما أصبح هذا القلب قاسياً كهذا ؟
ما حلّ به ؟؟؟!!
الجواب وبكل بساطة فقدنا روح العبادة عندما أصبحت عبادتنا عادة
ففقدنا حلاوتها وجوهرها
فالصلاة فقدت الخشوع وقيام الليل فقد حلاوته ولذة القرب إلى الله فيه
وغيرها من العبادات الأخرى فقدت أيضاً لذتها .
فيقسو هذا القلب
ولكن متى ؟
عندما نشعر بأنفسنا بشيء من الزهو والكبر في عبادتنا
ولكن السؤال هنا كيف نزيل الغبار عن هذا القلب ونعيده متأجج بحب الله
أولاً : نعيده في الذل إلى الله وأن ندرك جيداً بأننا مهما عبدناه نبقى تحت رحمته
مقصرين في حقه وفي شكره على نعمه علينا
روي عن عابد لله قضى من عمره سعين عاماً معكتفاً في بيته يعبد ربه أناء الليل وأطراف النهار
فبُتلي بشيء من الزهو والتعالي على الناس بعبادته فرأى يوماً في منامه رؤية
بأنه واقف في يوم الحساب فيأتي رجل أمامه لديه ما لديه من حسنات وسيئات
توضع على الميزان فترجح كفة الحسنات قليلاً عن كفة السيئات
فيقول له الله تبارك وتعالى ( ادخلوه الجنة برحمتي)
ويأتي أخر لديه حسنات أكثر فيقول الله جلّ وعلا ( ادخلوه الجنة برحمتي)
ثم يأتي دوره وهو متعجرف بنفسه فيقول: لله أما أنا يارب فأريد أن تدخلني الجنة بعبادتي
التي عبدتك فيها سبعين عاماً فتوضع عبادته كلها في كفة ونعمة البصر في الكفة الثانية
وطبعاً ترجح كفة نعمة البصرفيقول الله (ألقوه في النار)
فيصرخ العابد :لا يارب لا يارب إنما أن أريد أن أدخل الجنة برحمتك
فكلنا تحت رحمة الله ويجب أن نستشعر أن بفضله ومنته علينا نعبده
لأنه يسر لنا التقرب إليه واختارنا دون غيرنا
ثانياً الذكر أن نذكر الله دائماً إينما كنا لقوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
وخاصة الإكثار من قول لا إله إلا الله بكل تمعن
عن حديث للرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(جددوا إيمانكم فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب , قالوا :فماذا نقول يارسول الله قال : قولوا لا إله إلا الله)
ثالثاً: الدعاء أن ندعوا الله دائماً أن يثبت قلوبنا على دينه وعلى طاعته وحبه وحب رسوله
كان أكثر دعاء النبي صلوات ربي وسلامه عليه ( اللهم يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك