وأغمضت عينى....
عين ... كثيراً ما أغمضها
أغمضها حلماً ... أغمضها ألماً
أغمضها شوقاً وحباً
أغمضها استكانةً وهرباً
فكم من غمضة أخذت بقلبى لعالم ملائكى
وسمت بروحى إلى حيز أبيض نقىّ
لا تشوبه شائبة الهموم ولا تكدر صفو سمائه غيوم
ما أروعه وما أحلاه
وكم من غمضة تعقبها فى الحلق غصة
غمضة قد لا تتجاوز ثوانِ معدودة
لكنها تسرد فى لمح البصر ... قصة
وأغمضت عينى ....
أغمضتها وتركت لقلبى العنان
فذهب مصطحباً روحى معه
إلى حيث روضات الجنان
وجلسنا على أعتاب بستان مزهر
نتأمل ... نتسامر .... نتذكر
وفى دنيانا نتفكر
كيف أن الله قد وهبنى نعمة
أعجز إن هممت أن أصف عظمتها أو حاولت أن أقدر
فلا وصف يكفى ولا تقدير لها يغنى
فلهى أجل وأعظم من أن أحصى لها ثناء أو أشكر
ربى لك الحمد أن خلقتنى على دينك الذى ارتضيت
وأحييتنى على ملة أبى إبراهيم خليلك الذى اصطفيت
وأسألك يا مجيب الدعاء
أن تقبضنى على دينك وتختم لى بتوحيدك
وأن أبعث عليه ومع نبيك العدنان أُحشر
وانتبهت ... وأفقت من غمضتى
فوجدت أنى مازلت بدنيا البشر
وأنها كانت .... مجرد غمضة
وأغمضت عينى ...
وجُلت بخاطرى إلى حيث زمن بعيد
لكنه فى القلب قريب
أعيشه وأحياه ... وبروحى أرى سناه
طفت وطاف قلبى معى إلى حيث زمن الرسالة
إلى حيث بشر ليس كأى بشر
هو البدر فى تماته .... هو من يُشبهه القمر
وبغمضتى حلمت وتمنيت
لو أنى ذرة من تربة هذا الزمن
عليه يخطو خير البشر
وصحبته وآل بيته الكرام أرباب الطهر
هتفت يارب... به آمنت ولو لم أرَه بالنظر
وعلى نهجه سرت ... عسانى ألحق بركب قد فاز وانتصر
فاللهم أوردنى وأحبتى حوضه وارزقنا شفاعته
واجعلنا إلى أن نلقاك من القابضات على الجمر
وأغمضت عينى ....
وبابتسامة قلب ... شعرت أنى مع من أحب
أرى طفولتها وجمالها.... غيرتها ودلالها
أرى قوتها ورزانتها .... تقواها وعلمها
وأمرّ بخاطرى على سيرتها العطرة الزكية
أشعر بالعجز والقهر مما عانت ومر بها من عناء وكدر
ولا ألبث أن أعود فيأخذنى شعور بالفخر
وكيف لا أفتخر بأمى عائشة الطهر
ما أكرمها على الله وقد أنزل ببرائتها
آيات تتلى إلى يوم الحشر
أحبك أمى ... وعلى ضوء سيرتك ومسار خطوتك
تضئ حياتى وتزدهر وتثمر
وأغمضت عينى ...
فأخذنى قلبى بصحبة أحبة سكنوا الفؤاد
وأرواح تآلفت بإذن رب العباد
إلى حيث أمنيات وأحلام
نكاد نراها تتحقق تحت ظل عرش الرحمن
على منابر من نور يوم يشتد الحر ويشتد الظلام
لله در أحبة على مرضاة الله اجتمعوا
وعلى محبته ترافقوا وفى جنات الفردوس صحبة طمعوا
فاللهم اجمعنى بهم فى جنات ونهر
يا مليك يا مقتدر
ومازالت العين تغمض ...
راقنى